أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جهاد علاونه - إلى أين ذهبت دمشق؟














المزيد.....

إلى أين ذهبت دمشق؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 10:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


اعذريني يا دمشق لأنني لستُ معتادا على حمل السلاح ولم أجرب طوال حياتي بأن أمسك بأي سلاح حتى سكين المطبخ أحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان ولا يمكن أن أعبر عن ثورتي إلا من خلال دموعي,وفي يومٍ من الأيام ستقتلني مشاعري الرقيقة وسأندم ندما شديدا لأنني لم أساهم إلا في اجترار الدموع والوقوف على الأطلال.

أين ذهبت دمشق عاصمة الأمويين؟هل دخلت في غيبوبة أبدية؟أم أنها دخلت إلى غرفة نومها البنفسجية؟أم أنها تبحث عن من ينقذها من أبنائها؟لم أرَ شعبا أو أناسا مثلنا..ولم أقرأ في كل كتب التاريخ عن عهرٍ يشبه عهرنا وعن (قوادين) مثلنا,وعن دجالين مثلنا وعن مجرمين مثلنا نقتل القتيل ثم نمشي في جنازته ونبكي حزنا عليه.. وأين ذهبت نساءها التي لم نكن نكف يوما واحدا في الحديث عنها!!فحين يكون المجال مفتوحا للحديث عن النساء وعن الجمال تكون دمشق هي عاصمة الجمال وهي سيدة الموقف وتكاد أن تكون حدود الشام وبداياتها ونهاياتها عبارة عن جسد امرأة وأمام قدميها عابدٌ يطلبُ منها رضاها وبأن تمنحه الحياة,وكانت دمشق عاصمة الجمال,والآن هرب منها الجمال وهرب منها الغزل وهرب منها الحنان ولم يبقى فيها إلا المجرمين الذين لا يكفون يوما واحدا عن ممارسة الشذوذ من قتلٍ وتعذيب حتى طال القتل الفنانين العُزل من السلاح والذين كانوا يغنون للحب ويضحكونا في مسرحياتهم.

يا سوريا..يا شامُ...يا أحياء دمشق إلى أين ذهبت أصوات ضحكات الأطفال؟وإلى أين ذهبت مراجيحهم وسياراتهم الصغيرة التي كانوا يلعبون فيها؟وإلى أين ذهبت اللعب الصغيرة التي كانت البنات يلعبن فيهن يرضعنهن كما تفعل الأمهات ويمشطن شعرهن وجدائلهن!! أين اختفت مدينة الحب والرومانسية.

ما زلتُ مقهورا من انبعاث صراخ الأطفال الذين ذُبحت أمهاتهم وآبائهن أمام عيونهم؟ما أصعبه من موقفٍ حين يُذبح الأب أو الأم أمام أطفالهم,أين أنت يا سوريا اليوم؟وكم تبعدين عنا؟وإلى أين سيأخذك نصيبك الجديد من الدنيا...أحاط بمنزلي كثيرٌ من السوريين الهاربين من الجيش النظامي ومن الجيش الحر...وهذا يتهم هذا بالقتل العمد وذاك يتنصل من الجريمة كلها وينسبها إلى خصمه: علما أن هذا يقتل وذاك يقتل...ولستُ أدري كيف تكون للقاتل نفسٌ مفتوحة على الطعام بعد أن ينهي دوره الوحشي في ممارسة سفك الدماء وخصوصا دماء الأطفال؟,كيف بهذا الشخص أن تأتيه نفسٌ للأكل وللشرب بعد أن يأخذ وجبة من القتل والتعذيب؟.

نحن أمة عاهرة ولا يوجد أعهر منا على وجه الأرض؟ونحن أمة حرام علينا أن ندعي بأننا من البشر..فبعد الذي شاهدته من صورٍ مروعة لمنظر الأطفال المذبوحين بالسكين في سوريا لم يعد لي قابلية لهضم الطعام وتغيرت وجهت نظري عن العالم كله وغيرت وجهت نظري حتى عن حالي,فنحن حرامٌ علينا دوليا أن ندعي بأننا من العالم والناس وبأننا مثل العالم والناس...نحن أمة تقرفُ من سيرتها الأمم الأخرى..ونحن أمة حرام علينا أن نذوق الخبز والطعام فكل ذلك يذهب في أجسادنا هباء منثورا ونحن لا نستحقه ولا تستحقه إلا تلك الدول والأمم التي تُسعد أطفالها.

أنا أعتقد بأن الله يفضل أن يرانا نسكر ونمارس الجنس والعشق والحب ولا يحبُ أن يرانا ونحن نقتل بعضنا...فما ذنب الأطفال والشيوخ الكبار وما هو ذنب النساء وما هو ذنب الأزهار الجميلة التي تذبل ليل نهار!!! كنت أسأل نفسي كثيرا عن هذا السؤال:ماذا كان سيقوله نزار قباني لو عاش إلى هذا اليوم؟وما الذي سيكتبه عن الاثنين,عن الجيش النظامي وعن الجيش الحر؟.

كنت قبل عامين أسمع عن جيراني بأنهم يزورون سوريا في كل سنة مرة ومرتين وثلاثة مرات,وهم وغيرهم فعلا يزرون سوريا باستمرار وكانت النتائج فعلا مذهلة والحديث عن سوريا يسحر القلوب والألباب أما اليوم فإن الحديث عن سوريا يجعل الدموع تسيل من أمام أعيننا, سوريا كانت جارة عزيزة على قلوبنا والتي تغنى فيها الشاعر نزار قباني كثيرا...سوريا والياسمين وصورة أمه(فايزة) كانت تحملنا على الشوق لكي نذهب إلى سوريا لمشاهدة تلك المدينة السياحية وخصوصا نساء سوريا اللواتي كنت أسمع عنهن كثيرا...فأين ذهبت دمشق؟وإلى أين ستذهب درعا؟وإلى أي اتجاه تتجه حماة وحمص وحلب؟وأين ديك الجن الحمصي منها؟وأين الياسمين الشامي؟ كنت أفكر بمشاهدة سوريا عن طريق أحد أصدقائي السوريين كثيرا ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل قبل شهرٍ واحدٍ /ن تنفيذ مخططي الكبير.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحامي الذي كان يقرف من برازه ونفسه
- الفلسفة والدين والقانون
- قدري
- بعد مجيء الإنسان
- اليهود أبناء حارتنا
- الجهل أفضل من المعرفة
- العائد من الموت
- من الذي تغير,أنا أم الناس؟
- مكان أمي
- زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية
- المترددون والمتأكدون
- نحن أبناء الشرير والحرام
- سلوكيات غير منطقية
- سلامٌ عليك
- التسامح أفضل من العدالة
- الغشاشون
- عدونا هو ثاني أكسيد الكربون
- الأشرار جدودنا
- خطبة جمعة متناقضة
- اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جهاد علاونه - إلى أين ذهبت دمشق؟