أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الثقافة عربيا














المزيد.....

الثقافة عربيا


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


صحيح جدا أن العالم العربي يعيش تخلفا مهولا,بعمقه وطوله,وحتى عوائقه,التي جعلت الكثير من المنتفعين منه يعملون على استمراره,كتجار الحروب,الذين لاتعنيهم خسارات البشر وموتهم ماداموا يستفيدون ويكدسون الثروات بالبنوك,كذلك بعض الساسة,في الحكومات الشكلية بالعالم العربي والمعارضة أيضا,الديمقراطية,تفرض المساواة وهم يقتاتون من التفاوت بين الناس,به يتطاولون بقاماتهم السامقة على الضعفاء من الناس والمواطنين,وكأنهم يعبرون عن أمراضهم الدفينة,تلك التي تفرض تماهي المقهور مع قاهريه,بحيث يمارس الظلم الذي مورس عليه أو على آبائه من قبل,وبذلك يصير للتخلف حراسه,من طرف الساسة وبعض المثقفين وحتى عامة الناس,أي المجتمعات العربية نفسها,فكثير من العادات يدافع عنها,لتترسخ وتتعمق في الوعي الشعبي,بمبررات حضارية ودينية ومذهبية,منها الأعياد والطقوس,التي هي نفسها تخلق تفاوتا بين البشر لتدافع عن ضرورة استمرار التعالي على العامة من طرف القادة والحكام,وهناك مؤسسات دينية وعسكرية تعمل على ترسيخ مثل هذه القيم والدفاع عنها حتى في المنتديات العالمية,حيث توجد دول غربية,لاتتردد في الدفاع عما عرف بالخصوصيات الثقافية والحضارية لبعض الدول وخصوصا منها العربيةوالمعتزة بقيم التخلف والتدهور الحضاري والثقافي العام,بل هناك مؤسسات دينية بأروبا تعمل على تنشيط مظاهر التخلف الديني والحضاري والحضاري,بدعم التجمعات الدينية في العالم العربي وتنشيط الصراعات المذهبية بين الطوائف,لتستمر المناوشات والإحترازات والحزازات التي عمرت قرونا من الزمن,ولازال العالم العربي يخوض فيها معتقدا أنه ينتصر للإسلام من منظوره العقدي والمذهبي
1مرتبة الثقافة
وزارة الثقافة,في الدول العربية,هي أكثر الوزارات تقشفا إن كان لديها أصلا ما تتقشف به,فهي في الغالب مجرد تقليد,الغاية منه الظهور بمظهر الغربي المتقدم,إذ لا يتم استحضار المثقف إلا عندما تهدد الهوية فعليا أو خطابيا بممارسات ماسة بتاريخ التجمعات العربية,سواء من طرف الأقليات العريقة,سواء كانت عرقية أو دينية مذهبية,و بذلك يصير المثقف كالإطفائي ,لا ينادى عليه إلا عندما تشتعل الحرائق في ثياب الساسة و النظم الحاكمة,التي تسعى جاهدة للتحامل عليه,بقدرته على فضح البشاعات في التفكير و السلوكات,و كأن الحكام لا يقيسون نجاحاتهم السياسية إلا بالقضاء على المثقفين أو جرهم لساحات المديح العام,ليتحولوا إلى جوق لمدغ كلام التهليل بالإنجازات و المفاخر,و بذلك ينتبه الجمهور العربي إلى مثقفيه,فيصير كارها للثقافة التي غالبا ما كانت منتصرة له و داعية لاحترام ذاته و وجوده العام و الخاص.
2غاية الثقافة
هي في نظر السلط العربية,فولكلورات,أو أنشطة محولة لبعض الساسة إلى عباقرة و خالدين,كما أنها وسيلة للتعريف بأمجاد الدولة و جعلها متماهية مع الوطن,بحيث لا يمكن اكتساب المواطنة إلا بنيل رضى الدولة مهما كانت مواصفاتها,و هنا تصير الثقافة بقصد عائمة و شاملة لكل الأنشطة التي تلغي الإختلافات و تفرض وحدة قسرية,ظاهرها الوحدة و خفيها التحكم في بنى الفكر و المعارف,و كأن رجالات النظم السياسية العربية,يغيظهم الوجود المستقل للمثقفين المتفانين في خدمة أنساقهم المعرفية,و الباحثين عما به تنهض المجتمعات العربية من سباتها الحضاري و الثقافي,لتحقيق نهضتها و فرض وجودها,ليس باستعادة الماضي,بل باستئناف الوجود,الذي لا ينبغي أن يكون إلا ثقافيا,فهو الضمانة الصلبة لتحقيق ما يليه من نهوض اقتصادي و سياسي و حتى حضاري.
3محنة المثقف
في أوج عطائه,تتجاهله السلطة,ثم تتحامل عليه فيما بعد,فإن أدرك دواليب اللعبة,انخرط في مهادنات غير معلنة,ليسمح له بتحويل رأسماله الرمزي الثقافي إلى ثروة مادية,فيفقد ثقافيته بالتدريج,إذ يوجه تفكيره بعيدا عن ظلال الإحتراقات المشعة,و يشتغل بعيدا عنها طلبا للسلامة,أما إن تجاهل النداءات السرية,فسوف يسحب لأرجوحة سيزيف,حيث يراهن على الزمن ليفهمه ضرورة التشبه بأمثاله,فإن أبى حول إلى معارض سياسي,لتتفيه مجهوداته العلمية و المعرفية,إلى أن تبور معارضاته التي شوهت بعد نالت نصيبها من التعتيم و التجاهل القصدي.
خلاصات
المثقف عندما يختتم بحوثه بمشروع معرفي,يقوده حتما لتصور الرؤية الحضارية القادرة على استيعابه,و بذلك تغدو فكرته ملكية اجتماعية,تفرز المدافعين عنها,و تتحول إلى قوة فاعلة و مادية,تجلب قوتها من ذاتها قبل أن تتبناها شرائح مجتمعية و تتماهى معها باختيارات سياسية,يعبر عنها الحزب أو التحالف السياسي القادر على فرضها بما يلائم اختياراته التاكتيكية.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفحة الروحية في الزجل المغربي المعاصر
- صورة الشيء و جمالياته الشعرية
- المرأة و السياسة
- الحكومة المعارضة
- السرد و النقد في المغرب
- الهوية و العولمة
- القضاء و العدالة في المغرب
- الكاتب و الثقافة في المغرب
- الإغتيالات في الإسلام
- قوة الإسلام السياسي
- الأخوة الإسلامية و الوطنية
- تجارب حكومية مغربية
- هفوات اليسار المغربي
- الخيال و الصورة
- لاهوت التكفير و لاهوت التدبير
- الفكر الديني والفقه الإسلامي
- التربية و التعليم في المغرب
- الدستور المغربي.تأويل التنزيل
- صراع الأفكار وصراع النوايا في الإتحاد الإشتراكي
- مقطع من رواية موت المجنون


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الثقافة عربيا