أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد المصباحي - الحكومة المغربية














المزيد.....

الحكومة المغربية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 03:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في الإنتخابات الأخيرة,فاز حزب العدالة و التنمية بالرتبة الأولى التي خولت له تشكيل أغلبية حكومية,تشكلت من أحزاب بعضها يميني,كالحركة الشعبية,و ثانيها ليبرالي عرف بكونه محافظا فكريا لكنه شبه ليبرالي في فهمه للإسلام,و هو أحد المكونات الأساسية للحركة الوطنية المغربية,انضاف إليها حزب التقدم و الإشتراكية,بماضيه الوطني و إرثه الإشتراكي,و رغم تنوع مكونات الحكومة,فقد اعتبرت حكومة إسلامية,لأن القائد الفعلي لها هو حزب العدالة و التنمية,الذي استفاد من الربيع العربي,و اعتبر نفسه وريث الحركة الشبابية المغربية,التي عرفت بعشرين فبراير,فكيف أثرت هاته المكونات السياسية على فعل الحكومة؟
1 الحكومة المعارضة
في ظل الشروط السابق الذكر,صارت الحكومة في صراع مع مكوناتها,فرغم وجود ما عرف بميثاق الأغلبية لازالت مكوناتها تنفلت بين الفينة و الأخرى,بانفلاتات سلفية كما هو حال حزب العدالة و التنمية الإسلامي,الذي كلما ازداد الخناق حوله,لوح بالعودة للشارع,و كأنه يخوف المعارضة بقوته الجماهيرية التي لازالت تنتظر نزوله للشارع السياسي,ليثبت للكل أن قوته و فعاليته الجماهيرية متحفزة لتسلم السلطة مباشرة من الشارع,عالما بأن المصوتين في أغلبهم,لم يكونوا هم من نزل عشية عشرين فبراير إلى الشوارع المغربية,و هي لعبة تفنن فيها الحزب الديني و كررها أمام الراي العام المغربي,لتصير بمثابة رسالة للخصوم العاملين على إفشال تجربته في قيادة الحكومة التي توج وجودها بدستور جديد قدم صلاحيات موسعة لرئيس الحكومة,الذي لم يستوعب بعد جدة المرحلة و حاجتها لتفكير جديد يتجاوز لغة التخويف الدرامي للمعارضين,و ابتداع تسميات جدية لهم و للمتعاطفين معهم في مؤسسات الدولة,كفكرة الأشباح و التماسيح و غيرها من لغة الترميز في الفكر السياسي المغربي,المعتكف خلف خلط الأوراق بتسميات تثير مشاحنات و تأويلا ينشغل بها الفاعلون السياسيون و الصحافة الوطنية.
2أحزاب التحازب السياسي
بفعل التركيبة غير المنسجمة للحكومة المغربية,صارت مكوناتها تتفاعل مع إيقاعات مختلفة,و تترنح بين التسيير و التدبير الحذر,فهي تحاول تقاسم النجاحات مع حزب العدالة و التنمية و التبرِؤ من الإخفاقات التي قد تصيب مشروعه,أو ما يفترض أنه مشروع إسلامي ذي طابع اجتماعي ليبرالي,حفظا للتوازنات العامة,التي تحكمها اختيارات حزبية متناقضة,فكل حزب يعد أنفاس فيره من الأحزاب و يقدم صورة عن نفسه,ليست هي ما هو عليه في التركيبة الحكومية,مما يعطي الإنطباع و كأننا أمام حكومة توافق وطني,غايتها تدبير الشأن العام إلى حين خلق توازنات جديدة,ليعود كل حزب إلى تحالفاته الأولى الطبيعية,ذات المنحى الديني الإسلامي أو الليبرالي أو الإشتراكي,من هنا نفهم حساسية المواقف السياسية للأحزاب السياسية,التي تعتبر نفسها مدبرة لمرحلة حساسة من التاريخ المغربي المعاصر و المهدد بما تعرفه دول أخرى في الشمال الإفريقي و الشرق العربي,و هي تخوفات تضخم من أجل تبرير التحالف القائم بين أحزاب متنافرة إيديولوجيا و حتى سياسيا.
3نقابات المتحازبين
من المعروف أن النقابات في المغرب غالبا ما تنوب عن الأحزاب السياسية في تحريك التحالفات السياسية,بإلباس الفعل السياسي لبوسات نقابية اجتماعية لممارسة الضغط على الحكومة و مكوناتها,رغم أن النقابات المبادرة للإحتجاج ينتمي أغلبها للمعارض اليسارية,غير أن نقابة حزب الإستقلال و العدالة و التنمية لا يمكنهما ترك المعارضة تحولهما إلى مدافعتين عن الإختيارات الحكومية,لأن ذلك إن حدث سوف يضعف حزب الإستقلال و العدالة و التنمية نفسه,فاللعبة تم إدراكها بما عاشته تجربة التناول,ذات المنحى الإشتراكي افتراضا,و قاعدة إضعاف الخصوم باللجوء للنقابات عملية معروفة في التاريخ المغربي,بل إن النقابة نفسها يمكن أن تجر الحزب و المتصارعين داخله إلى احتراف المعاضة لاختيارات الحكومة حتى من داخلها كما هو حال الإتحاد العام للشغالين المحسوب على حزب الإستقلال.
خلاصات
لكل هذه الأسباب تأثرت الحكومة الحالية,و بدت مختلفة عن سابقاتها في مجمل مشاريعها و قراراتها,و ما تسنه من قوانين,بل حتى في تأخرها عن سن القوانين التنظيمية في العديد من المجالات,بل فقد تأثرت حتى المعارضة نفسها ذهبت ضحية هذه المستجدات,و صارت معارضة بطعم المحاجة القانونية الباحثة عن ثغرات الحكومة بدل إنتاج أفكار مناقضة و فعالة في التشريع و الإجراءات الإقتصادية.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة عربيا
- النفحة الروحية في الزجل المغربي المعاصر
- صورة الشيء و جمالياته الشعرية
- المرأة و السياسة
- الحكومة المعارضة
- السرد و النقد في المغرب
- الهوية و العولمة
- القضاء و العدالة في المغرب
- الكاتب و الثقافة في المغرب
- الإغتيالات في الإسلام
- قوة الإسلام السياسي
- الأخوة الإسلامية و الوطنية
- تجارب حكومية مغربية
- هفوات اليسار المغربي
- الخيال و الصورة
- لاهوت التكفير و لاهوت التدبير
- الفكر الديني والفقه الإسلامي
- التربية و التعليم في المغرب
- الدستور المغربي.تأويل التنزيل
- صراع الأفكار وصراع النوايا في الإتحاد الإشتراكي


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد المصباحي - الحكومة المغربية