علي الصراف
الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 17:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في البدايه
انا مخطئ , و اعلم بذلك
نعم انا مخطئ و انا اعلم بخطأي و ارجوا ان تتعلموا من اخطائي ...
فبعد المشادات الكلاميه التي تحدث في كل يوم حول اوضاع العراق ( المزريه ) و التي بدأت بالتحولات الطائفيه المستعره و الجميع يصرخ نعم لعودة الطائفيه ( نفس من كانوا ينبذون الطائفيه ) بعد زوالها في العاميين الماضيين .
نعم انا مخطئ و هذا اول خطأ اذكره لكم
ولكن دعوني اقص عليكم قصة قصيره حدثت معي تحديدا و التي لن اخطأ فيها .
عملت في احدى المحافضات العراقيه و كان معي فريق عمل خاص بي و متكامل , كان الفريق يساعد بعضهم بعض و كان يقف احدهم و ينظر الى زملائه حتى يرى من اجهده العمل حتى يسرع نحوه و يقول له ( استريح شويه خلي اني اكمل شغلك ؟ ) كلام معبر يدفع في قلبي و في قلوب كل العاملين الطمأنينه على روح التعاون .
و اذا عاد احدهم الى منزله لا يستريح حتى يطمأن على اهل اصدقائه العاملين جميعا و يلبي احتياجاتهم قبل احتياجات اهله بالتحديد .
كانت روح الاخويه بينهم عالية جدا و كان من الصعب جدا تفريقهم بل و قد طرحت عليهم الموضوع في احد المرات و كانت الاجابه واضحه ( لن تستطيع تفريقنا ) .
الا ان في احد الايام و بعد ان جلسوا جميعا يرتشفون الشاي و يضحكون اطلعوا على ( اخر اخبار العراق ) و هنا بدأت الازمه , فبدأ النقاش و توسع حتى تداخل و منه انتقل الى ( الشماعة الاخيره و هي الدين ) و نشب الخلاف و تطور رغم كل الجهود لوقفه ولكن هذا الخلاف لا يمكن ايقافه ( النزعة الدينيه ) .
و لم اخطئ ايضا عندما اقول ( لقد تفرق الصديقين من اجل الدين ) .
شيء مؤلم ان ترى صديقين يقفون مع بعضهم طوال 5 سنوات و عملوا في جميع انحاء العراق تقريبا يفرقهم ما يفترض به ان ( يجمعهم ) .
و نحن نعود من جديد الى اخطائي
فالخطأ الثاني قد يكون ممزوجا بنوع الغرابه
ما هو الغرض من الدين ( عبادة الله و التقرب اليه و عمل الصالحات و اتقاء النار و دخول الجنه ) لا تختلف في هذا الاهداف كل الاديان السماويه .
الا نحن
فغرض الدين هو ( الشهره , التباهي , الالتزام و و و و و الى اخره من اهدافنا الحقيقيه ) نعم و بكل صراحه انا مخطئ عندما اقول نحن ( تجار الدين ) بمعنى الكلمه .
نحن من نستغل الدين في الانتخابات , و نحن من نستغل الدين لتبرير افعالنا و اعمالنا المشينه , نحن من نستخدم الدين لنوايانا السيئه .
و انا مخطئ و انا اعلم بذلك فتعلموا ان لا تخطؤا مثلي . . .
تعلموا ان الدين الاسلامي هو ابسط دين و اسهل دين ( و تجاركم يجعلونه اصعب ) , تعلموا ان لله انزل كتاب كامل في كل تعاليم الدين و العبر و الايات و لم ينقص منه اي شئ ( و تجاركم يتلاعبون فيه لما يتماشى مع مصالحهم ) .
تعلموا ان الدين متسامح و نحن ( الوحوش ).
و لكن اقول لكم
نعم انا مخطئ , و قد يقول البعض اني كافر ( شكرا لك ) .
نعم انا مثل ما تريد
لاني أؤمن ب لله و نبيه و كتابه . . . و اعلم ان خلافئه الاربعه قد قاموا على ترسيخ الدين و لم يتقاتلوا على سلطه .
و أومن بأن لا نبي من بعد محمد ( ص ) و ان كل الخلفاء و التابعين و الصالحين و الصحابه و من والاهم و من سار على نهجهم و من اثابهم و من تعلم منهم جميعهم هم ( دعاة و ليسوا قضاة ) فهم دعاة الى الدين و الى مبادءه و ليسوا قضاة انزلهم لله في الارض ليقوموا بالحساب و العقاب .
و هذا ما يفعله مشايخنا و سادتنا فهم يقومون بالتحليل و التحريم و المضحك في ذلك ( انهم يمجدون من اجل ذلك ) .
و ما زلت مخطئ
نعم انا مخطئ لاني لا زلت ارى شعوب الارض هي من تقود البلاد , و جحافل المسلمين كل الخراف تقاد ( نعم انا مخطئ و اعتذر ولكن انظر الى حال شعبك )
و لكني لست مخطئ عندما ارفض خلط الدين بالسياسه و ليس خوفا على السياسيه و لكن على الدين من ان يتلطخ باوساخ السياسه ( و تجاركم من قاموا بذلك ) .
انصح بقراءه كل تاريخ العربي و الاسلامي و على مر العصور ستجد شيئا واضحا جدا قام على انهاء خلافات و قامت عليه امارات و سقطت دول و خسرة جيوش و ذبحت رجال و يتمت اطفال و كل كان ( باسم الدين ) .
اعود قليلا الى من اتبعوا فلان و فلان
و هل انا مخطئ عندما اقول ان لله عندما يحاسبني يوم القيامه عن افعالي الشنيعه و يسألني عن سبب فعلي لها و اقول له ( سيد فته و شيخ نطق ) .
بهذه اللحضه ارجوا منكم التفكير للحظه
مالذي ميز به الله الانسان عن الحيوان ,( العقل )
اين العقل في ان اتبع شخصا لا اعرفه ولا اعرف نوايه و هل سيتحمل عقابي يوم القيامه من اجل افعاله .
الن يقول لي ربي و لماذا خلقتك انسان و ليس حيوان , لماذا اعطيتك العقل لتتبع فلان و فلان ؟ و اين فائدة العقل ؟ ( اني لا اكفر ولكن احاسب نفسي من الأن )
الى الان انا مخطئ , و صدقوني اني اعلم بذلك .
فاعود بكم الى الدين و التفريق
و ابدأ باكبر اخطائي
ما كان من المفروض ان يجمعهم الان يفرقهم
الدين الذي يحرم عليهم قتل كل من ينطق بالشهاده يحلل قتلهم اليوم
الدين الذي يحرم عليهم السرقه , يدافع عن اكبر سراق البلد
الدين الذي يحرم عليهم الكذب , يغطي اكبر كذابين في البلد
الدين الذي يفرض عليكم النظافه تجد به انواع القذارات في ارضه و في شعبه حتى بدأ ( المشركين على حد قول تجار الدين ) بدأ المشركين بمشكلة التمييز بين الحيوان و الشعوب الاسلاميه .
نعم انا المخطئ في كل هذا .
في العصور الوسطى كانت الكنيسه تقوم مقام الدوله في اوربا و كانت تمارس ابشع انواع التعذيب و الاهانه و الضرائب ( باسم الرب و الدين ) حتى انتفظ الشعب و ترك الدين اللذي يقتله و لا يحميه . ( و انا مخطئ في هذا المثل )
كما هو اليوم في ارض المسلمين ( ارض العباد تعج بانواع الفساد )
و كل ما يحدث من خطأ لو عدت به قليلا ستجد ان الدين خلفه و هو الشماعة الاخيره التي حرام عليك ان تناقش عليها فالدين لا يخطئ ولكن انته تخطئ .
و كلما تحدثت الى شخص ابهرك بايمانه و قام بنسخ ( اية من القرأن ) ليتلوها عليك متناسيا سبب نزول هذه الايه و انك يجب ان تقرأ الاية السابقه و الاحقه لتصل الى العبره لا ان تقتطع منها ما تريد لارضاء نفسك .
و لستم من تحاسبون لانكم لا ترون ايماني في الله و انتم نسيتم ان ربي اقرب الي من حبل الوريد و ليس تجار الدين .
تجار الدين هم اشخاص نبذتهم الحياة بسبب ضعفهم و خذلانه و اغلب الاحيان بسبب فشلهم في الحياة فتوجهوا الى الملجئ الذي لن يستطيع احد ان يمسك فيه ( تجارة الاديان ) فما دمت تاجر دين فانت عالم و انته فاهم ( و لان يسألك احد عند تحصيلك الدراسي او مستواك الاخلاقي او التعليمي و التثقيفي ) فانت تاجر دين و لن يمسك احد .
و انا مخطئ ولكن عودوا الى التجار و تحققوا من صحت قولي .
و بالتقارير فان اكثر مناطق انتشر بها الفساد الاخلاقي و المالي نفس الاماكن التي هي اقدس المقدسات ( تجارة الدين )
و الان اني مخطئ عندما اقول ان الدين اصبح قطعة من القماش تاخذها مجانا بداعي ( الاجر و الثواب ) و تذهب بها الى ( شيخ او سيد او مفتي ) و يقوم بتفصيلها لك مثلما هو يريد فمن الممكن ان ترتدي الدين على هيئة تعصب , و من الممكن ان ترتدي الدين على هيئة حزب اسلامي و من الممكن ان ترتدي الدين على هيئة ارهابي و من الممكن ان ترتدي الدين على هيئة مليشيات . و كلهم ( رجال لله في الارض ) و انا مخطئ .
و اعلم اني مخطئ .
#علي_الصراف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
