أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام جودة - ماذا بعد اعتراف أوباما بيهودية الدولة العبرية وتنصله من المطالبة بوقف الاستيطان...؟؟؟















المزيد.....

ماذا بعد اعتراف أوباما بيهودية الدولة العبرية وتنصله من المطالبة بوقف الاستيطان...؟؟؟


بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 16:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


ماذا بعد اعتراف أوباما بيهودية الدولة العبرية وتنصله من المطالبة بوقف الاستيطان...؟؟؟
غادر أوباما المنطقة بعد انتهاء زيارته لفلسطين المحتلة والأردن ، دون أي نتائج تذكر ، الا ما حققه على صعيد اعادة العلاقات الاسرائيلية التركية ، تلك العلاقة الوثيقة بين الحليفين المقربين من الولايات المتحدة الاميريكية، دون أي التزام اسرائيلي حتى بتخفيف الحصار عن قطاع غزة كما كان يزعم رئيس وزراء تركيا الطيب أوردغان، باعتباره شرط من شروطه لإعادة العلاقات بينه وبين دولة الكيان، وهكذا عادت المياه الى مجاريها بين الحليفيين ، ليعود التنسيق بينهما فيما يخص قضايا المنطقة ، لاسيما ما يتعلق بشأن الوضع السوري أو مايتعلق بموضوع ايران والسلاح النووي .
ان الفلسطينيين الذين بنوا آمالا" على تلك الزيارة قد خاب أملهم ، فالولايات المتحدة الاميريكية عبر رئيسها أكدت التزامها التام بحماية أمن اسرائيل وتعهدها بعدم السماح لايران بامتلاك السلاح النووي وبدا الطرفان أكثر تفاهما" وانسجاما" مع تأكيد أوباما على يهودية الدولة العبرية باعتبارها دولة الشعب اليهودي متجاهلا" دعوة الاسرائيليين لوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، تلك الأراضي التي يزعم أوباما أنه يريدها دولة للفلسطينيين.
ان من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تبتعد شيئا" فشيئا" عن لعب دور الوسيط في موضوع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهي تنأى عن نفسها بلعب هذا الدور وتكتفي بأن تقوم بادارة هذا الصراع عن بعد ، دون أي ضغوطات تذكر على حليفها الاستراتيجي في المنطقة التي تشتد فيها الصراعات الداخلية وتبدو الولايات المتحدة الاميريكية بحاجة أكبر لتفاهم أوسع مع اسرائيل فيما يخص قضايا المنطقة وبالتالي كان تدخل أوباما المباشر لاعادة العلاقات بين حلفائه الاساسيين اسرائيل وتركيا.
وهنا لا بد من وقفة جادة وواضحة تتعلق بموقف القيادة الفلسطينية التي لا زالت تراهن على موقف أمريكي يساعدها في العودة الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل وهذا الذي لم يحدث ولن يحدث مستقبلا وبدا واضحا" أن زمن الضغط الامريكي على اسرائيل لم يعد في الحسبان ، ليس أكثر من الطلب منها دفع جزء من المستحقات الضريبية المتراكمة لتستطيع السلطة دفع الرواتب ومستلزمات بقائها على قيد الحياة ومن هنا جاءت أيضا" المعونة الاميريكية المتمثلة في 500 مليون دولار وبالاتجاه ذاته المساعدات الأوروبية.
ان حصيلة الحركة السياسية والدبلوماسية لهذه السلطة بقيادة رئيسها ورئيس وزرائها فياض تنحصر في جلب الأموال للإبقاء على حكومته قيد الحياة وهو في قمة هرم سلطة بلا مستقبل ، تتم عبرها حالة الدوران في حلقة مفرغة دون تحقيق أي هدف من أهداف وجودها الرئيسية المتمثلة بالسيطرة على أراضيها في الضفة الغربية، بينما إسرائيل تستكمل مشاريعها في الضم والهدم والتهويد واقتلاع الناس من أراضيهم والتهجير حتى أمسى شعبنا يناضل من أجل قوته اليومي ورفع حالة الحصار عن مدنه وقراه عبر الجدار والحزام الاستيطاني وفي كنتونات منعزلة ومحاصرة.
إن حكومة فياض في رام الله ، هذه الحكومة الضعيفة ، حكومة بلا أفق سياسي، حكومة تريد أن تبقى على سدة الحكم، دون أي رؤية منسجمة مع مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني، وهي تفتقر إلى تمثيل شعبي وتوافق مع القوى السياسية، اللهم إلا إذا اعتبرنا قدرتها على دفع الرواتب انجازا ذا معنى في ظل حالة الحصار والصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها شعبنا، مما يعطي المجتمع الدولي مبررا لدعم حكومة فياض والظهور مرة ثانية بالحرص على دعم الشعب الفلسطيني الذي يرزح مليون ونصف منه تحت الحصار في قطاع غزة ويعاني شعبنا في الضفة الغربية الأمرين من التوسع الاستيطاني على حساب أراضيهم وهجمات المستوطنين على مزارعهم وحالة العزل العنصري للمدن والقرى وعذابات التنقل والحواجز والغلاء المعيشي لمتطلباتهم اليومية ، هذا المجتمع الدولي الذي لا زال يتردد في اتخاذ الاجراءات اللازمة لمعاقبة اسرائيل على جرائمها المتعددة كدولة احتلال تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط .
لقد عادت الأمور إلى المربع الأول ، مربع الانتظار والترقب، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ، دولة مراقب على الورق ليس لها وجود على الأرض ، نتباهى باعتراف دولي وننتظر أن تكرمنا دولة الاحتلال بالانسحاب منها وكأننا لا نعرف طبيعة الصراع القائم بيننا وبين هذه الدولة المغتصبة التي تتصرف على الأرض كدولة فوق القانون وتدعمها في ذلك الولايات المتحدة الامريكية التي نستقبل رئيسها وكأنه المهدي المنتظر الذي على يديه خلاصنا . لقد سئم شعبنا هذا الموال بانتظار هذا المتغير في المواقف الاميركية ، بل ماطرأ من موقف حول موضوعة الدولة اليهودية من قبل الادارة الاميركية ، يؤكد أننا حتى في أي عودة للتفاوض سنكون أمام موقف تنحاز فيه الادارة الاميريكية الى اسرائيل وسنكون في مواجهة المبدأ المرفوض أساسا" (يهودية الدولة)هذا الموقف الذي يقطع الطريق على كل حديث عن حق العودة، وبل والأخطر في المرحلة الراهنة تهديد وجود أكثر من مليون ونصف فلسطيني داخل الخط الأخضر، إن هذا يوحي أيضا أنه في أحسن الأحوال مقابل التنازل عن يهودية الدولة في المفاوضات القادمة فلابد من تنازل فلسطيني عن حق العودة .
إن تجربة التفاوض مع الاسرائيليين بما فيها اتفاقية أوسلو أوضحت أنه لا يمكن للفلسطينيين البحث لاحقا في حلول مؤقتة مع الجانب الإسرائيلي، لما يلحقه ذلك من ضرر عميق بأوضاع الشعب الفلسطيني ومستقبله على كل الصعد، وبالتالي يمكن العودة إلى السؤال الجوهري : هل إسرائيل معنية بحل دائم في المنطقة؟؟ حل يقوم على مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها؟؟ إن كل المؤشرات تقول أن إسرائيل غير معنية بذلك ولا توجد عندها الجدية للولوج في هذا الطريق ، وهي لازلت تعرض على الفلسطينيين بعض التسهيلات والتغييرات مقابل الحفاظ على أمنها، وان ما يجري في الضفة الغربية من توسع استيطاني وتهويد لمدينة القدس وبناء وتوسيع لجدار العزل العنصري ، يظهر أن الإسرائيليين يريدون فرض أمر واقع لحل يحفظ لهم أمنهم وتوسعهم على حساب الشعب الفلسطيني ، مقابل استمرار المفاوضات دون أي تراجع عن مواقفهم من الاستيطان وبناء الجدار ، ناهيك عن مواقفهم المعلنة من القدس وحق العودة للاجئين.
ان القيادة الفلسطينية رغم حالة ضعفها وفشلها في ادارة الصراع ومع استمرار حالة الانقسام والتشرذم دون مبرر وبما يتنافى مع مطالب الشعب الفلسطيني وتطلعاته ، مطالبة باعادة صياغة مواقفها من عملية الصراع برمتها ومن ماهية الحلول المطروحة وفي مقدمتها خيار الدولتين الذي أصبح يتلاشى بحكم ما يجري على أرض الواقع ، حيث جرى التفاوض عليه أكثر من عشرين عاما" دون جدوى ، رغم تجاهلة لمستقبل الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني التي تعيش في الشتات وتنكر اسرائيل لحق عودتهم ومطلبها في دولة يهودية انما يعكس نواياها الحقيقية ازاء مأساة شعبنا ومستقبل وجوده على أرضه. ان حق العودة يشكل جوهر الصراع ولا بديل عنه لتحقيق حل عادل يقوم على الحقوق التاريخية لشعبنا في أرضة ويتفق مع مبادىء الشرعية الدولية.
هذه القيادة عليها أن تمتلك الارادة لاتخاذ المواقف الجريئة ازاء التعنت والصلف الاسرائيلي أو التنحي جانبا" واعادة التفويض للشعب عاجلا" غير آجل ، فالشعب الفلسطيني في كلتا الحالتين لن يخسر غير القيود التي كبل بها عبر اتفاقيات لم تشكل الحد الادنى من طموحاته ولم تحقق له الا مزيد من الظلم والقهر والتبعية .
إن مجريات الأمور على ساحة العمل الفلسطيني تؤكد أن الشعب الفلسطيني وقطاعاته المختلفة بحاجة للعمل من أجل إعادة صياغة مهمات ومواقف المرحلة القادمة بما يتلاءم وطبيعة الواقع الذي فرضته حالة الفشل في إدارة الصراع مع الكيان المغتصب التي قادتها مجموعة أوسلو ، حيث كلفته تجربة التفاوض من أجل التفاوض على مدار أكثر من عقدين من الزمان ضياع أراضيه عبر المزيد من الضم والقضم ،الاستيطان والتهويد وبناء جدار الفصل العنصري والعيش في كنتونات منعزلة ومقطعة الأوصال، كما أنه يستجدي عيشه وحاجاته من محتليه عبر اتفاقيات اقتصاديه تكلفه كرامته واستنزاف موارده وإمكانياته.
إن كل الخيارات يجب أن تكون متاحة أمام الشعب الفلسطيني في ظل هذا الوضع القائم محليا" وعربيا" ودوليا"، فلم يعد بالإمكان الارتهان إلى سياسة الانتظار حتى تغير إسرائيل من مواقفها أو تمن الإدارة الاميريكية،( صاحبة ما يزيد على 60 فيتو في مجلس الأمن ضد مقررات لصالح القضية الفلسطينية)، بالضغط على إسرائيل، لقد فشلت كل هذه الرهانات ولم يعد أمام الشعب الفلسطيني الذي قدم جل التضحيات إلا أن يرفع عنه حالة الخوف والتردد في مواجهة هؤلاء الذين ذهبوا بتضحياته بعيدا" لتحقيق مصالحهم ومكتسباتهم على حساب الوطن وأجرموا في حق الشهداء والأسرى والمعتقلين وفي حق العيش الكريم للمواطن، عليه أن يأخذ زمام أموره بيده وأن يعيد حساباته ويختار قيادة جديدة قادرة على السير به وطموحاته وتطلعاته إلى الأمام، قيادة من صلب مواقفه تضع استراتجياتها على أساس الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه ، أخذة بعين الاعتبار وحدة مصير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، تضع كل الخيارات المشروعة في مواجهة الاحتلال كأدوات على طريق التحرير والاستقلال والعودة.



#بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ينتهي هذا المزاد....؟؟؟!!!
- جماعير غزة تقول كلمتها..... وتقود ذاتها نحو المستقبل....!!!
- الكتيبة الصفراء والخضراء وصراع الألوان ...!!!
- التربية الحديثة والابداع
- محطات مختصرة ... بين انتفاضة الحجارة .....ومعركة حجارة السجي ...
- الشعب الفلسطيني أمام منعطف تاريخي
- بين كلام السفية الجاهل ومعرفة العالم


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام جودة - ماذا بعد اعتراف أوباما بيهودية الدولة العبرية وتنصله من المطالبة بوقف الاستيطان...؟؟؟