أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - ( طوق الحمامة ) ، نحو قراءة أخري ...















المزيد.....

( طوق الحمامة ) ، نحو قراءة أخري ...


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 23:08
المحور: الادب والفن
    


" طوق الحمامة " ، هو الكتاب الأشهر للفقيه " الظاهري " علي بن أحمد بن سعيد ، الذي شهر في الناس باسم أبن حزم اندلسي ( 384/456 هـ ) ، فقد خصص كتابه لموضوع واحد هو الحب وتعد الكتابة نفسها في هذا الموضوع بالذات ، وفي زمانها ذاك ، كتابة فريدة ، مبتكرة وشجاعة أيضا ، خاصة أنه هو الفقيه " الظاهري " ، والمعلم في الفقه وعلوم الدين ، لكننا نقول أنه كان أبن بيئته الموسرة ، وعصره الذي يجعل لمثلها ما لا يجوزه لعامة الناس ! وضع في الكتاب أسسه النظرية التي تستند إليها أفكاره في تصوراته لموضوعة الحب ، كما أشار مثلا إلي أن النفوس كانت أصلا مدورة الشكل ، مزدوجة الجنس ، ثم انقسمت إلي ذكورة وأنوثة ... ومثل استنتاجه الجميل وتعليقه عند قراءته للآية الكريمة : " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها " ... حيث قال : " ... فجعل علة السكون أنها منه " ! جل الدارسون لكتابه وتنظيراته ، إن لم نقل كلهم ، أغفلوا الأشارة إلي إهماله موضوع المرأة ، رغم أن المرأة هي الموضوع الأساس في موضوعة الحب ، بغيرها لا يكون الحب ، الذي جعله جوهر كتابه البديع ! نعم ، بعض الدراسات نبهت إلي أصول مشتركة في نظرية الحب عند العرب ، منها مثلا أن المحب / المحب وليس المحبوب ، هو موضع الاهتمام ، وهو الذي استخلصوا منه الاقوال والافعال والمعاني والافكار ، دون المحبوب ، الذي كان يفترض التعويل عليه هو ، بل أن العرب لم تشرط ، ولم تري ، في الحب علاقة تنشأ بين المحبوب مع من أحب ، وما يصح عندهم أن يتأبي عليه ، أو يرفضه ، وقد لا يشعر به أصلا ، فيكون الحب محرقا ومن طرف واحد ! الكتاب لم يعط المرأة حقها ، لم يعني بها العناية التي تستحقها ، لأنها غالبا ما تكون في موضع المحبوب ، هكذا ، علي سنن بيئته وعصره ، نظر أبن حزم المرأة !

قلنا إن أبن حزم في كتابه ( طوق الحمامة ) قد وضع نظريته ورؤيته لموضوع الحب ، لكنه أغفل المرأة كعامل وطرف مهم لا يمكن تجاهله عند النظر لموضوع الحب ، ولنكون أكثر دقة فلا نتجني عليه ، نقول أنه لم يعطها حقها كاملا عند نظره لهذا الموضوع الحيوي الهام . ولأننا نعتقد أن الإنسان إبن بيئته في ما يفكر وما يفعل ، فلننظر إلي حياة هذا الفقيه الظاهري الذي رأي أهمية وضرورة الحب في حياة الناس والمجتمع فجعل له كتابا ظل فريدا مبتكرا في موضوعه وذو ريادة لا خلاف حولها . وجد إبن حزم وعاش في مجتمع الأندلس أواخر القرن الرابع والنصف الأول من القرن الخامس الهجري . لقد كان أبنا لوزير ، وعاش بين أقرانه من أبناء الوزراء والأمراء والكتاب ، كانت طفولته وتنشئته في بيئة أرستقراطية مرفهة ، وقد ذكر إن تنشئته كانت تحت إشراف ورعاية النساء ، حد أن تلقي تعليمه في الصغر علي أياديهن.
وذلك ما درجت عليه تلك الطبقات الغنية إلي تخصيص النساء لتعليم الأطفال ... نري إن بيئته تلك وتنشئته في طور طفولته الباكرة وسط مجتمع الحريم والجواري في قصر أبيه ، قد شكلت جزءا هاما من شخصيته وتفكيره ، فيما بعد ، بصدد المرأة . لقد ذكر إنه مطبوع علي الغيرة ، وإنه مفطور علي سوء الظن بالنساء ، فتأمل ! فذلك يعود ، كما نري ، إلي طبيعته التي غدت تنشد الرياسة والأنفة والسطوة ، من حيث هو السيد المطاع في قصر والده . ورأينا كيف خصصت له جارية تعلق بها وهو في البلوغ أو يكاد ، وسوء ظنه بالمرأة نرجعه إلي تمكن الموروث السائد منه ، الذي يري المرأة نافذة مشرعة للغواية والتبذل الجنسي ، وإنها من وسائل الشيطان في الانحراف والاغراء بالمحظور والمحرمات ، ولا بد قد رأي وعاش أطوار مجتمع القصور في الاعيبه ومغرياته وتبذلاته التي يرونها – وهو منهم – في مجتمع الحريم ، فجعل نظره إلي المرأة ، ولم يفطن ، ولم يري ، إن جل تلك الغوايات والدسائس ، باعثها ومحركها هو الرجل ، وما المرأة إلا جزءا من " اللعبة " في مسرح القصور ولياليها التي تكسر القيود وتفصح فيها بالمسكوت عنه وتدخل ، علنا في لياليها تلك ، في المحظورات والمحرمات ... هكذا ، نحي أبن حزم الرجل جانبا وألقي باللائمة كلها في وجه المرأة !

لكن ، رغم ما لاحظناه من تجاهل أبن حزم لمكانة المرأة ودورها الرئيس في موضوعة الحب والذي رأينا أنه قد فعل ذلك بسبب من الأواصر الوثيقة لبيئته الأرستقراطية الغنية التي تبيح لنسائها ورجالها ما تحظره علي الآخرين ... نقول بذلك ، ونقدر إليه موقفه ونتفهمه أيضا ، لكننا – في ذات الوقت – نجده يسجل مواقفا علمية ، بتجرد يدهشك ، فمثلا نراه يقول : " وأني لأسمع كثيرا ممن يقول : الوفاء في قمع الشهوات في الرجال دون النساء ، أطيل العجب من ذلك ، وإن لي قولا لا أحيد عنه : الرجال والنساء في الجنوح إلي هذين الشيئين سواء ، وما رجل عرضت له أمرأة جميلة بالحب ، وطال ذلك ولم يكن ثم مانع ، إلا وقع في شرك الشيطان واستهوته المعاصي ، واستفزه الحرص ، وتفوله الطمع ، وما من أمرأة دعاها رجل بمثل هذه الحالة إلا وأمكنته ، حتما مقضيا ، وحكما نافذا لا محيد عنه البته ... ولست أبعد أن يكون الصلاح في الرجل والنساء موجودا ، وأعوذ بالله أن أظن غير ذلك " ! لقد أثبت ، هنا ، حقيقة مفادها إن الرجل مثل المرأة سواء في عواطفهم ونزواتهم وشهواتهم ، وهم ، هكذا ، مسئولون عنها ، في شدتها أو في زوالها المؤقت عنهم ، لكنه ، كما ترون ، بسبب من موروثه الديني واشتراطات التابو في مجتمعه وبيئته ، قد أقحم الشيطان والمعاصي ، وأظنه يعلم إن تلك كلها ما هي إلا نزعات النفس البشرية عند الرجال والنساء سواء ! فهل تغير نظره وفكره الذي كان يدين به في صباه ومراهقته وهو يري ذلك الشأن يتغير ويتبدل عند الرجل كما عند النساء ، تلك الغواية والاغراء الذي قال به للنساء دون الرجال ؟ نقول ، نعم ، قد تغير ، كما سنري ؟

كنا قد قلنا أن أبن حزم قد تغير ، وبتغيره نعني ، أنه قد استنكر ما كان يقول به من تأثيرات بيئته المترفة عليه ، فأصبح أكثر اعتدالا ومعقولية وهو ينظر في الغواية ، بل نراه يطيل التعجب ، حد الاستنكار لما كان يعتقد به من أفكار نشأت لديه بأثر ما قر في نفسه ورؤاه من سنوات طفولته وصباه ، وسرعان ما جعل من الحب شراكة ، والغواية مقسومة بين الرجل والمرأة علي السواء ، خلافا لما كان يجعلها موقوفة علي المرأة دون الرجل ! هكذا تغيرت نظرته فتحولت إلي النقيض ، مع معاناة الحياة وتواترها وتقلبات احداثها ، ولكثرة ما رأي وعايش من الرجال والنساء وشاهد كل ممارساتهم في شأن العلائق بين الرجال والنساء ، وفي ظني أن المناخ الاجتماعي السائد وقتذاك ، المترف حتي أقصي مباذل الترف والدعة ، المنشغل بالعواطف واطوار وتجليات وتداعيات الحب والعشق ، ونتاجاتها النابعة من وسط تقاليد واعراف الطبقة التي ينتمي إليها ، تلك كلها ، أثرت علي وعيه فجعلته يبدل ويغير من رؤاه وافكاره ... وتلك الفترة نفسها تعد من أعلي مراحل الرفاه والثراء والتسامح الأخلاقي والسلوكي التي عاشتها بلاد الأندلس ، ثم أنه قد عاصر بنفسه ، باشواقه وافكاره ، انتهاء عهد المنصور بن أبي عامر ، وتخريب قرطبة وبدء التشرذم السياسي التي غدت من بعض الثمار المرة لأمراض اجتماعية تجذرت بحدة في التكوين السكاني والتوزيع الاجتماعي لأهل الأندلس . نجد تلك الملامح في " الطوق " بائنة جلية ، دلائل ذلك الترف كله ،والمرأة فيه علامة لايغفل عنها مؤرخ أو دارس حصيف . في باب " من أحب بالوصف " يقول : " وأكثر ما يقع هذا في ربات الخدور المحجوبات من أهل البيوتات مع اقاربهن من الرجال ، وحب النساء في هذا من حب الرجال لضعفهن وسرعة إجابة طبائعهن إلي هذا الشأن – يعني الحب – وتمكنه منهن " ، يتحدث هنا عن الفصل بين الرجال والنساء ، ولنتذكر ، ونلاحظ انه نفسه منتسب إلي هذه البيوتات ، يعيش فيها ويلبس لبوسها نفسه ، ويتحرك بكثير من الحرية بين نساء الأسرة الكبيرة المترفة دون حرج ، ولم يكن جميعا من المحارم ، أو من كبيرات السن ، بل كن الجميلات الفاتنات ، وتلك حرية فاشية في بيئات واوساط تلك الأسر ، مسموحا بتلك الممارسات في الحب والعشق ، لكنها من المحظورات لدي عامة الشعب ، وهكذا تكرس الطبقات سلوكا لكل طبقة وفقا لوضعها الاجتماعي والاقتصادي ، وبالتالي تتعدد وجوه القيم الاجتماعية والاخلاقية فتطال تلك العلائق الجميلة في شأن الحب والعشق بين الرجال والنساء ، تشوه هنا ، وتجمل هناك ، وكذلك تفعل في المسموح به والممنوع ، والمسكوت عنه أيضا !
هذا الاختلاط / الوصال ، هنا ، والحرمان حد الكبت المقيت المراوغ ، هناك ، هو سمت حاضرة في المرحلة ، في ملامحها الاجتماعية المتباينة ، يقول أبن حزم في شأن الفصل في ما بين الرجل والمرأة ، وفي معني ومغزي الحجاب أيضا : " وإني لأعلم فتي وجارية ( يعني بها فتاة صبية ) كان يكلف كل واحد منهما بصاحبه ، فكانا يضجعان إذا حضرهما أحد وبينهما المسند العظيم من المساند الموضوعة عند ظهور الرؤساء علي الفرش ، ويلتقي رأساهما وراء المسند العظيم في حضور بعض أهلهما ، لا يمكن تصوره يتم في غفلة كاملة عن الحاضرين ، وإنما هو التغافل المتعمد القائم علي إقرار حق الفتيان والفتيات في الحب ، والتعبير عن هذا الحب في حدود معينة " ... هكذا ، تأملوا كيف يصبح الأمر كله مباحا في ذلك المجتمع المرفه ، حيث تتأكد فيه حرية الحب ، لكنها مقصورة علي أبناء وبنات علية القوم ، حيث يكون متاحا الجهر به ، ويجري التعامل معه بغير حرج ... فلا تجد أبن حزم هنا من بين المستهجنين لمثل هذا السلوك ، هنا نكاد نراه " محايدا " فلا يقول برأي ، فيورد الواقعة بجلاء حريتها ، بوجهها الذي هي فيه ... ومن خلال هذا النص نفسه ، يمكنك أن تري كيف أن حكايا الحب والعشق كانت تتداول وتنتشر في الناس بأسماء شخوصها أحيانا كثيرة ، فلا تحدث من جراء افتضاحها فضيحة أو كارثة ، وإن بلغ منها أمرها حد الهوس والهيام المجنون ، الصارخ في الملأ بجنون العشق !
لقد جعل أبن حزم " التصون " واحدا في الرجال والنساء ، وواحدا ميلهما إلي الشهوات ، لكنه – في ذات كتابته الفريدة تلك – جعل النساء وحدهن دون الرجال ، ينفردن بأمور الحب ، وإطالة التفكير فيه ، يحدث ذلك – كما يراه – في جميع مراحل العمر ... وتبعا لهذا " التخصيص " الذي لا نري فيه رأيه ، فقد جعل المرأة خير سفير بين المحبين والعشاق : " ولا سيما – يقول – ذوات العكاكيز ، والتسابيح ، والثوبين الأحمرين " ... وفي وصاياه ، لنقل بالأحري ، نواهيه وتحذيراته للفتيات الغريرات أن يبتعدن عن " النساء ذوات الصناعة ، كالطبيبة ، والحجامة ، والدلالة ، والماشطة ، والنائحة ، والمغنية ، والكاهنة ، والمعلمة ، والمستخدمة ، والصناع في الغزل والنسيج " ! فأنظر كيف يتخوف ، حد التحذير من الاقتراب منهن ، من النساء اللاتي حظين بالعلم والتجربة ، ثم أنظر كيف كانت تلك المهارات كلها فاشية عند النساء في ذلك الترف ... ويدلل علي مقولاته بالذي بين يديه ، متاحا إليه متي احتاجه ، يقول : " وكم داهية دهت الحجب المصونة ، والأستار الكثيفة ، والمقاصير المحروسة ، والسدد المضبوطة ، لأرباب هذه النعوت " !! هكذا ، يري المرأة في شواغلها بأمور الحب ، وفي حماستها وإقبالها للمشاركة في عقد الصلات وتسهيلها بين العاشقين ، ألست تري معي ، عزيزي القارئ ، إن في قوله هذا الكثير من الشطط ، الكثير من " التحامل " أيضا ، علي المرأة ، فهل هي فعلا في تلك الفطرة كما يقول ؟ ... كنا قد قلنا بتغيراته الكثيرة تحدث لأفكاره من الضد إلي الضد ، وإلي النقيض ، لكنه – لدهشتي – سرعان ما يذكر للمرأة خصالا طيبات أيضا . في باب " المساعد من الاخوان " يقول : " فالمرأة أكثر حفظا لسر المحبين وكتمانه ، وما رأيت امرأة كشفت سر متحابين إلا وهي عند النساء ممقوتة مستثقلة !" ... وفي ذات الباب يورد خبرا عن امرأة جليلة حافظة لكتاب الله ، ناسكة ، ومقبلة علي الخيرات ، تظفر بكتاب / رسالة لفتي إلي جارية ، فلا تلومه ، بل تعلن إليه أنها لو استطاعت أن تشتري الجارية بحيث تسهل إليه أمر حبه لها ، لفعلت لا محالة ، فيعقب أبن حزم علي ذلك " الطبع " ، الذي رأه وهكذا أسماه ، عندهن فيقول : " وإنك لتري المرأة الصالحة ، المسنة المنقطعة الرجاء من الرجال ، وأحب أعمالها إليها وأرجاها للقبول عندها ، سعيها في تزويج يتيمة ، وإعارة ثيابها وحليها لعروس مقلة " ! ، كما ذكرنا ، إنه يراه طبعا فيهن ، طبعا وليست شفقة ينشغل بها برهة قلب رحيم ... لكنه يمضي فيقول : " وما أعلم علة تمكن هذا الطبع من النساء ، إلا أنهن متفرغات البال من كل شئ ، إلا الجماع ودواعيه ، والغزل وأسبابه ، والتآلف ووجوهه ، لا شغل لهن غيره ، ولا خلقن لسواه ، والرجال مقتسمون في كسب المال ، وصحبة السلطان ، وطلب العلم ، وحياطة العيال ، ومكابدة الأسفار ، والصيد ، وضروب الصناعات ، ومباشرة الحروب " ! فتأملوا قوله ، إنها " سقطة " أبن حزم الكبيرة في " طوق الحمامة " ، ألم يجعل هنا سجنا كبيرا للنساء ؟ أتري ، أيضا ، بسبب من ما عايشه ورأه في بيئته تلك ، بيئة الحريم المرفهات ، نصح الفتيات يبتعدن من ذوات الأعمال والخبرات ، العالمات بأمور الحياة ، حتي لا يحرضن النساء فيخرجن من سجن الرجال / سجنهن ؟ ثم ، هل فطرن فعلا علي تلك الأعمال التي احصاها وجعلها للرجال دونهن ؟ علي التأكيد نحن لا نري رأيه هنا ، بل نراه في الشطط الكثير وقد جانبه الصواب ، بعيدا عن العلم والمنطق المعقول ، فهذا الذي يقول به من تداعيات وافرازات ونتائج واقع النظام الاجتماعي واسلوب التقسيم الطبقي للعمل في ذلك المجتمع ... ولم تكن أبدا تلك فطرة في المرأة دون الرجل ، و " طوق الحمامة " هنا ، يغفلها ، يجعلها أدني منزلة من الرجل ، يراها في شهوة جسدها ، فيكاد لا يري إلا ذلك وحده منها !!

و ... تبقت كلمة ، نقولها لنتفكر ونفكر في القضايا المثيرة للجدل والتأمل في شأن العلاقة للمرأة مع الرجل ، ورأينا كيف جعل أبن حزم يرفض الحب يحدث منهما من أول نظرة ، ويستهجن الحب " الشاذ " / حب الغلمنة ، الذي كان له جسد ولسان في زمانه والذي سبقه ، وله ، أيضا ، في الشعر أغان وسير ، ثم هو يري أن الحب توافق في أساسه وجوهره وتجاذب ... بل أنه يقدم لنا دراسة اجتماعية لمجتمعه ، ورأيناه يجتهد ما وسعه ليقدم لنا سيكولوجية للمحبين والعشاق من الرجال والنساء ... لعل أكثر ما يعجبني فيه ، هو هذه الجرأة الباسلة التي تجلت في " الطوق " ، إذ فتح نافذة لموضوع شائك / جليل ، لرجل يعد من فقهاء التدين في عصره ، ثم إنحيازه الواضح للحب ، رغم إنه إلبسه ما إستحسنه إليه من أردية الطهارة كما يراها ، وأيضا ، فقد جعل تلك النافذة مفتوحة إلينا ، لنتفكر في قضية الثقافة الجنسية وكيفية جعلها نهجا متطورا في ثقافتنا ، وفي مدارسنا وأنظمتنا التعليمية . هكذا ، إذن ، قرأت " طوق الحمامة " ، وفي نفسي كثير تقدير وإعجاب لهذا الرائد الجسور وهو يعلي – ما وسعه – من شأن الحب ، ذلك الجميل الذي في صحبة الإنسان والحياة .



#جابر_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرقصوا ، هيا أرقصوا مثله ...
- للماجدات النساء ...
- إلي الشاعرة بارقة أبو الشون ...
- في الشجر وإيقاع الراقصات !
- صحراء الجسد، جسد الصحراء ...
- دهستها سيارة ... !
- ما قالته الشاعرة !
- أعتمة في الشعر ؟
- نداء من قلب في القلق ... !
- أرهم في يديك الحجر ...
- جسديات !
- و ... هل أراها ؟
- ناس ... !
- وصية عاشق !أ
- للأحزان وللدموع من يكتبها ، و ... تكاتبه !
- أتحبني ؟ سألت ... !
- سعدية مفرح في فخ المتأسلمين ... !
- مرضت السوسنة ... !
- في مرآتها ... !
- حديثي للسوسنة ... !


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - ( طوق الحمامة ) ، نحو قراءة أخري ...