أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)














المزيد.....

الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 16:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بعدما عجزت الماكينة العسكرية الغربية بقيادة أمريكية عن حسم مشكلة التطرف الإسلامي العنيف في ميادين القتال الرئيسية داخل العراق وأفغانستان وباكستان، كان لا بد من تطوير سياسة أخرى بديلة أو إضافية في مواجهة المشكلة. وحيث أن أنظمة الحكم الاستبدادية ذات الخلفية العسكرية أو الملكية العائلية هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن نشوء وتفاقم مشكلة التطرف الإسلامي، كان لا بد من البحث عن حل بديل. ولما كانت كل البدائل العلمانية غير الدينية الأخرى المنزرعة والمتفتحة طوال النصف الأول من القرن العشرين في اضمحلال وأفول تحت شروط الملاحقة والتنكيل طوال النصف الأخير، لم يكن- بسبب هذا الاستبداد المزمن- إلا الظلام والجهل بدرجات متفاوتة هو السائد فوق كل المنطقة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي. في جنح هذا الظلام والجهل ولد وفتلت عضلات الإسلام السياسي بكلا جناحيه الاثنين: الجهادي المتطرف بزعامة تنظيم القاعدة، والدعوي المعتدل بزعامة تنظيم الإخوان المسلمين. ثم بعد أن أصبح التنظيم المتطرف خطراً مؤكداً على أوروبا والولايات المتحدة ولم تقدرا عليه عسكرياً، كان لابد من الاستعانة بـ"وكيل محلي". في هذه الأثناء كان لا يسود البيئة العربية المقفرة المظلمة الجاهلة سوى، من جهة، أنظمة استبداد ذات خلفية عسكرية أو ملكية وراثية هي ذاتها المسؤول الأول عن مشكلة التطرف الإسلامي، وفي مقابلها تنظيمات دينية إسلامية سواء متطرفة أو معتدلة. على هذا كان واقعياً، للمفارقة، أن يفكر الغرب في نقل التحالف الإستراتيجي في الحرب على (إرهاب) الإسلام المتطرف إلى شقيق وابن عم هذا الأخير- تيار الإسلام المعتدل.

تجدر الإشارة أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية له تجربتين سابقتين في التعامل مع الجناح المعتدل للإسلام السياسي، واحدة "ناجحة" مع تركيا وأخرى "عاقلة" ومحسوبة رغم عدوانيتها الواضحة مع إيران، مقارنة بالجنون المدمر حتى للذات والغير الذي أظهره تيار الإسلام السياسي السني المتطرف في نيويورك وأماكن أخرى.

بينما ظهره إلى الحائط من دون وسيلة أخرى أو بديل آخر، كان لا مفر أمام الموكل الأمريكي من نقل اتفاق الوكالة الإستراتيجية في المنطقة إلى قوى الإسلام السياسي المعتدل كوكيل محلي جديد، آملاً في أن تنجح في معالجة نفس المشكلة التي خلفتها أنظمة الاستبداد ذات الخلفية العسكرية أو الملكية وعجزت عن حلها إلى أن انفجرت مؤخراً في أرض الموكل نفسه. هكذا يكون التطرف الإسلامي في حد ذاته قد أصبح هو المحرك والدافع المركزي في لعبة السياسة الدولية بالمنطقة، وفي الوقت نفسه تحول إلى ورقة عظيمة القيمة والمنفعة بيد الشقيق الآخر الأنيق المظهر والحلو الكلام- الإسلام المعتدل. على هذا، قد أزعم بدرجة ما من التوفيق أن "من دون إرهاب القاعدة ضد الغرب، ما كان حكم الإخوان" الآن في بلدان الربيع العربي؛ أو، في صورة مجازية أخرى، أن تنظيم القاعدة المتطرف وجماعة الإخوان المسلمين المعتدلة جناحان لطائر واحد- الإسلام السياسي.

خلاصة القول، في ضوء الأثمان الباهظة والإخفاق الواضح منذ 11 سبتمبر 2001 فصاعداً في القضاء نهائياً على الجناح الجهادي المتطرف للإسلام السياسي، ارتضت أخيراً السياسة الأمريكية ومن وراءها الغربية أن تعدل من نفسها وتعيد تعريف أهدافها وإستراتيجيتها المرحلية. حتى تتقي شر حرائقه، لابد من أن تحبس طائر النار في القفص أولاً. وقد وضعت السياسة الأمريكية الحالية على افتراض أن بالإمكان الإمساك بطائر النار هذا من جناحه البارد- جناح الإسلام السياسي المعتدل بقيادة الإخوان المسلمين.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)