أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سالم - المصعد الذي هبط الى الجحيم - قصة بير لاكركفيست















المزيد.....



المصعد الذي هبط الى الجحيم - قصة بير لاكركفيست


علي سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


المصعد الذي هبط الى الجحيم
بير لاكركفيست
Pär Lagerkvist (1891 – 1974)
ترجمها عن السويدية : علي سالم ( مترجم وكاتب من العراق )
Pär Lagerkvist (Onda Sagor, من مجموعة حكايات شريرة، 1924)

المصعد الذي هبط الى الجحيم
فتح يونسن مدير الحسابات مصعد الفندق الأنيق، ودلف الى الداخل هو وتلك المخلوقة الرقيقة الفائحة برائحة العطر ومساحيق التجميل التي كان يعشقها. جلسا متلاصقين على المقعد الوثير وبدأ المصعد بالنزول. رفعت الآنسة الصغيرة فمها نصف المفتوح المبلل بالنبيذ وبادلته القبل. لقد تناولا العشاء في الشرفة، تحت النجوم، والآن كانا في طريقهما الى خارج الفندق لقضاء وقت ممتع. – همست له قائلة كم إستمتعنا بالوقت هناك في الشرفة، ياحبيبي. يالها من شاعرية بالغة أن أجلس معك هناك. هل تحبني حقاً؟ اجابها مدير الحسابات بقبلة طالت أكثر من الأولى، وواصل المصعد الهبوط. قال لها كم كان جميلاً إنك اتيت ياصغيرتي. ولو كنت قد تخلفت عن المجيء لكنت الآن في حيرة من أمري.
- نعم ، لكن ثق بأنه كان لايطاق. ففي اللحظة التي شرعت اعد بها نفسي للخروج بدأ يسأل الى اين كنت ذاهبة. فقلت له بأني اعتقد بان أملك الحق في الذهاب حيثما شئت. فأنا على أية حال لست سجينة. ثم جلس وأخذ يحدق بي طوال الوقت وانا أستبدل ثيابي، ثم ارتديت فستاني البني الفاتح، هل تعتقد أن هذا اللون يناسبني، ماالذي يناسبني حقاً، برأيك؟ ربما كان الوردي، على الأقل؟
- كل الالوان تليق بك، ياحبيبتي، قال مدير الحسابات، لكني لم اشاهدك بكل هذا البهاء من قبل. وفتحت معطف فرائها الوثير ورف على وجهها طيف ابتسامة رائعة واطبقت على فمه بقبلة طويلة، واستمر المصعد بالهبوط.
- ثم عندما انتهيت من تبرجي وهممت بالخروج مد يده وامسك بي، وضغط على معصمي بقوة لازلت اشعر بآثارها الأليمة الى الآن، ولم يفه بكلمة واحدة. ان وحشيته تفوق التصور والخيال ! وداعاً اذن، قلت له. لم يكن يفهم أي شيء، ولا كلمة حتى، ليس ثمة رادع لوحشيته، وليس بوسع المرء ان يتحمله.
- يالفتاتي الصغيرة المسكينة، قال المحاسب يونسون.
- قد يحسبني البعض خالية الوفاض من العناء ولا احتاج لشيء غير ذلك النكد اتسلى به. انه متجهم مثل قبر ولاتستطيع مياه الابتسامة ان تشق لها طريقا في ارض روحه الوعرة، لايستطيع أن يتعامل مع أي شيء ببساطة وعفوية، كما لو أن المسألة كلها مسألة حياة أو موت.
- مسكينة ياصغيرتي، ما أكبر عنائك !
- آه ثم آه ، لقد عانيت الكثير. عناء لايحتمل ! لم يشهد أحد مثيلاً له.
- حبيبتي ! قال يونسون واحاطها بذراعيه، واستمر المصعد بالنزول.
- تخيل، قالت، عندما منحها العناق أخيراً متسعاً للكلام، تخيل روعة جلوسي بصحبتك هناك في الشرفة وسط النجوم وهدهدة الأحلام – لن أنسى هذا المشهد ما حييت. لن يكون هذا الامر ممكناً مع شخص آخر مثل آرفيد، لأن ذلك المشهد الساحر لن يفلح في كسر جمود روحه. لا فسحة للشعر في قلبه، لأنه غير قادر فهمه.
- حبيبتي، انه شيء لايطاق.
- نعم، لايطاق، اليس كذلك؟. واصلت الحديث ومنحته يدها مبتسمة، لماذا نضيع الوقت بالجلوس والتفكير بهذا الأمر. دعنا نخرج الآن ونستمتع بوقتنا ! تحبني حقاً، اليس كذلك؟
همهم الرجل بنعم واحتضنها ثانية بقوة حتى طارت أنفاسها لهفة، واستمر المصعد بالهبوط. عانقها وشرعت يداه تمسدان لحمها البض، فتضرج خداها بحمرة الخجل النضرة.
-هل سنمارس الحب الليلة ... كما لم نمارسه من قبل؟ همس في أذنها. ضمته الى صدرها وتركت جسدها يلتصق به بقوة واغلقت عينيه، وهبط المصعد وهبط وهبط دون توقف. وأخيراً هب يونسون واقفاً على قدميه وقد تضرج خداه بالحمرة.
- لكن ماهي مشكلة هذا المصعد ! صاح قائلاً. لماذا لايتوقف؟ لقد جلسنا وتحدثنا لوقت طويل، اليس كذلك؟
- نعم، صحيح، لقد فعلنا ذلك بالتأكيد، الوقت يمر بسرعة.
- صحيح، لكن بحق السماء، ألم نجلس بمافيه الكفاية وأكثر؟ ماالمقصود بهذا؟ ماذا حدث؟ وحدق عبر مشبك المصعد. لم يكن ثمة غير طبقة كثيفة من الظلام الدامس هناك. واستمر المصعد بالهبوط دون توقف نحو الاعماق السحيقة المظلمة بايقاع رتيب وسريع.
- ماذا يحدث بحق السماء، مامعنى هذا؟ يبدو كما لو اننا نهبط في جوف هوة بلا قرار. وكأننا كنا نهبط ونهبط منذ الأزل.
حاولا النظر الى قعر الهاوية. كان الظلام دامساً وكثيفاً. ولم يكن بوسعهما فعل اي شيء غير الهبوط المتواصل داخل فم الهاوية المظلمة التي فغرت فاهها تحت اقدامهما.
- ان هذا المصعد ذاهب بنا الى الجحيم، صاح يونسون.
- أواه ياحبيبي، صاحت الفتاة شاكية باكية وتشبثت بذراعه، أنا خائفة جداً، اسحب عتلة المكبح الى الأسفل. وفعل يونسون كل مابوسعه لايقاف المصعد، لكن كل جهوده باءت بالفشل. واستمر المصعد يهبط الى قعر الهاوية بعناد ورتابة وكأنه مقيم على هذه الحال منذ الأزل وسوف يستمر على هذه الحال ماشاء له ذلك الى الابد.
- انه أمر رهيب جداً، صاحت المرأة، ماذا سنفعل، ماذا سيحل بنا؟
- نعم، ماذا بوسع المرء أن يفعل في مثل هذه الحال، بحق الشيطان؟ انه الجنون بعينه.
تحطمت معنويات الآنسة الصغيرة وأجهشت بالبكاء.
- كلا، كلا ياعزيزتي، ليس على هذا النحو، يجب ان نفكر بشكل عقلاني. ليس بامكاننا فعل أي شيء. لذلك، اجلسي. نعم هكذا، دعينا نجلس جنبا الى جنب ونهديء من روعنا قليلاً، لنرى جلية الأمر. لابد لهذا المصعد اللعين أن يتوقف في النهاية. جلسا في مكانيهما على المقعد الموجود داخل المصعد واخذا ينتظران ماذا سيحدث.
- تخيل، قالت الفتاة، لاأصدق أن أمراً كهذا كان سيحدث، لقد كنا في طريقنا الى الخارج للاستمتاع بهذه الامسية معاً.
- نعم، اللعنة على هذه المصادفة السخيفة، قال يونسون .
- هل تحبني حقاً؟
- حبيبتي، صغيرتي، قال يونسون وضمهما الى صدره، واستمر المصعد بالهبوط. وأخيراً توقف على نحو مفاجيء. وغمرهما ضوء ساطع يبهر العيون. لقد وجدا نفسيهما في الجحيم. وفتح الشيطان مشبك المصعد بأدم جم.
- طاب مساءكما، قال الشيطان وانحنى لهما انحناءة كبيرة. كان انيقاً، ببدلة توكسيدو كانت تتدلى فوق الفقرة العليا لظهره المغطى بالشعر كما تتدلى قطعة قماش من مسمار كبير صديء. خرج يونسون وخليلته من المصعد وهما يشعران بالدوار.
- اين نحن بحق الأله !؟ صرخ الاثنان مذعورين أمام هذا التجلي المرعب.
وشرع الشيطان يشرح لهما طبيعة الموقف بشيء من الحرج.
- لكن الأمر ليس بهذا السوء الذي يبدو عليه، وبعد هنيهة اردف على عجل، أرجو أن يستمتع السيد والسيدة بليلة ممتعة حقاً. يبدو لي انكما هنا لقضاء ليلة واحدة فقط، اليس كذلك؟
- نعم، نعم ! صاح يونسون بصبر نافذ، ليلة واحدة فقط. لانفكر بالبقاء، كلا ابداً ! تشبثت الآنسة الصغيرة بذراعه بيد مرتعشة من الخوف. كان النور شديد الحدة وكان ينوس بين الخضرة والصفرة الكابية بحيث لم يكن بمقدورهما رؤية اي شيء، لكن المكان بدا لهما فائحاً بابخرة حرارة خانقة. وعندما شعرا بشيء من التأقلم على المكان يدب في حواسهما اكتشفا انهما كان يقفان في ساحة كان ينتصب في أحد اركانها المظلمة منزلاً ذو مداخل متوهجة، النوافذ كانت محجوبة بالستائر لكن المرء كان بوسعه أن يلمح عبر الشقوق والفتحات سعير النار المشتعلة في الداخل.
- هل يحب السيد والسيدة بعضهما البعض؟ تساءل الشيطان. – نعم، نحب بعضنا البعض بلا حدود، ردت السيدة الشابة وعبرت عيناها الجميلتان نظرة حالمة.
- اذن تفضلا من هنا، اجاب الشيطان والتمس منهما بكياسة ولطف شديدين أن يتبعاه. وانزلقت اقدامهما بعض خطوات ودلفا الى داخل زقاق جانبي معتم متفرع من الساحة. في نهاية الزقاق وجدا نفسيهما أمام مدخل قذر ينيره مصباح عتيق ومتصدع.
- تفضلا، هذا هو المكان. وفتح الباب وأنسحب عائداً الى الوراء بهدوء.
ما ان دفعا باول خطواتهما الى الداخل، حتى وجدا في استقبالهما شيطانة جديدة، وقحة ومتملقة وذات اثداء كبيرة متهدلة، وعلى جوانب لحيتها المحيطة بفمها كان ثمة مسحوق كعك بنفسجي. انبعثت من فمها المفتوح ابتسامة تشبه الفحيح، كما ينبعث هواء محبوس داخل بالون، ولمعت في عينيها الشبيهتان ببزر الفلفل نظرة متساهلة من التواطيء الجنسي، كانت تثبت باحكام حول قرنيها النابتان في جبهتها خصلات شعرها وتزين ذوائبها بشرائط صغيرة من الساتان الازرق.
-اوه، انهما السيد يونسون والسيدة الصغيرة، قالت مرحبة، حسناً اذا سيكون محلكما في الرقم 8. وسلمتهما مفتاحاً كبيراً. وصعدا السلم المعتم المبقع بالدهون. كانت درجات السلم عريضة جداً بحيث يمكنك الانزلاق عليها وكان المكان على ارتفاع سلمين. عثر يونسون على الرقم ثمانية ودلف الاثنان الى الغرفة. كانت الغرفة متوسطة الحجم وعتيقة. في منتصف الغرفة انتصبت طاولة مغطاة بقماشة مهلهلة، ونصب الجدار كان ثمة سرير عليه ملاءات ناعمة. شعرا بأن المكان كان مريحاً. خلعا ثيابهما وشرعا يتبادلان قبلاً طويلة.
انسل رجل الى داخل الغرفة من باب آخر دون ضجة، كان يرتدي بذلة نادل، وقميص انيق ونظيف جداً لدرجة انه كان يعكس على نحو شبحي ضوء الغرفة شبه المعتم. كان يتحرك بصمت ودون جلبة ولم يكن ثمة أي وقع لخطواته عندما كانت تلامس الأرضية وهو يسير، حركاته كانت ميكانيكية مثل حركات شخص غائب عن الوعي. ملامح وجهه كانت قاسية، وعيناه الجاحظتان كانتا تحدقان بجمود في الفراغ المنفتح امامهما. كان وجهه مغطى بغلالة من شحوب قبري، وفي صدغه يشخب ثقب أحمر لرصاصة كانت قد استقرت هناك. رتب محتويات الغرفة، ومسح مرآة الزينة المنتصبة فوق خزانة الثياب، ووضع أناء التبول وسلة النفايات في مكانيهما المعتادين. لم يعيرا الرجل الذي ولج الى الغرفة كبير أهتمام، ولكن عندما هم بالخروج قال يونسون: نحتاج الى بعض النبيذ هنا، وليكن نصف زجاجة من الماديرا ! انحنى الرجل وغادر الغرفة. خلع يونسون اردان قميصه. وشعرت الآنسة بشيء من التردد في الانخراط في المشروع الغرامي الذي شرع يجري التحضير له الآن.
-لقد جاء النادل ثانية، قالت الفتاة.
- ياللقرف، لايحتاج المرء الى الشعور بالحرج في مكان كهذا، اخلعي ثيابك فقط، ياصغيرتي. شرعت الفتاة تخلع ثيابها، وسحبت بغنج لباسها الداخلي الى الاسفل وجلست في حجره. كان المشهد مفعماً بالجمال. تخيل، همست الفتاة في اذنه، روعة هذه اللحظات التي تجمعنا معاً، أنت وأنا، في هذا المكان، لوحدنا، في هذا المكان الغريب المفعم بالرومانسية. انه مليء بشاعرية لاتنسى ابداً ....
- يافاتنتي الصغيرة، قال الرجل، وجذبها اليه ليغيبا في قبلة طويلة.
دخل النادل الى الغرفة مرة أخرى. ووضع الكوؤس بصمت وبحركات ميكانيكية على الطاولة، ثم شرع يصب النبيذ في الكوؤس. غمر نور المصباح المنصوب على الطاولة وجهه. لم يكن ثمة شيء مميز في وجهه الا انه كان شاحباً شحوب الموتى وعلى صدغة ثقب أحمر لطلق ناري. عندما نظرت الفتاة اليه قفزت من مكانها مذعورة واخذت تصيح :
- ياآلهي! أنه آرفيد، هل أنت آرفيد حقاً، هل أنت آرفيد حقاً! يارب السموات، انه ميت ! لقد اطلق النار على نفسه ! لم يؤثر هذا الصراخ في الرجل الذي ظل واقفاً في مكانه بلاحراك، محدقاً في الفراغ. لم يكن يبدو على وجهه اي تعبير عن الألم، كان الوجه مغطى بمسحة عميقة من التجهم والجمود فقط.
- لكن ياعزيزي آرفيد، ماذا فعلت بنفسك؟ كيف تجاسرت على ارتكاب هذه الفعلة الشنيعة! واه عليك ياعزيزي، لو كنت أشك في انك كنت ستفعل بنفسك هكذا لما كنت خرجت. لكنك لم تكن تكلمني ابداً. لم تقل لي انك تحبني، حتى ولا كلمة واحدة ! كيف كان يمكن لي أن أعرف ذلك وأنت صامت دوماً ولاتفوه بشيء، أوه ياآلهي ...! ثم شرعت ترتعد من رأسها حتى أخمص قدميها. أخذ الرجل ينظر اليها كما لو انه كان ينظر الى امراة غريبة لم يشاهدها من قبل في حياته، كانت نظراته الجليدية الغائمة قادرة على اختراق كل شيء. ثم انتاب وجه الرجل المصبوغ بشحوب أصفر الق مفاجيء، لكن الدم لم ينز من الجرح الموجود في الصدغ، لقد كان مجرد ثقب.
- هذا رهيب، رهيب! صرخت الفتاة. لا أريد البقاء هنا ! يجب أن نغادر فوراً. لاأستطيع تحمل المزيد ! والتقطت فستانها ومعطف فرائها وقبعتها وهرعت على عجل الى خارج الغرفة، يتبعها يونسون. هبطا السلم، وجلست الفتاة، وتلوث ذيل ردائها ببقع الزيت ورماد السجائر. في الاسفل كانت تقف الشيطانة العجوز التي حلما رأتهما انفرجت لحيتها الكثة عن ابتسامة حانية متفهمة، وحيتهما بحركة من قرنيها.
بعد أن هبطا الى الشارع شعرا بشيء من الهدوء. ارتدت الفتاة ثيابها، وعالجت وجهها بشيء من البودرة. أحاط يونسون خصرها بذراعه، وجفف دموعها الموشكة على السقوط بالقبل، لقد كان بارعاً جداً. تحركا باتجاه الساحة. كان الشيطان الأكبر يتجول هناك، وقادتهما خطاهما اليه مرة أخرى.
-هل انتهيتما بهذه السرعة، قال زعيم الشياطين، آمل أن يكون السيد والسيدة قد استمتعا بوقت طيب.
- لا بل رهيب ومقرف، قالت الفتاة.
- كلا، لاتقولي ذلك، لايمكن أن يكون الوضع هكذا. لابد ان تكون السيدة قد شاهدت مثل هذا الأمر من قبل في العالم العلوي، انه مختلف بعض الشيء. لكن هنا في الجحيم لايمكن للمرء أن يتذمر من شيء. نحن نقدم كل مالدينا لكي لايلاحظ المرء شيئاً على غير مايرام، ولكي يعتقد بان الوجود في هذا المكان في غاية البهجة.
- نعم، قال السيد يونسون، يبدو أن المكان أفضل مما كان يتصوره المرء، انه أكثر انسانية مما كنت اتخيل على الاقل، اليس كذلك؟
- نعم، نعم، قال الشيطان، لقد تم تجديد المكان، أعيد تصميمه بالكامل، طبعاً.
- بالتاكيد، يجب بالطبع أن يتماشى مع آخر صرعة.
- نعم، لاتجد هذه الأيام غير الارواح المعذبة.
- اشكر الرب على ذلك، قالت الفتاة. وقادهما الشيطان بلطف الى المصعد.
- اتمنى لكما أمسية سعيدة، قال الشيطان، وقبل الأرض بين يديهما، أهلاً وسهلاً بكما في المرة القادمة. أغلق باب المصعد عليهما، وشرع المصعد بالصعود.
- حمداً لله على نهاية هذه التجربة، قال كلاهما، وعانق أحدهما الآخر وهما جالسان على أريكة المصعد.
- لولا وجودك معي لما تمكنت من تجاوز هذه المحنة، همست له. سحبها اليه وأطبق على شفتيها بقبلة طويلة.
- كيف بربك، قالت وهي تسترد أنفاسها التي ذابت في حرارة العناق، سمح لنفسه بأرتكاب فعلته الشنيعة تلك ! لكن هذا كان ديدنه على الدوام، لقد كان رأسه دوماً مأوى للأفكار الغريبة والشاذة. لم يكن يأخذ الحياة ببساطة وعفوية ابدأً، ويحمل الأمور فوق ماتحتمل. وكأن كل شيء كان بالنسبة له مسالة حياة أو موت.
- انها مهزلة، قال يونسون.
- كان بوسعه أن يخبرني، ولو كان قد فعل، لما كنت قد غادرت المنزلولما حدث ماحدث، ولكنا قد خرجنا معاً في مساء آخر.
صحيح ماتقولين، قال يونسون، كان بامكاننا الخروج في مساء آخر.
-لكن ياحبيبي،لماذا نجلس هنا ونواصل التفكير في هذا الأمر، همست اليه وطوقت عنقه بذراعيها، لقد انتهى الأمر الآن.
- نعم ياصغيرتي، لقد انتهى الأمر. شبك ذراعية حول خصرها، وواصل المصعد الصعود.
Pär Lagerkvist (Onda Sagor, من مجموعة حكايات شريرة، 1924)


Hissen som gick ner i helvetet
Pär Lagerkvist (Onda Sagor, 1924)

Kamrer Jönsson öppnade den eleganta hotellhissen och sköt förälskat in en gracil varelse som doftade pälsverk och puder. De kröp samman på den mjuka sitsen och hissen gav sig i väg ner. Lilla frun sköt fram sin halvöppna mun som var fuktig av vin och de kysstes. De hade superat uppe på terrassen, under stjärnorna, nu skulle de ut och roa sig.
- Älskling, vad det var härligt däruppe, viskade hon. Så poetiskt att sitta där med dig, liksom uppe bland stjärnorna. Då förstår man vad kärleken är. Du älskar mig väl riktigt?
Kamrern svarade med en kyss som varade ännu längre, hissen sjönk.
- Så väl att du kom, lilla du, sade han, annars hade jag blivit alldeles ifrån mig.
- Ja, men du kan tro han var odräglig. Med detsamma jag började göra mig i ordning frågade han vart jag skulle gå. Jag går väl vart jag behagar skulle jag tro, sa jag. Man är väl ingen fånge heller. Då satte han till och bara stirrade på mig hela tiden medan jag klädde om mig, tog på min nya beigefärgade, tycker du den klär mig, vad tycker du klär mig bäst egentligen, det är kanske skärt i alla fall?
- Dig klär ju allt, älskling, sade kamrern, men så strålande som i kväll har jag aldrig sett dig. Hon öppnade tacksamt leende pälsverket, de kysstes länge, hissen sjönk.
- Sen när jag var färdig och skulle gå, då höll han mig i handen och kramade den så att det gör ont ännu, och sa inte ett ord. Han är så brutal, du kan inte tänka! Ajö då, sa jag. Han förstås inte ett ord. Han är så oresonlig, så gränslöst, man kan inte stå ut.
- Stackars liten, sade kamrer Jönsson.
- Som om jag inte få gå ut ett slag och föströ mig. Men, ser du, han är den gravallvarligaste som kan tänkas på denna jorden. Han kan inte ta nånting enkelt och naturligt. Det är som om det jämt gällde livet.
- Stackars du, vad du måtte ha gått igenom.
- Å, jag har lidit förfärligt. Förfärligt! Ingen har lidit som jag. Inte förrän jag träffade dig har jag fått känna vad kärleken är.
- Älskade! sade Jönsson och slöt henne i sina armar, hissen sjönk.
- Tänk, sade hon, när hon hämtat sig efter omfamningen, att sitta med dig däruppe och titta på stjärnorna och drömma - å jag skall aldrig glömma det. Se, det är med det Arvid är så omöjlig, han skall jämt vara så allvarlig, han har inte ett dugg poesi i sig, det förstår han sig inte på.
- Kära du, det är ju odrägligt.
- Ja, inte sant, odrägligt. Men, fortsatte hon och gav honom leende sin hand, varför ska vi sitta och tänka på sådant. Nu ska vi ju ut och roa oss! Du älskar mig väl riktigt?
Om! sade kamrern och böjde henne tillbaka så att hon flämtade, hissen sjönk. Han lutade sig över henne och smekte henne, hon rodnade.
- Skall vi älska varandra i natt.... som aldrig förr. Du....? viskade han. Hon drog honom intill sig och blundade, hissen sjönk. Den bara sjönk och sjönk. Jönsson reste sig äntligen upp, röd i ansiktet.
- Men vad är det med hissen! utropade han. Varför stannar den inte? Här har vi ju suttit länge och pratat, har vi inte?
- Jo, kära du, det har vi väl, tiden går ju så fort.
- Ja, i herrans namn, här har vi ju suttit en orimlig tid! Vad är meningen! Han tittade ut genom gallret. Det var bara beckmörkt. Och hissen fortsatte och fortsatte med god, jämn fart, djupare och djupare ner.
- Men herregud, vad är meningen! Det är som att fara ner i ett tomt hål. Och det här har vi hållit på med en evig tid. De sökte titta ner i avgrunden. Där var beckmörkt. De bara sjönk och sjönk ner i den.
- Det här går åt helvete, sade Jönsson.
- Å kära du, klagade frun och hängde sig vid hans arm, jag är så ängslig. Du får lov att dra i
nödbromsen. Jönsson drog allt vad han orkade. Det hjälpte ingenting. Hissen bara skyndade neråt och neråt i oändlighet.
- Det är ju förskräckligt, ropade hon, vad ska vi ta oss till, vad ska vi ta oss till!
- Ja, vad fan ska man göra, sade Jönsson. Det är ju vanvett.
Lilla frun blev förtvivlad, brast i gråt.
- Nej, nej, kära du, inte så, vi får lov ta det förnuftigt. Det är ju inget att göra åt. Så, sätt dig ner. Se så, nu sitter vi här lugnt bägge två, intill varandra, så får vi se hur det går. Den måste väl stanna nån gång för satan.
De satt där och väntade.
- Tänk, sade frun, att något sådant skulle hända. Och vi som skulle ut och ha så roligt.
- Ja, fy fan så fånigt, sade Jönsson.
- Du älskar mig väl riktigt?
- Kära lilla du, sade Jönsson och slöt henne till sitt bröst, hissen sjönk. Så stannade den äntligen tvärt. Omkring var ljust så det skar i ögonen. De var i helvete. Djävulen sköt artigt undan gallret.
- God afton, sade han och bugade djupt. Han var flott, i en frack som hängde på den håriga översta ryggkotan som på en rostig spik. Jönsson och frun tumlade vimmelkantiga ut.
- Var i guds namn är vi!? utropade de skräckslagna inför den kusliga uppenbarelsen. Djävulen upplyste dem lite generad därom.
- Men det är inte så farligt som det låter, skyndade han sig att tillägga, jag hoppas herrskapet skall ha det riktigt angenämt. Det skall bara vara för natten, kan jag förstå?
- Ja, ja! ropade Jönsson ivrigt instämmande, det är bara för natten. Vi tänker inte stanna, nej då! Lilla frun hängde sig darrande fast vid hans arm. Ljuset var så frätande och gulgrönt att de knappt kunde se, de tyckte det osade hett. När de vant sig lite upptäckte de att de stod som på ett torg omkring vilket hus med glödande entréer reste sig upp i mörkret, fönstren var förtäckta men man såg genom springorna att det brann där innanför.
- Det är ju herrskapet älskar varandra? förhörde sig djävulen.
- Ja, så gränslöst, svarade frun och gav en blick ur sina sköna ögon.
- Då är det denna vägen, sade han och bad dem vara så artiga följa. De slank in några steg på en skum sidogata från torget. Utanför en smutsig, nerflottad ingång hängde en gammal spräckt lykta.
- Var så god, här är det. Han sköt upp dörren och drog sig diskret tillbaka.
De steg in. En ny, fet, lismande djävul med stora bröst och violetta puderkakor i skägget kring munnen tog emot dem. Hon log pustande, med vänligt förstående pepparkornsögon, kring hornen i pannan hade hon virat hårtestar och fästat dem med små blåa sidenband.
- Jaså, är det herr Jönsson och lilla frun, sade hon, ja då är det i nummer åttan. Och hon gav dem en stor nyckel. De klev upp i den skumma flottiga trappan. Stegen var feta så man kunde halka på dem, det var två trappor upp. Jönsson fick tag i åttan och de steg in. Det var ett halvstort, unket rum. Mitt på golvet stod ett bord med sjaskig duk, vid väggen en säng med tillslätande lakan. De tyckte det var trevligt. De tog av sig ytterkläderna och kysstes länge.
En man kom omärkligt in från en annan dörr, han var klädd som en uppassare men smokingen var prydlig och skjortbröstet så rent att det lyste spökligt i halvskymningen. Han gick ljudlöst, det hördes inga steg och rörelserna var mekaniska, som medvetslösa. Dragen var stränga, ögonen såg bara stelt rätt framför sig. Han var dödsblek, i tinningen hade han ett skottsår. Han ställde i ordning i rummet, torkade toalettbordet, ställde in nattkärl och slaskhink.
De fäste sig inte särskilt vid honom, men när han skulle gå sade Jönsson: Lite vin ska vi väl ha, ge oss en halva madeira! Mannen bugade och försvann. Jönsson tog av sig skjortärmarna. Frun tvekade lite.
- Han kommer ju tillbaks, sade hon.
- Äsch, på ett sådant här ställe behöver man inte genera sig, klä du av dig bara, lilla tuttan. Hon tog av sig klänningen, drog kokett upp byxorna och satte sig på hans knä. Det var ljuvligt. Tänk, viskade hon, att sitta här samman, du och jag, ensam, på ett så underligt, romantiskt ställe. Så poetiskt, aldrig ska jag glömma det....
- Lilla sötnosen, sade han, de kysstes länge.
Mannen kom in igen, ljudlöst. Stilla, mekaniskt ställde han fram glasen, slog i vinet. Skenet från bordslampan föll på hans ansikte. Det var inget särskilt med honom utan det att han var dödsblek och hade ett skottsår i tinningen. Frun for upp med ett skri:
- Herregud! Arvid! Är det du! Är det du! Å gud i himmelen, han är död! Han har skjutit sig! Mannen stod orörlig, bara såg stelt framför sig. Hans ansikte uttryckte inget lidande, det var bara strängt, djupt allvarligt.
- Men Arvid då, vad har du gjort! Hur kunde du! Å kära du, om jag hade anat något sådant så kan du väl tänka dig att jag stannat hemma. Men aldrig talar du om någonting för mig. Inte sa du något om det, inte ett ord! Hur skulle jag då kunna veta det, när du inte sa det! Å herregud...! Hon darrade i hela kroppen. Mannen såg på henne som på en främmande, blicken var isig och grå, gick bara tvärsigenom allting. Det gulvita ansiktet lyste, ur såret kom inget blod, där var bara ett hål.
- Å det är förskräckligt, förskräckligt! skrek hon. Jag vill inte stanna här! Vi ger oss i väg med detsamma! Jag härdar inte ut! Hon slet åt sig klänningen, hatt och pälsverk och störtade ut, följd av Jönsson. De halkade nerför trapporna, hon satte sig, fick spottblaskor och cigarraska i stjärten. Nere stod gumman och myste vänligt förstående i skägget, nickade med hornen.
Utkomna på gatan lugnade de sig litet. Hon tog på sig kläderna, ordnade sin toalett, pudrade sig om näsan. Jönsson lade beskyddande sin arm om hennes liv,
kysste bort tårarna som var nära att tränga fram, han var så god. De gick upp på torget. Överdjävulen promenerade kring där, de stötte på honom igen.
- Jaså det är redan färdigt, sade han, hoppas herrskapet haft det behagligt.
- Å det var ju rysligt, sade frun.
- Nej, säg inte det, det kan man då inte tycka. Då skulle frun sett förr i världen, det var annat. Nu är ju helvetet inget att klaga på. Vi gör ju allt för att man inte skall märka någonting, tvärtom tycka man har det riktigt trevligt.
- Ja, sade herr Jönsson, man måste ju säga att det blivit lite humanare i alla fall, det är sant.
- Å, sade djävulen, här har moderniserats, lagts om helt och hållet, som naturligt är.
- Jo, det måste förstås rätta sig efter allmänna utvecklingen.
- Ja, det är bara själslidanden nuförtiden.
- Gudskelov för det, sade frun. Djävulen förde dem artigt till hissen.
- God afton, sade han och bugade djupt, välkomna igen. Han stängde om dem, de for iväg upp.
- Det var då för väl att det är över, sade de bägge lättade och kröp intill varandra på sitsen.
- Utan dig skulle jag aldrig ha gått igenom det, viskade hon. Han drog henne intill sig, de kysstes länge.
- Tänk, sade hon när hon hämtat sig efter omfamningen, att han kunde göra något sånt! Men han har alltid haft så konstiga idéer. Han har aldrig kunnat ta det enkelt och naturligt, som det är. Det var som om det jämt gällde livet.
- Det är ju fånigt, sade Jönsson.
- Han kunde väl ha sagt det! Så hade jag ju stannat. Vi kunde ju gått ut en annan kväll i stället.
- Ja visst, sade Jönsson, visst kunde vi det.
- Men, min älskling, vad ska vi sitta och tänka på det för, viskade hon och lade armarna om hans hals, nu är det ju över.
- Ja, lilla tuttan, nu är det över. Han slöt henne i sin famn, hissen steg upp.
Pär Lagerkvist (ur Onda sagor, 1924)



#علي_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في شجاعة الروح المدنية
- المواطن المجهول
- شيكي الساموراي الشاعر
- منزل الأشباح
- واقعة جسر أوول كريك - قصة أمبروس بيرس
- صور من ذاكرة متصدعة
- ليتك تعلمين
- سوق الكلام
- تساؤل
- سفرة في الحلم
- ملائكة ميدان التحرير
- الى مخلص التونسي ، صاحب كتاب الصبر
- أبناء الفقراء
- - حديث الفصول -
- زهرة الصيف الأخيرة
- أحبك
- لاتتركيني !
- فاتن
- قليل من النور
- المتوحد


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سالم - المصعد الذي هبط الى الجحيم - قصة بير لاكركفيست