أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)














المزيد.....

حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 08:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



تعبرُ مجملُ بياناتِ هيئة الاتحاد الوطني البحرينية عن التذبذب بين مستويين؛ مستوى برجوازي تحديثي عقلاني، ومستوى شعبي تهييجي حاد، ولهذا نرى في المستوى الأول طابع المخاطبات الحوارية الديمقراطية مع المُخَاطب وهو الجمهور الشعبي الواسع غير المحدد، والتي تركز على النشاطات السلمية وعدم الانجرار للعنف والفوضى، لكن لا توجدُ سوى إرشادات عامة سياسية لا تحوي على أية خطط بنائية اقتصادية اجتماعية ثقافية، فهي فئاتٌ وسطى وصغيرة تتعامل مع جمهور خام تعرفُ مطالبه وإحتياجاته، دون دراسات لوضعه ولكيفية تطوير الاقتصاد بالمساهمات الخاصة والعامة، ويعبرُ هذا عن كون الفئات الوسطى محدودة الأعمال وغير قادرة على المساهمة في حل مشكلات الجمهور الاقتصادية كإنشاء مصرف أو مصنع كبير، وغير هذا مما سينمو بصعوبة لاحقاً، لكن الهيئة تطلبُ باستمرار من الجمهور المأزوم معيشياً أن يساهم في حملات التبرع الداعمة لها لخلق أنشطة لها وبعضها يحل محل الدولة.
أما الجانب الآخر من محتوى الخطاب الموجه للناس فهو الجانبُ التحريضي التهييجي الذي يتصاعدُ وينتقلُ من الهدوء والسلمية إلى الغضب، وتضطربُ هنا المعايير، فهيئةُ الاتحاد الوطني لا تحددُ طبيعتَها التنظيمية السياسية، فهل هي جماعةٌ سياسية من جماعات عدة أم هي سلطة جديدة؟ هذا التغييبُ للسؤال يعبرُ عن غياب التحليل والتحديد للكيان السياسي وللوضع وللبنية الاجتماعية التي تحتضنُ كل ذلك وآفاق التطور المحتملة للبلد والمنطقة والعالم.
إن الهيئة في عامي 1955 و1956 تجدُ نفسها في حشد جماهيري يطالب بالتغيير بشكل حماسي، وتجد أجهزة حكومية تستجيب لبعض مطالبها ولكن ليس كلها، مما يجعلها تصرلا على تنفيذ الكل.
فقد عملت الهيئةُ في العام 55 على المطالبة بانتخاب مجلس المعارف وكل الهيئات الحكومية، وحين حدث ذلك لمجلس المعارف وفازت قائمتُها وعينتْ الحكومةُ ممثليها بإضافةِ عضو ثم رئيس الدائرة إستنكفتْ الهيئةُ عن المشاركة.
إن الاختيار الاصلاحي بأن تكون الهيئة جزءا من النظام مشاركة في إنتخاباته يتحقق شيءٌ منه لكنها تتراجع وترفضُ الطابعَ التوفيقي الذي يكون لتلك الدائرة الحكومية وهي مجلسُ المعارف التي غدتْ مشاركةً بين الحكومة والمعارضة، ولكن الهيئة تنسحبُ وترفض التعيين.
هذا المظهر الخلافي يتسعُ فمطالبةُ الهيئة بحضورِ خبير دستوري محدد من جمهورية مصر، وحدوث محاكمات لقتلة متظاهرين في الأحداث لا تُقبلُ نتائجها، تتوسع في الجوانب الإدارية والسياسية والحياة الاجتماعية، ولكن النقطة المركزية في الأحداث هو عدم قبول الهيئة للمستشار البريطاني بلجريف المهيمن على الدوائر الحكومية، تقول بأن وجود:
(فرد واحد على رأس جهاز الإدارة الحكومية يتحكم فيه كما يشاء وذلك لأنه يعتقد إن في تنفيذ كل إصلاح تحديداً لما يتمتع به من سلطات واسعة غير محدودة، مما يؤدي إلى حصر نشاطه في مجال إختصاصه الرئيسي الأمر الذي يتعارض مع ما يزاوله اليوم من سلطات استبدادية تتيح له التدخل في كل صغيرة وكبيرة وفرض آرائه الخاصة مهما كانت أغراضها ودوافعها)، بلاغ رقم 42، 3، 3، .1956
هذه هي القضية المركزية التي جعلتها هيئةُ الاتحاد الوطني صراعَها المحوري، وهي إسقاط بلجريف، وطريقة التفكير هنا تجعل القضية فرديةً دون ربطها بالهيمنة الاستعمارية البريطانية، فعبر الضغوط والكلام الانشائي المدعم بالأدلة البيانية يمكن تحقيق هذا الهدف عبرَ هذا التصور، ولكن هذا الهدف لا يتحقق، فتتواصل الجملُ والعبارات النارية:
(إن تركيز السلطات في يد فرد أو بضعة أفراد معينين سيبقي الحالة كما كانت بل سيزيدها سوءاً على سوء ويضاعف هذا التوتر في الوقت الذي ينشد فيه الشعب الاستقرار والاطمئنان)بلاغٌ مطولٌ مليء بالهجوم على بلجريف في:2، 9، .1956
لقد تصورت هيئةُ الاتحاد إن بلجريف مجرد فرد كما يظهر ذلك في لغة التعبير المنفصلة عن الدلالات الاجتماعية السياسية، وليس عضواً في مؤسسة كبرى وسلطةٍ دولية، ولكنها بطبيعة الحال لا تجهل ذلك، ولكنها لا تضع دلالاته العميقة في سلوكها السياسي، فلا يمكن لبريطانيا أن تتخلى بهذه السهولة عن محور سلطتها، فهي معركة ليست حول شخص بل حول سلطة ذات مظهر محلي وامتداد عالمي، وبالتالي فإن إزاحة بلجريف هي صراعٌ كبير لا تمتلك هيئةُ الاتحاد الوطني أن تخوضه ولهذا فإن اللغة التعبيرية الانشائية هنا لا قيمةَ لها، ما لم تمتلك أدوات القوة التي تعني في حال تكوينها عن عملية انتحار تخوضها هيئةُ الاتحاد جارةً الشعب البحريني وراءها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)
- المراحلُ التاريخيةُ والموقفُ المغامرُ
- صراعٌ قومي وشكلهُ ديني
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
- قاطرةُ التاريخِ
- طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي
- صراع القبائل والنصوص
- سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية
- بلزاك: الرواية والثورة( 8- 8)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (7 -8)


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)