أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند حبيب السماوي - وجه بريطانيا الذي يتجاهله الارهابيون !














المزيد.....

وجه بريطانيا الذي يتجاهله الارهابيون !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 10:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتدفق غالبا الكثير من الاخبار في وسائل الاعلام من غير ان يتم التمعن فيها والتأمل في معانيها والنظر في دلالاتها والتدقيق في مضمونها وماتشير اليه من مضامين لدى الاخر الذي ينبغي له ان لايكتفي بالنظر للخبر بسطحية ومن خلال نظرة احادية ضيقة وانما يقوم بإعمال عقله فيه ومنحه فرصة لكي يكتشف الحدث والخبر على نحو يستطيع منه ان يُدرك الــ " ما بعده ".
وما بثته وسائل الاعلام البريطانية، وغيرها، يوم الاربعاء 27-3-2013 نموذج لخبر لم يتمعن فيه الكثير من القراء عموماً والارهابيون والجماعات المتشددة خصوصاً ممن لاتعترف بحقوق الاخر ولا بحقه في الحياة بل تمارس بحقه اشنع وسائل الابادة وابشع طرق القتل بصور تشهد على خلو صاحبها من ادنى رحمة او ضمير انساني.
اذ أكدت الاخبار ان وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي " خسرت الاستئناف الذي قدمته ضد الحكم بمنع ترحيل رجل الدين الأردني أبوقتادة" بعد ان " قضت محكمة خاصة بالمهاجرين في العام الماضي بمنع ترحيل أبوقتادة إلى الأردن" لان الاخير قد يواجه في الاردن، في رأي القضاء البريطانيين، " محاكمة غير عادلة، قد تشمل الحصول على أدلة بواسطة التعذيب".
ولذا على وزيرة الداخلية البريطانية، وكما يؤدي اليه الحكم القضائي وبحسب القانون البريطاني، أن تقوم بإطلاق سراح أبو قتادة بعد أسبوعين، اذا ما لم ترفع وزيرة الداخلية القضية إلى المحكمة العليا لاصدار قرار آخر.
جيمس سلاك محرر صحيفة الديلي ميل البريطانية اشار، الأربعاء الماضي، وفي عنوان بارز لايخلو من التهكم والتعجب، الى أن" أبو قتادة قد يبقى في بريطانيا مدى الحياة...والقضاة يعترفون بأنه شخص خطر جداً لكنّنا لن نرحله الى الاردن لأن حقوقه الأنسانية تأتي في المقدمة".
ابو قتادة يعتبر، في رأي بعض المحللين، اليد اليمنى لأسامة بن لادن في أوربا وهو احد المحرضين على الكراهية والعنف ويعد مطلوباً من قبل بعض الحكومات العربية كالأردن والجزائر وبعض دول اوربا مثل فرنسا وبلجيكا والمانيا واسبانيا وإيطاليا، بالأضافة الى الولايات المتحدة، وأصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية سابقا حكمين غيابيين في حقه يقتضي سجنه 15 عاماً بتهم تتعلق بتمويل جماعة تدعى الاصلاح والتحدي المرتبطة بتنظيم القاعدة وكذلك خططها للأعتداء على اهداف غربية.
هذا الشخص يجد الحماية من حكومة بلده الأردن في دولة بريطانيا التي يعتبرها هو نفسه وجميع المتشددين من امثاله " دولة كافرة " بل ان هذه الدولة لم تكتف بحمايته وتخشى على حياته وحقوقه وتجدها مقدمة على خطورته تجاه المجتمع البريطاني فحسب بل انها تصرف مئات الالوف بسبب بقاءه على اراضيها اذا تكلفها كاميرات مراقبته 100 الف باوند في الاسبوع ، اي حوالي خمس مليون باوند في السنة كما يشير الى ذلك تقرير الديلي ميل !.
سلوك القضاء البريطاني في التعامل مع قضية أبو قتادة وكيفية وقوف هذا القضاء طرفا محايدا بين الحكومة البريطانية وبينه يعطينا صورة ووجه اخر للمملكة المتحدة وقانونها الذي يجهله بعض المتشددين ويتجاهله بعضهم الاخر وهم يخطبون ويتحدثون حول هذه الدولة والكثير من الدول الاخرى بتحريض وعنف وكراهية.
وجه بريطاينا أيها المتشددون لايكمن فقط في الصورة التي ترسموها له في الاعلام وتغسلون بها ادمغة المضللين من الشباب على انها احد الدول التي اسقطت النظام السابق في العراق وانها تشارك الان في الحرب ضد القاعدة في افغانستان، فكل هذه الحقائق لاينبغي ان تمنعنا من رؤية جانبها الاخر المتعلق بتعاملها الانساني والديمقراطي واحترامها لحقوق الانسان واعتبارها من الدول التي يعيش فيها الالاف من المسلمين، على اختلاف طوائفهم، بأمان واستقرار لايجدوه في دولهم الاسلامية التي
ولدوا فيها.
أحدى التعليقات التي صاحبت هذا الخبر في الصحيفة البريطانية والتي كانت ساخطة جدا وتعجبت من حكم القضاء البريطاني الذي يُبقي شخص مثل هذا في بريطانيا من اجل الخوف على حياته وحقوقه الانسانية على الرغم من انه " خطر جدا"، قالت بان " حقوقنا الانسانية مقدمة على حق ابو قتادة الانساني"،وهي تكشف بالطبع عن حجم الاستياء الشعبي الذي يرافق هذا القرار القضائي البريطاني الذي لم يتأثر حياده وتعامله الانساني بهذا السخط الشعبي .
هذا القضاء يُعطل قرارات وخطط حكومية شاملة تجاه شخص متطرف من اجل حقه الانساني والخوف على حياته ! بحيث نجد ان وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي تتوعد بجولة اخرى قانونية عند المحكمة العليا لكي تقوم بترحيل هذا المتطرف ولا تقوم ، كا يجري في دولنا العربية، بارسال قوات امنية وعسكرية لاختطاف هذا الشخص وابعاده الى بلده الاردن لكي يلقى مصيره او حتفه .
دعوة لمن يفكر بطريقة متشددة للتأمل قليلا في هذا الخبر لكي يدرك ويعرف كيف تحمي بريطانيا احد كبار رموزهم من بلده الاصلي الاردن حفاظا على حياته على الرغم من ان هؤلاء الارهابيين لايعبأون بحياة الاخرين ولا بحقوقهم الأنسانية، ولايكترثوا حينما يقومون بعملياتهم الارهابية بارواح عشرات البشر الذين يسقطون ضحية لاجرامهم.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيعة العراق...سلطة...بلا سيطرة !
- رافع العيساوي ...حسنا فعلت !
- من يحمي فقراء شيعة العراق ؟
- مقالات بحثية / الجزء الثامن- الانسان والهاتف النقال !
- المالكي في المواجهة الاخيرة !
- انهم يحرقون المصاحف !
- عمائم في خدمة السياسة !
- الحمد لله...خسر المنتخب العراقي مرة اخرى !
- التظاهرات السنية وجدل اللامعقول والمعقول !
- لماذا اطلقتم سراح السجينات ؟
- مقالات بحثية/ الجزء السابع - معنى صورتك في الفيسبوك !
- العراق في غيبوبة بلا طالباني !
- قوة ميليشياوية او سلوك ميليشياوي !
- مقالات بحثية / الجزء السادس – النوموفوبيا !
- مقالات بحثية/ الجزء الخامس/ كم مرة تمارس الجنس ؟
- السلفيون..حرام في الاردن...حلال في سوريا !
- الازهر يسقط في حضيض الطائفية !
- إبادة عائلة عراقية !
- رجل غادر أم إمرأة خائنة !
- الامانة من حصة المجلس الاعلى !


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند حبيب السماوي - وجه بريطانيا الذي يتجاهله الارهابيون !