أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - أرجانون اللحظة














المزيد.....

أرجانون اللحظة


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 14:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك مثلٌ باللغةِ الالمانيةِ يقولُ من كثرةِ الاشجارِ لا ترى الغابة اي حين تكون في الغابةِ تشاهدُ الاشجار فتفقدُ رؤية الغابةِ كلِها ، هذا المثل أستحضره للمنهوبين لدعاية اللحظة الأستهلاكية ، هؤلاء الذين مازالو يلهثون ويركضون في الشارع دون وعي ، أقول لهم استريحوا على المصطبة وتأملوا المشهد من بعيد ، كفاكم تحديقاً في الظلمة لأنها في النهاية ستغرز أنيابها في أرواحكم على حدّ قول نيتشه ، أن الانتصار على الديكتاتور من أجل صعود ديكتاتور آخر ليس هو الحل ، كلفته عالية جداً وباهضة ، اخرجوا قليلاً خارج الدائرة وتأملوا الغابة من بعيد وسترونها تحترق ، وستعرفون بأن أشجارها الكثيفة منعتكم من الرؤية ، ودخان حريقها منعكم من تنفس الهواء الطلق ، وتراكم الغبار والرمل وضع سدوداً في طريقكم ، أننا بحاجة إلى إعادة نفض الغبار عن نصوصنا التي كانت سبباً في هزائمنا ، إلى إعادة قراءة تاريخنا بأدوات أبن خلدون السسيولوجية ، وبطريقة من أكمل الطريق معه ورصفه بشكل جميل ، وبفهم اللحظة التي تناول بها آدم ثمرة المعرفة " العقل " ، وبلحظة الخروج ، حينما قال الرب لأدم : " لانك أكلت من الشجرة المحرمة ( شجرة المعرفة ) ، .. بعرق وجهك تأكل خبزك حتى تعود إلى الأرض . لأني جبلتك من تراب و إلى التراب تعود " ، بمعنى آخر لقد وهبتك " العقل " – برأسك تعرف خلاصك – وأنت وحدك ترتب رحلتك على الأرض ، وأنت وحدك بإمكانك أن تحيلها إلى جنة أو إلى جحيم ، أنت وحدك من يكتب " الأرجانون الجديد " كلما عتق الأرجانون القديم ودار الزمن دورته الجديدة ، عليك أن تتخلص من أوهامك وتكتب أرجانون اللحظة التي تعيشها ، متخلصاً من أوهام القبيلة و أوهام الكهف و أوهام السوق و أوهام المسرح ، تلك الأوهام التي أشار لها فرانسيس بيكون في كتابه " الأرجانون الجديد " إذ أعتبر الأرجانون الذي سطّره أرسطو لم يعد صالح للحظة الجديدة ، أن نصوص ماقبل الميلاد ، ونصوص الألفية الأولى من الميلاد تفيدنا من الناحية التراكمية ، ومن معرفة نشوء وإرتقاء الفكرة ، وتفيد من يبحثون في مجال المقارنات وتاريخ الأفكار ، وهذا عمل جميل حيث سيضىء لك العقل ويخلصك من الكثير من اليقينيات التي أخذتها على شكل كبسولات بفعل البيئة أو تعليم المدارس أو وسائل الأعلام المتعددة دون فلترة ، وربما تحت عاطفة الخوف من المجهول ، وربما ستصرخ ذات يوم كما صرخ نيتشه : " لاجديد ، العالم يأكل برازه " ، وحينها ستأخذ على عاتقك صناعة اللحظة الجديدة ، بعد أن تخلصت من سطوة المكان ونصوصه ، من سطوة الألوان التي صُبغت بها بشكل أو آخر عندما لم تكن لديك حيلة لأختيار زمانك ومكانك واسمك ومدرستك ونصوصك التي تريد قرأتها وحلمك الذي تختاره بإرادتك ، لقد تخلصت من كل أنواع الوصاية على مستوى التفكير على الأقل ، وبجهدك تستطيع تحقيقها على مستوى الفعل ، وخطوتك الأولى هي أن تعلنها لمن حولك ، وتنتظر ردة الفعل ، حيث في البداية سيتجاهلونك ، ثم سيسخرون منك ، ثم سيحاربونك ، ثم ستنتصر ، كما يقول غاندي ، واستشهادي بتجربة بيكون من باب تحولات الفكرة والتفكير ، لا من باب الأخذ بها بشكل قطعي إذ تجاوزها ديكارت بأفكاره ، وجاء من بعدهما هوبز وسبينوزا ليحققا قفزة في التفكير والتنوير ، وتخليص العقل من ترهات نصوص القرن الأول من الميلاد وماقبل الميلاد . وكما يقول وليم جيميس : الحقيقة اليوم قد تصبح خطأ الغد ؛ فالمنطق والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية ليست حقائق مطلقه ، بل ربما أمكننا أن نقول : إنها خاطئة .



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الجنون والموت
- ماهية النضال
- إغماضة عين
- أنها روحي المبتورة .. وطني
- المكنسة : الديمقراطية وحقوق البدون في الكويت
- الأنترنت كتب مرثيتكم الأخيرة
- الثقافة والحرية في الوطن العربي والكويت .. إلى أين ؟
- علي السبتي : السياب قبل حالات الهلوسة كتب رسالة وطلب مني أن ...
- المخرج المسرحي سليمان البسام : حتى المهرجانات اخترقت من قبل ...
- هل مات كرومويل ؟ فلنشنقه أذن ! ..
- وداعاً الطاهر وطار ... صرختك باقية للأبد
- عرس البغدادي
- نستولوجيا الحضور والغياب
- الجذمور والمسامرة الدولوزية النيتشوية
- مسامرة دولوزية
- مسامرة نيتشوية
- نعم .. الأرز للكويتيين فقط
- نعم صحيح يا دخيل الخليفة
- افعل للغير ما تودّ أن يفعله الغير لك
- المثقف العضوي ومعنى الضمير


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - أرجانون اللحظة