أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد الخليل - أحداث مصياف وادعاءات الوحدة الوطنية و المعارضة المشغولة بنصرة العراق















المزيد.....

أحداث مصياف وادعاءات الوحدة الوطنية و المعارضة المشغولة بنصرة العراق


أحمد الخليل

الحوار المتمدن-العدد: 1164 - 2005 / 4 / 11 - 10:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من عشرات السنين ونحن نسمع ليل نهار وعبر كل وسائل الإعلام السورية عن الوحدة الوطنية التي يتمتع بها الشعب السوري فهو أي الشعب السوري انصهر في البوتقة الوطنية التي صنعها حزب البعث، لذلك فشعبنا كالبنيان المرصوص إذا ما دعا الداعي... هذا الشعب الذي تربى في كنف القومية والوطنية نبذ كل العصبيات والطائفية والعشائرية وأصبح انتماؤه للوطن العربي والسوري وأي حدث من أي نوع تتم إحالته إلى خلاف شخصي جرى بمحض الصدفة سرعان ما يدفن بأرضه ويعود الشعب إلى تماسكه المعهود، وأجهزة الأمن بالمرصاد لكل من تسول له نفسه اللعب بأهم إنجازاتنا (الوحدة الوطنية)!
وخلال سنوات (وحدتتنا الوطنية ) والتي هي مضرب المثل بين الدول في المنطقة لم يكن يمر عام إلا ونسمع عن حادثة قتل لامرأة تزوجت شابا من خارج طائفتها أو ملتها، يمضي القاتل شهورا في السجن ثم يخرج مرفوع الرأس كونه غسل عار الطائفة وحفظها من التدنيس من قبل طائفة أخرى، والعرف الطائفي محمي قانونا فكل قضية قتل طائفي (حالة الزواج) تغلف بما يسمى بجريمة (الشرف ) لذلك تزال عنها صفات القصد والعمد وغالبا ما يتحملها قاصر من عائلة البنت لكي تخفف عقوبته كونه حدثا، وكل حوادث القتل التي من هذا النوع يحميها رجال الدين من بعض الطوائف حفاظا على السلالة النقية وعدم ذوبان الطائفة في الطوائف الأخرى فتنتهي عندها مصالح رجال الدين، هذا غير تواطؤ بعض النخب المثقفة مع هذا القتل وتبريره بشتى التبريرات( ليس من صالحنا معاداة المجتمع- نخاف على أخواتنا- نحاصر من الطائفة- يلفظنا أهلنا...)!!
كما أن جرائم الشرف هذه لا يسمح لأي كان بالكتابة عنها في وسائل الإعلام ربما حفاظا على (وحدتنا الوطنية).
أحداث مصياف والحل الأمني
جاء في بيان لوزارة الداخلية نشرته صحيفة الثورة(54 2005 عن أحداث مصياف والتي جرت قبل حوالي شهر:
توضيحاً لما جرى تداوله من أحاديث مضخمة حول ما جرى في مدينة مصياف ،أوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن ما حدث هو مجرد مشاجرة بين عدد من السائقين الذين يعملون على خط مصياف - حماة نتيجة خلافهم على الدور لنقل الركاب وأن الأمور عادت إلى وضعها الطبيعي.‏ ‏
وقال المصدر إنه بتاريخ 10/3 تشاجر عدد من السائقين الذين يعملون على خط مصياف - حماة نتيجة لخلافهم على الدور ونقل الركاب في مركز الانطلاق بحماة, وقد فر عدد من المتشاجرين وألقي القبض على بعضهم, وتمت إحالتهم إلى القضاء وقامت قوى الأمن الداخلي بالبحث عن الفارين.‏ ‏
وبتاريخ 24/3/2005 جرى احتكاك بين عدد من المواطنين في مصياف وأقارب بعض السائقين الفارين تطور ذلك إلى مشاجرة استخدمت فيها العصي والحجارة حيث أصيب عدد من المتشاجرين بإصابات خفيفة أسعفوا بعدها إلى المشفى وتم علاجهم, وقد قامت قوى الأمن الداخلي بإلقاء القبض على المتشاجرين وأحيلوا للقضاء. لاحقا تمت المصالحة بين الأطراف المتنازعة وعادت الأمور لوضعها الطبيعي.‏ ‏
جدير بالذكر أن البعض ممن يركب موجة الإعلام المغرضة حاول استغلال الموضوع وإثارة شائعات بعيدة عن الصحة).‏ ‏
ومن جديد يتم إحالة حدث كبير إلى مجرد مشاجرة بين سائقين على خط حماة مصياف!!واكتفى القائمون على الحل والربط بالحل الأمني والذي يشبه مسكنات السرطان حيث عادت الأوضاع إلى مجراها الطبيعي
أما الاحتقان الطائفي المتراكم من عشرات السنين كمن مؤقتا بسبب الحل الأمني ينتظر ظروفا سانحة للظهور من جديد بينما الحل الديمقراطي الذي يزيل أمراضنا فغير مطلوب الآن فالشعب مازال (مراهقا سياسيا) ويحتاج لوقت طويل حتى يتعلم فنون الديمقراطية.
تتميز محافظة حماة (التي تتبع لها مصياف) بأنها محافظة تتعدد طوائفها ومن مئات السنين هناك سلم أهلي حقيقي بين كل طوائفها وحتى أن هناك تزاوجا بين هذه الطوائف، وبعض القرى الصغيرة في محافظة حماة مثال لما نقول وحتى مدينة حماة مدينة تعدد وتنوع وهي منذ زمن طويل سوق كبيرة لريفها وخاصة الأغنام والألبان والمحاصيل الزراعية، ورغم أن التدين والمحافظة من صفات مدينة حماة وريفها إلا أنه وعلى حد علمي (أنا من ريف حماة) لم تحدث أي عملية قتل طائفية قبل السبعينات من القرن المنصرم، ولكن بعد انقلاب آذار وإجراءاته الاجتماعية والاقتصادية وتأثيرها السلبي على المجتمع فتح المجال لتراكم احتقان طائفي أخرج النضال السلمي عن مساره وحوله إلى اقتتال طائفي قطباه (الطليعة والنظام) بدأ باغتيال بعض الشخصيات العلمية والفكرية والعسكرية ووصل ذروته عام 1982 ، وتبادل الطرفان المقتتلان مجازر جماعية مروعة ذهب ضحيتها الفقراء والأبرياء من جميع الطوائف( سجن تدمر- مدرسة المدفعية- الازبكية- حماة- حلب..) وهنا كان الموت سيد الموقف وهو ما شكل وحدة وطنية حقيقية بين الضحايا الذين انسفح دمهم يوما في شوارع دمشق وحماة وتدمر وحلب ...
وفي خضم الأزمة خرج بيان لمثقفي حماة وليبرالييها بعنوان (لا للطائفية من أينما جاءت) وجاء الجواب من قناصة الطليعة ومدافع السرايا
بينما سبقهم حسن الخير في جنازة الدكتور عدنان غانم الذي اغتيل عام 1979 (أستاذ الجيو فيزياء والجيوكيمياء في جامعة دمشق) عبر قصيدة موضوعها الاقتتال على السلطة بين الطليعة والبعث، وسماهما عصابتان، ولكن ما إن انتهى من إلقائها حتى تم اختطافه وخفيه وقيل أنه قتل فيما بعد!!
نحن هنا لا نقلب المواجع إنما نعود للماضي لنفهم ما حدث ولنتجنبه الآن أو أولادنا من بعدنا فما حدث في مصياف والشعارات التي طرحت ما هو إلا ناقوس خطر يدق بقوة لينبهنا إلى القادم من الأيام حيث تفعل الأيديولوجية والعقيدة فعلهما في مجتمع الفقراء لينقسموا ليس على أساس وطني وإنما مذهبي فمصياف وريفها من أكثر المناطق فقرا وشحا بالخدمات وهي من المناطق التي عاد قسم كبير من عمالها من لبنان إلى قراهم خوفا من القتل وعودة إلى دائرة الفقر والعوز والموت البطيء فبعض القرى لم تسمع بالهاتف حتى الآن ولم ترى شوارع معبدة وكثيرا من بيوتها تشبه البيوت ولا تليق إلا بالحيوانات ....كل ذلك ألا يصنع البنية التحتية للتعصب المذهبي الذي يفتح المجال واسعا لحرب الفقراء ضد الفقراء فيما السلطة تتغنى بالوحدة الوطنية و تعمل ليل نهار لبث الخوف من الآخر المختلف مذهبيا جاعلة منه عدوا مفترضا ينبغي الحذر منه دوما، وليصبح قتله (العدو) مشروعا في أول سانحة..
ورغم هذه الأحداث ما تزال المعارضة ولجان حقوق الإنسان المتكاثرة مشغولة بإصدار بياناتها والدعوة لنصرة العراق كون العراق خالي من الأحزاب والشعب !! ولم أسمع حتى اللحظة عن أية مبادرة قام بها حزب معارض أو جمعية حقوقية لحل المشكلة التي حدثت في مصياف وترك الأمر لوزارة الداخلية لفرض حلها الأمني وهذا ما يجعل الناس حقيقة لاتسمع عن أي نضال أو فعل سياسي عملي لا ي من جهات المعارضة وبالتالي الابتعاد عنها فالمسائل الحسية هي التي يعرفها الناس وحل مشكلاتهم اليومية أهم من الكلام عن قانون الطواريء والدعوة لانسحاب أمريكا من العراق فالتفاصيل اليومية هي التي تشكل في نهاية المطاف مشكلات البلد وعوائقه الكبيرة



#أحمد_الخليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية (الصحفيون المتملقون) في سورية؟!!
- أزمة الثقافة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد الخليل - أحداث مصياف وادعاءات الوحدة الوطنية و المعارضة المشغولة بنصرة العراق