أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - اشكاليه الهويه لدى الفلسطينيين















المزيد.....

اشكاليه الهويه لدى الفلسطينيين


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 18:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اشكاليه الهويه لدى الفلسطينيين
و اليات الرد

بدايه دعنا نحدد ما نعنى بالهويه محاولين التركيز قدر الامكان على ما له علاقه مباشره بالموضوع .فموضوع الهويه متشعب و معقد. فهناك انماطا من الهويه الجمعيه تتعلق بالدين او الطبقه او المهنه الى ما هناك. لذا سيكون التركيز على موضوع الهويه ذات الطابع الوطنى العام.
سوال الهويه الاساسى يتمحور عاده حول الجواب على سؤال من انا؟

و هو سؤال محورى لان على ضوءه يحدد المرء الكثير: تعريف ذاته , تعريف اصدقاءه الى تعريف اعداءه الخ. لكن من المهم ايضا ان نذكر انه حتى لو كان هناك نواة ثابته للهويه الا ان الهويه مثل اللغه مساله تتطور مع الزمن.

فى كتابه بناء الواقع الاجتماعيى
(The social construction of reality)
يتناول بيتر برغر بعض من معطيات الظروف المكونه للهويه.

يقول مثلا ان المرء يولد فى بيئه او مجتمع له لغه و له ثقافه الخ و المرء عادة يرث هذه المعطيات بحكم التربية و المجتمع. و تظل مهمه كل جيل ان يضيف الى الهويه الجمعيه كون الامر ليس ستاتيكيا و متوقف على جيل واحد.فالهويه تبنى عبر اجيال عديده و كل جيل يساهم بدوره فى عمليه البناء.

و مساله الهويه الوطنيه ترتبط اساسا بالارض التى تعيش عليها المجموعه البشريه التى تطور عليها ثقافتها و منظومه قيمها.و فقدان الارض عادة يؤدى كما فى الحاله الفلسطينية الى اشكاليه حقيقيه تفقد معها المجموعه البشريه
نوع من توازنها.
و نحن نعرف من حالات مشابه كما حصل مع السكان الاصليين فى القاره الامريكيه كيف تم تدمير ثقافات هذه المجتمعات بعد سرقه اراضيها الذى ادى الى تدمير طرق العيش فيها.
و لذا اصبح التحدى الاكبر للشعب الفلسطينى كيف يتعاطى مع الخلل الخطير لاجل استعاده التوازن النفسى الجمعى.
بدات المشكله عام 48 لدى تدمير الكيان الفلسطينى و فى خلال عام واحد بات الشعب الفلسطينى منقسم الى خمس مجموعات اساسية :


الاولى المجموعه التى بقيت فى ارض الوطن فى مناطق 48 و باتوا يسمون عرب اسرائيل.
المجموعيه الثانيه التى تعيش فى المنطقه الشرقيه من فلسطين التى اسميت الضفه الغربيه بعد ضمها لللاردن و بات المواطنون فيها اردنيون رسميا على الاقل
المجموعه الثالثه فى غزة كانت تحت الادارة المصريه
المجموعه الرابعه فى سوريا حيث لم يعد يكفى تعريفهم بالفلسطينين بل بات يطلق عليهم اسم البلد التى يعيشون فيها مثل تعبير فلسطينوا سوريا
المجموعه الخامسه فى لبنان الذى بات يضاف اليهم اسم البلد التى يعيشون فيها اى فلسطينيوا لبنان.
نحن اذن ازاء جرح وطنى تم خلاله تفتتيت تبديد هويه شعب و مجتمع قائم و تحويله عمليا الى مجتمعات صغيره ملحقه بالمجتمعات الاكبر.
و لكى نفهم كيف تعامل الفلسطينيون مع هذا التحدى علينا ان نفهم كيف نظر الشعب الفلسطينى لهذه التحولات العميقه المدمره.من وجهة نظرى
العقل الجماعى الفلسطينى تعامل مع الكارثه على اساس ان التاريخ توقف او تجمد فى العام 1948
و هذا الامر نلمسه بوضوح فى مجموعه الحكايات و المرويات و الاغانى التى تركز على حياه الهناء الاستقرار التى كان يعيشها الفلسطينى فى وطنه.


اذن اصبح الشعب الفلسطينى ازاء تاريخين متناقضين متضادين و متصارعين . مرحله ما قبل 48 و هو التاريخ الطبيعى المرتبط بالاستقرار و الوطن و الامان ,و ما بعد 48 المرتبط بالضياع و الدمار.بعباره اخرى بات الفلسطينى ينظر الى ما قبل 48 على انه الطبيعى و التاريخ الصحيح و ما بعد 48 على انه التاريخ الغير طبيعى و المرتبط بالالامه و معاناته.و على سبيل المثال نجد ان الغالبيه الساحقه من اللوحات و الصور التى كانت تتداول كانت عن مرحله ما قبل 48.و هذا الامر له بالطبع دلالات مهمه لناحيه الدفاع عن الذاكره الجمعيه و عن الهويه.كان الامر يمثل نوع من استعاده نفسيه لماضى لم يعد موجودا و لاجل القول ان الواقع الحالى هو المؤقت و الماضى هو الثابث.


و بسبب الحجم الكبير للكارثه فقد كان على الفلسطينيين التعامل معها و ايجاد اليات رد لاجل تحقيق نوع من التوازن النفسى الهوياتى الذى من الصعب جدا لمجتمع ان يعيش بدونه .و هذا الامر ليس لاجل التطبيع مع الواقع المؤلم بل كما نعرف من علم انثروبولوجيا المجتمعات, ان تحقيق توازنا كهذا يعد امرا حيويا بل ضروريا جدا لكى تصبح الالام قابله للتحمل و الامل بالعوده اى باستعاده الحياه الطبيعيه قائما. و نحن نعرف من تاريخ المجموعات الاثنيه او الدينيه التى تعرضت لدمار مشابه او عانت معاناه استثنائيه عبر التاريخ انها تميل دوما الى تقديم تفسيرات مختلفه منطقيه كانت او قدريه لجعل الماساه امر محتمل او امر يمكن تفسيره على الاقل.

من وجهة نظرى حل الفلسطينيون اشكاليه التوازن النفسى الهوياتى عبر عده محاور لاستيعاب الصدمه و التعايش معها.
المحور الاول.
التركيز على الحنين لللارض ( اغانى ابو عرب كمثال) و هذا التركيز شمل وصف مدن و قرى فلسطين و الحياه الهانئه فيها.و على رغم من الطبيعه المبالغه لهذا النوع من اغانى الحنين الذى عادة ما يصور كل شىء فى فلسطين قبل النكبه بطريقه رومانسية رغم ان الواقع لم يكن بالضرورة كذلك. لان الشعب الفلسطينى لم يكن حرا و كان يعيش تحت الاحتلال البريطانى و ان لم يكن من النوع الاستئصالى.

لكن قيمه هذه الاغانى هى بوظيفتها التعويضيه حيث تعيد صياغة الوطن او استعادته عبر الاغانى و القصص عن الحياه فى فلسطين. و قيمتها انها تسهل الحلم بالوطن و تجعله ممكنا .و بمعنى اخر فان الاغانى الشعبيه تستعيد الوطن على المستوى الرمزى.فالاغنيه تتحدث عن مدن و قرى و بيارات يعرفها الفلسطينى و هو بذلك يقول انها تعود اليه و ليس للغرباء الذين اخذوها عنوه منه.

المحور الثانى هو محور لوم الذات.و لعل قصة غسان كنفانى عائد الى حيفا الاكثر تعبيرا عن تلك المشاعر . فالعائله الفلسطينية تترك ابنها فى منزلهم فى حيفا و تهرب من بيتها الذى تستولى عليه عائله يهوديه. تجد العائله اليهوديه الطفل الذى يربى فى كنفهم و يصبح ضابطا اسرائيليا .و لعل هذه القصة الاكثر ايلاما لانها تطرح اساله لم يكن من السهل الاجابه عليها اقلها فى ذلك الوقت عندما لم تكن ثقافه الفكر النقدى قد تطورت خاصه لدى مؤرخى تلك المرحله حيث كانت الروايه التاريخيه الفلسطينيه و مجموع الثقافه الفلسطينيه , و بعضها ما زال حتى الان تميل لتحميل الانظمه العربيه وحدها مسوؤليه ما حصل . و لكن هذا لا يعنى خلو المرحله من التساؤل عن دور العامل الفلسطينى فى الكارثه و لعل عبارة( لماذا لم تقرع الخزان) هى الاكثر تعبيرا عن السؤال المتعلق بالفعل الارادوى و المسوؤليه.

المحور الثالث هو محور المقاومه.و هى التى تمثل نهايه لمرحله الصدمة و استيعاب الذى جرى و مقاومته.و هذه المرحله تم التعبير عنها فى الاشعار و الادب الذى يمجد فكرة التصدى لللاحتلال.و قد ارتبطت هذه المرحله بصياغه الهويه الوطنية الفلسطينية فى الادب و الفن الى كل ما له علاقه فى احياء الهويه الفلسطينية و الاعتزاز بها.
و تلازم ذلك مع بروز المقاومه الفلسطينية و عمليه الاحياء الوطنى فى الادب و الفن حيث تم فيها صياغه الهويه الوطنية الفلسطينيه
Nation building
.و لعل اشعار محمود درويش و معين بسيسو و سواهم الاكثر تعبيرا عن تلك المرحله.

الخلاصه من وجهة نظرى تتجاوز اليات الرد الفلسطينى المراحل التى ذكرتها .فهناك مرحلتين اظن انه من الضرورى دراستهما من حيث تاثيرها على اليات الرد الفلسطينى الا و هى البعدين العربى و الاسلامى .لكنى اكتفيت بالتركيز على المحاور الثلاثه فى اليات الرد الفلسطينى لان دراسه المحاور الاخرى تحتاج الى اكثر من مقاله او حتى بحث واحد

مفكر و باحث فلسطينى
كتاباته مترجمه الى اكثر من خمسة عشره لغه



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نظام شمولى علمانى الى نظام شمولى دينى
- انهيار مرحلة باكملها
- اشكالية الفتاوى السياسية
- حركة التغيير العربى و الافاق المجهوله!
- اشكالية انهيار النظام العربى القديم!
- غاندى فى ذكرى ميلاده ال 143 ! .
- نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية
- صلاة من اجل الالهه ساراساواتى الهة المعرفة و الفن و الموسيقى ...
- سوق مزايدات لانتاج ثقافة الكراهية!
- على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!
- ؟ لماذا لم يصل الربيع العربى الى البلدان الملكية العربية
- من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!
- فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى
- حول الثورة العربية و افاق المستقبل
- لكى تتجنب سوريا طريق الانتحار
- البعد الثقافى فى الانفجار العربى
- لاجل تاسيس جائزة( نوبل) فلسطينية
- هل من المكن ان نقوم بعودة افتراضية لفلسطين
- اين المجلس الوطنى الفلسطينى,و اين المجلس التشريعى : اسئلة لا ...


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - اشكاليه الهويه لدى الفلسطينيين