أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عودة وهيب - في ذكرى الميلاد














المزيد.....

في ذكرى الميلاد


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 20:44
المحور: كتابات ساخرة
    


في ذكرى الميلاد


تروي امي : ان ميلادي كان في ليلة ( فرحة الزهرة ) ..في تلك الليلة من عام 1950 استضافت امي الداعية الاسلامية ( نييعة ) .. اسمها( نجعة) ويسميها الناس تحببا او كرها ( نييعة ) . كانت اربعينية ، طويلة، مكتنزة، حمراء، يغطي نهاية شفتيها زغب ابيض ...كانت تمارس اللطم على الحسين طيلة فصول السنة ..تنهض صباحا فتخرج من كوخها ( على ريقها ) حاملة علما اسودا وتباشر جولتها في الشوارع وهي تردد الهوسات واللطميات الحسينية ..تمر على الباعة وتظل تردح امام دكاكينهم لحين اعطائها ( المقسوم ) .. تجمّع الصدقات منتصف النهار لتشتري كمية من ( المكل ) - وهو مخدر ايراني بني اللون شمعي الشكل - فتنزوي في ركن قصي من السوق فتخلط ( المكل) مع التبع وتلف عدة سكائر وتدخنها جميعا حتى تبلغ ذروة (الكبسلة ) عندها تثور غيرتها على الدين فتنهض مسرعة الى السوق وهي تردح وتردد اللطميات بمشاركة بعض الاطفال احيانا، وفي حالة تعاطيها جرعة كبيرة من (المكل ) تاخذ لطمياتها طابعا جنسيا فتردح صائحة ( ينييعة، ينييعة... يلخيطي بيطي.. مامش ولد مضبوط يكسر شريطي ) فتشيح المتسوقات وجوههن عنها ... تعودت نييعة ان تبات ليلة (فرحة الزهرة ) في بيتنا استعدادا لاقامة احتفال (فرحة الزهرة ) في الصباح ...في تلك الليلة جاء امي المخاض فكانت ( نييعة ) بطلة مشهد ولادتي وكانت تصرخ بامي : ( كولي علي )ثم تصرخ نيابة عن امي ( علييييييييييييييييييييييييييييي ).. واحسب ان صرختها المرعبة ارغمتني على الخروج الى عالمي المأساوي هذا .. اول ( غذاء ) رزقني به خالقي هو بصاق ( نييعة ) فقد بصقت في فمي مدعية ان بصاقها سيلهمني حب ( آل البيت) ،بعدها نشب خلاف عائلي حول اسمي ... فتح ابي القران وقرا بصوت عال ( يايحيى خذ الكتاب بقوة ) ثم اغلق القران والتفت نحو امي قائلا ( نسميه يحيى ) فاصرت امي على تسميتي ( عبد الزهرة ) فتدخلت( نييعة) قائلة ( مو بكيفكم .. هذا عودة الله - لفظتها عود تالله )وهكذا كان ..لم اولد وفي فمي ملعقة ذهب فقد عرفتم ماذا كان في فمي، وكان بيتنا عبارة عن ساحة كبيرة تتوسطها ( صريفة) متهرئة ...في الصباح ورغم حالة امي الصحية ورغم ( لعبان نفسي) اقيم الاحتفال السنوي في ربيع عراقي مشمس وكان (مهدي) يتوسط النسوة الراقصات ابتهاجا ب ( فرحة الزهرة ).. يومها تلقيت اول درس طائفي مقيت..
ورغم ان مولدي كان في الربيع الا ان الحكومة سجلتني من مواليد الاول من تموز فضاع تاريخ ميلادي ولم يبق منه سوى نفس طائفي تخالطه بقايا من عفونة بصاق..
في الثامنة من عمري كنت اطوف المدينة مهرولا مع حشد من المتضاهرين الذين يسحلون كلبا ميتا تيمنا بمقتل نوري السعيد يومها لم اكن اعرف من هو نوري السعيد غير اني تلقيت اول درس في العنف العراقي المجنون...
عندما كبرت شدتني الاهواء والقراءات الى ربيع الحركة الوطنية العراقية فبصقت على تاريخ ميلادي الحكومي وعدت الى ينبوعي الاذاري متيمنا بميلاده في 31 اذار وهكذا صرت اذاري المولد والهوى متحملا تبعات هذا العشق..
حاصروني ،طاردوني ، سجنوني ، عذبوني ، بصقوا على انسانيتي فهربت الى ديار لايبصق فيها انسان على كرامة انسان ..وبعد ستة عقود وفي طريق العودة الى دار مولدي خالطت حنيني رغبة السؤال عن ( نييعة )، وعندما وصلت ماتت تلك الرغبة لاني وجدت ان الناس في معظمهم قد مسخوا الى ( نييعة ) وخيل الي انهم سيبصقون في فمي حين اقترب منهم فهربت عائدا الى دار مهربي وانا احاذر ان افتح فمي حتى لاابلع رذاذ ( تفال) صراخهم المتواصل..
لاي شيء احتفل في ذكرى ميلادي والبصاق يحاصر العراق؟



#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام في عربة..
- دواء ابو خالد
- ضمّوني لاحباب المالكي
- عدالة سيد شاكر وحنان الفتلاوي
- لهذه الاسباب لاارشح نفسي لمنصب رئيس وزراء العراق
- اطردوا اللاعبين
- العراقيون يخدعون المالكي ايضا
- القوادون بين الامس واليوم
- رسائل تأييد لمولانا المالكي- الرسالة الثانية
- رسائل تأييد لمولانا المالكي
- طبيعة الاعتقاد الديني
- سيدي انك ارهابي
- الأحزاب في العراق ..... من اين لكم هذا
- رسالة الى معالي وزير خارجية العراق
- ديرة بطيخ
- من سيحاكم هيئة اجتثاث البعث على جرائمها
- نعم لهيئة المساءلة والعدالة ولكن
- منشور حب
- المتدين والمتداين
- ميلن


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عودة وهيب - في ذكرى الميلاد