أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الفلسفة والدين والقانون














المزيد.....

الفلسفة والدين والقانون


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 22:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة معجزة الأثينيين,والقوانين معجزة الرومانيين, والدين السماوي وكُتب الله هي معجزة الشرقيين ..وانفرد اليونان بصناعة الفلسفة الوجودية والبحث عن الحقيقة وعن معنى وجودنا في هذه الحياة وعن الأخلاق واختلاف معايرها من مجتمعٍ إلى مجتمعٍ آخر وعن صراع الآلهة واهتم سقراط بتوليد الحقيقة من ذاتها أي أنه كان يجيب على السؤال من خلال السؤال نفسه ولم يكن يرغب بإفساد الشباب حسبما زعموا....الخ والمهم أن الفلسفة الأثينية غزت الأسواق الفكرية العالمية وشغلت اهتمام العقول الكبيرة قبل الصغيرة,وبمقابل ذلك غزت الديانة المسيحية الشرقية الحضارة الرومانية وفعلت فيها ما فعلت وبالتحديد البيزنطية ورغم أن الديانة المسيحية لم تنشأ في الغرب إلا أن حماتها من التداعي والانهيار ودعاتها كانوا من الأوروبيين ولولا الأوربيون لانقرضت الديانة المسيحية نهائيا وما زالت إلى اليوم المنبع العظيم الذي لا ينضب ماءه,واهتم الرومان بصناعة القوانين وتنظيم المجتمع وفق قوانين مدنية ومنها عملوا على تأكيد معنى دولة القانون والمؤسسات مع تعزيز مفهوم الدولة البوليسية وما زلنا إلى اليوم في كافة أنحاء العالم نحتكم إلى مواد قانونية من العصر الروماني نحن والعالم كله بالمثال على ذلك القانون القائل:المتهم بريء حتى تثبت إدانته..واهتموا بوجودهم في هذه الحياة وعاشوا حياتهم,والفراعنة الشرقيون الأفريقيون اهتموا بأمواتهم أكثر مما اهتموا بأحيائهم وتطلعوا إلى الحياة الأخرى والنعيم الأبدي وكرهوا أن يتعاطوا بالفلسفة أما الشرقيون في الحجاز ونجد وتهامة فقد كرهوا الفلسفة ولم تخطر على بالهم ولم ينصاعوا إلى حكم القوانين المدنية وكان هذا على الأغلب في المجتمعات البدوية الرعوية التي يفهمها غيرنا فهما خاطئا جدا فيقال عن العرب بأنهم يكرهون الحرية وهذا غير صحيح فالعرب البدو هم أكثر الناس عشقا للحرية قبل الاسلام ولم يكن أحدٌ منهم يفضل الانضباط على الانطلاق فقد كانوا يكرهون سياسة الضبط والربط العسكرية بدليل حرب البسوس التي اشتعلت بسبب أن وائل بن كلاب التغلبي أراد أن يبني لقومه دولة ومدينة لها أسوار وأوقات محددة للخروج منها وإلى الدخول إليها ولما يئس منه القوم قاموا عليه وقتلوه لأنه برأيهم كان سيصبح ملكا كبيرا عليهم يمارس سياسة عسكرية تحد من حب البدوي للعيش في الصحراء حرا طليقا.

اهتم اليونان بالفلسفة واهتم الرومان بالقانون واهتم الشرقيون بالأديان السماوية,وبأن معجزة اليونان الفلسفة ومعجزة الرومان القوانين ومعجزة الشرقيين الأديان السماوية,وانقسموا الشرقيون إلى قسمين بحيث آمن بعضهم بالبعث بعد الموت وبالحساب وبالعذاب وهؤلاء القوم كانوا من المجتمعات الزراعية التي تمارس كل سنة مهنة الموت والحياة عن طريق الزراعة فأولئك الذين يزرعون لاحظوا أن النباتات تحيى في فصل الشتاء وتموت في فصل الصيف ومن هذه الملاحظة استنتجوا أن هنالك حياة أخرى نحياها بعد موتنا تماما كما تموت النباتات أثناء الحصاد ويعاد زرعها في الأرض فتنمو من جديد.

أما بالنسبة للشرقيين الرعويين فلم تكن هذه المشكلة تشغل بالهم واهتمامهم لأنهم كانوا يعيشون في بيئة كل شيء فيها يموت ولا يعود للحياة مطلقا,أما بالنسبة للديانة الإسلامية فقد نقلت هذه الديانة ظاهرة الموت والحياة عن طريق الديانة اليهودية الموسوية التي نقلتها اليهودية بدورها عن المجتمعات الزراعية الكنعانية التي اختلطت فيها فأثرت هي فيها بقدر ما تأثرت هي أيضا منها ومزجت الديانة اليهودية والإسلامية الدين بين نظامين واحد رعوي والآخر زراعي وهو نمط مختلط من مجتمعين واحد رعوي والآخر زراعي والذي خرج لنا هو أيضا في آخر الأمر بصيغة الدين الإسلامي الذي نراه أمامنا هذا اليوم حيا يرزق.

وما زالت المعركة إلى اليوم دائرة بين الفريقين الفلسفي والديني بحيث تريد الفلسفة أن تحتل المواقع التي يحتلها الدين وكذلك يريد الدين ودعاته أن يحتلوا المواقع التي تحتلها الفلسفة وفي النهاية تظهر القوانين الرومانية التي تكفل للاثنين كافة الحقوق المدنية دون أن ينقص منها شيئا ممثلا هذا الرأي اليوم بالمجتمع الليبرالي الأمريكي غير المحافظ الذي يشغل موقع القوانين والحضارة الرومانية القديمة ويضمن للجميع حرية العبادة وحرية التعاطي الفكري مهما كان نوعه أو لونه أو جنسه ويريد الدين من القانون أن يطأطئ له رأسه لكي يمارس حريته في الدعوة إلى الدين ليأخذ بعد ذلك عهدا على نفسه بمحاربة القانون ومحاصرته لكي لا يضمن لأي أحدٍ حرية الرأي والتعبير إلا ما كان من داخل جبته وحوزته العلمية والمشكلة أن العقل دائما يخسر أي مشكلة وأي معركة يديرها ضد الدين ولم يسبق للدين أن هُزم أمام العقل ولم يسبق للعقل أنه كسب أي معركة ضد الدين,والإنسان كما يقول المعري:إما دين بلا عقل وإما عقل بلا دين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدري
- بعد مجيء الإنسان
- اليهود أبناء حارتنا
- الجهل أفضل من المعرفة
- العائد من الموت
- من الذي تغير,أنا أم الناس؟
- مكان أمي
- زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية
- المترددون والمتأكدون
- نحن أبناء الشرير والحرام
- سلوكيات غير منطقية
- سلامٌ عليك
- التسامح أفضل من العدالة
- الغشاشون
- عدونا هو ثاني أكسيد الكربون
- الأشرار جدودنا
- خطبة جمعة متناقضة
- اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم
- أشهر جملة العالم
- لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الفلسفة والدين والقانون