أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - -جريدة- لم تَرَ النور بَعْد!














المزيد.....

-جريدة- لم تَرَ النور بَعْد!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 22:45
المحور: الصحافة والاعلام
    


جواد البشيتي
إنَّ أحداً من المتضلِّعين من عِلْم وفَنِّ ما يسمَّى "صناعة الرأي العام" لا يُمْكِنه التقليل من شأن وأهمية الصحافة، بمعناها الواسع، في هذه "الصناعة"، التي كمثل كل "صناعة" لا تنشأ، ولا تزدهر، إلاَّ بإنتاجها، وتَوَفُّرها على إنتاج، ما يلبِّي حاجة (مهمَّة) لدى "الشاري ـ المُسْتَهْلِك"، والذي في حال "صناعة الرأي العام" يمكن تسميته "المُسْتَهْلِك الإعلامي".
أردنياً، ما زالت هذه "الصناعة"، أيْ "صناعة الرأي العام (بالصحافة)"، قاصِرة عاجِزة، لا إقبال يُعْتَدُّ به على ما "تُنْتِج"، إذا ما كانت "صناعة الرأي العام" هي الغاية الكامنة في "مُنْتَجَها"؛ فما نراه من بعض الإقبال الشعبي على "الجريدة"، شراءً وقراءةً، يُعْزى ويُنْسَب إلى ما لا يمتُّ بصلةٍ إلى تلك "الغاية"، وكأنَّ "الإعلان"، بأنواعه، ولجهة احتياج الناس إلى مواكبته، قراءةً، يكفي وحده، أو في المقام الأوَّل، لاستنبات أجنحة لـ "الجريدة" من أجل أنْ تطير.
ليس في صحافتنا اليومية، حتى الآن، من المؤسسات ما يصلح دليلاً على أنَّ هذه الصحافة عازمة على أنْ تكون كما يجب أنْ تكون، أيْ صانعةً للرأي العام؛ فأين هي المؤسَّسة، أو الهيئة، التي تتوفَّر، بِمَنْ تضمهم من ذوي الخبرة والاختصاص، على كَشْف واكتشاف وتحرِّي ما يحتاج الناس "الآن" إلى أنْ يَجِدوه في الجريدة اليومية، على هيئة خبرٍ أو تقرير أو تحليل أو تعليق أو مقالة..؛ فإذا بقيت "الجريدة" عندنا على ما هي عليه الآن من هذا القصور والعجز فكيف لـ "الشاري ـ القارئ" أنْ يُقْبِل على "مُنْتَجٍ" لا يلبِّي له حاجة؟!
وإنِّي لأَفْهَم هذه "المهمَّة"، أيْ مهمَّة "تحرِّي الحاجات (المختلفة، المتنوِّعة، المتغيِّرة)" للناس والمواطنين، مع سعي "الجريدة" إلى تلبيتها (إعلامياً) على خير وجه، على أنَّها صنو مهمَّة "البحث عن الحقيقة (مهما كان وقعها في النَّفس)"، مع الاجتهاد في جَعْل "القَلَم (وأشباهه)" لساناً لها؛ لكن هل لـ "الحقيقة" و"رجالها (في الإعلام)" من نصيرٍ وحارسٍ ومحامٍ وحاضِنٍ في مجتمعٍ، الديمقراطية فيه، مع رجالها وممثِّليها، أقرب إلى "الشكلي" منها إلى "الجوهري" من الحياة الديمقراطية؟!
الناس، في أيِّ مكان وزمان، لا يمكنهم إلاَّ أنْ يكونوا (وعلى وجه العموم) على هيئات تشبه (وتشبه كثيراً) مصالحهم وحاجاتهم الواقعية، بصرف النَّظر عن كيفية رؤيتهم وفَهْمهم وتفسيرهم لهذه المصالح والحاجات.
وفي هذا يكمن التفسير والتعليل لتناقُض وتَضارُب وتَبايُن الميول والنزعات والأهواء بين أبناء المجتمع؛ فَقُلْ لي ما هي مصالحكَ وحاجاتكَ الواقعية (الحقيقية) أَقْلْ لكَ مَنْ أنتَ، من حيث المَيْل والغاية والإرادة والفكر وطريقة التفكير..، ومن حيث التصرُّف والفعل والممارَسة، من ثمَّ؛ على ألاَّ نَفْهَم هذا وذاك على وجه الإطلاق؛ وإلاَّ ما كان من معنى لقاعدة "لكل قاعدة استثناء".
وإيَّاكم أنْ تَظُنُّوا أنَّ انعدام الديمقراطية، أو ضآلتها، يمنع المجتمع من أنْ يكون في ميول ونزعات وأهواء متناقضة متضاربة متباينة؛ فـ "الكامِن" من الأشياء لا يعني أبداً "عدم وجوده"؛ فـ "الديمقراطية" إنَّما هي التي بها، وفيها، يتكشَّف "الكامِن" ويَظْهَر، ويتعلَّم المتناقضون، المتضاربون، المتباينون، ميلاً ونزعةً وهوىً، كيف يتعايشون، وكيف يتصارعون، بما يَرْفَع، في استمرار، من منسوب الديمقراطية في حياة المجتمع، بأوجهها كافَّةً.
هذا المجتمع المنقسم على نفسه، انقساماً موضوعياً، حضارياً، ديمقراطياً، هو ما يتحدَّى "الصحافة" أنْ تَعْرِف كيف تتفاعل معه، وكيف تَفْعَل هي فيه على وجه الخصوص؛ ولا ريب في أنَّ "الجريدة" لن تكون أهلاً لهذا التحدِّي الكبير إذا لم تَعْرف كيف تحل التناقض بين "حزبيتها (وانحيازها)" وبين "ليبراليتها (ومهنيتها)"؛ فـ "الجريدة" المنزَّهة عن "الحزبية" و"الانحياز" إنَّما هي "طوباوية إعلامية خالصة"؛ أمَّا "الجريدة" التي تتطرَّف وتُفْرِط في حزبيتها وانحيازها بما يعمي صفحاتها عن رؤية بقية ألوان قوس قُزَح، ولو بـ "عَيْن الخبر"، على الأقل، فهي "الكارثة الإعلامية بعينها".
إنَّ حلَّ هذا التناقض (الذي لا مناص منه) بين "الحزبية (والانحياز)" وبين "الليبرالية (والمهنية)" بما يسمح بالتأسيس لـ "الجريدة المنحازة ـ الليبرالية" هو أهم تَحَدٍّ ينبغي للجريدة أنْ تعرف كيف تواجهه وتتعامَل معه.
وثمَّة تَحَدٍّ آخر لا يقل أهمية هو أنْ تَعرف "الجريدة" كيف تُوازِن (في عملها، ومُنْتَجِها) بين "الاستخذاء" لميول المجتمع وبين "التمرُّد عليها"؛ فـ "الجريدة" تَنْزِل، وينبغي لها أنْ تَنْزِل، على ما يميل إليه المجتمع، ويرغب فيه، الآن؛ لكنَّها لا تَنْزِل لتستقر حيث نزلت؛ فهذه "ذيلية" تضرُّ بصحافةٍ يُراد لها أنْ تكون صانعةً للرأي العام. إنَّها تَنْزِل، متَّخِذةً من نزعتها إلى النَّقْد والتمرُّد وقوداً للصعود، مع من نزلت على ميولهم، إلى درجة أعلى في سُلَّم الحضارة الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية؛ فإنَّ في "الذَّيْلية"، أو "التعالي"، ما يصيب مقتلاً من صحافة تريد أنْ تكون صانعة للرأي العام، الذي سيظلُّ إلى الأبد شيئاً قَيْد الصُّنْع، فالرأي العام المُكْتَمِل صُنْعاً، أو الذي صُنِع مرَّة واحدة وإلى الأبد، لا وجود له أبداً.
"الجريدة"، وبـ "مُنْتَجِها (اليومي)"، تنزل على ما يريده الناس، ويستحبُّونه، ويرغبون فيه؛ لكن من غير أنْ تتخلَّى عن سعيها إلى ما يستفِزُّ عقولهم، ويبذر فيها بذور أسئلة وتساؤلات جديدة، ويوسِّعم آفاقهم، ويَنْزِل بهم (وهو نزول كله صعود وارتقاء) من "القِمَّة" في "هَرَم الانتماء" إلى قاعدته، ساعيةً، في استمرار، إلى مداواة الفرد والجماعة من مرض "الأنا المتضخِّمة"؛ فالجريدة "هذه" لا ترجع خطوات إلى الوراء إلاَّ لتَقْفِز قفزةً كبرى.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى تلك الاتفاقية التاريخية؟
- و-الودائع- إذا -تبخَّرت- في -جزيرة الشمس-!
- تذكير جديد بالمخاطِر النووية
- الزعماء العرب قرَّروا -عدم تسليح- المعارَضَة السورية!
- حقيقة -النقود-
- في الجغرافيا السياسية للصراع السوري
- لقد -تكلَّم- أوباما.. فهل رأيتموه؟!
- الأهمية الديمقراطية لتجربة -النَّشْر الإلكتروني-
- السَّرِقَة
- أوباما إذْ جاء سائحاً!
- بشَّار مجاهِداً!
- نظرية -فائض القيمة- تُجيبكم الآن..!
- دَحْضَاً لحُجَج مُنْكري فَضْل ماركس!
- لهذه الأسباب ما زال ماركس حيَّاً وعلى صواب!
- أربع سنوات ونَلِد -حكومة برلمانية-!
- متى تتفتَّح -زهرة الآخر- في -الربيع العربي-؟!
- شيءٌ من -الديمقراطية التوافقية- يُنْقِذ ثورة مصر!
- المرأة العربية ما زالت للعبيد عَبْدة!
- القصة الحقيقية ل -العجز في الموازنة-!
- مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في ضوء مأساة مخيَّم اليرموك!


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - -جريدة- لم تَرَ النور بَعْد!