وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 13:59
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
1 – زواج المتعة من اجل الانجاب
يعتبر الفقه الشيعي العقم سببا كافيا لحصول اي من الزوجين على الطلاق . وفي حال اراد الرجل الاحتفاظ بزوجته ,يحق له زواج جديد دائم او مؤقت . لايحق للمراة في الاسلام ان تتزوج باكثر من شخص واحد في وقت واحد . لكن بعض الرجال يستخدم الزواج المؤقت كوسيلة لاشباع رغبته في الانجاب . ويحتفظ بزوجته الاولى في الوقت نفسه .
احدى النساء اللواتي قابلتهن د . شهلا الحائري عمرها في اواسط الاربعينات . اكتشفت ان زوجها عقد سرا متعة ( زواج مؤقت او منقطع ) بهدف الانجاب . كان عمر ايمان ثلاث سنوات عندما طلق والدها امها , ووضعها في عهدة شقيقته التي اعتقدت ايمان انها والدتها . وبعد فترة تزوج والدها مجددا ونسي امر ابنته كليا . وتقول ايمان انها لم تر امها قط . فقد كانت في الحادية عشر من عمرها , عندما اغتصبها ابن عمتها البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما . والذي كانت تحسبه شقيقها ,وهددها بالقتل اذا فضحت امره . وعلى الرغم من الرعب الذي احست به والالام التي شعرت بها عندما عرفت انها خدعت ودنس ( شرفها ) فانها سكتت ولم تفش امره. واستمر ابن عمتها في استغلالها والتسبب في الام نفسية وجسدية لها خلال الاعوام العشرة التالية . حتى بعد زواجه , مستغلا ضعفها . وعندما شعرت ان الحياة لم تعد تطاق , هربت الى مدينة مشهد على امل وضع حد لحياتها او لعذابها . وبمساعدة بعض النساء اللواتي تصادقت معهن تمكنت ايمان من انهاء دراستها , واصبحت مدرسة . بدات حياتها بالتحسن لكن صحتها تدهورت , وبعد استشارة طبيب تبين انها مصابة بمرض زهري . ومن جديد قدمت لها صديقاتها العون المادي والمعنوي واعتنين بها حتى شفيت .
في احد اللقاءات تعرفت ايمان على كولونيل متقاعد ابدى اهتماما بها . وبعد بضعة اشهر عرض عليها الزواج . وعلى الرغم من انه يكبرها بعشرين عاما ,فقد وافقت ايمان على الزواج منه . كانت متحمسة كثيرا للفكرة وخائفة في الوقت نفسه , لانها لم تكن عذراء . ومن جديد ساعدنها صديقاتها على تزوير وثيقة تؤكد انها مطلقة ,فتزوجت الكولونيل وعاشت معه بسعادة طيلة فترة حياته . بعد فترة من زواجها اكتشفت ايمان انها عاقر لكن زوجها ابدى شهامة وحبا كبيرين تجاهها . واكد لها انه بالنسبة اليه , لم يتغير شيئ. كان لطيفا جدا ومتفهما الى درجة ان ايمان اقدمت في لحظة سعادة على وضع جميع مدخراتها في حسابه المصرفي , وادى ذلك الى تقاربهما اكثر .
عندما توفي زوجها فجاة من جراء ذبحة صدرية اصيب بها , شعرت ايمان بحزن شديد ,لكن منذ اليوم الثالث للحداد , لاحظت ايمان وبعض صديقاتها المقربات منها , وجودا مستمرا لامراة غريبة ,لايعرفها احد . وجدت مفجوعة بموت الكولونيل , مثل ايمان وبكت بدون انقطاع . قاد الفضول ايمان وصديقاتها الى اكتشاف صدمهن جميعا .فقد كانت هذه المراة الغريبة في الواقع , زوجة مؤقتة للكولونيل , عقد زواجه عليها قبل عدة اعوام من وفاته , وانجب منها ولدين .شعرت ايمان بالغضب والخيانة . اضافة الى خسارة زوجها والثقة بالاخرين . فقدت ايمان قسم من ممتلكاتها ووفقا لقانون الارث في الاسلام فان حصة الابناء من ميراث والدهم اكبر من حصة والدتهم او زوجة ابيهم .
زواج المتعة من اجل المنفعة المادية
في مدينة كاشان المشهورة بالسجاد الايراني الثمين , تتعلم معظم النساء حياكة السجاد منذ صغرهن .يوجد في العديد من منازل المدينة نول او اكثر تعمل فيه الفتيات والنساء في حياكة السجاد .وبذلك تسهم الفتاة في زيادة مدخول العائلة وفي تامين جهازها استعدادا للزواج . وفي هذه المدينة يعقد بعض الرجال زيجات متعة مع النساء , شرط ان يعملن لصالحه في حياكة السجاد . ويبقى الرجل المستفيد الاول من هذا الزواج المؤقت . وفي مقاطعتي ( مازندران ) و (غيلان ) يقوم بعض الرجال بعقد زيجات موسمية على امل تشغيل نسائهم المؤقتات في حقول الارز .
زواج المتعة غير الجنسية
هو الاتفاق على اقامة علاقة غير جنسية . اولى الاشارات الى هذا النوع من المتعة وردت على لسان الامام جعفر الصادق واشار اليه الطوسي ايضا .ان هذا الزواج غير الجنسي يضفي على مؤسسة الزواج مزيدا من الغموض , في الوقت الذي تزيد فيه من امكانية التلاعب بها واستخدامها في المجتمع الايراني . يمكن القول ان هذا النوع من الزواج يعتبر جوابا شيعيا ايرانيا مبتكرا على المعضلات التي يثيرها الفصل بين الجنسين منجهة , وعلى المتطلبات الاخلاقية والعملية للحياة اليومية من جهة اخرى .
يطلق على هذا النوع من الزواج اسم (سيغيه محرمية ) اي ( الاجتماع الشرعي للجنسين ) . ويمكن عقد هذا النوع من الزواج المؤقت بين راشدين او بين راشد وقاصر , او بين قاصرين , وحتى بين طفلين . هدف هذا النوع من الزواج هو ازالة الحزاجز بين الرجل والمراة بعد خلق علاقة زوجية وهمية بينهما , او صلة نسب بين عائلتيهما .وبعد اقامة علاقة قرابة مع دائرة جديدة من الرجال تستطيع النساء نزع الحجاب في حضور اقاربهن الجدد . هذه القرابة تسمح للرجال والنساء بالاختلاط والاجتماع . على الرغم من انتهاء هذا النوع من العقود عند انتهاء مدته , فان صلة القرابة التي انشاها تبقى قائمة مدى الحياة .هذه الوسيلة المبتكرة تمكن الجنسين من التحايل على القانون وتخطي حدود الفصل بين الجنسين بطريقة شرعية .
زواج المتعة غير الجنسي من اجل التعاون
هذا الزواج المؤقت ظهر في الاعوام التي سبقت مباشرة قيام ثورة 1979 . تتمثل في قيام العديد من الشابات برفض الهيمنة الغربية وارتداء الحجاب طوعا . شعرت النساء خلف هذا الحجاب بالامان والقدرة على التحدي . وبسبب حماستهن في عملية اعادة صياغة المجتمع تطوعت العديدات منهن للعمل الى جانب الرجال في المشاريع الثورية , وبرعاية اللجان الثورية . ارسلت هؤلاء النسوة الى مهمات متنوعة في القرى . وبسبب ضرورة اختلاط الجنسين , لجا عدد كبير من الشابات والشباب الى عقد زيجات متعة غير جنسية وجنسية احيانا مع اقرانهم . وبذلك تمكنوا من مواصلة نشاطاتهم بعد ان تحرروا من قيود الفصل بين الجنسين . لاحظت العديد من الشابات انه في حين يخلق الحجاب حاجزا ماديا او رمزيا بين الرجال والنساء , فانه قد يصبح في ظروف معينة وسيلة لتسهيل الاختلاط والتعاون فيما بينهم . فبواسطة الحجاب تمكنت الشابات من اقتحام الحقل العام الذي كان تقليديا حكرا على الرجال .
على المودة نلتقيكم ...
المصدر :
( المتعة الزواج المؤقت عند الشيعة , حالة ايران – 1978- 1982 ) للباحثة الانثروبولوجية الايرانية د .شهلا الحائري حفيدة اية الله الحائري – ط13 – 2010 – بيروت – لبنان – شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟