أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نزار فاضل عثمان - نظرة تركيا الاستراتيجية ودول الربيع العربي















المزيد.....

نظرة تركيا الاستراتيجية ودول الربيع العربي


نزار فاضل عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 19:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مر القرن العشرون بمعظمه دون تدخلات تركية واضحة ومباشرة في الشؤون الشرق اوسطية، لكن خلال العقد الماضي اصبحت أنقرة لاعبا نشيطا ومهما في المنطقة مغادرة تقليدها الكمالي –نسبة الى مصطفى كمال أتاتورك-، وذلك تحت قيادة حزب العدالة والتنمية. فمنذ عام 2002، وهي سنة تولي هذا الحزب للحكم في تركيا، أسست أنقرة روابط قوية مع سورية وايران والعراق وليبيا، وتولت قيادة المؤتمر الاسلامي، وحضرت مؤتمرات الجامعة العربية، وساهمت في قوات الامم المتحدة في لبنان، وتوسطت في النزاع السوري الاسرائيلي كما في الملف النووي الايراني. والواقع ان ارتباطات أنقرة الديبلوماسية مع ايران وحماس قادت الى خلافات مع الولايات المتحدة واسرائيل، ما ترك العديد من التساؤلات حول ما اذا غادرت تركيا توجهها الغربي، من هنا يأتي السؤال: هل غضت أنقرة الطرف عن الانضمام الى الاتحاد الاوروبي؟ وما هي الاستراتيجية التي تتبعها تركيا اليوم بإزاء الانفتاح على قضايا الشرق الاوسط؟ واخيرا ما هو الدور الذي لعبته تركيا عموما مع بلدان الربيع العربي؟ وما هي طبيعة العلاقة القائمة مع سورية في ظل الازمة الراهنة؟ وهل افادت هذه السياسة المتبعة أنقرة أم لا؟

منذ وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم، كانت سياسته الخارجية تعتمد على ما دعاه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ومن بعده وزير الخارجية احمد داود اوغلو بسياسة "صفر مشاكل مع الجيران"، والحجة في ذلك ان تركيا قد أهملت بسبب هوسها بالغرب الاهتمام بروابطها التاريخية والثقافية والديبلوماسية والاقتصادية والسياسية في الشرق الاوسط، وهذه السياسة الاستراتيجية التي اصطلح على تسميتها بـ"العثمانية الجديدة" ارتكزت بداية على الرغبة بالقبول بتراث تركيا العثماني الاسلامي، وهي اذ لا تدعو الى امبريالية تركية في الشرق الاوسط، كما لا تسعى لفرض قانون اسلامي في تركيا، فهي تفضل نسخة ملطفة عن العلمانية الكمالية، وسياسة خارجية أكثر نشاطا. وقد ترجم هذا بممارسة أنقرة تأثير ناعم ثقافي وديبلوماسي واقتصدي وسياسي في الاراضي العثمانية السابقة في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا.

العثمانية الجديدة تنظر الى تركيا باعتبارها قوة اقليمية عظمى، وبالتالي يتوجب عليها ان تلعب دورا سياسيا واقتصاديا نشطا تكون فيه هي المركز، وقد ترجم هذا اقتصاديا بتضاعف صادراتها الى الشرق الاوسط وشمال افريقيا من 9,6 بالمئة عام 2002 الى 20,3 بالمئة عام 2011.

وتهدف العثمانية الجديدة الى اعتناق الشرق وقبوله بمقدار قبولها للغرب، ومن المهم الملاحظة ان رؤية حزب العدالة والتنمية مختلفة عن السياسات التي اتبعها نجم الدين اربكان قائد الحركة التركية الاسلامية، الذي سعى لخلق تحالف اسلامي مع ليبيا وايران وماليزيا واندونيسيا كبديل واضح عن التحالف مع الغرب، قيادة حزب العدالة والتنمية يريدون مد اليد للمناطق المشرقية لتتميم روابطهم بالغرب، لا ان تحل دول المشرق بديلا عن الغرب. وعلى خلاف مع الكماليين لا ينظر العثمانيون الجدد الى الاكراد باعتبارهم تهديد رئيسي بل كمواطنين يجمعهم مع الاتراك الاحساس بالمواطنية، والقبول بهم في اطار تعددية الثقافات تحت إطار الهوية الاسلامية.

وعلى الرغم من كون حزب العدالة والتنمية الاسلامي هو الاكثر ولاء للغرب وأوروبا، ومناصر للديمقراطية، وله فرص أصلب من الحكومات التركية السابقة لتحسين فرص عضوية أنقرة في الاتحاد الاوروبي، الا ان غالبية الاترك وبحسب نتائج صندوق مارشال الالماني عام 2010، أظهرت ان نسبة الاتراك الذين ما زالوا متحمسين لعضوية بلادهم في الاتحاد الاوروبي قد انخفضت الى 38 بالمئة بعد ان كانت 73 بالمئة عام 2004، لاحساسهم بالاجحاف الغربي اتجاه بلادهم. أتراك أقل كانوا مهتمين بالشراكة مع الولايات المتحدة: 6 بالمئة فقط، وذلك لادراكهم ان الولايات المتحدة تدعم الانفصال الكردي، بالاضافة الى نماء الاعتراف الغربي بالمذبحة الارمنية، التي يرفض الاتراك اعتبارها "مذبحة" على أساس ان ما حدث خلال الحرب العالمية الاولى كان حربا أهلية بين الاتراك والارمن.

أظهر الربيع العربي تحديات وفرص أمام تركيا، حيث قدمت نفسها بداية كنموذج للديمقراطية الاسلامية الناجحة. لكن هذا أدى الى اعادة النظر في سياسة "صفر مشاكل مع الجيران" وذلك لضرورة اتخاذها موقف بإزاء الاحداث الجارية.

مبدئيا، بقيت أنقرة بدون موقف يذكر حول الاحداث في تونس، لكن مع اشتعال الثورة في مصر في كانون الثاني 2011، أدرك حزب العدالة والتنمية ان تغيير جدي سيحصل، فسارع اردوغان لدعوة الرئيس المصري للتنحي، وكان عبدالله غول أول رئيس دولة زار مصر بعد سقوط مبارك، ما أكسب تركيا شعبية واسعة بين الجمهور المصري. وفي حين انطلقت شرارة الثورة في ليبيا وجدت تركيا نفسها في حيرة من أمرها بمقابل الموقف الذي اتخذته من الثورة المصرية، وذلك لان تركيا لها 10 مليار دولار من عقود مع النظام الليبي، كما أن 25 ألف تركي يعملون في ليبيا، فرفض اردوغان اتخاذ موقف واضح من الثوار، وأراد التوسط في تسوية، لكن بعد صدور القرار رقم 1973 عكست تركيا موقفها. وعندما بدأت الثورة في البحرين في شباط 2011 كانت تركيا ممسكة عن اتخاذ أي موقف، لمصالحها مع مجلس التعاون الخليجي، كما لم ترغب بتشجيع ايران على التدخل في الشؤون الخليجية.

عانت تركيا من الخسائر الاقتصادية بنتيجة التغيير وعدم الاستقرار في البلدان العربية، الا انها كانت مغتبطة بوصول الاخوان المسلمين الى الحكم حيث ظنت انها ستتشكل كنموذج يحتذى به أكثر صلاحا من النماذج الاسلامية التي توفرها السعودية او ايران.

دفعت الازمة السورية أنقرة لاعادة تقييم العديد من فرضياتها وسياساتها حول المنطقة، فقد تطورت خلال العقد المنصرم العلاقات الثنائية التركية السورية في رحلة طويلة من العداوة الى الصداقة القوية، والان الى المجابهة الجدية. فقد نظرت تركيا الى سورية منذ وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم كبوابة لها للعالم العربي، ولعب اردوغان دورا بارزا بجهود الوساطة بين اسرائيل وسورية عام 2008. وعندما انطلق التمرد في سورية اعلن اردوغان انه تكلم مع الاسد لتطبيق اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. وفي اوائل حزيران 2011 بدأ اردوغان بوصف النظام السوري بالقمعي وأعلن ان الرئيس السوري لم يحقق الاصلاح، ثم وفي تشرين الثاني من العام نفسه دعا الاسد للتنحي وانتقلت تركيا للهجوم. وتحولت الى موئل للمعارضة وداعم رئيسي لها.

والواقع ان رغبة تركيا بالدخول في ديبلوماسية كبرى، عبر تنظيم المؤتمرات، واتخاذ موقع الصدارة في الجهد الاقليمي عبر استضافتها المعارضة، والتعاطف الذي يبديه حزب العدالة والتنمية على الغالبية السورية السنية هو مثال واضح لنشاطات العثمانية الجديدة.



#نزار_فاضل_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نزار فاضل عثمان - نظرة تركيا الاستراتيجية ودول الربيع العربي