أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تطور دراماتيكى فى نقابة الصحفيين















المزيد.....

تطور دراماتيكى فى نقابة الصحفيين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سقط الإسلاميون فى اتحادات الطلبة ونقابات البيطريين والصيادلة وسأتوقف أمام سقوطهم فى نقابة الصحفيين التى سيطروا عليها لعدة سنوات. فى الانتخابات الأخيرة لم ينجح التيارالمدنى فقط وإنما نجح (المسيحيون) مثل الصحفية حنان فكرى. هذا التطورالدراماتيكى يعنى الانتقال من التعصب إلى التسامح بمفهومه الفلسفى المنحازللتعدية ضد الأحادية التى سيطرتْ على نقابة الصحفيين مثلما حدث فى عام 2008وهوما كنتُ شاهدًا عليه.

توجهتُ للنقابة صباح الجمعة 11/4/2008 لحضورمؤتمر(مصريون ضد التمييزالدينى) كان الباب مغلقًا. سألتُ المصريين المناهضين للتمييز: لماذا لم تدخلوا؟ كانت الإجابة : نحن ممنوعون من الدخول. لأننا عملاء لإسرائيل. ونصادق البهائيين. ولما سألت : ومن هم الذين يمنعون الدخول؟ قالوا : اقرأ اللافتات وأنت تعرف الإجابة. تجولتُ بين اللافتات فقرأت ((وا إسلاماه. لا لإسرائيل فى نقابة الصحفيين. لا لأقباط المهجر. لا للبهائيين. لا لمخططات بث الفتنة يا عملاء إسرائيل. لا لاختراق نقابة الصحفيين. ولا لمروجى البهائية. ولا لأصحاب الأهداف الخبيثة.. إلخ)) أما أغرب شعارفكان ((يحيا الهلال مع الصليب (خط صغير جدًا) وبالخط الكبير الذى شغل باقى اللافتة ((لا لتدميرمصروإشعال الفتنة)) كانت معظم اللافتات تحمل أسماء أصحابها : طارق درويش (رئيس حزب الأحرار) صالح رجب ، جمال عبدالرحيم (عضومجلس النقابة) ماجد على (عضوالجمعية العمومية لنقابة الصحفيين)
فى الساعة الحادية عشرة حضرأ. مكرم محمد أحمد. رفض المعادون للمؤتمر دخوله. دقّ الرجل الباب الزجاجى بعنف حتى كاد ينكسر. بمجرد أنْ فتحوا له الباب ، بدأ الصراخ الهستيرى المؤمن بأنّ مناهضى التمييزعملاء للصهيونية. ولن يدخلوا النقابة. ولما قال لهم أ. مكرم ((إنهم تعاقدوا مع النقابة ودفعوا مبلغ الحجز. وأنا النقيب أقول لكم أنّ من حقهم الدخول)) صرخوا فى وجهه ((أنت النقيب على العين والراس. بس همُ موش ح يدخلوا يعنى موش ح يدخلوا))
طال وقوفنا فى الشمس حتى الساعة الواحدة ، عندما علمنا أنّ حزب التجمع وافق على استضافتنا. وهكذا انتهى الفصل الأول بانتصارجبهة تثبيت كل أشكال التمييز، ليس على جبهة مناهضى التمييزفقط ، وإنما على نقيب الصحفيين أولا وقبل كل شىء. وإذا كان الإسلاميون رفضوا دخولنا النقابة ، فإنّ الضباط رفضوا وقوفنا فى الظل على الرصيف المقابل للنقابة .
صحفيون بالبيجامة :
فى مقرحزب التجمع قال أ. مكرم إنه يعتذرعن أحداث اليوم. وأنه تحاورمع الرافضين لعقد المؤتمر. وأنّ عددهم سبعة. وكان بعضهم يرتدى البيجامة. وأنه كاد أنْ يكسرالباب حتى سمحوا له بالدخول. وقالوا له إنّ المؤتمرضد الإسلام. وأنّ فيه واحدة ست بهائية مشاركة فى المؤتمر(كأنّ البهائية ليست مصرية. وتحاكم على معتقدها) ثم كررالاعتذارلأنه كان يتمنى عقد المؤتمر فى النقابة ، بمراعاة أنها يجب أنْ تكون مع حرية الفكر. ومع حق الاختلاف فى الرأى .
الملفت للإنتباه أنّ مناهضى التمييز تغلّب عليهم وجدانهم المصرى ، فتغاضوا عن الإساءة التى شملتهم أمام النقابة ، واستقبلوا سيادة النقيب وودّعوه بالتصفيق الحار .
الاعتذار وليس التحدى :
ومع أننى أحترم وأقدر موقف أ. مكرم الذى حضر إلى حزب التجمع وأعلن رفضه لمـــــــا حدث ، فإننى أعتقد أنّ التحدى السافر الذى أشهره الإسلاميون الرافضون للمؤتمر، كان يجب أنْ يُقابل بتحدى مماثل. وأنّ هذا التحدى يأخذ آلية شرعية : أى مقاومة طغيان التعصب داخل نقابة المفترض أنها مع ثقافة التسامح الفلسفى ، الذى يرفض الأحادية والفكر المنغلق ، ويُعمّق مبدأ التعددية والتنوع الفكرى. وأنّ الاختلاف لايكون بإقصاء المختلف وإنما بالحوار معه. وأنّ الحوار الحضارى المؤسس على التعددية هو الذى صنع الشعوب المتحضرة. وأنّ التخلف والعودة لعصور الظلمات ، مصير المؤمنين بالتعصب والأحادية والجمود وأصحاب الصواب المطلق . الآلية الشرعية هى عقد جمعية عمومية غير عادية لمناقشة ما حدث : هل الأغلبية مع التعددية أم مع الأحادية؟ مع حرية الاعتقاد أم مع قمع المختلف ؟ وإذا كانت نتيجة التصويت ضد التعددية ، يكون أمام النقيب الاختيار : هل يستمر فى موقعه رفيع المستوى ، أم ينسحب حتى لايوضع اسمه فى قائمة المتعصبين ، خاصة أنّ سيادته تعرّض لمحاولة الاغتيال أكثر من مرة من الأصوليين الإسلاميين الرافضين لكل مختلف مع أفكارهم .
درس الانحياز للتمييز:

إن ما حدث عام 2008 أكد على أنّ نقابة (حرية الرأى) أصبحتْ أسيرة فى سجن التعصب . وأنّ عقل المتعصبين المنغلق يعتقد أنّ عقد المؤتمر يعنى القضاء الفورى على التمييزبين المصريين. وأنّ منع المؤتمر يعنى التثبيت الدائم للتمييز. هذا هو الدرس : أن نقابة (حرية الفكر) كان يتحكــّم فيها أصحاب الانغلاق الفكرى الذين يحلمون بتراجع عقارب الزمن أربعة عشر قرنًا إلى الوراء. وإذا كان التمييز يعنى الاضطهاد ، فإنّ نقابة (الرأى) فى ذاك الوقت سيطر عليها المؤمنون باضطهاد كل مختلف مع مرجعيتهم الدينية. ولأنهم مع تثبيت التمييز، فهم مع عدم الاستقرار الاجتماعى .
التمييز فى مؤتمر ضد التمييز:
فى نهاية الجلسة الأولى طلب البعض السماح لهم بالتعقيب. رفض رئيس المؤتمر، اكتفاءً بالأسماء المتفق عليها مسبقــًا. رغم أنّ معظم (الدكاترة) المنادى عليهم لإلقاء كلماتهم لم يحضروا ، باستثناء د. عماد أبوغازى الذى أكد على أنّ التعددية خاصية أصيلة فى الشخصية المصرية ، كمنتج ثقافى أبدعته الحضارة المصرية. وأنّ الأحادية دخيلة على المصريين. كما احترمتْ الدعوة الكاتبة كريمة كمال التى أعلنت بكل شجاعة أنه تم اختطاف نقابة الصحفيين بواسطة المتعصبين .
إنّ رفض الاستماع إلى (جمهورالصالة) أكد على أنّ رئيس المؤتمريتبنى مدرسة الحكم العربية التى ترى أنّ (الجمهور) ليس له رأى . وأننا مجرد كومبارس وتلاميذ فى مدرسة التلقين العربى . أشعرنى ذلك بالحزن فانسحبتُ ولذتُ بوحدتى. وعنما تأمّلتُ عنوان المؤتمر( مصريون ضد التمييزالدينى) قلتُ لماذا كلمة (الدينى) ؟ وتمنيتُ شطبها ، ليكون العنوان (مصريون ضد التمييز) فقط ، لأنه إذا كان التمييز يتم ضد أصحاب الديانات المختلفة ، فإنّ كل دين انقسم إلى مذاهب وفرق ، أى وجود تمييز داخل الدين الواحد . وهل يمكن التغاضى عن التمييز الثقافى بين أصحاب القومية المصرية وأصحاب القومية العربية ؟ وهل يمكن التغاضى عن التمييز بين المنتجين الشرفاء ويعانون الحرمان ، وأصحاب الأنشطة الطفيلية الذين يستأثرون بثروات مصر؟ وهل يمكن تجاهل محاولة إقصاء كل فكر حر، سواء بمصادرة كتبه أو بتصفيته جسديًا ؟ أليس هذا أبشع أنواع التمييز ضد الأحرار؟ وهل يمكن أنْ يعود (الضمير المصرى) للإعلام ليعلن أنه لافرق بين (الصحفيين) المسلحين بالشوم لمنع مؤتمر يناهض التمييز، وبين السماك الذى اغتال فرج فودة والسباك الذى حاول اغتيال نجيب محفوظ ؟ أسئلة تمنيتُ أنْ يسمعها الصحفيون لينقلوها إلى قرائهم فى عام 2008، وهى أسئلة ما زالتْ قابلة للطرح ولمواجهتها والتفاعل معها ، لتكثيف الوعى لدى الجيل الجديد الذى كان وقود ما حدث فى يناير2011، وهو الجيل الذى (فيما أعتقد) أحدث هذا التطورالدراماتيكى فى نقابة الصحفيين . كما أعتقد أنّ هذا التطور لن يكون مُكتملا إلاّ بعد حدوث تراكم كيفى ، يؤيد حق كل أصحاب المعتقدات الدينية والمذاهب الفلسفية فى التعبير والاعلان عن أفكارهم ، وهو الترجمة الحقيقية لمعنى نبذ كل أشكال التمييزالذى هو آفة البشرية منذ فجرالتاريخ ، فى حين أنّ الإيمان بنبذ التمييز هو الطريق نحو الاستقرار الاجتماعى ، وهو ما أتمنى أنْ يؤمن به أعضاء مجلس النقابة الجديد فى عام 2013 الذين آمنوا بأنّ مصريجب أنْ تكون لكل المصريين ، وليستْ للإسلاميين (فقط) رغم أنهم تربعوا على عرش مصر بفضل دماء الشهداء والمصابين وكل الأحرار الذين هتفوا طوال أكثر من عاميْن ((مصريه.. مصريه.. مدنيه.. مدنيه)



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة العضوية بين الحداثة والديمقراطية
- متعلمون محسوبون على الثقافة المصرية
- الأهرام وحضارة البناء والتشييد
- حوار بين حواء وآدم عام 1915
- الأسياب الثقافية والاجتماعية للتحرش الجنسى
- 9مارس 1932 واستقلال الجامعة
- كارثة تأجير الآثار المصرية
- الجلطة السياسية بين الشعب والسلطة
- اللغة المصرية أم لغات العالم
- أنور عبد الملك : ماركسى بعمة إسلامية
- هل يمكن الجمع بين التراث والحداثة ؟
- تاريخ اليهود المصريين بين لغتىْ العلم والسياسة
- الزراعة ونشأة الحضارة المصرية
- جدل الواقع مع التراث العربى فى رواية (رحلة الضباع)
- حسين بيومى : مثقف من طراز فريد ونادر
- الفولكلور المصرى ومقاومة الاستبداد
- آليات الليبرالية ومبادىء الاشتراكية
- لماذا لا يحتفل الإسلاميون بنبيهم العربى ؟
- لماذا تعريب مصر وليس تمصير العرب ؟
- الربيع العربى بين الوهم والحقيقة


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تطور دراماتيكى فى نقابة الصحفيين