أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة أبوديكار - سويداء الوطن.. لكل أبناء الوطن














المزيد.....

سويداء الوطن.. لكل أبناء الوطن


أسامة أبوديكار

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سويداء الوطن.. لكل أبناء الوطن
أسامة أبوديكار
لم يعرف السوريون بلادهم، على مدار تاريخهم المعاصر، إلا وطناً واحداً موحداً، فلا المناطقية أو الطائفية أو العرقية، كانت مصطلحاً سورياً في يوم من الأيام، في الوقت الذي دأب الكثيرون من الجوار الإقليمي على تقسيمات ما قبل وطنية، وما قبل قومية، من أعراق وأديان ومذاهب وقبائل.
وأكثر ما تميّزت به الشام تاريخياً، هو أنها بلد الغريب، فالغريب في سوريا، "ابن بلد" و"صاحب بيت".. بلادنا لم تنصب خيمةً لعراقي حين فاقت أعداد نازحيهم المليوني نازح هارب من الموت.. ولم نستقبل لبنانياً هارباً من جحيم الحرب الأهلية إلا في منازلنا، أما الفلسطيني فكان له صدر البيت دائماً..
ربما ينتابنا اليوم، الكثير من الأسف، وأهلنا يعيشون محنة اللجوء والنزوح.. نُصبت لنا الخيام في الصحارى وعلى الحدود، عانينا برد الشتاء وأمراضه، وعانينا حر الصيف وأوبئته.. تعرضنا لشتى أنواع الإذلال وامتهان كرامتنا الإنسانية، مات الكثيرون من أطفالنا داخل مخيمات لا تُشبع ولا تروي، تعرضت فتياتنا للتجارة والإغواء الرخيص، من خلال تقدّم "عرسان" الخليج والأردن من صغيراتنا!!.
وكم تمنينا لو قُتلنا تحت سقوف منازلنا المدمرة، قبل أن نسمع حشوداً من "الأشقاء" الأردنيين يهتفون: الشعب يريد طرد السوريين!! والحال ليس أفضل عند "الأشقاء" في لبنان وليبيا وبعض دول الخليج، والأكيد أن أحوالنا عند الأتراك أكثر سوءاً.. وأكثر مدعاة للحزن والأسف.
لا نريد هنا أن نبحث في الأسباب التي أدت إلى وجود مليون لاجىء سوري في دول الجوار، وأربعة ملايين نازح داخل سوريا، تركوا مدنهم وقراهم، هرباً من جحيم القصف والقتل العشوائي، بعد أن دُمرت أحلامهم بالأمن والأمان، والطموح بوطن حر كريم.. معظمهم فقد أهلاً وأبناءً وأقارب وأصدقاء.. يحملون ألامهم مع القليل من الأمتعة الخفيفة، ويبحثون داخل بلاد "الغريب" عن زاوية يستندون إليها.. وهم أهل البلد!!.
إننا إزاء كارثة وطنية، بكل ما للكلمة من معنى، ملايين السوريين يعانون من محنة اللجوء والنزوح، مع كل ما يرافق هذه المحنة من آلام.
ولا أعتقد أن هناك من يشكك بأن جبل العرب، كان على الدوام الحضن الحصين للغريب قبل القريب، وأن مكارم الأخلاق، والخصال الحميدة، عُرفت في الجبل وأهله، وربما كان أكثرها حضوراً، إكرام الضيف، والفزعة، والنخوة، والدم الحامي، إزاء من يطرق بابنا.
ولقد قدّمت السويداء ما بوسعها، في مجال أعمال الإغاثة واستقبال النازحين، وتوفير جميع الخدمات اللازمة لأهلنا من مختلف المناطق.. وهو واجب لا تطلب من خلاله ثمناً ولا صيتاً.
لكن تفاقم الأوضاع داخل البلاد، واستشراء العنف والتدمير، وتسارع حركة النزوح، والتخوف من ارتفاع أعداد النازحين إلى أرقام تفوق أي توقع، يدعو إلى مضاعفة الجهود في مجالات عدة.
وعلى اعتبار أنه لا شيء ينبئ باقتراب انتهاء هذا الجحيم، فإننا ندعو إلى إقامة مشروع إنساني جامع لكل أبناء الوطن، ضمن الفضاء الوطني السوري ، بعيداً عن أي انحياز أو تحزب، إلا للبلد، والوطن، والأهل.
ونرى مسؤولية أبناء الجبل في هذا المشروع كبيرة، حيث إن المحافظة مازالت آمنة نسبياً، ولم يلحقها من الدمار ما لحق بباقي المحافظات، فهي مؤهلة للقيام بهذه الجهود، ونرى في ذلك استمراراً لدور أهل الجبل الوطني الجامع، الذي يرفض الوضع المزري للاجئين السوريين خارج الوطن، كما يرفض أن يكون السلاح وسيلة للتخاطب بين الإخوة، ويؤكد على قدسية التراب السوري وحرمة الدم السوري، وأن لا فرق بين السوريين.. ونرجو الله ألاّ يكون عمر المحنة طويلاً، وأن تنعم البلاد بدولة مدنية واحدة موحدة لجميع السوريين.



#أسامة_أبوديكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكارثة الوطنية.. وسياسة العض على الأصابع!!
- الدبلوماسية العالمية.. اتقي الله بدماء السوريين!!
- نحو أفق سوري جديد..
- بين النظام والمعارضة.. الشعب هو الضحية
- لمصلحة سوريا.. المبادرة و صناديق الاقتراع
- الإعلام.. بين الدعاية.. والخبر.. والإشاعة
- لا بيض في السلّة السورية المجلس الانتقالي و صياح مؤتمر استا ...
- سقوط الأقنعة
- حين تسبق الشعوب أحزابها ومثقفيها؟!
- هل نتعلم من آسانج شيئاً؟!
- حنين زعبي وهيلين توماس امرأتان.. وذاكرة العرب المثقوبة
- فضائية الجزيرة.. بالعبري!!
- العيد العالمي لحرية الصحافة شجون وكآبات عربية
- الانتخابات العراقية.. وأمجاد داحس والغبراء
- غزة... نحو تفعيل إرادة عربية حقيقية
- النظام العالمي نحو حرب مالية شاملة


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة أبوديكار - سويداء الوطن.. لكل أبناء الوطن