أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - صرخة مخنوقة














المزيد.....

صرخة مخنوقة


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرسل لي أحد الفيسبوكيين السوريين في المهجر الكلمة التالية للكاتب الراحل الرائع محمد الماغوط :
أخفضوا أصواتكم وأصوات صفاراتكم وأبواقكم ومطارقكم...
تخاطبوا همسا...سيروا على رؤوس أقدامكم.. فــالــوطــن في خــطــر.
(من شيزوفرانيا عربي)
وهذا جــوابــي :
*********
صـــرخـــة مــخــنــوقــة
يا عــربــان الوطن السوري في سوريا والمهجر...
آه لو سمعتم هذا الإنسان الذي مــات قهرا على بلده... ولم بفهم كلماته في حينه أحــد...
ومن كان بسمع في هذا البلد الجريح الصامد الصامت, صرخات الألم, ونداءات الدعوة للحقيقة الحقيقية, والمطالبة بالوضوح والصفاء والنقاء والنور.. من كان يسمع الدعوة للعلمانية التي كانت السبيل الوحيد المباشر لدخولنا في عالم الحضارة والوصول إلى بدايات الحريات والديمقراطية...
ولكن تجار الدين والفتاوي والشفط والسلب والنهب وسـرقة كل خيرات البلد لم يكن من صالحها أن يسمع الصامتون الصابرون الفقراء صوت الماغوط وغير الماغوط ومن تبقى ممن يصرخ للحقيقية...لذلك وقعنا في فخ الــدب والــجــب.. حتى وصلنا إلى البرابرة والتتر وأصحاب اللحى المغبرة.. وقــعــر جورة الظلمات والمستقبل الأســود المعتم!!!...............
كلنا شركاء, دون أي استثناء, لما أصاب الوطن السوري. بصمتنا عن الفساد الذي تفاقم خلال ستين سنة. بقبولنا بانتشار التعصب الديني والخطاب الديني ومن يتاجر بالدين. بتوجيه أنظارنا إلى مصالحنا الخاصة الضيقة المحلية, وعدم رؤية ما يصيب جارنا الفقير المظلوم المغبون. لأن مشكلته ليست مشكلتنا.. وخاصة لتطبيق المبدأ التخاذلي المعروف لدى العربان من أقدم العصور : اللي بياخد أمي .. بسميه عمي!!!...
كنا لا نرى العتمات الدينية الظلامية التي تغلف البلد يوما عن يوم, وفتح جميع الأبواب والنوافذ والطاقات وحتى المزاريب لها. بحجة مراضاة الأكثرية وشـراء التفافها حول السلطة, ومشاركتها بالفساد. حتى أصبح كل مواطن شريف غير فاسد أو رافض للمشاركة بالفساد, مشبوها خطيرا على أمن الدولة... بينما الخطرون الفاسدون الحقيقيون, والذين يعيشون اليوم كأول المعارضين في فنادق الخمس نجوم في العواصم الأوروبية.. كانوا من أقرب المدللين إلى المقربين في قلب الفساد والسلطة. مما أنـهـك الماغوط الراحل ألما.. فاضطروه إلى الصمت والعزلة.. ولما مات هما وغما ومرضا.. حملوا نعشه وهللوا له وكرموه.. ولكن كلماته الناقدة الحقيقية.. لم تنشر أبد...لأن صراحته الحقيقية تزعج جميع الأطراف... السلطة الحالية.. وشركاءها السابقين.. وأخصامها ومنازعيها المتعددين الحاليين على هذه السلطة...
آه لو تسمعون اليوم هؤلاء المعترضين المتنازعين... على قسمة الملايين بل المليارات, من الدولارات والأورويات التي تهطل من سماء مــكــة والدوحــة. لا على قواعد بناء ســوريا الغد وضمان حرياتها ووحدتها وحرياتها وتحويل سلطتها إلى ديمقراطية حديثة صحيحة حقيقية... مع ديمومة مضمونة بلا لحى مغبرة.. ولا شرائع تغتال كل حريات المرأة وحقوقها.. كما حريات الإنسان الحقيقية.
عندما ترى اجتماعاتهم على الشاشة.. تــقــرف.. تـخـجـل عندما ترى هذا الــحــمــد الذي اشترى نصف فــرنــســا, يهمس ويدرس لكل خطيب درسه وأوامره.. وكيات الدولارات والأورويات التي تهدر في كل اجتماع لحرق سوريا وتهديمها وتفجيرها وتقتيل أبنائها.. تقرف.. تخجل.. تثور بما تبقى من ضمير... وكل منهم يطعن شريكه في الظهر, حتى يحصل على الرئاسة والكياسة.. ومزيدا ومزيدل من الدولارات والأورويات, عن كل سوري يقتل, وكل بناء يهدم...
يا صديقي الراحل.. يا محمد الماغوط.. ويا أيها السوري المهاجر الذي ردد كلماته المنسية. نحن اليوم بلد لم تعد تنفعه الكلمات.. لأننا بعنا مصيرنا من سنوات طويلة... ولا ينفعنا الندب والنق والأسف.. لأنه لم تعد تنفعنا الكلمات. لأننا سلمنا مصيرنا من زمن طويل لناس وحكام وسياسيين في هذا الوطن الجريح وخارجه, باعونا برضانا كقطيع غنم يملكونه إرثا عشائريا.. فلا تندبوا.. بـل اصــرخــوا بما تبقى لديكم من صوت وضمير : كـــفـــا.. كــفــا.. كفا.....
كفا قتلا وتفجيرا وتنفيذا لأجندات خارجية, لا تخدم مستقبل البلد ولا حريات أهله. بالعكس تشاركون كلكم.. سلطة ومعارضات هيتروكليتيتية (قــشــة لــفــة) بموت هذا البلد كل يوم ألف ألف مرة... كما قال لكم وأنذرنا ونبهنا قبل موته محمد الماغوط... ولم تسمعوه.. ولم يسمعه أحد.
من يدري قد يسمعكم ويسمعنا هذا العالم الذي لا يسمع اليوم سوى ما يــشــاء وما يناسب مصالحه التجارية والرأسمالية.. وخاصة البترولية!...
كم آمل أن تحيا ســوريـا بلا أذى... كم آمــل.................
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تخية مهذبة.
غـسـان صـابـور ـــ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باراك حسين أوباما... أو غيره
- ما بدي كيماوي... بتحسس منو...
- غسان هيتو.. وخان العسل...
- رسالة وداع إلى صديق
- مسيو هولاند.. لمن تعطي السلاح.. رسالة مفتوحة...
- البابا فرانسوا
- لوران فابيوس, مفوض سامي في سوريا
- الرئيس الإيراني في جنازة الرئيس شافيز
- إعادة إعمار سوريا ؟...
- كيري.. كيري.. آه يا سيد كيري !...
- أنحني احتراما
- بلا جدل...
- أعتزل الكتابة...
- دمشق أصبحت تؤام بغداد...
- عودة إلى قصة الدب والجب......
- لنغير الموضوع....
- رسالة إلى صديقتي نيللي
- كلمات من دفتري
- أجوبة على تساؤلات
- تحية إلى البابا بينيديكتوس السادس عشر


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - صرخة مخنوقة