أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - بغداد عاصمة الثقافة














المزيد.....

بغداد عاصمة الثقافة


محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتربع بغداد على عرش الثقافة في زمن النكوص الأدبي والثقافي وارتداء الكلمة وشاح الخوف والارتياب من فوهات الحديد المتجه صوب كلمات كاتب وغزل شاعر وأداء ممثل أعتلى خشبة مسرح يعطي انطباع للآخرين بأنه ليس هناك ألم يعلو فوق وجع الثقافة في طرقات بغداد وأن لا خوف في أزقة تلك العاصمة من تماسيح الشر السابحة في مستنقعات الجهل والعبودية .
تبدو بغداد كأجمل عروس وهي تلبس ثوب الثقافة والفن والعطاء وحولها جموع أهل الفن والأدب يتبادلون التهاني بحضورهم عرس بغداد المتنبي التي حرص مثقفي الضاد على طلاء أيديهم بحناء زفافها عروسا للثقافة في عالمنا العربي الذي تغزوه هذه الأيام ثقافات شتى تحمل بين طياتها رائحة الموت وصوت الكراهية وثقافة الاقتتال في طرقات المحبة وهي لا تزال تحمل في ذاكرتها سجلات سنين عجاف كان فيها المثقفون أدوات يطرقها نحاس بربري لتعطيه ألق ولمعان الفكر المعجون بحنايا الكبت وأغلال القيد المرتجف في دهاليز ألظلمه التي أسرجت ضيائها مداد الأقلام النازفة بالعطاء رغم قيود الموغلين بالخواء والنمطية فيما كان على ضفاف الشاطئ الأخر صور رحيل قوافل أهل الثقافة والفن الى أزقة المدن المهاجرة بجراح الوجع وحنين الفراق وألم البعد وسرابيل أنينهم ينشدها المطربون وجع على فناءات مسارح الغربة وفضاءات التيه وتعلق مخيلتهم بصور الطفولة الضائعة في ربوع حارات الزمن الصعب وشارع المتنبي ومكتبة الصباح وصيحات النداء في مرءاب العلاوي بغداد تلك الفتاة المشاكسة الرابضة على ضفاف دجلة وهي تقص شهريار قصص ألف ليلة وليلة وتعطي جبينها للثم في مهرجان المربد لقوافل الشعراء وتزين بيتها لمئات المثقفين من العرب في ليلة عرسها كعاصمة للثقافة العربية وهي تحمل هموم المثقفين بعد ضياع لعشرات السنين في مجاهل الصحراء وأدغال الجهل عند ساحل الخليج هناك حيث لا طعم لجملة صاغها كاتب بوجع الألم بعد منتصف الليل ولا معنى لقصيدة شاعر تغزل بها في عيون المها بين الرصافة والكرخ ولا أبداع لنص أعطاء الفنان روعة الاداء وشموخ الفن على أديم المسرح الواقعي كل ذلك وبغداد تنزف دما على يدي من شربوا حليب ضرعها وأستظلوا بفيء نخلها والذين البستهم رداء العلم والمعرفة عندما كانت بغداد قلعة الحضارة العربية جاءها اليوم من يتوج لها تاج الثقافة في ديوان الثقافة العربية لتكون عروس بين وصيفاتها من مدن الخليج الاتي لبسن ثوب الثقافة بهيكل حديد يبهج الناظر ولا يغني عقل ولا ينير طريق وتلك حضارة تعطي أنطباعا عن عبقرية مهندسوا البناء وجهل ساكنيها فما أغنى المال عقول نضب التفكير فيها وأنعدم في حاراتها أثر عطاء أهل والفن والشعراء ومنتديات أصحاب الكلمة والادباء .
كانت وما زالت الثقافة غذاء الروح كما الطعام هو غذاء البدن وهي أخلاق رفيعة المستوى ورداء جميل يلبسه أهل الفن والثقافة وتلك العقول التي تحاول أن تنكر على بغداد عرسها في فستان الثقافة الغجري لا تعطي الإنسان قيمته ولا تترجم مشاعره في أن يعيش المثقف كالآخرين ألق الحب والسعادة ويعطي من ثمار فكره كلمات في حب عشيقته التي استباحها الشيطان وهو يزرع الحقد في حدائق الحب وبساتين المحبة التي زرعها بدر شاكر السياب ولميعة عمارة وعبد الوهاب البياتي وحسب الشيخ جعفر . أن وجع قرص الخبز كوجع الكلمة التي تزق في أحشاء بغداد وجع الفكر والانحناء وقبول بعض العقول بملء كروشهم بحلو الرضاب على ملء عقولهم بعذب الكتاب فكلما كانت ثقافة العقل راقية كان الانحناء قمة في الاداء وكلما كانت ثقافة النهم في الزاد بادرة كان الانحناء من وجع الداء وشتان مابين عطاء العقول وعطاء البطون .



#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما والربيع الاسرائيلي
- هل تعود الغربان الى عش الحمائم
- هل يخرج العراق من نفق الانفلات السياسي
- الكويت بؤرة الشر
- رقية والطائفية
- همسات في أذان المتظاهرين
- بيان
- كيفما يولى عليكم تكونوا
- قلب أسير
- كان كذب
- يمينا تراصف ... أنت شيوعي
- رسالة العمل النقابي
- أدب الصمت
- الخيال
- أزمة الانسان المثالي في حكومة الملالي
- لا قيم الركاع من ديرة عفج
- لكي يكون البرلمان بيت الشعب
- الفيتو المشترك بين أزمة النفاق العربي وأزدواجية الامم المتحد ...
- عندما يضيء الليل عتمة النهار
- الصوت وكاتم الصوت


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - بغداد عاصمة الثقافة