أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبعوب - أين صوت العقل يا أمازيغ؟














المزيد.....

أين صوت العقل يا أمازيغ؟


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 23:29
المحور: المجتمع المدني
    


يضج الفضاء الافتراضي، من شبكات عنكبوتية الى شبكات مرئية وإذاعات مسموعة، وكذا صفحات الصحف ومنذ مدة بأصوات أمازيغية نشاز غاب عن أصحابها صوت العقل، وسيطرت على أصحابها روح نزاعة للعدوان وبث الفتن، تدفع هذا الوطن الى هاوية العدم وتنسف كل جسور التواصل والتلاحم القائمة بين مكونات مجتمعنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا الذين أرسوا قواعدها منذ قرون مضت..

ما إن تضع كلمة أمازيغ على محرك البحث "غوغل" في الشبكة العنكبوتية حتى تندفع أمامك قائمة طويلة من الصفحات التي تهتم بهذا الشأن، وهذا أمر جميل يبعث على التفاؤل أن ترى هذا اللون من ثقافة بلدك وخصوصية جزء من مجتمعك تبعث من جديد وتطرح للبحث والنقاش والإثراء بعد أن كانت لقرون منسية، ولعقود قريبة مضت مقموعة بفعل سياسات دكتاتورية لم يسلم من أذاها أي مكون أو فرد من هذا المجتمع.. ولكن ما إن تبحر في هذه الصفحات حتى تفاجأ وتصدم بالأصوات النشاز التي فارق أصحابها عقولهم، اعتقادا منهم أن الأمازيغية كلغة وثقافة لا يمكن أن تقام لها قائمة إلا باجتثاث العربية وإخراج العرب من شمال افريقيا، بل ذهب الموتورون من هذه الفئة المعبئين بالكراهية للعرب والعربية الى الدعوة للعمل على اجتثاث الاسلام وإخراجه من شمال افريقيا لأنه السبب في تعريب المنطقة ونشر العربية بين سكانها!!!

طرح خطير أصبح يسيطر على الميديا التي تهتم بالشأن الأمازيغي، طرح إنعزالي انكفائي سيكون الأمازيغ والأمازيغية أول ضحاياه، وسيصيب تلاحم مجتمعنا بشروخ خطيرة تنذر بشرر مستطير، مالم تبادر الأصوات العاقلة من الأمازيغ إلى وقف هذا الصوت ولجم هذه الفئة المضللة والمشبعة بروح الكراهية لمحيطها الاجتماعي، وتفنيد طروحاتها الإنعزالية.

نسجل هنا استغرابنا وارتيابنا الشديدين إزاء الصمت الذي يمارسه قادة الأمازيغ وأصحاب العقول الراجحة منهم تجاه هذه الأصوات النشاز التي تعيث فسادا وتخريبا في موروثنا الذي صنعناه عبر قرون من التعايش والتلاحم في مواجهة الأخطار الخارجية التي مرت بنا عبر العصور، والتي لا زالت تحدق بنا حتى اليوم وتهدد وجودنا كليبيين او حتى كعرب وامازيع، ليس في ليبيا فقط بل في الشمال الافريقي وفي كل الوطن العربي. وإزاء ما يدفع به هؤلاء الموتورون من روايات وآراء تدين العرب بتهميش الأمازيغ واحتلال ارضهم وتشريدهم وغيرها من الاتهامات المجافية للواقع، اقول ليس من العقل والمنطق في شيء أن نحاكم الأحياء اليوم عن حوادث تاريخية جرت قبل قرون لم يكن لهم فيها أي دور، وهي في الغالب روايات تفتقر للقرائن والأدلة و لا يربطنا بها اليوم أية رابطة سوى روايات لا يمكن التحقق من صدقها، بل أسألكم: كيف يستقيم هذا الأمر ونحن اليوم ندعوا الى المصالحة والتسامح عن أحداث لم تجف دماءها بعد ولازالت جروحها تنزف (ثورة 17 فبراير)، ونستدعي في الوقت نفسه حوادث مر عليها اكثر من عشرة قرون وندعو لمحاكمتها وإدانة من لم تربطهم بها أية صلة فعل؟ وكيف يمكننا أن نتخذ هذه الروايات كحجة لنسف واقعنا الذي بنيناه بتلاحمنا طيلة هذه القرون؟!!

إننا كليبيين نفتقد صوت العقل الأمازيغي الذي يعي أهمية وضرورة التعايش مع محيطه ويحترم هذا التاريخ الذي جمعنا كعرب وأمازيغ فوق هذه الارض منذ قرابة الخمسة عشر قرنا، لنبني سويا حضارة يعترف بفضلها القاصي والداني ولا يمكن لأحد إنكارها.. ما أحوجنا أيها الاخوة الأمازيغ اليوم الى سماع صوت أمازيغي شجاع يذكر هؤلاء المضللين بالصورة المشرقة لهذا التلاحم الذي جسده أجدادنا، ويحذر من موجة التقوقع والإنكفاء على الذات التي يتبناها طيف من الأمازيغ الذين سممت عقولهم بالكراهية والحقد على العرب والعروبة بدون أية أسباب منطقية، ويعمل بعقل وروية على بعث الأمازيغية كلغة وثقافة لا تتقاطع مع الهوية وطنية شاملة التي جمعتنا ولا زالت تجمعنا من أجل بناء مستقبل واعد لأبنائنا.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآخر المختلف كضرورة.
- دسترة التخلف!!
- في ذكرى انتفاضة 17 فبراير دعوة لأخذ العبر
- عيد الحب على الطريقة الليبية
- عطالة العقول تسيل الدماء في تونس
- انتكاسة لحقوق المرأة في ليبيا
- لا للعدالة.. لا للدولة!!
- استلاب لغوي يغزو دوائر الحكومة الليبية
- هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!
- ليبيا من طاغية إلى طغاة.
- عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!
- الربيع العربي يلد صنما
- مسكين أيها الخروف!!!
- حان موعد الثورة الثانية.. ايها الليبيون هبوا..
- شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية
- نص.. قراءة في لوحة -بوهيمية- للرسام ويليام بوغيرو
- أين سلطة الدولة مما يجري في ليبيا؟
- اللحظات الأخير لرحيل طاغية..
- تسويغ الفساد ثقافة شعبية
- فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبعوب - أين صوت العقل يا أمازيغ؟