أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - السقوط بالتقسيط














المزيد.....

السقوط بالتقسيط


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 18:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سألني أحد الأخوة, وكنا نتحدث عن عودة صالح المطلك إلى إجتماعات مجلس الوزراء خلافا لأغلب وزراء العراقية, سألني عن السبب الذي يجعل البعض لا يرضى عن حكومة المالكي سواء رضت عن الشخص الفلاني وتعاونت معه أو في حالة عدم رضائها عنه ومقاطعته, فأجبته على سؤاله.. السبب يا سيدي هو منهج الشيطنة التي تستخدمه مجموعة المالكي ضد خصومها والمستوى التي تَشَّغِل به ذلك المنهج وتفعله ضد أولئك الخصوم إذا ما إختلفوا معها.
وعدم الرضاء على الحكومة هنا لا يعني بالضرورة الوقوف مع خصومها, لأن هذه المسألة هي ثانوية بالمقارنة مع ما نتحدث عنه, فقد نختلف معها ومع خصومها في ذات اللحظة, وما نتحدث عنه هنا بالذات هو إحترام عقل المواطنين وعدم التصرف معهم كجوقة مصفقين لها حينما تنتقل من النقيض إلى النقيض.
وعلى الحكومة أن تختار, بكفاءة عالية لا يوفرها لها مجموعة المستشارين المتأزمين, طريقة وعناوين هجومها على "الأخوة الخصوم", إذ أنها وهي تستهدف تحجيمهم والحصول على تنازلات منهم عليها أن تحترم عقل المتلقي ولو قليلا. أي أن المسألة هنا لا تتعلق بإحترام الخصم وإنما بإحترام الناس. وما دامت الحكومة تؤكد على أن هناك ديمقراطية, فإن عليها أن تضع هذه الديمقراطية في خدمة شعبها ووطنها لا في خدمتها فقط.
صدام حسين لم يقل من جانبه أنه آمن بالديمقراطية بل كان يعمل وفق عقيدة الأحزاب الأيديولوجية الثورية التي تؤمن بدور البطل في صناعة التاريخ. والفرق بين صدام, أنه في هذه المسألة بالذات كان صادقا مع نفسه ومع ناسه.. أي أنه لم يقل أنه ديمقراطي ثم يأتي لكي يتصرف كدكتاتور. هو فعل ذلك في مسائل أخرى كان لها الأثر الكبير في خلق مسخرة تاريخية وقيمية حينما راح يثقف على إن العراق إنتصر على العدوان الثلاثيني في حين أن العراق كان قد دخل في مرحلته الوحلية.
لكن في المسألة الديمقراطية وقضية الإنجاب التاريخي وعصر البطولة هو لم يكذب, وحتى حينما إضطر بعد فجيعة الكويت إلى مكيجة نظامه فإنه لجأ إلى الأستفتاء ولم يجري إنتخابات. لقد كان علينا أن نذهب إلى صناديق الإقتراع لكي نستفتى, ليس على شخصية الرئيس, وإنما لكي نقول نعم لمنهج القائد الضرورة والإنجاب التاريخي.
وأظن أن صدام حسين كان قد سقط على دفعات, ولم يسقط دفعة واحدة, لقد أسقط نفسه في البدء ثقافيا وقيميا, ثم أسقطه أعداؤه سياسيا, أما الإحتلال فقد جاء بعد ذلك لكي يدفن الجثة. ولو أن صدام لم يسقط ثقافيا وقيميا, ولو أنه لم يدخل إلى الكويت, فإن خصومه كانوا سيفكرون ألف مرة قبل أن يضعوا قرار الإحتلال موضع التنفيذ.
أما هذه الحكومة فأظن أنها قد سقطت بحكم خطابها الثقافي والقيمي, أما سقوطهما القانوني فسيعتمد على وقوعهما في فخ ( كويتها) الخاص الذي قد يتجسد في إحتضار تحالفها الإستراتيجي مع المحور الإيراني السوري, وحينما سيسقط هذا المحور فإن المالكي والعملية السياسية سوف ينالهما الكثير من هذا السقوط, لا بفعل التأثير الحاسم والمباشر لسقوط ذلك المحور, وإنما لأن المرحلتين الأوليتين للسقوط كانتا قد إنجزها النظام بنفسه ضد نفسه, أما ما يأتي بعد ذلك فإنه سيتكفل فقط بنقل هذا السقوط من خانته الثقافية والقيمية إلى خانته السياسية, ومن ثم إلى خانته القانونية, ولن يتبقى بعد ذلك سوى نصب سرادق العزاء والتشييع.
إن أهم متاريس دفاع النظام, أي نظام, عن نفسه هو متراسه الثقافي والقيمي. حينما يتهدم هذا المتراس سيكون متراس النظام السياسي والقانوني هشا وغير قابل للصمود..
مسألة شيطنة الخصوم وديمقراطية الماننطيها والتعامل مع المتظاهرين بالمنطق الفقاعي, والجمود على مرحلة وعدم القدرة على تجاوز قوانينها المستهلكة وسياسة خلق الأزمات المستمرة, المدعمة بالفساد والطائفية, هي فصول من مسلسل السقوط الثقافي والقيمي, الذي سيتبعه بعد ذلك السقوط السياسي والقانوني.
مع صدام حسين كان هناك سقوط لرجل ونظام ودولة.
مع المالكي أخشى أن يضاف الوطن إلى قائمة الساقطين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - السقوط بالتقسيط