أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عثمان أيت مهدي - ماذا يريد العرب.. وبماذا يحلمون؟














المزيد.....

ماذا يريد العرب.. وبماذا يحلمون؟


عثمان أيت مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 01:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ما كنت أتصور يوما أنّ موضوع الأمازيغ يثير من الحساسية والعصبية ما يشدّ كاتبا مصريا مثل: حسن توفيق الذي كتب بموقع "ديوان العرب" موضوعا حول الأمازيغ بعنوان: " ماذا يريد الأمازيغ... وبماذا يحلمون؟ والذي يدّعي الموضوعية ويستعين بكتب التاريخ. يقوم بزيارة إلى واحة "سيوة" الجميلة على حدّ تعبيره، ثمّ يتخذها منطلقا لإصدار أحكام تعودنا سماعها في الجزائر، حتى أصبحت مضرب الأمثال لكل من تخونه الحجة وتنقصه الحكمة، على نحو: الأيدي الأجنبية ـــ عميل للصهيونية ـــ عميل لفرنسا.. لو كنت جزائريا لتفهمت الأمر، أمّا أن تكون مصريا، فهذا يعني أنّ للأمازيغية شأنا عظيما.
كان هذا الموضوع وما يزال رائجا بقوة في الصحف التي تصنع الرأي العام والمحسوبة على النظام وعند العوام والمثقفين في الجزائر إلى يومنا هذا ـــ ولا أتكلم عن المغرب وتونس وليبيا ودول الجوار الأخرى، لأنّني لا أتحكم في المعطيات ولا الأحداث ولا الإحصائيات في هذه الدول ـــ بل أكتفي بالتركيز على الجزائر، بلدي الذي ولدت فيه ومازلت أعيش بمرارة هذه الظاهرة بمسميات مختلفة: القبائلي، تارة، الأمازيغي أو البربري، تارة أخرى، الانفصاليون، عملاء فرنسا، أعداء العروبة...
لقد قيل عنّا أننا أحرقنا العلم الجزائري. المنطقة التي كانت قلعة الثوار ورمز الجهاد. ولا أعتقد أنّ منطقة بأرض الجزائر الطيبة قد قدمت قرابين من الشهداء أكثر من هذه المنطقة قبل وأثناء الثورة، ولا أبالغ ولا أفاخر، بل هي الحقيقة التاريخية. قبل الثورة كانت هناك ثورات متتالية، من ثورة المقراني ولالة فاطمة نسومر والشيخ بوبغلة، إلى اندلاع الثورة التحريرية التي كان ضمن الزعماء الستة الذين فجروا الثورة اثنان منهم من منطقة القبائل، ديدوش مراد وكريم بلقاسم.
لقد قيل عنّا أننا أذناب فرنسا، وتُحرّكنا الأيدي الأجنبية، والكلّ يعلم ما لأنظمتنا من علاقات تحت الطاولة أو فوقها مع هذه الدول، ورئيسنا لا تترجم كلماته إلى العربية حينما يتحدث باللغة الفرنسية في التلفزيون، ولا يتقن أحد من مسئولينا اللغة العربية كإتقانه للغة الفرنسية. وكثيرا ما تفضحهم المجلات والجرائد الفرنسية عن سلوك أبنائهم وزوجاتهم المشينة للعروبة والإسلام، وعن العقارات التي يمتلكونها في عاصمة الجن والملائكة. ونفس الملاحظة أسقطها على كثير من رؤساء العرب وملوكهم، حتى أخالهم تارة أنهم من جلدة أخرى غير العربية.
لقد قيل عنّا أنّنا نكره اللغة العربية، ونكنّ لها عداء مبيّتا، وكأن اللغة العربية مسئولة عن ما يفعله العرب، ولا أقول كلّ العرب حتى لا أظلم أعزّ أصدقائي وأحبائي ومن أعرفهم ولا أعرفهم. أذكّرك ببعض الأسماء اللامعة في سماء الجزائر والعالم العربي، لعلها تزيل عنك هذه الغشاوة التي أعمتك عن رؤية الحقيقة في مجتمع، قلت أنه لا يتجاوز خمسا وعشرين ألف نسمة في سيوة، ويتجاوز عدد الأمازيغ بالجزائر عن ثلث إجمالي سكان الجزائر، وهؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: محمد البشير الإبراهيمي، الفضيل الورتلاني، مولود قاسم نايت بلقاسم، محمد الطاهر أيت علجت، محمد الشريف قاهر، والقائمة طويلة.. كلهم خدموا اللغة العربية بإخلاص وتفان وحب صادق.
لقد قيل عنّا الكثير، لا لشيء سوى أنّ هذه المنطقة معارضة للنظام المستبد، فراحت مخابره تنتج وتروّج عن طريق الطابور الخامس كلّ ما يشين ويشوه هذه المنطقة المكافحة المجاهدة المحبة للغة العربية المعتنقة للإسلام جسدا وروحا.
والآن، إذا قلت لك: ماذا يريد العرب.. وبماذا يحلمون؟ سأكون مخطأ مثلك، سأظلم العرب الذين أقاسمهم الدين واللغة والتاريخ والوطن والجوار والمساهرة... بالرغم من العنوان الذي وضعته ردّا على مقالك: ماذا يريد الأمازيغ.. وبماذا يحلمون؟ ولكن أقول: ماذا يريد النظام.. وبماذا يحلم؟ فالنظام لا يؤمن لا بالأمازيغية ولا بالعروبة ولا حتى بالفرنسية، بل يؤمن بمصالحه وكيفية تحريك خيوط النعرات لضرب العربية تارة والأمازيغية تارة أخرى، وتغليب أحدهم، بإضافة اللغة الفرنسية، على الآخر كلما اقتضت الضرورة لذلك.
نعود الآن إلى المسألة الأمازيغية، ألا يحقّ لهؤلاء أن يتمسكوا بلغتهم ويحافظوا على تراثهم الذي يمتد إلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام، ألا يحقّ لهذه الشعوب التي عانت من ظلم النظام إلى درجة تحريم الكلام بالقبائلية أو كتابتها في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي؟ بأيّ حق يقتل مطرب كمعطوب الوناس الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بأغانيه التي تشبه الرصاصات في جسد النظام الفاسد آنذاك؟ بأيّ حق يحرم مولود معمري من إلقاء محاضرة بمدينة تيزي وزو، في عقر داره وفناء بيته؟ بأيّ حق تحرم منطقة بأكملها من إنشاء قنوات تلفزيونية أو محطات إذاعية أو جرائد أو تأليف كتب باللغة الأمازيغية؟ أليس هذا ظلم ذوي القربى؟
المسألة ليست بين اللغة العربية واللغة الأمازيغية، لا صراع بينهما، ولا عداوة، إنّهما آيتان من آيات الله، ولا يمكن لأحد أن يمحو آية من آياته. وليست المسألة عمالة للأجنبي، لأن ما نسمعه ونقرأه ونشاهده أعظم بكثير مما تصنعه مخابر النظام، وتروج له أصحاب النفوس الضعيفة. لكن المسألة، كيف نوحد الصفوف لمحاربة التخلف الذي استشرى في جسد الأمازيغي والعربي والكردي والقبطي والسني والشيعي.. تلك هي المسألة. أن نكون أو لا نكون تلكم هي المشكلة.

عثمان أيت مهدي
23/03/2013



#عثمان_أيت_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعات المتأسلمة هي وليدة السياسة وعلماء البلاط
- هل يسمح للأستاذ حمل العصا داخل القسم؟
- أنا معجب بهذه المنطقة حتى النخاع
- عن المرأة في ظل الدولة المستبدة والإسلام السياسي..
- ما أسعدك يابنيّ لأنك ولدت في بلاد الصقيع!
- أتغيير للبدلة أم تغيير للإنسان؟
- عن التشاؤم والعبثية من جديد


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عثمان أيت مهدي - ماذا يريد العرب.. وبماذا يحلمون؟