أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عزيز عقاوي - وجهة نظر بخصوص ما ورد في مداخلة الرفيق عبد الله الحريف حول جماعة -العدل والاحسان-















المزيد.....

وجهة نظر بخصوص ما ورد في مداخلة الرفيق عبد الله الحريف حول جماعة -العدل والاحسان-


عزيز عقاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 23:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في البداية أود أن أعبر عن تقديري واحترامي العميقين لهذا الرجل الذي قضى 17 سنة في سجون النظام المغربي يوم كانت السجون المغربية كلها معتقلات سرية ومواقع للتعديب المستمر ومختبرات لتجريب كل تقنيات الارهاب الجسدي والنفسي بعيدا عن تدخلات وبيانات الجمعيات الحقوقية والمنظمات الدولية ورسائل الفيسبوك والزيارات المرخصة .

عبد الله الحريف ،ايراهام السرفاتي و احمد ايت بناصر كانوا آخر من يغاذر سجون النظام المغربي الذي تعب وكل ومل من كل اساليب الترهيب والترغيب بشكل مباشر أو عبر إرسال مناضلين آخرين محسوبين على أحزاب سياسية إصلاحية "لاقناع" الرفاق للتنازل عن مواقفهم وخاصة بخصوص قضية الصحراء .

خرج الرفيق عبد الله الحريف من سجون النظام ولم يتاورى الى الخلف "لتقييم" التجربة وإعادة النظر في هذا "الشعب الخائن" الذي لم يكن في مستوى تضحيات المناضلالين والمناضلات" .



خرج عبد الله االحريف من سجون العار وأعلن استمرار النضال على درب منظمة الى الأمام الثورية وفق قراءة جديدة للمرحلة التي تلت سقوط جدار برلين وإعلان النظام العالمي الجديد . وأتذكر ماقاله الرفيق عبد الله الحريف سنة 1992 خلال حفل استقبال للمعتقلين السياسيين – الحريف وعبدالرحمان اعبيبي - والمنظم من طرف فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بمكناس بمقر الاتحاد المغربي للشغل بعدما منعنا في آخر لحضة من تنظيم حفل التكريم بالمعهد الموسيقي بمكناس إد قال الحريف : " كان الحسن التاني يقول أنه وضعنا في السجن لكي يحمينا من الجماهير بسبب موقفنا من الصحراء ،وها نحن اليوم بين الجماهير ،فل يتجول كل منا حرا طليقا بين الجماهير لنرى من منا سيحتاج للحماية" .

سنة 1994 بدأت مبادرة تجميع اليسار بعد خروج آخر المناضلين الماركسيين اللينييين وكان عبد الله الحريف في قلب المبادرة كما كان دائما في قلب كل المبادرات الرامية لتطوير أدوات الدفاع الداتي للجماهير والاسهام في بناء حزب الطبقة العاملة . ولم يعتبر أنه أدى "ضريبة النضال" غاليا وأن على الآخرين تأدية الضريبة هم الآخرين وأن يخلد هو الى الراحة وضمد الجراح والتمتع بدفء العائلة و الأصدقاء وكل من افتقدهم الرفيق وهو يعانق رطوبة الزنازن .

صمود الرفيق المناضل والقائد الثوري عبدالله الحريف داخل سجون النظام وخارجها وثباته على االمبادئ،هي سمة من سمات المناضلين المفكرين الذين يؤسسون ممارساتهم السياسية على قناعات علمية لا يزعزعها إلا قناعتات علمية أخرى تثبت صحتها وجدارتها .

ونظرا لأن الماركسية اثبت ولازالت تثبت قوتها العلمية والتحليلية في شرح واقع المجتمعات الطبقية واستشراف أفاق الانسانية – حتما الاشتراكية - ،فإن الرفيق عبد الله الحريف وسيرا على نهج كل الماركسيين المؤمنين بأن الماركسية ليست " دوكم" un dogme »« بل نظرية علمية قابلة للاغناء والتطوير وفق جدلية الثابت والمتحول : المتحول هي ظروف الزمان والمكان والثابث هو: القضاء على الاستغلال وبناء المجتمع الاشتراكي ،فهو متشبت بالماركسية كأداة لتحليل واقع الصراع الطبقي ومحتفظ لنفسه كمناضل ومفكرماركسي ثوري بحق الاجتهاد النظري بعيدا عن حسابات إرضاء الخواطر "الحداثية" والثورية" والمخزنية منها .

وهنا يكمن الجوهر الحي للماركسية . وهنا كذلك يتميز المناضلون المفكرون الثوريون الأحرار.

أما كيف ومتى وماذا ،فتلك اعتبارات يجتهد فيه المبدعون الثوريون كما فعل لنين الذي قاد ثورة في مجتمع اعتبره ماركس غير قابل لاحتضان الثورة العمالية على أنقاض الراسمال المتطور، واعتبره لينين مهيئا للثورة – تفاصيل هذا الاجتهاد اللينيني في كتاب "الثورة والدولة" لينين.

بخصوص ما ورد في مداخلة الرفيق الحريف حول جماعة "العدل والاحسان" .

في معرض حديثة في ندوة فكرية بالدرالبيضاء ، صرح الرفيق الحريف وهو يفكر بصوت عال أن جماعة العدل والاحسان معطى موضوعي في الواقع المغربي وأن هذه الجماعة تعارض "الدولة " وأن اليسار المناضل ضعيف ومشتت وبالتالي وجب التفكير في كيفية التعامل مع هذه القوة ،يقول الرفيق :" - هل الصراع بين "حداثيين" و"ظلامين" أم هو صراع طبقي؟ هل يجب أن نواجه في نفس الآن عدوا واضحا وسائدا (المخزن) وعدوا كامنا « potentiel » هذا التوجه يحكم علينا بالعجز وبالتالي بتكريس الوضع القائم.

- هل نحارب "العدل والإحسان" أو نتجاهلها بينما إذا كان العدو الأساسي، الآن و هنا، هو النظام المخزني وبما أن "العدل والإحسان" يناهض النظام المخزني أليس من المطلوب أن يناقش اليسار المناضل بجدية وعمق كيفية التعامل مع هذه القوة؟ ومطروح أيضا الصراع السياسي والفكري ضد المشروع الأصولي الذي تختلف معه جذريا."

إذن الرفيق الحريف لم يدع الى التحالف مع العدل والاحسان كما لم يتحالف معها أحد في حراك 20 فبراير بل هو دعا الى التفكير في كيفية التعامل مع "هذه القوة.

هل "زوروات" اليسار سيحاربون النظام ومعه جماعة العدل والاحسان أم أن العدو الطبقي الرئيسي هو النظام الطبقي السائد سياسيا و اقتصاديا وأن الصراع مع العدل والاحسان هو صراع فكري ويجب خوضه في معمعان الصراع والتمييز بين القيادات التي تستغل الدين للدفاع عن مصالحها الطبقية والقواعد التابعة التي تركها اليسار فريسة للقوى اليمينية بلبوسات دينية أو عرقية ؟ هدا ماطرحه الرفيق الحريف بصوت عال وبعمق المناضل الماركسي الثوري الذي يميز بين التناقضات. وعوض أن نمتلك جميعا الشجاعة الفكرية والسياسية للاجابة على تساؤل الرفيق ،تحالفات ردود الأفعال ليس إلا "الحداثية " و"الثورية جدا " لوضع الرفيق في قفص الاتهام لأنه تجرأ على التفكير بصوت عال .

وهذه الردود انخدعت أو ارادت أن تنخدع لمانشيطات صحافة الاثارة الاعلامية في زمن الركود الفكري والابداع النظري ...

أكيد أنه لا ممارسة ثورية بدون نظرية ثورية وأكيد أن النظرية تحتاج للتفكير والاجتهاد النظري الذي يأخد بعين الاعتبار تعقيدات الواقع وتشعباته وليس الى ترتيبات الدهن الجميلة على حد تعبير لينين.

إن اليسار المغربي المناضل يزخر بطاقات نضالية هائلة إن على مستوى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أو الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات أو الجمعية المغربية لحقوق الانسان و إطارات أخرى ... لكن ما ينقص ها اليسار مع الأسف الشديد هو الاجتهاد النظري والفكري للوقوف على مكامن الضعف وترتيب التناقضات وتحديد الأولويات والتفكير العميق في كيفية الانغراس في أوساط العمال والفلاحين والجماهير الكادحة دات المصلحة في التغيير الجدري للاوضاع دون الانخداع بحجم التظاهرات الطلابية التي لا تتجاوز اسوار الجامعة ... إن الرهان الأساسي هو رهان على العمال والفلاحين والكادحين. وبالتالي وجب على كل المناضلين الثوريين الحقيقيين الاجتهاد في هذا الاتجاه عوض الاجتهاد في المناوشات الكلامية على إيقاع البوليميك العقيم الذي يشيطن هذا المناضل ليظهر الوجه الملائكي للمناضل الآخر .

إنها عقدة الأب الفرويدية التي تلازم بعض العقوق المناضلة وتحول دون تطورها في الاتجاه الصحيح للثورة المنتظرة.

فلتجتهد رفيقاتي رفاقي نظريا ونمارس عمليا ، ومن اصاب له تحيتان ومن أخطأ له تحية .

عزيز عقاوي



#عزيز_عقاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعية المغربية لحقوق الانسان بين الممانعة والابتزاز
- الجمعية المغربية لحقوق الانسان / هوية واضحة ومبادئ ثابتة / ل ...
- الأمازيغية والعلمانية وحقوق الأنسان


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عزيز عقاوي - وجهة نظر بخصوص ما ورد في مداخلة الرفيق عبد الله الحريف حول جماعة -العدل والاحسان-