أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - المملكة المغربية و مسلسلات الاستنبات السياسي














المزيد.....

المملكة المغربية و مسلسلات الاستنبات السياسي


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداخل المملكة المغربية، منذ تقريبا سنة 1975 و التلويح بمسلسلات الاستنبات السياسي تتوالى بدون أن تتوقف. و لماذا بالضبط سنة 1975؟ سنة 1975 لأنها هي السنة الاولى لبداية المسلسل الديمقراطي، و كلمة مسلسل تعني حلقات من التطور الديمقراطي الطبيعي المتواصل و المرتبط، و ليس التطور الديمقراطي المفتعل كما يريد أصحاب مسلسلات الاستنبات.
لقد اخترت استعمال مصطلح الاستنبات greffageأو implantation للتعبير عن ظاهرة واضحة للعيان و كان من الممكن ان اختار مصطلح الاستنساخ كما فعلت سابقا للتعبير عن ظاهرة اخرى مشابهة ترتبت عن استنساخ ديبلوماسي حصل ولا يزال حاصلا بين الولايات المتحدة الأمريكية و الجمهورية الفرنسية ابتدأ مع عهدي الرئيسين جورج بوش الابن في الولايات المتحدة الامريكية و نيكولا ساركوزي في الجمهورية الفرنسية(انظر بهذا الصدد مقالنا المعنون" الاستنساخ الدبلوماسي الفرنسي/ الأمريكي") و لكنه بما ان الامر ليس بيولوجي، فمن الافضل استعمال الاستنبات بدل الاستنساخ لأن الاستنساخ هو بيولوجي في حين الاستنبات هو على شكل غرس يحدث في بعض الاماكن الغير مخصصة لذلك أو فقط تلقيم لأغصان في ما بينها.
اللجوء الى التلويح بعملية الاستنبات السياسي يحصل أثناء المراحل الصعبة التي تمر منها المملكة المغربية حيث تم لأول مرة مباشرة بعد صيف 1981 و تم في المرة الثانية مع ربيع سنة 2013. و قد تكون كل هذه العمليات الاستنباتية نصائح لخبراء دوليين أجانب أو خلاصات متسرعة لسياسيين مغاربة يريدون التحرك خارج المسلسل الديمقراطي المتوافق حوله ما بين معظم المكونات السياسية الممثلة في البرلمان.
العملية الاستنباتية الاولى هي العملية التي كانت تخص استنبات التجربة الالمانية بداخل الحقل السياسي الوطني و التي من بين نتائجها تقسيم النظام التربوي الوطني الى ستة عشرة اكاديمية؛ و عملية الاستنبات الثانية هي التلويح بخلق كنفدرالية ما بين المملكة المغربية و جبهة البوليساريو. و لكي تتحقق هذه "الكنفدرالية" ترى بعض المنابر الاعلامية المروجة لهذه الفكرة ضرورة حصول الاعتراف المتبادل ما بين المملكة المغربية المسجلة في الامانة العامة للأمم المتحدة و جبهة البوليساريو التي لازالت لم تستطع حتى التخلص من الهيمنة الجزائرية فما عساها تفعل مع تمثيليتها لكل الصحراويين العرب منهم و الامازيغ و هي الجبهة العربية القحة...
المسمى "كنفدرالية" بالشكل الذي تم الترويج له من طرف بعض وسائل الاعلام هو "ادماج" لمكونات هي ليست من نفس الطبيعة، و كان من الممكن لهذا الادماج أن يحصل بين مكونات من نفس الطبيعة كأن يحصل مثلا بين المملكة المغربية و الجمهورية الاسلامية الموريتانية، اما أن يحصل بين المملكة المغربية و كيان ليست لديه اوراق اعتماد بالأمانة العامة لهيأة الامم المتحدة، فهذا في نظري عملية من عمليات التعديل الجيني للموروثات الجينية للدول.
لكل دولة موروثاتها الجينية التي تتوافق و كيفية ظهورها اثناء مراحل الولادة الأولى و تتوافق مع كيفية تحولها الديمغرافي و الديمقراطي عبر مسلسل التطور و التقدم الذي يخصها. هذه الموروثات تتطور وفق نموها الطبيعي و ليس وفق نموها الاصطناعي كما تسعى الى ذلك نظريات الاستنبات السياسي. يمكن التأكد من هذه العملية عبر استقراء تاريخ ولادة بعض الدول أثناء تحديد طبيعة الموروثات. لقد سبق و ان وضحت في مقالة سابقة بان النظام السياسي الاسباني مثلا هو "نظام فدرالي تحت الطلب"، بمعنى نظام فدرالي غير مكتمل البنيان(انظر بهذا الصدد مقالنا المعنون "فدرالية تحت الطلب"). و سبق كذلك أن وضحت في مقال سابق بأن النظام السياسي الفرنسي هو "ملكية رئاسية" لأن نفس الاختصاصات التي يضطلع بها الرئيس الفرنسي المحددة في الدستور الفرنسي ليوم 4 أكتوبر 1958 من الفصل 11 الى الفصل 19، هي نفسها الاختصاصات التي يضطلع بها رئيس الدولة في المملكة المغربية الذي هو الملك (انظر بهذا الصدد مقالنا المعنون: "ميشيل دوبري و الملكية الرئاسية في فرنسا"). الرئيس الفرنسي هو رئيس الدولة الفرنسية و القائد الاعلى لقواتها المسلحة. الرئيس الفرنسي هو من يقوم بتسمية الوزراء و يترأس مجلسهم. الرئيس الفرنسي يمكنه التوجه مباشرة الى الشعب لاستفتائه. الفصل 16 من الدستور يعطيه كامل الصلاحيات لقيادة البلاد اثناء الازمات الكبرى. الرئيس الفرنسي لديه كامل الصلاحيات لحل المجلس الوطني الفرنسي.
الموروثات الجينية التشريعية تتحدد في الدستور و تتحول وفق قانون الموروثات الجينيةLe code génétique. لقد سبق كذلك أن وضحت في مقال سابق طبيعة النظام السياسي الصيني القائم على عقيدة "الحكم الذاتي الاقليمي القومي، و هذه العقيدة من نوع الحكم الذاتي لا تتفق معها الفلسفة السياسية للاتحاد الاوروبي المحددة في ميثاق الحكم الذاتي المحلي الذي دخل حيز التنفيذ يوم الفاتح من شتنبر 1988.( انظر بهذا الصدد مقالينا المعنونين:"الحكم الذاتي الاقليمي القومي الصيني" و " الحكم الذاتي...الخيار الاوروبي بالقانون"). يبقى السؤال المطروح الموجه الى مروجي فكرة الكنفدرالية ما بين المملكة المغربية و جبهة البوليساريو هو كيف أمكنهم التفكير في هذا النظام الكنفدرالي و الموروثات الجينية لكل الدساتير المساغة بداخل المملكة المغربية لا تسمح بذلك، لا البنيات الادارية القائمة تسمح بذلك و لا التقسيم الجهوي يسمح بذلك و لا طبيعة جبهة البوليساريو تسمح بذلك.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زحزحة القارات في العلاقات الدولية الجديدة
- آليات الخطاب في المجتمعات الغير ديمقراطية و كيفية تحويل اليس ...
- التعليم العمومي بين الورثة و الممنوحين
- المجتمع التاريخي و السوسيولوجيا الأمريكية
- زيارة ثغر تلمسان و الحدود المغاربية مغلقة!
- المغاربيون و الدولة المارقة
- فشل كريستوفر روس هو فشل العقيدة الصلبة للأمم المتحدة.
- لماذا سحب الثقة من كرستوفر روس؟
- دستور الوعد و الوعيد
- مفهوم -التنزيل- و الدستور المغربي الجديد
- النظام التربوي الريعي و نقطة 20/20
- أيهما أسبق التقسيم العصبي للدماغ أم التقسيم السياسي للتراب؟
- الذكاءات الدولية بين الجغرافية و التاريخ.
- جغرافية المناطق و تاريخ الدول.
- الموروث الخرائطي الفرنسي و السيناريوهات الممكنة لشمال افريقي ...
- حصة المواطنين النعاج من ميزانية حكومة...
- ميزانية سنة 2012 و مؤشرات تصريح باريس لسنة 2005؟
- المدرس و الأستاذ و الأعيان التربويون
- بيداغوجيا الإدماج والاستهانة بالالتزامات الدولية للمملكة الم ...
- النمذجة و التنميط لمنطقة شمال إفريقيا


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - المملكة المغربية و مسلسلات الاستنبات السياسي