أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إلهام مانع - نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا















المزيد.....

نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 14:23
المحور: مقابلات و حوارات
    


إلهام المانع تتحدث عن الحرية ووضع المرأة العربية وبشرية النص الديني:
نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا
اجرى الحوار: حميد زناز

إلهام المانع أستاذة مشاركة في معهد العلوم السياسية في جامعة زيوريخ، كاتبة وناشطة حقوقية، وعضو في اللجنة الفيديرالية السويسرية لحقوق المرأة. ذات جنسية مزدوجة، يمنية وسويسرية، متزوجة من سويسري وأم لطفلة، وتقيم في سويسرا. لها مؤلفات بحثية وحقوقية بالعربية والإنكليزية والألمانية كما لها روايتان عن دار "الساقي" في بيروت، "صدى الأنين" 2005، و"خطايا" 2008. كتابها الأخير صدر بالإنكليزية في لندن عن "دار روتليدج" بعنوان "الدولة العربية وحقوق المرأة: فخ الدولة المستبدة". معها هذا الحوار.

¶ الحجاب حمل لعبء قيم سائدة وأثقال تربية منغلقة ورمز ثقافة ذكوروية مريضة. في ندائك الشهير الموجّه إلى المرأة المسلمة "اخلعي الحجاب!" فجرتِِ قنبلة فكرية. ما دواعي هذا النداء الجريء في وقت يتصاعد فيه المد الاصولي بشكل غير معهود؟ وكيف يمكن المرأة أن تتخلص وحدها من هذه الاثقال؟
- كان النداء ضرورياً، ولا يزال. عرضتُ أكثر من مرة على طالباتي وطلابي في مادة الجندر والدولة العربية، التي أدرّسها، صوراً لحفلات تخرج في جامعة القاهرة، تحديداً منذ الخمسينات إلى وقتنا هذا (صورة لكل عقد). في الخمسينات لم تكن هناك إمرأة محجبة واحدة. كل الطالبات كنّ سافرات. في عام 2007 كل الفتيات باستثناء فتاة أو إثنتين كنّ محجبات. الحجاب إذاً تغيير اجتماعي تغلغل في عقولنا، اسست له إيديولوجيا دينية سياسية تقول للمرأة إنها عورة، فتنة، وإن عليها حماية الرجل من فتنتها. وإنها هي المسؤولة عن إغواء ذلك المسكين الضعيف. عليها أن تغطّي شعرها، جسدها، وحبذا لو اقتطعت من نقابها فجوةً لعينها اليسرى كي لا تغوي المسكين بعينيها الإثنتين! إنها إيديولوجيا تصرّ على أن الرجل حيوان مسعور، يلهث وراء لحم المرأة، لا يستطيع ان يسيطر على غرائزه. وحش يجب لجمه، واللجام هو حجاب المرأة. مسكينة هذه المرأة. إنها ليست كائناً في نظر هذا الاتجاه الديني، ليست إنساناً. ليست كائناً مستقلاً. هي جزء من رجل. عليها أن تطيعه، وإذا لم تطعه لعنتها الملائكة، كأن الله رجل. في طبيعة الحال، تلك الإيديولوجيا الدينية السياسية وجدت المناخ مهيأ لها في مجتمعاتنا منذ البداية، وخصوصاً أن مشروع "الحداثة" الذي تحمست له دول المنطقة بعد استقلالها، أخذ من الحداثة قشورها، ولفظ جوهرها. النتيجة هي ما نراه. إلى يومنا هذا، اعتدنا كثيراً على التأكيد أن مسألة الحجاب "شخصية"، تُترك للمرأة، هي التي تختار. على الأقل هذا ما يقوله تيار الإسلام السياسي عندما يكون خارج السلطة، لكنه، لحظة وصوله إلى السلطة، يحول المسألة "الشخصية" إلى مسألة "فرض". يفرضها على المرأة رغماً عن أنفها. لم أفهم إلى يومنا هذا أي "خيار" تتمتع به المرأة من خطاب يقول لها "إذا لم تتحجبي فستحترقين في جهنم. والخيار بالطبع لك!". اقتناعي ان "الحجاب" مرآة لرؤية مجتمعية دونية للمرأة والرجل معها. هو جزء من "مشروع سياسي فاشي"، يسعى إلى قولبة المجتمع، والمرأة هي في صميم هذا المشروع. لحسن الحظ أن وصول حركات الإسلام السياسي إلى السلطة كشف القناع عن وجهها، وخصوصاً أن كل ما كنا نخشى أنها ستفعله، تفعله اليوم. حان الوقت لنزع ذلك الحجاب.
¶ ما هي في رأيك طرق تحييد الدين في العلاقة بين الرجل والمرأة؟
- تحييد الدين يبدأ بإصلاحه، وإصلاحه بصورة تكسر الدوائر المغلقة للتفكير. أو بعبارة أخرى تقتحم المجال المحظور التفكير فيه. إلى يومنا هذا عندما نتحدث عن القرآن نتردد في أن نُقر ببشرية القرآن. وأعني ببشرية القرآن تماماً ما تعكسه كلمة "بشرية". القرآن كتبه بشر. النسخة التي تم إقرارها في عهد الخليفة عثمان بن عفان هي نسخة "رسمية للدولة". أنا لا اقول ذلك لمجرد كسر المحظور. أقوله كي نتمكن من الخروج من الدائرة المفرغة التي ندور فيها منذ عقود، لأن القرآن هو كنيستنا. القرآن هو كنيسة الإسلام، وكي نتمكن من التحرر من كنيستنا، سيكون علينا أن نتحرر أيضاً من النص القرآني. كلما تحدثنا عن المرأة أشرنا إلى نصوص قرآنية. بعضنا يستخدمها ليؤكد ان الإسلام يحترم كرامة المرأة، والبعض الآخر يستخدمها ليؤكد أن عليها طاعة الرجل، وان الأخير قوّام عليها. في الحالتين، المرجع هو القرآن. عندما نقر ببشرية القرآن سيكون من السهل علينا أن نقول ببساطة، نعم هذا النص موجود في القرآن الكريم، لكنه لا يتماشى مع واقعنا اليوم. متى وصلنا إلى هذا الاقتناع سيكون من اليسير فصل الدين عن الدولة، لأن هذا الفصل هو الخطوة الأساسية لتحييد الدين في العلاقة بين الرجل والمرأة. حينها تُسَنّ قوانين للأحوال الشخصية لا تعتمد على القواعد الفقهية الدينية كمصدر.
¶ كيف تفسرين التشبث المرَضي بالماضي لدى العربي المسلم عموماً، وما رأيك على وجه الخصوص بمسلمي الغرب الذين يحاولون تديين الحضارة في وقت هم في أشد الحاجة إلى تحضير دينهم ليتماشى مع القيم المعاصرة؟
- من لا حاضر له يبحث عن وجوده في الماضي. غياب هذا الحاضر يتحمل مسؤوليته الكثيرون. الدولة المستبدة خلقت فراغاً سياسياً وفكرياً، ترك المجال لتغلغل تيارات الفكر الإسلامي السياسي؛ وغياب مشروع إصلاح سياسي وديني منذ نشأة الدولة الحديثة خلق دولاً كرتونية غير شرعية، تتحكم فيها نخبة، تعبّر عن مصالح اقلية في المجتمع. ولأنها تعرف أنها دول غير شرعية، تركت للأجهزة الأمنية العنان، فقتلت كرامة الإنسان في وطنه. هذا يأخذنا إلى موضوع مسلمي الغرب. معظم من هاجر إلى الغرب، خرج بحثاً عن حياة كريمة ومستقبل. الكثيرون وجدوا هذه الحياة. على رغم ذلك، نجد أن هناك بعض الجاليات المسلمة، عمدت إلى تحويل "الدين" إلى "هوية"، وامتزجت بهذه "الهوية" المستوردة إلى المدى الذي جعلها تعيش معزولة عن المجتمع المحيط بها. أقول المستوردة، لأنها لم تأخذ بالدين كما يعاش ضمن إطاره المجتمعي، بل كثيرا تتلقف قوالب فكرية تصدرها دولٌ خليجية. الأخطر، أن الفكر الديني السياسي، بصوره الإخوانية، السلفية، الجهادية، والشيعية، امتد إلى بعض الجاليات المسلمة، فنجده يُدرَّس كمناهج للأطفال في المساجد، وينشر في الحلقات الدينية، والكتب التي توزَّع، والخطب الدينية التي تُلقى كل جمعة. النتيجة هي تعامل بعض الابناء والبنات من هذه الجاليات مع الدول الغربية التي احتضنتها بمنطق "عداء وكراهية". كأنها بقرة، يشربون ويشربن من حليبها، ثم تنهال أياديهن/م بالسكاكين في ما بعد لنحرها. المشكلة أن نمط السلوك نفسه الذي يلقي باللوم على الخارج في كل المشكلات التي نواجهها في حياتنا، يتكرر في أوساط تلك الجاليات. هناك إحساس دائم بأن المسلم والمسلمة "ضحية" ، وساهم في تعميق هذا الإحساس الاستخدام المتكرر لمصطلح "إسلاموفوبيا". على رغم إدراكي لخطورة التيار اليميني المتطرف في العديد من الدول الأوروبية، إلا أن معظم الجاليات المسلمة تتعامل مع حكومات تعمل جاهدة على احترام حقوق الأقليات. القول بإن المسلمين والمسلمات "ضحايا" يتجاهل أن هناك مشكلات مجتمعية كبيرة وكثيرة يتسبب فيها بعض من أبناء وبنات الجاليات المسلمة - الزواج القسري للفتيات، جرائم الشرف، ختان البنات- كما يتجاهل مواقف هذه الجاليات من أوطانها الجديدة، وخصوصاً أن انتشار مد الإسلام السياسي بين هذه الجاليات جعلها تصر على أن ولاءها لـ"الأمة" وليس لبلدانها الجديدة، وتعيش في الوقت ذاته داخل غيتوات مغلقة. مثل هذا الوضع يعطي ذخيرة لحركات اليمين المتطرفة للقول بإن هؤلاء "الأجانب"، ليسوا فعلاً "منا".
¶ "ولدنا أحرارا. الحرية ليست هبة. وحريتنا هي مسؤوليتنا. لذا كان مهما جدا أن نقرر. يجب أن نختار، ان نتخذ قرارا. وقرارنا هو المحك. هو الذي يحدد نوع الطينة التي بها جُبلنا. ولأننا أحرار كان قرارنا هو الفصل. لا خوف من عقاب، لا خوف من مجتمع، او حتى من الربّ. أحمق من يخشى غير نفسه". بهذا البيان تختمين روايتك "خطايا". كيف يمكن التحرر داخل ثقافة عربية إسلامية تخنق أنفاس الفرد وتعادي الحرية؟
- نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا، عندما نعبّر عن آرائنا كما نؤمن بها، عندما ننطق بها في كلمات واضحة ثم ندافع عنها. آنذاك فقط نتحرر.
¶ في كتابك الصادر بالالمانية "سأكسر جدار الصمت: الإسلام، الغرب، وحقوق الإنسان" 2009، قدمتِ رؤية عن إسلام إنساني يقوم على أربعة عناصر: الهوية، الحرية، إنسانية المرأة، وبشرية النص القرآني. هل يمكن في رأيك إصلاح الاسلام من دون المس بكنه الاسلام ذاته؟
- كنه أي دين هو علاقة روحانية مع قوة أكبر من الإنسان. لا أكثر ولا أقل. هذه العلاقة من الممكن ان تأخذ أشكالاً متعددة. فأيّ دين، أياً يكن هذا الدين، ما هو إلا وسيلة يستخدمها من يريد أن يؤمن. لذلك ليس هناك دين أفضل من دين آخر. كلها طرق، تصل بنا إلى الهدف نفسه. بكلمات أوضح، الإيمان يمكن أن يصل إليه الإنسان من خلال الأديان الإبرهيمية، اليهودية والمسيحية والإسلام، أو من خلال الأديان الهندوسية والبوذية، تماماً كما يمكن أن يصل إليه من دون دين. الدين ما هو إلا غلاف أو قشرة خارجية. أما المضمون فهو العلاقة الروحانية التي تربط بين الفرد والرحمن. كوني اقول ذلك يعني بداهة أني افترض أنه لا يوجد دينٌ كامل. ليس هناك دينٌ كامل. والإسلام أولها. الدين يصنعه الإنسان. كما أن الإنسان يصنع التغيير، فإنه هو من يجعل من الدين "سلاح كراهية" أو "غصن زيتون محبة". هذه الرؤية للدين تتطلب حتماً التعامل معه بشكل "نسبي"، فكما أن كل شيء يتغير، يتغير الدين. وطالما ان الهدف هو تنظيم علاقة الإنسان بالخالق (إذا أراد هذا الإنسان ان يؤمن) فإن كل ما عداه يخضع للتغيير.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التحرش وحملة شوارع آمنة
- إلهام مانع - كاتبة وناشطة حقوقية - في حوار مفتوح مع القارئات ...
- -عن المرأة- في حديث مع الشيخ جمال البنا
- - خذلني الإسلام! -
- عن الآيزيدية 2
- لا. السنة النبوية ليست مقدمة على القانون
- عن الآيزيدية
- عن البهائية 2
- عن البهائية 1
- ما دمنا نتحدث عن حقوق الأقلية المسلمة في بورما..
- الإنسان فينا هو خلاصنا!
- لا لمرسي، و نعم لشفيق، رغم أنفه!
- -أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!-
- حول التمييز ضد المسلمين في اوروبا - رسالة مفتوحة إلى منظمة ا ...
- أطلقوا سراح الناشط السعودي محمد البجادي!
- نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية 4
- اي دستور ياصاح؟
- نصوصنا السماوية نحترمها...لكنها بشرية 3
- نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية 2
- نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية 1


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إلهام مانع - نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا