أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - الاسلام والطقوس الجاهلية (الحلقة الرابعة)















المزيد.....

الاسلام والطقوس الجاهلية (الحلقة الرابعة)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 10:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الفصل الرابع
الطقوس الحربية


الصفي

يعرفه الجرجاني بانه شيء نفيس كان يصطفيه النبي لنفسه كسيف او فرس او امه ( ) .
وبتعبير آخر هو ما كان يأخذ اي يصطفيه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة ويسمى (الصفية) وجمعه صفيايا ( ) .
لذلك يروون ان النبي صفي من كل مغنم عبد او امة او فرس حتى قيل ان احدى زوجاته كانت من الصفي ( ) .
(وكان الخمس والصفي قبل الاسلام من حق رؤساء القبائل فمطالبة الرسول (ص) بها يرمز الى رئاسته العليا وهو تعبير اكثر منه مصدراً للأموال ، لان القتال بين الجماعات توقف بعد الاسلام ) ( ) .
وكان الخلفاء العباسيين وقبلهم الامويين وولاتهم يستحوذون على الصفي لأنفسهم لا سيما اثناء الفتوحات الاسلامية .

السلب

في كتاب (ايام العرب في الجاهلية) (يوم الصفقة) (خرج هوذة والاساورة والعير معهم من هجر حتى اذا كانوا بنطاع بلغ بني تميم ما صنع هوذة ، فساروا اليهم واخذوا ما كان معهم ، واقتسموه ، وقتلوا عامة الاساورة وسلبوهم ) ( ) .
ومن خلال هذا النص نستدل على ان السلب كان مشرعاً (موجوداً) قبل مجيء الاسلام . فكانت القبيلة التي تغير على قبيلة اخرى كان من حق المحارب ان يستولي على دابة المقتول وسلاحه وماله واخذ كل ما يتعلق به ، وهذه سجية او صفة كانت معلنة بين العرب قبل الاسلام .
والعرف هذا الذي كان سائداً في (ألجاهلية) انتقل الى الاسلام وترتب عليه قضايا وامور اخرى .
يروى ان الحسين بن علي عندما اراد ان يبرز الى القتال يوم كربلاء وعلم انه سوف يقتل ، طلب من اهله سراويل (ملابس) ممزقة (قديمة) ليلبسها تحت ملابسه الخارجية ، وعندما سأل : لماذا يفعل ذلك قال : كيلا اسلب فأتجرد .
اذن ، نظام السلب ظل قائماً في الاسلام ولم يستطع الاسلام ان يغيره او يبدله بل استمر على ما كان عليه في الجاهلية بل الصحيح ان الاسلام قد اقر السلب فهناك نصوص تاريخية كثيرة تؤكد لنا ان في معارك الاسلام المصيرية اذا قتل المسلم شخصاً ما في احدى المعارك فقد يترجل عن جواده ان كان فارسا فيسلبه . وعندما برز على بن ابي طالب لعمرو بن ود العامري وقتله ، قيل له : اخذ درعه وسيفه ؟ فلم يفعل وقال : لا حاجة لي بهما . وعندما وصل قتله الى اخته وان قاتله لم يسلبه ، تعجبت من ذلك وقالت : انها قتلة شريفة .

خمس الغنائم

حينما تغزو قبيلة قبيلة اخرى وتأتي بالغنائم التي تحصل عليها كان رئيس القبيلة او امير السرية التي غزت يأخذ ربع من تلك الغنائم ، وهو ما يسمى (المرباع) .
و(المرباع الربع الذي يأخذه الرئيس من الغُنم ، من قولهم ربعت القوم ، واستعيرت الرباعة للرئاسة اعتباراً بأخذ المرباع فقيل لا يقيم رباعة القوم غير فلان) ( ) .
يقول الشاعر ابن عتمة :
لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول
في القرآن : ( واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسة وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ) ( ) . يروي الزمخشري عن ابي حنيفة ان الخمس كانت على عهد الرسول تقسم الى خمسة اسهم : سهم للرسول ، وسهم لذوى القربى من بني هاشم وبني عبد المطلب دون بني عبد شمس وبني نوفل . استحقوه حينئذ بالنصرة والمظاهرة ، ولما روي عن عثمان جبير بن مطعم انهما قالا لرسول الله : هؤلاء اخوتك بنو هاشم لا تنكر فضلهم لمكانك الذي جعلك الله منهم : ارأيت اخواننا بني المطلب اعطيتهم وحرمتنا وانما نحن وهم بمنزلة واحدة ؟ فقال النبي : انهم لم يفارقوننا في جاهلية ولا اسلام . انما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد وشبك بين أصابعه . وثلاثة اسهم لليتامى والمساكين وابن السبيل . واما بعد الرسول فسهمه ساقط بموته ، وكذلك سهم ذوي القربى ، وانما يعطون لفقرئهم ، فهم اسوة سائر الفقراء ، ولا يعطى أغنياهم ، فيقسم على اليتامى والمساكين وابن السبيل.
واما عند الشافعي فيقسم على خمسة اسهم : سهم لرسول الله يصرف على ما كان يصرفه اليه من مصالح المسلمين كعدة الغزاة من السلاح والكراع ونحو ذلك ، وسهم لذوي القربى من اغنيائهم وفقرائهم يقسم بينهم للذكر مثل حظ الانثيين ، والباقي للفرق الثلاث .
وعند مالك بن انس الامر فيه مفوض الى اجتهاد الامام ، ان رأى قسمه بين هؤلاء ، وان رأى اعطاه بعضهم دون بعض ، ان رأى غيرهم اولى واهم فغيرهم.
وعن ابن عباس انه كان على ستة اسهم : الله وللرسول سهمان ، وسهم لا قاربه حتى قبض فاجرى ابو بكر الخمس على ثلاثة ، وكذلك روى عن عمر ومن بعده الخلفاء . ورى ان ابا بكر منع بني هاشم الخمس ، وقال : انما لكم ان يعطي فقيركم ويزوج ايمكم ، ويخدم من لا خادم له منكم ، فأما الغني منكم فهو بمنزلة ابن سبيل غني لا يعطي من الصدقة ، ولا يتيم موسر . وعن علي انه قيل له : ان الله تعالى قال : (وليتامى والمساكين) فقال : ايتامنا ومساكيننا ) ( ) .
وقال صاحب تفسير الميزان : ( والاخبار عن ائمة اهل البيت عليهم السلام متواترة في اختصاص الخمس بالله ورسوله والامام من اهل بيته ويتامى قرابته ومساكينهم وابناء سبيلهم لا يتعداهم الى غيرهم ، وانه يقسم ستة اسهم وانه لا يختص بغنائم الحرب بل يعم كل ما كان يسمى غنيمة لغة من ارباح المكاسب والكنوز والغوص والمعادن والملاحة ) وهذا ما تقول به الشيعة ( ) .
وينقل لنا ايضاً صاحب الميزان عن الدر المنثور : ( اخرج ابن المنذر عن عبد الرحمن بن ابي ليلى قال : سألت عليا رضي الله عنه فقلت : يا امير المؤمنين اخبرني كيف كان صنع ابي بكر وعمر رضي الله عنهما في الخمس نصيبهم ؟ فقال : اما ابو بكر (رض) فلم يكن في ولايته اخماس ، واما عمر (رض) فلم يزل يدفعه اليّ في كل خمس حتى كان خس السوس وجند نيسابور فقال وانا عنده ، هذا نصيبكم اهل البيت من الخمس وقد احل ببعض المسلمين واشتدت حاجتهم . فقلت ، نعم ، فوثب العباس بن عبد المطلب فقال ، لا تعرض في الذي لنا . فقلت ، السنا من ارفق المسلمين ، وشفع امير المؤمنين ، فقبضه فو الله ما قبضناه ولا قدرت عليه في ولاية عثمان رضي الله عنه ) ( ) .
* * * * * * * *
(( اذن العرف كان مستقراً في القبائل العربية التي سبقت الاسلام هو ان الرئيس او القائد او الامير يأخذ ربع الغنائم ، هذا العرف انتقل الى الشريعة الاسلامية مع طرؤ تعديلين عليه :
أ‌- انخفض من الربع الى الخمس .
ب‌- لم يعد من حق الرئيس او الامير او القائد وحده بل تتحدد له مصارف : الخمس لله وللرسول ولذوى القربى الخمس والثلاثة اخماس البواقي لليتامى والمساكين وابناء السبيل ، مع ملاحظة ان سهم ذوى القربى وزعه محمد على بني هاشم وبني عبد المطلب وهم عشيرته )) ( ) .


الالوية والرايات

(( كانت العرب في الجاهلية تستعمل الرايات في حروبها ، قال عمرو بن كلثوم في معلقته :
ابا هند فلا تعجل علينا
وانظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضا
ونصدرهن حمراً قد روينا )) ( ) .
ولما جاء الاسلام ابقى هذه العادة ، فكان محمد يعطي الراية في جميع حروبه لعلي بن ابي طالب واحيانا يحملها غير علي في بعض الغزوات والسرايا والحروب.
يقول الرصافي : (والراية هي علم الجيش وتكنى الحرب ، قيل : هي فوق اللواء اي اكبر منه ، وقيل : سمي اللواء لواء لأنه يلوي لكبره فلا ينشر الا عند الحاجة ، فالنظر الى هذا يكون اللواء اكبر من الراية ، وقال بعضهم : صرح جماعة من اهل اللغة بترادف اللواء والراية ، فالنظر الى هذا يطلق على كل اسم آخر ، قال الحلبي في سيرته : واللواء هو العلم الذي يحمل في الحرب يعرف به موضع امير الجيش ، وقد يحمله امير الجيش ، وقد يجعل في مقدمة الجيش ، وهذا هو الصحيح ، فالجيش لا يكون فيه الا لواء واحد وقد تكون فيه رايات متعددة بان تكون لكل فرقة من الجيش راية ، وعلى هذا لا يكون اللواء الا اكبر من الراية كما تقتضيه وجه التسمية) ( ) .
ففي كتاب (سيرة الرسول) يقول المؤلف عند ذكر (غزوة سفوان) : (سفوان بفتح السين المهملة والفاء اخره نون ويقال لها غزوة بدر الاولى وكانت في ربيع الاول على رأس ثلاثة عشر شهراً من الهجرة ولواؤه مع علي بن ابي طالب وهو لواء ابيض) ( ) .
وفي السيرة النبوية لدحلان عند كلامه على غزوة بدر الكبرى النبي دفع اللواء يوم بدر وكان ابيض الى مصعب بن عمير وكان امامه رايتان سودا وان احداهما مع علي بن ابي طالب ويقال لها العقاب وفيها ايضا ان النبي عقد الالوية يوم بدر وهي ثلاثة ، لواء يحمله مصعب بن عمير ورايتان سودا وان احدهما مع علي والاخرى مع رجل من الانصار . اما الانصار فالظاهر ان لواء الخزرج كان بيد الحباب بن المنذر ولواء الاوس مع سعد بن معاذ ( ) .
(( وفي كلام المقريزي لما ذكر رتب الرياسة في الجاهلية قال : ان العقاب كان في الجاهلية راية تكون لرئيس الحرب ، وجاء الاسلام وهي عند ابي سفيان ، وجاء الاسلام والسدانة واللواء عند عثمان بن ابي طلحة من بني عبد الدار ، فيفهم في هذا ان اللواء غير الراية لان اللواء يكون لأمير الجيش ، وكان صاحب اللواء في الجاهلية عثمان بن ابي طلحة ، وقد كان تلقاه بالإرث من جده عبد الدار اكبر اولاد قصي . ومعنى انه صاحب اللواء : انه امير الجيش او هو الذي يعقد اللواء لمن شاء فيجعله اميرا على الجيش . والراية كانت لابي سفيان وكانت تسمى العقاب ، وهي خاصة لرئيس الحرب عندهم ، هو الذي يتلقى منه الاوامر امير الجيش فيقوم بتنفيذها ، فرئيس الحرب عندهم هو الذي يسمى في زماننا برئيس اركان الحرب كما لا يخفى )) ( ) .
(وفي سيرة الحافظ الدمياطي : وكانت له (اي للنبي) راية سوداء مربعة من نمرة (شملة ذات خطوط بيض وسود) مخملة يقال لها العقاب ، وكان له رايه صفراء ، ولواؤه ابيض ، وفي سيرة الدمياطي ايضا : كانت الويته بيضاء وربما جعل فيها الاسود ولعل السواد كان كتابه في ذلك العلم ، ولعل هذا اللواء الذي فيه الاسود هو المعنى بما جاء في بعض الروايات كان له لواء ابيض مكتوب فيه لا اله الا الله محمد رسول بالسواد ، ولعل محمل قول بعضهم كان له لواء اغبر وربما كان من خز بعض نسائه ) ( ) .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والطقوس الجاهلية/الحلقة الثالثة
- الاسلام والطقوس الجاهلية/الحلقة الثانية
- الاسلام والطقوس الجاهلية/ الحلقة الاولى
- انتخبوني قبل ان تفقدوني
- الساسة :السفر يطيل العمر
- اللوكي
- البطاط في عصر البطاطة
- كرة القدم افيون الشعوب
- الحمار والثور والسياسة العراقية
- نوال السعداوي مثال للمرأة العلمانية المتحررة
- الافعال الناقصة
- يابسة على تمن
- اكراماً للسلاطين
- الشعب: اضحك كرر ... اوعى تفكر
- البطاقة التموينية : الجانت عايزة التمت
- اطار ابو الريحة والعملية السياسية
- حينما اكلت حماراً بحاله
- هي وكرّتها ب14
- عذر ملوح
- عراقي يقترن اسمه بالسماء


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - الاسلام والطقوس الجاهلية (الحلقة الرابعة)