أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بيان الدفاع عن الماركسية - عشرات الآلاف من الشباب ينتفضون ضد دكتاتورية بن علي في تونس















المزيد.....

عشرات الآلاف من الشباب ينتفضون ضد دكتاتورية بن علي في تونس


بيان الدفاع عن الماركسية

الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عشرات الآلاف من الشباب ينتفضون ضد دكتاتورية بن علي في تونس
بقلم: جون دوفال


لقد أثارت" الدعوة الشخصية" التي وجهها دكتاتور تونس الرئيس بن علي، للسفاح الإسرائيلي أرييل شارون، لزيارة بلده خلال شهر نوفمبر المقبل، بمناسبة القمة العالمية لمجتمع الإعلام، حِمية الشباب التونسي.

ربما لم يتوقع الرئيس بن علي و هو يعلن دعوته على الملأ، يوم 25 فبراير الماضي، إطلاقا انه سوف يثير غضب الطلاب و تلاميذ المدارس في الوطن بأسره. إذ ربما كان يشعر بنفسه قويا بعد "الانتصار" الذي حققه في الانتخابات المزورة السنة الماضية، و الدعم التام الذي يجده لنظامه الدموي عند الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي – بدءا من فرنسا - .

إن تونس تعتبر البلد الأكثر استقرارا و هدوءا في شمال إفريقيا، طيلة السنوات العشر أو الخمس عشر الأخيرة، كما تعتبر الوجهة السياحية المثالية .

من الواضح أن هذه الدعوة الموجهة لارييل شارون إنما جاءت بتوجيه أمريكي، إذ ليس لتونس أي علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل. و يريد النظام التونسي طبعا أن يشكل جزءا من خطة السلام الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط الكبير. لذا فانه يحتاج إلى " تطبيع" علاقاته مع الصهاينة الإسرائيليين . في الواقع يعتبر بن علي مرشحا للعب دور أفضل حليف عربي لأمريكا. و مقابل الدور الذي يلعبه كدمية طَيّعة للأمريكان، يريد بن على الحصول على المزيد من الدعم لدكتاتوريته، و بعض المساعدات الاقتصادية لتمويل شرذمة المافيا المحيطة به.



التضامن مع الجماهير الفلسطينية و العراقية

إن القضية الفلسطينية قضية محورية في كل منطقة الشرق الأوسط، خاصة بالنسبة للشباب الذين يربطون بقوة مصيرهم بمصير الجماهير الفلسطينية. إنّ العديد من الشباب العربي يعلم انه ليس فقط الآلة الإسرائيلية هي وحدها المسؤولة عن قمع الفلسطينيين، بل إنّ كل الأنظمة العربية تساهم إلى هذا الحد أو ذاك في قمع الشباب الفلسطيني البطل.

سرعان ما وصل الغضب و مشاعر الإدانة خلال الأسبوع الماضي نقطة الغليان، في كل جامعات تونس. و قد اتضح اتساع موجة الاحتجاجات خلال نهاية الأسبوع. إذ تحدى عشرات الآلاف من طلاب الجامعات، و تلاميذ المدارس الثانوية القمع البوليسي الهمجي أثناء الإضرابات، و الاعتصامات و المظاهرات التي نظموها ضد تلك الدعوة المستفزة.

توقفت الدراسة في " المعهد العالي للعلوم الإنسانية و الاجتماعية ابن شرف"، و اعتقل خمسة طلبة، من بينهم امرأتان في مدينة صفاقس و عُذبوا. كما اقتحم البوليس مدرسة ثانوية في جبنيانة. و عرفت الجامعات مواجهات عنيفة بين البوليس و الطلبة. و تم إغلاق كلية العلوم ببنزرت و جامعة جندوبة و اعتُقِل عشرات الطلبة حُوكم العديد منهم.

يوم السبت 5 مارس أوقف البوليس مظاهرة سلمية قبل أن تتمكن من مغادرة الحرم الجامعي. وتم إيقاف بعض الأساتذة في أماكن أخرى، و اختُطِف ثلاثة من قادة ريد اطاك (RAID - ATTAC) لم يُسمع عنهم أي خبر لحد اللحظة. كما تعرض الأمين العام للحزب التقدمي الديمقراطي– حزب معارض معتدل- للضرب من طرف البوليس. و قد أعلن قائد هذا الحزب انه يجب على بن علي إلغاء تلك الدعوة الموجهة لشارون، و إلا فانه سيكون مجبرا على "السير فوق أجساد ميتة " خلال الزيارة.

كما اعتقل المناضل الحقوقي محمد عبو بعد نشره لمقال على صفحات الانترنيت يُشبّه فيه السجون التونسية بسجن أبو غريب ( حيث عذب سجناء عراقيون على أيدي حراس أمريكيين). و قد أعلن محامو تونس العاصمة خوضهم لإضراب يوم الأربعاء للاحتجاج على هذا الاعتقال التعسفي.

يوم الجمعة الماضي حاول الآلاف من رجال الشرطة وقف مظاهرة وسط المدينة، حيث و بمجرد ما اجتمع عدد من الطلاب عمل البوليس على دفعهم إلى طرق جانبية، حيث تعرضوا لضربٍ مُبرح. و تم اعتقال العشرات من الطلبة ليطلق سراح بعضهم فيما بعد. كما تعرضت مناضلة حقوقية أخرى ( راضية نصراوي) ، للضرب مما أدى إلى إصابتها بعدة كسور إضافة إلى جرح في عينها. و أصيبت إحدى بناتها بجروح في رأسها. إنّ أغلب الطلبة الذين تعرضوا للضرب أصيبوا بجروح في رؤوسهم و أطرافهم. و قد أجبر التلاميذ الذين أعتقلوا قبل إطلاق سراحهم على توقيع التزامات يعلنون فيها أنهم لن يشاركوا في أي مظاهرات مستقبلا . و للإشارة عرفت هذه المظاهرات، مشاركة مناضلين نقابيين ووجوه معارضة.

في محاولة منها للتعتيم على المظاهرات المعارضة عملت الحكومة على إغلاق العديد من مواقع الأخبار على شبكة الانترنت، الشيء الذي يعتبر مثيرا للضحك في بلد سوف يستضيف القمة العالمية لمجتمع الإعلام !

لكن و بالرغم من ذلك تواصلت طيلة الأسبوع الدعوات إلى تنسيق الجهود عبر كل الوطن، و استعمل لهذا الغرض عدد من مواقع الانترنت التي لم يتمكن النظام من مراقبتها.



شرارة غضب أعم

ليس من المصادفة أن يكون الشباب هم أول من ينتفض ضد النظام. إنّ دعوة شارون ليست سوى شرارة فجرت غضبا أسبابه أعمق، لكنه لم يجد لنفسه مرجعية طيلة السنوات الأخيرة. و قد أعطى غياب المرجعية هذا الانطباع بسلبية الشباب التونسي و تذمره. لكن هذا الوضع قد تغير الآن !. بالرغم من الوصف الذي يُعطى لتونس بكونه بلدا مستقرا و مزدهرا فإنّ وضعية الجماهير سيئة.

فالنمو الاقتصادي ( الذي سجل رقم 5 % كمتوسط خلال السنوات الثلاث الأخيرة و 4% خلال السنوات العشر الأخيرة) لم يمتص البطالة التي تعرف تزايدا مستمرا. إن أرقام النمو هذه تعتبر أفضل من المعدلات المسجلة في بلدان الجوار، لكنها غير كافية للرفع من مستوى عيش الجماهير، و خاصة الشباب.

تقدر الإحصائيات الرسمية معدل البطالة في %15 إلى 16% من الساكنة النشيطة، لكن ما يسمى " بالساكنة النشيطة " لا تشكل سوى 48 % من السكان، أما الآخرون فليسوا محسوبين ضمن القادرين على العمل ! ويعتبر الشباب- و خاصة الشباب المتعلم- الشريحة الأكثر استهدافا بالبطالة. إذ 68% من العاطلين هم أقل من 30 سنة. ثلثاهم خريجو التعليم العالي. إذن كلما كنت أصغر سنا و أكثر تعليما، كلما ضغفت إمكانيات حصولك على عمل، يا له من إهدار للطاقات ! و يا له من تناقض- تناقض يشترك فيه الشباب التونسي مع الطلبة المغاربة!- و سوف يلتحق مئات الآلاف من الطلبة بلائحة العاطلين خلال السنتين المقبلتين. و إلى هذا الظلم الجلي يجب أن نضيف أن عدة مئات من آلاف عمال النسيج، سوف يفقدون مناصبهم قبل حلول سنة 2008، نتيجة لإقامة منطقة التجارة الحرة في المنطقة.

تقول الإحصائيات الرسمية أن 4 % فقط من التونسيين يعيشون الفقر. و هذه كذبة أخرى. ففي المدن يعيش 15% من السكان بأقل من دولارين أمريكيين في اليوم. أما على المستوى الوطني فان واحدا من كل أربعة تونسيين يعيش الفقر. و قد تراجعت الأجور خلال العشرين سنة الماضية، إذ أن الحد الأدنى للأجور الآن هو أقل بحوالي 15% مما كان عليه سنة 1984! .



يجب على الطلبة و العمال إسقاط دكتاتورية بن علي !

إذا أضفنا إلى كل هذا القمع الهمجي المسلط على الجماهير، نعرف لماذا ينتفض الشباب التونسي ضد دكتاتورية بن علي. إنّ ما حدث ليس سوى المعركة الأولى، ليست سوى مناورة حربية، لكن المهم هو أن الحرب قد بدأت، لا شك في ذلك. و سوف نرى في الأيام القليلة المقبلة كيف ستتطور الأوضاع، فالنظام و لحدود اللحظة لم يعطي أية إشارة لاحتمال إلغاء الدعوة، لهذا يتوجب على الطلبة أن يواصلوا و أن ينظموا نظالاتهم على المستوى الوطني، ينبغي الدعوة إلى يوم وطني للنضال، و يتوجب تشكيل لجان نضال تضم كل من الطلبة و العمال، بهدف النضال ضد النظام. .يجب على هذا النضال أن لا يقتصر على الطلبة وحدهم، بل أن يتوجه نحو العمال في المصانع و الإدارات، و نحو الفلاحين في البوادي، يجب على الطلبة الأبطال أن يوجهوا نظالاتهم ليس فقط ضد إجراء واحد من إجراءات النظام– دعوة شارون لزيارة تونس- بل ضد النظام بأسره. أن الأحزاب المعارضة المعتدلة ( التي هي في الواقع أحزاب مرخص لها من طرف هذا النظام، رغم ما تبديه من معارضة شكلية) تبذل قصارى جهدها من أجل حصر الحركة في حدود معارضة دعوة شارون. و هي بعملها هذا تريد حماية النظام. أما الحقيقة فهي أن دعوة شارون ليست سوى تمظهر لطبيعة النظام الديكتاتوري كنظام موالي للإمبريالية. إذ أن كل السياسة الاقتصادية المبنية على التقليص في الأجور و البطالة و القمع الهمجي لحرية التعبير والتنظيم مرتبطة جميعها بطبيعة النظام كنظام رأسمالي تبَعي. و هذا هو ما يجعل من الضرورة رفع باقي المطالب الأخرى الاجتماعية و الاقتصادية من طرف المُحتجين .

إن أفضل ما يمكن للشباب التونسي أن يقدموه لمساعدة إخواننا و أخواتنا في المناطق المحتلة في فلسطين و العراق، هو إسقاط نظام بن علي الدكتاتوري في تونس. و للقيام بهذا يحتاج الشباب و العمال التونسيون إلى شيء أكبر من البطولة و العزيمة، إنهم يحتاجون إلى حزب ثوري جماهيري لمساعدتهم. إن حزبا كهذا ليس موجودا بعد، لكن من الممكن تشكيله من بين أفضل الشباب و العمال المحتجين اليوم في شوارع تونس .

- التضامن مع الشباب التونسي البطل ضد قمع البوليس الهمجي.

- الحرية للمعتقلين، و إسقاط جميع المتابعات ضدهم.

- إنزال العقاب بالمسؤولين عن التعذيب و ضباط البوليس المسؤولين عن القمع.

- الحرية المطلقة و الكاملة للمعتقلين السياسيين.

- كل الحقوق الديمقراطية للشباب و العمال و الفلاحين التونسيين. من أجل الحق في التعبير الحر و الحق في الاجتماع و الإضراب و التظاهر.

- التضامن مع نضال الجماهير الفلسطينية و العراقية ضد الاحتلال الامبريالي.

- فلتشكل لجان ديمقراطية للمعارك في الجامعات و المدارس و الأحياء و المعامل، و الاحياء السكنية و القرى، لتوحيد و تنسيق النضالات ضد دكتاتورية بن علي.

- يجب على الحركة الحالية رفع مطالب العمال و الفلاحين و المضطهدين: الشغل للجميع ،لا لضرب مناصب الشغل، التعويض عن البطالة، الرفع من الأجور ﺑ 100 % بما يتماشى مع الارتفاع الذي تعرفه كلفة المعيشة، أسبوع عمل أقصر دون المساس بالأجور، النقل المجاني، التعليم المجاني،...الخ.

- فلتسقط ديكتاتورية المافيا الرأسمالية لبن علي!

- نعم لحكومة عمال و فلاحين حازمة في القضاء على الرأسمالية و بناء إقتصاد اشتراكي.

- نعم لجمهورية تونسية اشتراكية، جزء من فدرالية اشتراكية للشرق الأوسط.

7 مارس 2005

العنوان الأصلي: Tens of thousands of youth rise against the Ben Ali dictatorship in Tunisia

المصدر :
www.marxy.com



#بيان_الدفاع_عن_الماركسية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الانتفاضات و الخيانات : موجز لتاريخ اليسار العراقي
- برنامج الخداع البصري لأطاك*-ضريبة توبان- و الحمائية
- الحرب الأهلية تتصاعد في النيبال
- نضال الصحراويين , التاريخ والافاق


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بيان الدفاع عن الماركسية - عشرات الآلاف من الشباب ينتفضون ضد دكتاتورية بن علي في تونس