أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - -أسود الشام- في -دوحة العرب-















المزيد.....

-أسود الشام- في -دوحة العرب-


بلول عماد

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أربعة أعوام، تحديداً في 2009، عُقدت القمة العربية في الدوحة، وعند بداية أعمالها سلّم بشار الأسد رئاستها وفق البرتوكول المتبع لأمير قطر، بعد كلمة ألقاها متصدراً مقعد الجمهورية العربية السورية بالعلم المعهود والثوابت المعتادة، تحدث وقتها بما يقترب من نصف كلمته عن أسباب الخلافات العربية- العربية وضرورة تجاوزها من كل بلد مبيناً أنها خلاف في وجهات النظر بينما المصلحة واحدة، لم ينسَ وقتها الصراع مع إسرائيل ومشكلة السودان وتقسيمه، كان يبدو كما في كل ظهور مباشر أو غير مباشر كمدرس جامعي أو بروفيسوراً في الفلسفة يلقي على جمهور الحضور والمتابعين درساً في العروبة والإخلاص لقضاياها، ومما قاله الأسد وقتها "إن عملية التغيير الشاملة التي تحصل الآن تشبه إلى حد كبير عملية إعادة صياغة العالم منتصف القرن الماضي عندما توسلنا الآخرين حقوقاً كانت بأيدينا سلمناهم إياها ليعيدوها لنا فتجاهلوها ولا يزالون، وبما أننا لا نسعى لتكرار الأخطاء فعلينا أن ندرك أن العالم لا يحترم إلا من يحترم نفسه، ولا يعطي موقعاً إلا لمن يأخذه بيده، ولا يعيد حقاً إلا لمن يعمل على إعادة حقوقه ويتمسك بها ويدافع عنها ويقاتل من أجلها"، طبعاً وقت ألقيت هذه العبارات من خطابه لم يكن هناك "مؤامرة كونية"، لكنها -وفق قناعة النظام- قابلة للحدوث في أية لحظة وهي وفق روايته حدثت، السؤال الآن: ما الذي فعله الأسد ونظامه ليكون محترماً، له موقع قوي، مسترجعاً لحقوق، محصناً نفسه في وجه إعادة الصياغة تلك، الجواب بعد أربعة أعوام من النبوءة وعامين من "المؤامرة الكونية": لا احترام، لا موقع، لا حقوق عادت، التقسيم يدق أبواب البلد، وهنا نسأل النظام وإعلامه: ما دام يدرك كل هذا فلماذا وصلنا إلى هنا، وعلى اعتبار حدث ما حدث وصار مفروضاً بقوة الأمر الواقع، فلماذا يتعاملون مع المستجدات بذهنية المراهقين، تصوروا حدثاً عربياً يجري فيه أمام العالم تغيير العلم الرسمي للبلاد المعترف به دولياً للآن، مع منح مقعد الدولة لائتلاف معارض بشكل يخالف مواثيق الجامعة نفسها، وبينما انشغلت آلاف وسائل الإعلام في الحديث عن هذا الأمر، كان إعلام النظام بخاصه وعامه خارج التغطية، متابعاً بدورة برامجية تثبت أنه وموظفي إعلامه لا يمتلكون حداً أدنى من المسؤولية الوطنية، وكأن بهم يقدمون دليلاً جديداً على رغبتهم بتدمير البلاد والعباد أكثر فأكثر، مختصر القول من يوجه إعلامه للعمل بهذه الطريقة أقل ما يوصف به "مجرم مع سبق الإصرار والترصد"، وبما أن كل مقدمة صحيحة تنتهي بخلاصات صحيحة، فهذا يعني أن هذا النظام ساقط أخلاقياً ووطنياً قبل "المؤامرة"، وبالتالي لن يكون خلال وبعد "المؤامرة" إلا كسابق عهده ساقط أخلاقياً ووطنياً.
بعد أربعة أعوام -2013- وفي قمة عربية جديدة في الدوحة نفسها، احتل مكان الأسد أسد جديد، يشترك معه بخصلة البلاغة مع اختلاف الجذر من سوري قومي لسوري إسلامي، جلس مكانه لكن بعلم جديد وخطاب مختلف كلياً، هي حرب تشن على الشعب السوري من قبل نظامه وهناك مجازر وتهجير ودمار، استحضر الغرب والأمريكان مشيداً طالباً المساعدة و"الباتريوت" لينقذه، اختلف عن الأسد بما سبق لكنه اتفق معه في الغيرة على العروبة والعرب، وقت اعتذر من الحضور لخروجه عن العرف الديبلوماسي مطالباً إياهم بإطلاق سراح المعتلقين وليكن يوم انتصار "الثورة" السورية يوم مجد عربي، هو أراد من حيث يدري أو لا يدري الحديث باسم التاريخ قائلاً: قدر سورية أن تكون قلب العروبة النابض، لم يقل لنا الشيخ معاذ ما الفتوى السياسية التي تنهي لنا مشكلتنا مع علم بلادنا الجديد، العلم ذو النجوم الثلاث، كيف سنتعامل معه وله في ذاكرتنا ندبة لا تمحى إلا بالموت، أليس هذا علم الانتداب الفرنسي أم أنه علم الاستقلال كما يتبنى قسم من الشعب هذه الرواية ويدافع عنها، بينما لم تزل مع العلم موضع خلاف وجدل، وما دامت هيئة الائتلاف ستجتمع لتقدم برنامج عمل الحكومة المؤقتة، فلتفتِ لنا بموقفها من العلم مع إحالات تاريخية موثقة ومثبتة، مع بيان موقفها من باقي قوى المعارضة، ما يجمعهم وما يفرقهم، وعلى أي كتف يضع الشعب السوري رأسه في هذه المأساة، علماً أن الشعب هذا بطبيعته لا يقتنع بكليشة الممثل الوحيد، وباعتراف الخطيب لم تستطع حرب النظام الشعواء أن تثنيه عن خياره وقراره على مدى عامين، فكيف ستثنيه الوصفة الإعلامية والسياسية والديبلوماسية مقنعة إياها بفكرة الممثل الوحيد بعدما غدت خلافات قوى الائتلاف نفسها تطفو على السطح لدرجة وصلت لاستقالة الخطيب نفسه ثم العودة المشروطة، إضافة لانسحاب شخصيات أخرى تقول علناً بضرورة إعادة النظر في صيغة هذا الجسد السياسي.
الخطيب طرح كما في كل مرة مسألة الأقليات، مبيناً أنها جزء رئيس من هذا الشعب، والنظام ظلمها ويظلمها، لكن الخطيب لم يكن مقنعاً كثيراً في هذه الجزئية، فهو من جهة يشيد بهم، ومن جهة أخرى يشرعن الجهاد من خارج الحدود ويبرره، هل الخطيب لا يعلم أن أغلب الجهاديين القادمين -بشهادتهم وتوثيق أحاديثهم بالصوت والصورة- لا ينظرون إلى هذه الأقليات بعين إسلامية، وهم هدف مشروع لهم طالما يسعون لبناء دولة الخلافة وليس مساعدة الشعب أو إنقاذه من مجازر النظام، لم يقل لنا الخطيب ما دخل مصانع حلب ومعاملها وبنى سورية التحتية والنفط والآثار وقبور الأضرحة الصوفيين ورأس المعري المحنط وكل أثر لعالم في حرب إسقاط النظام، يريد أن يخرج الخبراء الروس والإيرانيين من بلادنا وفي الوقت نفسه يطلب مساعدة الأمريكيين والباتريوت، ألا يعلم أن القضية تجاوزت النظام وبقائه أو رحيله وصارت حرباً عظمى يدفع ثمنها الشعب، هل مقابل إخراج إيران وروسيا نأتي بأمريكا والأطلسي، هل الخطيب لا يدري أن نصف المشكلة المعقدة حالياً هي في هذه الجماعات التي لا يمكن حصرها بهذا الاسم أو ذاك، والتي تنشر رعبها وتهديدها وموتها ضد جميع الطوائف السورية، وما دام يعزو انتشار الفكر المتطرف لفساد وظلم مزمن -وفي هذا جهة نظر منطقية- فكيف يكون التعامل مع هذه المشكلة، هل بتبريرها رغبة في التخلص من النظام أم بإدانتها ومحاولة علاجها في طريق تقديم بديل أفضل يتناسب وواقع البلاد، هل الخطيب ومن خلفه "الائتلاف" لا يدركون أن منهجية تعاملهم مع الأزمة تقود البلاد إلى هاوية أعمق، وتقسيم قاب قوسين أو أدنى؟
نختم مع النظام متسائلين: أين هم حلفاؤه وأصدقاء ممانعته عن الإهانات المتتالية التي تتلقاها الدولة في ثوابتها وبنيتها العميقة، الدولة التي نخر "السوس" في جذورها وبدأت تتهاوى منذ عامين بعد أن تكفلت عقليته بجعل الناس تخلق شيطانها من ذاتها رغبة في الانتقام منه دون أن يدروا أنهم بشكل أو بآخر ينتقمون من أنفسهم ومن إخوانهم وصولاً إلى ما نحن عليه اليوم، صار واجباً على شرفاء سورية إعلان الحداد رسمياً على رجالاتها الوطنيين الذين قاتلوا بأظافرهم ضد تقسيم البلاد ومن أجل أن تبقى حرة مستقلة، اليوم مات أؤلئك الأبطال، نعم ماتوا.



#بلول_عماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن سورية الثانية وتاريخها المخجل
- هكذا دمر-إعلامهم الوطني- سورية.. ولايزال!
- -بلاد الثورات الأربع- سورية.. لماذا نجحت -المؤامرة-؟
- سورية.. أمهات في جحيم السياسة
- أرادوه زمناً إسرائيلياً.. فكان


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - -أسود الشام- في -دوحة العرب-