ناصر رباح
الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 17:32
المحور:
الادب والفن
لم تترك لي الحرب غير الذين ماتوا أسميهم الأصدقاء. أموسق ليلاً وأنذر شمعاً كي يعبروني في الحلم كمبضع أو دواء سعال ، لم تترك لي القلب نافذة أعلقها على حائط من بهاء الذكريات، ولا شارعاً كلما لوح الوجد منديلَه هجت طيور وحطت أغاني، فهي لم تنس بعد طعم الرصاص النحاسي، ورائحة الفراق العميقة في القلب . لم تنس أن يداً تنثر الحب كبائع للجرائد على عتبات الصباح صارت تلم أشلائهم كل ليلة تحت الوسائد، وتراصفهم في مكتبات البيوت جوار الأماني القديمة والقبل اليابسة. على من إذن نقرأ الفاتحة.! والذي مات مات، وفي كفه سلة الخضروات ورائحة الفاكهة، مات وفي جيبه تذكرة الباص ووصفة البيتزا الجديدة..! على من إذن نقرأ الوقت، فلم يبق على رصيف الشوق لم يركب الحافلة سواي وركض الصباح؛ حيث لم تترك لنا الحرب غير المسافة بين بائع الورد والمقبرة.
#ناصر_رباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟