أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل البدوي - أين ساعات البصرة ؟














المزيد.....

أين ساعات البصرة ؟


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 09:47
المحور: المجتمع المدني
    



كان الإنسان البدائي يعتمد على الشمس في شروقها وغروبها ووقت جوعه لحساب الزمن لأن حياته كانت بسيطة ومقاييسه بسيطة خالية من التعقيدات والقيود فكان ينام عند غروب الشمس ويصحو عند شروقها ويأكل عندما يجوع فمسألة تحديد الزمن لم تكن تعنيه كثيراً.
ولكن نتيجة للتطور في الحياة وعيشه ضمن قبائل أصبح ينتبه إلى الزمن وتحديده. فكانت الأشجار والظلال والقمر والنجوم هي ساعاته الطبيعية، وقد استعمل الإنسان «المزولة» الساعة الشمسية منذ 3500 ق.م وهي عبارة عن عصا مغروسة في الأرض فيتحدد الزمن بها بتحديد ظل العصا تبعاً لحركة الشمس وقد وجدت عند الصينيين وقدماء المصريين مع وجود المسلات الفرعونية فكانت تقسم النهار إلى أربعة أقسام، ثم تطورت إلى اثني عشر قسما تتحدد بين شروق الشمس وغروبها أي اثنتي عشرة ساعة ونظراً لبعض عيوبها ولاسيما أنها لا تستطيع التحديد ليلاً فقد استعمل الإنسان الساعة المائية وكانت تستخدم في مصر القديمة ويعود تاريخها إلى 1400ق.م، وهي عبارة عن إناء يملأ بالماء ثم يتسرب منه الماء عن طريق ثقب صغير في قاعدته وهي تختلف باختلاف فصول السنة حتى أصبحت ساعة الصيف أطول من ساعة الشتاء وكانت فيه تدريجات تشير إلى الزمن.
وقد استخدمها الإغريق في خطاباتهم فعندما كان الماء ينقضي يُنهي الخطيب خطبته، فقد وجدت الساعة الرملية حيث كان انقضاء الرمل من الزجاجة يستغرق ساعة كاملة، حتى طورها العرب، وصنعوا الساعات من نحاس وعلى مبدأ علم المثلثات فكانوا يحددون وقت صلاتهم بها ونتيجة إبداعهم في صناعة الساعات فقد نقلته أوروبا عنهم ثم طورت هذه الصناعة.
إن مشكلة قياس الزمن كانت الشغل الشاغل لحياة الناس وكان الإنسان قديماً يقوم بمراقبة الليل والنهار والكواكب وسير الأنهار حتى أصبحت جوهرية في حياته.
وقد كانت الساعات قديماً توضع في أماكن عالية وفي الساحات العامة، وكانت ثقيلة الحجم حتى اكتشف «غاليلو» أن جميع الأثقال المتأرجحة إذا كانت أطوالها متساوية وأوزانها متساوية فإنها تؤدي ذبذبات متساوية الزمن.
من هذه المقدمة ندخل لتاريخ البصرة لنتحدث عن الساعات التي كانت تنتصب فيها، لنمر بديوان السيد عبد الله الموسوي وساعته الجميلة وهي إحدى الساعات في البصرة بعد ساعة سورين، التي هدمت دون سبب مسوغ، وساعة شركة الموانئ العراقية(ساعة المعقل)، وساعة لم تبق منها شيئاً في شارع مالك بن دينار.

فعند مدخل جسر سوق الصيادلة (سوق المغايز) من الطرف الشمالي للجسر القديم المبني من الخشب الذي أزيل هو الآخر ولم يبق منه شيئاً وعلى برج عال مبني من الطابوق يرتفع إلى السماء كان في نهايته ساعة مستديرة الشكل سوداء اللون، هي ساعة سورين (بيغ بن البصرة)، الشامخة التي كانت شهرتها كشهرة ساعة ”بيغ بن“ في لندن، وكانت قد نصبت في هذا المكان عام 1906.

وكانت هذه الساعة أعجوبة إذ لم ير البصريون ساعة توضع فوق منارة بهذا الارتفاع وبأربعة أوجه وفي قمتها مؤشر حديدي يوضح اتجاه الريح، وأربعة أسهم مكتوب على أطرافها الحرف الأول للاتجاهات وباللغة الانكليزية.
تعمل ساعة سورين بنظام يختلف عن نظام الساعات القديمة، إذ تحتوي ماكينتها على 6 مسننات، أما الساعات الأخرى فتحتوي على 30 ـ 35 مسنناً، وقد كان أهل البصرة يستطيعون مشاهدتها وهي تنتصب كدالة حضارية.
أما الساعات الأخرى فلم يبق لها أثر.. بأمر من القائمين المتعاقبين على البصرة حينذاك والذي يظهر أن لهم عداء مع المقولة(الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك!)، فقطعوها من أصلها.
كان وقع إزالة ساعة سورين أشد قسوة على البصريين، إذ امتدت نحوها أياد لا تقدر قيمتها لتجعلها في خبر كان، فهدمها محمد الحياني محافظ البصرة، في العام1965 قبل أيام من سقوطه مع رئيس الجمهورية عبد السلام عارف من طائرة في منطقة النشوة، فقضى على تلك التحفة القيمة التي تعد أفضل جهاز لقياس الزمن في التاريخ وأيقونة الوقت في العالم ورمزاً صريحاً للتوقيت في هذا الزمان، وأهم معلم تاريخي لم يتم الحفاظ عليه للأسف الشديد ولم تقدر قيمته ألأثرية.
أن كثير من الدول والشعوب تحافظ على تراثها ومعالمها الحضارية وتصونه من كل عبث، وتوفر له الإمكانات المادية والبشرية لصيانته والاعتناء به وإبرازه بشكل يليق بمكانة صانعيه وجهودهم لذا بقيت تلك المعالم خالدة أم تندثر على مر الزمان ..!!
فأين نحن منهم يا ترى؟
وأود الإشارة وأنا من المتابعين بأن هناك كوادر عراقية تستطيع تصميم جميع أنواع مكائن الساعات العملاقة البرجية منها والزهرية وتصنيع جميع أجزاء الساعات محلياُ بتقنية عالية ودقة كبيرة خلافاً لجميع أنواع الساعات المستوردة التي لم تستطع مقاومة ظروف العراق الجوية عامة والبصرة خاصة.
ففي عام 1998 قامت هذه الكوادر العراقية بتصنيع ساعة هيت في الأنبار وبعدها بسنوات أنجزت ساعة الجامعة التكنولوجية ومن ثم عملت ساعة الزوراء الزهرية، وقد أثبتت تلك الساعات جدارتها بالتصميم والدقة العالية والتحمّلية لمختلف الظروف الجوية.
فيا حبذا ويا ريت ويا ليت لو تم الاستفادة من تلك الكوادر لنصب ساعة واحدة على الأقل في البصرة.. وليس هذا بكثير على السيد المحافظ الكريم الأستاذ الدكتور خلف عبد الصمد خلف الذي يقود حملة عمرانية شاملة في مدينتنا الرائعة.



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو صابر وغسان كنفاني والضحك على الذقون
- المعري بين رسالة الغفران ودعايات انتخابات مجالس المحافظات
- أبو صابر بين الماغوط و أرسطوفانيس ونائبات البرلمان
- أبو صابر والبرلماني فيكتور هيجو
- عندما يذهب جلد الشاعر ابن الرومي للدباغ
- أبو صابر وربابة بشار بن برد
- حوار مع ابو صابر حول الأدب الساخر
- الحمار حمار حتى ولو نهق طول النهار
- إعادة التدوير/ التقاء البيئة مع الاقتصاد
- التدوير الوظيفي
- التعذيب وأدواته في العصور الوسطى
- حمار عراقي يحصل على الجنسية الامريكية
- مراسم زواج حمار وحمارة
- مؤتمر دولي للحمير في القاهرة


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل البدوي - أين ساعات البصرة ؟