أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - و-الودائع- إذا -تبخَّرت- في -جزيرة الشمس-!














المزيد.....

و-الودائع- إذا -تبخَّرت- في -جزيرة الشمس-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 23:24
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


جواد البشيتي
أليست هي "السرقة" بعينها ما تتعرَّض له الآن أموال كبار المودعين في بنك قبرص؟!
كُلٌّ من هؤلاء المودعين، وإذا كان حجم المال الذي أودعه في البنك المركزي القبرصي، يَرْبو على 100 ألف يورو، قد يَفْقِد (يَخْسَر) نحو 60 في المئة من مدَّخراته.
الغاية "نبيلة"، ولو في ظاهرها على الأقل؛ وهي "الإنقاذ"، إنقاذ "جزيرة أفروديت" من أزمتها المالية؛ ولقد وُضِعَت (وَضَعها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي) لهذا "الإنقاذ" خطَّة، قيمتها 10 بلايين يورو؛ وينبغي لقبرص ("فأر المختبَر"؛ فهي أوَّل دولة في "منطقة اليورو" تَعْرف هذه القيود على المودعين، وتُجْرى فيها هذه التجربة "الإنقاذية") أنْ تَجْمَع 5.8 بليون يورو؛ وتوصُّلاً إلى ذلك، فُرِضَت ضريبة، تُدْفَع مرَّة واحدة فقط، على أموال كل المودعين في البنوك القبرصية، تبدأ من 6.75 في المئة على أصغر المودعين، ووُضِعَت قيود على رأس المال (الودائع) لمنع المودعين من سحب أموالهم إلى خارج الجزيرة، وحُوِّل 37.5 في المئة من كل وديعة تَرْبو على 100 ألف يورو إلى "أسهم"؛ ولن يَدْفَع البنك فوائد على 22.5 في المئة من الوديعة؛ أمَّا المتبقِّي منها، ونسبته 40 في المئة فسَيَدُرُّ فائدة؛ لكنها لن تُصْرَف إلاَّ إذا تحسَّن وضع البنك.
وإذا كانت "الغاية" تُسوِّغ "الوسيلة"، ولو كانت "السرقة"؛ فكيف لها ألاَّ تُسَوِّغها وهي تتسم بـ "النُّبْل"؟!
إنَّه "جَرَس إنذار"، وقد دُقَّ، فتناهى هذا "الخبر المشؤوم" إلى أسماع المستثمرين في العالم كله، وليس في "منطقة اليورو" فحسب؛ فهو "حلٌّ إنقاذي" يمكن تعميمه، واللجوء إليه في كل دولة (رأسمالية، على افتراض أنَّ بعض دول العالَم لا يَعْرِف اقتصادها الرأسمالية) تَعْصِف بها أزمة مالية؛ وينبغي لها، من ثمَّ، أنْ تمثِّل المصلحة العامة لطبقة الرأسماليين، وتَجْعَل لها الغلبة، وفي أوقات الضيق والشدَّة على وجه الخصوص، على مصالح أفراد، أو فئات صغيرة، من هذه الطبقة، التي "تَعَوْلَمَت" بما يجعل من الصعوبة بمكان تمييز وفَرْز "القومي" من أعضائها، أو أفرادها، في كل دولة.
المستَثْمِرون هؤلاء؛ والكبار منهم على وجه الخصوص، هُمْ من الفئة الطفيلية من الرأسمالية، ولهم من الخواص الاستثمارية ما يجعلهم "أريستقراطية مالية"؛ وهؤلاء الذين لم يفيقوا بَعْد من صدمة تبخُّر الأموال الطائلة التي استثمروها في البورصات العالمية، أيْ في أسهمها وأوراقها المالية، ولم يستجمعوا بَعْد في نفوسهم من الجرأة ما يكفي لاستئناف هذه اللعبة الاستثمارية، والتي هي أقرب إلى لعبة القمار منها إلى الاستثمار، أَلَمَّ بهم هذا المصاب الجديد الأليم على حين غرة، ومن حيث لا يحتسبون؛ فحتَّى "الودائع (المصرفية)" ليست بمأمنٍ من خطر التبخُّر، والذي هو الآن كناية عن "السرقة الشرعية (القانونية)"، ترتكبها "الدول"، ويحرِّض عليها، ويُبشِّر بها، "الاتحاد الأوروبي" مع صندوق النقد الدولي.
وإنِّي لأقترح أنْ يتَّخِذ كل بنك مركزي، من الآن وصاعداً، شعاراً له "كل ما يَدْخُل إليه (من أموال) مفقود، وكل ما يَخْرُج منه (إذا ما استطاع إلى الخروج سبيلا) مولود!"؛ فوديعتكَ، التي تَرْبو على 100 ألف يورو، يُقْتَطع منها جزء على شكل ضريبة تذهب إلى خزينة الدولة، ويُحوَّل جزء ثانٍ منها، ومن غير أخذ رأيكَ أو موافقتكَ، إلى "أسهم"، وجزء ثالث يستثمرونه من غير أنْ يدفعوا لكَ فائدة، وجزء رابع (وأخير) يستثمرونه مع احتمال أنْ يَدْفَعوا لك فائدة؛ فهذا الدَّفْع مشروط بتحسُّن وصع البنك؛ أمَّا معبودهم الأوَّل، وهو "حرية الاستثمار"، أو "الاستثمار الحُر"، فجعلوه عَبْداً لهم، ولمصالحهم؛ فلا يحقُّ لكَ أنتَ المودع أنْ تسحب أموالكَ (لاستثمارها في الخارج، أو حيث ما زال للاستثمار الآمن بقية من وجود) فهذا السَّحْب، الذي يستبدُّ بمن لهم مصلحة فيه الشعور بالذعر والهلع، قد يجعل "خطة الإنقاذ" طريقاً، هي الأقصر، إلى "الهاوية (المالية والاقتصادية)"، والتي ربَّما لا يكون لها قرار.
في البورصات العالمية، أيْ في أسواق الأسهم والأوراق المالية، دارت عليهم الدوائر، فوقعوا في شِرِّ هذه اللعبة الاستثمارية، حتى أنَّ كثيراً من هؤلاء المستثمرين الطفيليين أصبحوا ينظرون إلى البورصات على أنَّها أشبه ما تكون بـ "دار الفناء (لأموالهم)"، فشرعوا ينزحون مع رؤوس أموالهم إلى ما ظَنُّوه "دار البقاء"، فركَّزوا في المصارف جزءاً عظيماً متعاظِماً من فوائضهم المالية على شكل ودائع؛ لكنَّ الأزمة المالية والاقتصادية (الرأسمالية) العالمية ما أنْ أجهزت على ثقة المستثمرين بالبورصات حتى يَمَّمَت وجهها نحو الجهاز المصرفي الذي هو القلب النابض للرأسمالية؛ فكيف لأصحاب الفوائض المالية (المؤقتة، أو الدائمة) أنْ يضخُّوها في أنابيب الاقتصاد (والاقتصاد الحقيقي على وجه الخصوص) بواسطة الجهاز المصرفي إذا ما شرعوا يفقدون الثقة به، وإذا ما عَلَّمَتْهم تجربة الاستثمار في المصارف أنَّ حرِّيتهم في الإيداع يُقابلها فقدانهم الحرِّية في السَّحب، وأنَّ "سوائلهم المالية" هذه عُرْضَة للتبخُّر؛ لأنَّ البنك أصبح مَرْجِلاً تَغْلي فيه "السوائل المالية" بنار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية؛ وإذا لم يكن للتجربة من أهمية إذا لم يخرج منها المرء بالدروس والعِبَر المفيدة، فإنَّ المستثمِر من هؤلاء قد يتحوَّل كفره بالبورصة والبنك إلى إيمان بأنَّ اختزانه المال "تحت البلاطة" خيرٌ وأبقى؛ ولكم أنْ تتخيَّلوا ماذا سيَحِلُّ بالنظام الرأسمالي إذا ما أصبح اختزان الفوائض المالية "تحت البلاطة" خير عقيدة استثمارية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تذكير جديد بالمخاطِر النووية
- الزعماء العرب قرَّروا -عدم تسليح- المعارَضَة السورية!
- حقيقة -النقود-
- في الجغرافيا السياسية للصراع السوري
- لقد -تكلَّم- أوباما.. فهل رأيتموه؟!
- الأهمية الديمقراطية لتجربة -النَّشْر الإلكتروني-
- السَّرِقَة
- أوباما إذْ جاء سائحاً!
- بشَّار مجاهِداً!
- نظرية -فائض القيمة- تُجيبكم الآن..!
- دَحْضَاً لحُجَج مُنْكري فَضْل ماركس!
- لهذه الأسباب ما زال ماركس حيَّاً وعلى صواب!
- أربع سنوات ونَلِد -حكومة برلمانية-!
- متى تتفتَّح -زهرة الآخر- في -الربيع العربي-؟!
- شيءٌ من -الديمقراطية التوافقية- يُنْقِذ ثورة مصر!
- المرأة العربية ما زالت للعبيد عَبْدة!
- القصة الحقيقية ل -العجز في الموازنة-!
- مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في ضوء مأساة مخيَّم اليرموك!
- فضائيات لبثِّ السُّموم الطائفية!
- -جبهة الإنقاذ- ولعبة -المُنْقِذ البونابرتي-!


المزيد.....




- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية
- أرباح بنك -أبوظبي التجاري- ترتفع 26% في الربع الأول من 2024 ...
- البنك الدولي: توترات المنطقة تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم ...
- أسهم -وول ستريت- تهبط بعد نتائج ميتا وبيانات اقتصادية سلبية ...
- الأول في الشرق الأوسط.. صندوق النقد الدولي يفتتح مكتبا إقليم ...
- بلينكن يدعو الصين إلى -منافسة اقتصادية صحية-


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - و-الودائع- إذا -تبخَّرت- في -جزيرة الشمس-!