أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - جريمة الختان 121: الدراسات الشاملة لمكافحة هذه الجريمة















المزيد.....

جريمة الختان 121: الدراسات الشاملة لمكافحة هذه الجريمة


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 13:38
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


بينما الشارع العربي يستمر في ثورته التي أدت إلى طريق مسدود ومواخير دعارة وفتاوي جهاد المناكحة كما في سوريا، استمر انا في الكتابة ضد جريمة الختان. فأنا اعتقد يقينا أننا في حاجة الى تغيير العقليات وليس إلى تغيير الرئاسات. فكل رئيس في الدول العربية هو نتاج لتلك المجتمعات، ولا يمكن ان تخرج مجتمعات فاسدة رؤساء فاضلين. وأنا اعتبر ان مجتمعنا سوف يكسب أكثر لو انه الغى جريمة الختان بدلا من التناطح على السلطة والكراسي. فاحترام الأطفال هو اساس الإحترام في كل مجتمع. والختان جريمة نكراء في حقهم. ومن لا يرحم طفله كيف يمكنك ان تطالبه بأن يحترم الآخرين؟ فالختان يخلق مجتمعا ساديا مبني على تعذيب الآخرين، فاقداً للشعور ومتعطشاً للدماء. وفي هذا المقال اتعرض لضرورة عمل دراسات شاملة لكي يتم القضاء على هذه الجريمة.

بدأت حملة مكافحة ختان الإناث بصورة مكثّفة منذ أكثر من عقدين، تم فيها التركيز على مضار هذه العادة. وترى الدكتورة سهام عبد السلام أن التركيز على هذه المضار دون التعرّف على جوانب هذه العادة المختلفة هو أحد أسباب فشل هذه الحملة.

وترى الطبيبة ناهد طوبيا أن التركيز على المضاعفات الصحّية لختان الإناث لم يؤدّي في نهاية الأمر إلاّ إلى إجراء تلك العمليّة على يد طبيب بدلاً من إجرائها على يد جاهل. ولإلغاء هذه العادة لا بد من تفنيد الأسباب الثقافيّة والدينيّة التي تختفي وراءها. لقد زادت مقدرتنا على الإعتماد على المنطق الطبّي وتضاءلت مقدرتنا على الإعتماد على المنطق الفلسفي والأخلاقي.

ونحن نرى أنه لمكافحة الختان لا بد من دراسته من جميع جوانبه التاريخيّة والدينيّة والطبّية والإجتماعيّة والنفسيّة والإقتصاديّة والسياسيّة والقانونيّة. وهذا يتطلّب تخصّصات متعدّدة ومعرفة عدّة لغات وتوفير الإمكانيّات الماليّة وإيجاد مكتبات غنيّة. ونرى أنه من غير الممكن الفصل بين ختان الذكور والإناث لأن ذلك يضعف من إمكانيّة فهم كل منهما ويطبع الدراسة بطابع التحيّز الأعمى. ومن جهة أخرى، يجب ضمان حرّية الفكر والتعبير لحساسيّة الموضوع، ويجب أن يكون الباحث متجرّداً في فكره قاصداً الحقيقة فيما يبحث، فلا يكون قصده دعم معتقد ديني على حساب معتقد ديني آخر، أو تثبيت سيطرة فئة إجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة على حساب فئة أخرى. ويا حبّذا لو أن الجامعات والمراكز العلميّة تنسّق فيما بينها لعمل مثل هذه الدراسة. وهذا أمل بعيد المنال إذ إن موضوع الختان، وخاصّة ختان الذكور، ما زال من المحرّمات ولا يتاح للباحث إلاّ بالكاد إلقاء بحث في هذا المجال على طلبة الجامعات لتوعيتهم. وقصد مؤيّدو ختان الذكور والإناث هو الإبقاء على الجهل والسرّية لأنهما أكبر حليفين لهم ما دامت العادة هي التي تقود الناس في تصرّفاتهم.

ومن الضروري توصيل الدراسات إلى كل من يهمّه الأمر على جميع المستويات، بلغة مفهومة: الطبيب والممرّضة والمشرّع والقاضي والمحامي ودارس القانون ونشطاء حقوق الإنسان. فالعلم سلاح، ولا فائدة منه إلاّ إذا وضع في يد من يستعمله. ولا يكفي في هذا المجال عمل مؤتمرات تبقى أوراقه في ملفّات لا يصل لها أحد. ونشير هنا إلى أن أعمال المؤتمر الدولي الرابع للختان الذي ساعدت على تنظيمه في جامعة لوزان كانت أولى الأعمال التي نشرت في هذا المجال بعد تشديدي على ذلك.

والقصد من عمل الدراسات عن الختان ونشرها هو كسر السر وحاجز الصمت الذي يحيط به. فقد أدّت السرّية إلى جهل مدى إنتشار هذه العادة. وحتّى الآن على سبيل المثال لا توجد أيّة دراسة حول ختان الإناث في المجتمع العُماني رغم أن هذه العادة منتشرة على نطاق واسع في هذا البلد حيث يقدّر البعض أن أكثر من 90% من النساء العمانيّات مختونات. وفي مصر ذاتها صرّح المسؤولون السياسيون في مؤتمر السكّان الدولي عام 1994 أن ختان الإناث عادة كادت تختفي من مصر، وقد تبيّن بعد ذلك أن عدد المختونات في مصر يناهز 97%. وحتّى زمن قريب كانت المنظّمات الدوليّة ترفض الخوض في موضوع ختان الإناث.

وإن كان ختان الإناث قد أصبح حديث الساعة، إلاّ أن ختان الذكور ما زال التكلّم عنه من المحرّمات. فمجرّد القول بأنني أبحث موضوع ختان الذكور يثير التعجّب حيناً والإستنكار أحياناً. وعند إعلاني عن نشر كتابي الأوّل حول الجدل الديني، كتب لي أحدهم قائلاً بأن الختان أمر حسّاس جدّاً لأنه يثير حساسيّة دينيّة. ولذلك يجب الإبتعاد عنه وعدم الخوض فيه. وقد حاول ترهيبي بأني سوف أدخل نار الجحيم، حتّى قَبل أن يقرأ كتابي. وقد كتب لي أحدهم: «لماذا تهتم بموضوع ختان الذكور والإناث بينما هناك مشاكل أخرى. هل موضوع الختان يستحق كل هذا الإهتمام؟» فسألته: «هل بتر 15 مليون طفل سنوياً ليس أمراً يستحق الإهتمام؟» ولكنّه لم يرد على سؤالي.

إن كسر حاجز الصمت ضرورة لهدم صرح الختان ولتفادي إستمراره. يقول طبيب أمريكي معارض للختان في بداية كتابه:
«إذا كنت مسؤولاً عن ختان إبنك، فإن المعلومات في هذا الكتاب سوف تجعلك حزيناً وغاضباً وسوف تشعر على إثرها بالأسف والذنب. ولكن أرجوك أن لا تأخذ موقفاً دفاعياً قائلاً: إنه من المفضّل أن يبقى كل أحد هادئاً، فقد فات الأوان على كل حال. لا، إن الأوان لم يفت. دعنا نتكلّم عن الإنتهاك الجسدي والجنسي للأطفال عموماً. فهل من الغلط التكلّم عن إنتهاك الأطفال؟ طبعاً لا. فهذه أحسن وسيلة للوصول إلى التوعية ولتغيير قوانيننا ونظمنا حتّى لا تستمر هذه الجرائم التي تقترف ضد الأطفال الأبرياء جيلاً بعد جيل. فالكلام يكسر الدائرة المغلقة. وهذا ينطبق فعلاً على الختان. فيجب على الناس المعنيين التكلّم حتّى يتم إيقاف هذه الممارسة التعسّفيّة والضارّة ضد أطفالنا. أضف إلى ذلك أن الختان الذي أنت مسؤول عنه لم يكن ذنبك. فأنت لم تكن تعرف الحقيقة، وقد يجهل أيضاً طبيبك مثل تلك الحقيقة. وكل ما يمكنك فعله هو الإعتذار. قل لابنك بأنك آسف لما حدث، ثم تكلّم مع أصدقاء وأهالي أطفال آخرين حتّى يعرفوا أن العضو الذكوري الطبيعي هو الأفضل».

هذا وأشير هنا إلى تجربتي الخاصّة مع الطلبة. فكثيراً ما يتّصل بي طلبة الجامعات من دول مختلفة طالبين مساعدتي للحصول على وثائق ومعلومات لكتابة أبحاث ورسائل دكتوراه. وقد تبيّن لي أن الأكثريّة الساحقة منهم تريد الكتابة عن ختان الإناث، دون ختان الذكور. وقد يكون إستبعاد ختان الذكور إمّا إرادياً، أو لاشعوريّاً، أو بسبب الجهل، أو تفادياً لمشاكل مع أساتذتهم. وقد يكون أيضاً بسبب الكبت الداخلي الذي يعانون منه، أو لعدم شجاعتهم في خوض موضوع حسّاس، أو لعدم وجود كتب في المكتبات العامّة حوله. وقد إتّخذت موقفاً مبدئياً مع هؤلاء الطلبة لا أتنازل عنه. فكنت أخبرهم بأني لا أستطيع أخلاقيّاً مساعدة طلبة يكتبون فقط عن ختان الإناث دون ختان الذكور لأن ذلك مخالف لمبدأ عدم التمييز الجنسي والديني والثقافي وظلم للأطفال، وأن ذلك لا يخدم حتّى قضيّة ختان الإناث. وفي نفس الوقت، كنت أؤكد بأني لا أقصد بتاتاً فرض موقفي من ختان الذكور عليهم. فمن حقّهم أخذ موقف مخالف تماماً لموقفي، والدفاع عن موقفهم. وقد نجحت فعلاً في تغيير مواضيع الأبحاث لجعلها أكثر توازناً وتلاؤماً مع حقوق الإنسان.


--------------------------------------
لطلب كتابي عن الختان ورقيا أو تحميله مجانا أنظر هذا الرابط
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
حملوا مجاناً كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
أنظروا مدونتي التي تحتوي على أكثر من9000 مقال وشريط عن الأديان عامة والإسلام خاصة
http://blog.sami-aldeeb.com



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة الختان 120: الختان والحلقة الجهنمية
- جريمة الختان 119: الختان والعنف الإجتماعي
- أكثر من مليون زيارة لصفحتي في الحوار المتمدن
- هل هناك امكانية لإصلاح الإسلام وكيف؟
- العبقرية السويسرية: حوار مع مهجرة سورية
- الغرب محتل من الإسلاميين وعميل لهم
- مسلسل جريمة الختان 118: أثر الختان على العلاقة مع الأهل
- مسلسل جريمة الختان 117: آثار صدمة الختان على الطفل
- مسلسل جريمة الختان 116: الغرب وازدواجيّة المعايير
- مسلسل جريمة الختان 115: الأفارقة والتدخّل الغربي في ختان الإ ...
- نسخة جديدة من القرآن بالتسلسل التاريخي
- مسلسل جريمة الختان 114: الغرب وختان الإناث في عهد الإستعمار
- مسلسل جريمة الختان 113: ختان الإناث ومعادة الإسلام
- مسلسل جريمة الختان 112: إتّهام اليهود بنشر ختان الذكور
- مسلسل جريمة الختان 111: ختان الذكور ومعاداة الساميّة
- مسلسل جريمة الختان 110: الختان وسلاح المال
- مسلسل جريمة الختان 109: الختان والزواج كصفقة تجاريّة
- مسلسل جريمة الختان 108: معدّل الختان يعتمد على من يدفع تكالي ...
- الإسلام في طريقه للانقراض
- اعدام أبو العلاء المعري اعدام لإنسانيتنا


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - جريمة الختان 121: الدراسات الشاملة لمكافحة هذه الجريمة