أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الشيوعيون القدامى ودورهم















المزيد.....

الشيوعيون القدامى ودورهم


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 13:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الشيوعيون القدامى ودورهم
(كلمة بمناسبة اجتماع الشيوعيين القدامى للتباحث في وحدتهم)
البيان الشيوعي عام 1847 كان أول عمل شيوعي في التاريخ حيث نادى كارل ماركس وفردريك إنجلز عمال العالم لتشكيل أحزاب لهم تقودهم إلى الثورة الاشتراكية. طبعاً لم يطلق ماركس وإنجلز ذلك النداء من فراغ أو من مجرد رغبة لديهما. ماذا دفع بهما إلى إطلاق ذلك النداء التاريخي لتشكيل حزب شيوعي للطبقة العاملة ؟ هذا السؤال هو حاضر دائماً كلما همّ أناس لتشكيل منظمة شيوعية تعبّر عن تطلعاتهم . ماركس كان في العام 1844 قد أنجز كل تحليله للنظام الرأسمالي ورأى بعينه الثاقبة أن قوى الانتاج في النظام الرأسمالي تتنامى بسرعة فائقة وأن علاقات الإنتاج لهذا النظام لن تعود تحتمل كل تلك القوى المتعاظمة ولدى الوصول إلى النقطة الحرجة ستقوم البروليتاريا بالثورة الاشتراكية وتحطم علاقات الإنتاج الرأسمالية، وهو ما يوجب على البروليتاريا تنظيم نفسها في حزب شيوعي يدافع عن مصالحها ويوجه قواها . ذلك هو الدافع الوحيد لإقامة حزب شيوعي للطبقة العاملة، الدافع الذي يتوجب على الشيوعيين عدم تناسية كلما هموا إلى تشكيل حزب شيوعي . هذا هو الدرس الأول والأساسي الذي نتعلمه من ماركس.

أما الدرس الثاني والذي يستوجب من الشيوعيين الوقوف عنده بإمعان هو قيام ماركس بحل الأممية الأولى في العام 1873 وعدم تشكيل أممية أخرى طيلة السنوات العشر المتبقية من حياته وكان ذلك بعد أن استنتج من نهاية كومونة باريس المأساوية 1871 أن البروليتاريا لم تمتلك بعد السويّة الثورية اللازمة للثورة.

في العام 1889 كرر فردريك إنجلز التجربة بعد أن قامت في العديد من بلدان أوروبا الغربية الرأسمالية أحزاب اشتراكية ديموقراطية ذات وزن تتبنى الفكر الماركسي وكان من تأثير ذلك أن تشكل في روسيا "حزب العمال الاشتراكي الديموقراطي" ـ الحزب الشيوعي فيما بعد ـ الذي خرج من الأممية الثانية بعد أن انتهت أحزاب الاممية الثانية لتكون أحزاباً بورجوازية بل واستعمارية . قام الحزب الشيوعي بانتفاضة أكتوبر 1917 ثم بعد أن تمكن العمال والفلاحون من تحطيم قوى الرجعية والبورجوازية للثورة المضادة أعلن لينين في مارس 1919 تشكيل الأممية الثالثة ونادى إلى تشكيل أحزاب شيوعية في كل العالم تشارك في إنجاز المشروع اللينيني في الثورة الاشتراكية العالمية وهي الأحزاب التي عرفناها طيلة القرن المنصرم، وهي اليوم في طور التحلل بعد انهيار مشروع لينين على يد البورجوازية الوضيعة الروسية.

ما أضافه لينين في ندائه الأممي عام 1919 على نداء ماركس 1864 وعلى نداء إنجلز 1889 هو إقامة أحزاب شيوعية في البلدان المستعمرة والتابعة التي لم تلحق بعد بالنظام الرأسمالي وتقتصر مهمة هذه الأحزاب على تأييد البورجوازية الوطنية في ثورتها للتحرر الوطني وهي الثورة التي سيكون لها شأن كبير، برأي لينين، في الإطاحة بالنظام الرأسمالي العالمي . استجابة لنداء لينين أصر القائد المؤسس للحزب الشيوعي الأردني فؤاد نصار على إقامة حزب شيوعي في الأردن المتخلف بالرغم من معارضة رفاق له في عصبة التحرر الوطني الفلسطينية وفدوا معه إلى الضفة الشرقية ـ نحن هنا في هذه القاعة شيوعيون بفضل الرفيق الخالد، أبو خالد، فؤاد نصار.

تنامي الحوكة الشيوعية هو الرفيق الظل الملازم لتنامي قوى الانتاج في العالم الرأسمالي كما في العالم الاشتراكي . ذلك هو تاريخ الحركة الشيوعية.
بعد أن فقدت الحركة الشيوعية العالم الإشتراكي، يتحتم السؤال عن حالة قوى الإنتاج في المعسكر الرأسمالي الكلاسيكي اليوم ؟
قوى الإنتاج في المعسكر الرأسمالي الكلاسيكي في تدهور مستمر، ولسنا هنا في هذا السياق لنبحث أسباب ذلك، لكن الديون الخارجية وحدها المترتبة على جميع دول الرأسمالية الكلاسيكية والتي تبلغ حوالي 60 تريليون دولار تدل دلالة قاطعة أن قوى الإنتاج في العالم الرأسمالي في تدهور متسارع حتى وإن لم نأخذ في الاعتبار الديون الداخلية والتي تساوي عادة ضعف الدين الخارجي وتصل في هذه الحالة إلى 120 ترليون دولار. فأين هي قوى الإنتاج الرأسمالية التي تقصر عن تزويد دولها "الرأسمالية" ب 180 تريليون دولار ؟ قوى الإنتاج لم تعد تعمل في الدول الرأسمالية سابقاً ولم تعد هذه الدول رأسمالية . وما يجدر ذكره في هذا السياق هو أن قيادة الحزب الشيوعي برئاسة ستالين قد طرحت في المؤتمر التاسع عشر للحزب عام 1952 موضوع نهاية النظام الاستعماري الوشيكة، ومع كل ذلك ما زالت أعداد كبيرة من الشيوعيين تتحدث عن الرأسمالية الإمبريالية مغلفة بالغالب بغلاف "المشروع الأميركي الصهيوني" ـ ما علاقة الشيوعيين بالمشروع الأميركي الصهيوني حتى إن وجد !؟

الديون الفلكية على الدول الرأسمالية سابقاً ليست هي الدلالة الوحيدة على تدهور قوى الإنتاج الرأسمالية بل هناك دلالة أخرى بالغة الأهمية بالنسبة لنا نحن الشيوعيين ألا وهي تراجع قوى الشيوعية بمقدار تراجع قوى الانتاج الرأسمالية وربما أكثر . تراجع قوى الشيوعية في العالم ليس كله راجعاً لانهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي بسبب خطأ مزعوم في النظرية الماركسية أو في تطبيقها، بل كان في الكثير منه راجع لتراجع قوى الانتاج الرأسمالية .

تراجع قوى الشيوعية يتمثل بجلاء تام بانقلاب الأحزاب الشيوعية القائمة حتى اليوم إلى أحزاب بورجوازية تتحدد استراتيجيتها بالديموقراطية البورجوازية وبالتعددية وتداول السلطة، وهو ما يعني قبول هذه الأحزاب بالمجتمع الطبقي ورضاها عن استغلال الطبقة العاملة من قبل البورجوازية . إنقلاب هذه الأحزاب باسمها الشيوعي إلى أحزاب بورجوازية المحتوى تسيء إساءة بالغة لقضية الشيوعية والعمل الشيوعي . فأن تتخلى هذه الأحزاب عن النهج الشيوعي باسم الشيوعية إنما هو بالضبط مثل خيانة خروشتشوف للنهج الشيوعي باسم الشيوعية وهو ما أدى بالعالم إلى ما هو فيه اليوم من سقوط في هاوية لا قرار لها. وكانت نفس هذه الأحزاب قد سكتت على خيانة خروشتشوف أو انحرافه .

ليس أكثر نبلاً من تشكيل منظمة شيوعية تخدم فعلاً الحركة الشيوعية، وللقيام بهذا الفعل الجليل يتحتم علينا الإجابة على السؤال الفيصل .. هل يمتلك الشيوعيون أية أسباب أو وسائل لوقف تدهور قوى الإنتاج وإعادة الحيوية إليها ؟ فإذا كان الجواب بالنفي، وهو لن يكون إلا النفي، فلماذا إذاً تشكيل حزب شيوعي جديد بلا سياسة شيوعية ويتبنى بدلاً عنها الاستراتيجية البورجوازية التي تتبناها الأحزاب الشيوعية العربية اليوم ويسيء بذلك إساءة إضافية للعمل الشيوعي.
ويتلو ذلك السؤال التالي بصورة آلية.. هل على الشيوعيين أن يتقبلوا تراجع قواهم فيما هم ساكتون ؟ لن يكون شيوعياً من يسكت على ذلك لكن عليه بوعيه الماركسي أن يبتدع الطرائق التي تحمي قوى الشيوعية والحفاظ عليها من التراجع بل ويمكن إضافة قوة جديدة لها بالإضافة إلى قواها الذاتية.
قوة الشيوعيين الذاتية تنبع حصرياً من نظريتهم الماركسية العابرة لمختلف الأزمات. فلماذا إذاً لا نتحصن كشيوعيين في حصننا المنيع وهو الماركسية ؟ ليس لدي أدنى شك في أن القيادة السوفياتية لم تتمتع بوعي ماركسي حصين بعد رحيل ستالين وهو ما سمح للبورجوازية الوضيعة السوفياتية أن تدهمها في حصنها المتداعي. الأحزاب الشيوعية العربية ظلت أحزاباً وطنية ولم تمارس الصراع الطبقي نهائياً فكانت أن ركنت الماركسية على الرف ولذلك ظلت كوادرها وحتى قياداتها ذات سويّة متدنية في الوعي الماركسي.
على الشيوعيين إزاء كل هذه الظروف السلبية أن يتمنّعوا داخل حصنهم المنيع وهو النظرية الماركسية ويقوموا بثورة ثقافية ستساعد في كل الأحوال على انتشال البشرية جمعاء من الهاوية التي لا قرار لها وتتهاوى فيها اليوم دون أن ننسى أن ذلك ما كان ليكون لولا قصور الوعي لدى القيادة السوفياتية بعد رحيل ستالين وهو ما يصعب تمييزه عن الخيانة.

الحصن الحصين الكفيل بحماية الشيوعيين من أي تراجع بل وربما يزيدهم حصانة على حصانة هو اتحاد عام للشيوعيين مسطح غير هرمي (هايراركي) يتساوى أعضاؤه في الحقوق والواجبات وغير سياسي حيث السياسة هي أدب الصراع الطبقي والشيوعيون فيما بعد انهيار العوالم الثلاث التي ورثتاها من الحرب العالمية الثانية لم يميزوا بعد عدوهم من صديقهم. مثل هذا الاتحاد العام للشيوعيين غير هرمي وغير سياسي حقيق بالنهوض بثورة ثقافية كبرى تجعل من الماركسية ثقافة عامة للمجتمع تؤهله لاقتناص أدنى فرصة للخروج من الأزمة الماثلة، عكس التأهيل الذي تتحدث عنه الأحزاب الشيوعية القائمة المتمثل بالديموقراطية والتعددية وتداول السلطة وهذا تأهيل سرابي وخادع لا يتماثل إلا مع البورجوازية الرأسمالية المكتملة النمو المفقودة في عالم اليوم وبالأخص في بلادنا.



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العمل غير المنتج (رد على الدكتور حسين علوان حسين)
- الإنتقال - السلمي - إلى الإشتراكية (2/2)
- الإنتقال - السلمي - إلى الإشتراكية 1/2
- تعليقاً على رأسمالية الصين
- الصين وروسيا لن يعودا إلى النظام الرأسمالي
- إلى السموأل راجي والمنظمات المنتدية في تونس
- الإشكال الرئيس في الماركسية (2/2)
- الإشكال الرئيس في الماركسية (1/2)
- كَذَبَ خروشتشوف (Khrushchev Lied)
- دولة دكتاتورية البروليتاريا هي أعظم دولة في تاريخ الإنسانية
- رسالة إلى الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الجديد في بريطانيا ا ...
- فائض القيمة الخاص بحسقيل قوجمان
- الرفيق حقي يرفض رفاقتي
- الأسلحة ليست من البضاعة
- تأكيداً لانهيار النظام الرأسمالي ...
- إنهيار النظام الرأسمالي حقيقة لا تحتمل الشك
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (9)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (8)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (7)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (6)


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الشيوعيون القدامى ودورهم