أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بطاش - ... إسقاط النظام أم ..إسقاط الدولة..!















المزيد.....

... إسقاط النظام أم ..إسقاط الدولة..!


محمد بطاش

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


... إسقاط النظام أم ..إسقاط الدولة..!
... قد لا يفهم العديد من الناس سر دفاع الكثيرين عن النظام السوري وقبله النظام العراقي، وعن سر الاعتزاز الكبير بتلك الجرأة المتميزة للقائد القذافي برغم من بساطتها... وعن عدم حفاوتهم بتلك الإرادة الشعبية التي أبهرت كل إنسان واقتلعت سلميا أعتا رئيس عربي في جمهورية مصر العريقة... وهم في نفس الوقت – هؤلاء المدافعين- ليسوا من أتباع هذه الأنظمة.
...لكن ما الذي نتج بعد سقوط هذه الأنظمة..؟!
... ما نتج هو نظام الفوضى والغوغاء .. وشيوع اللامبالاة وتكريس المساواة في اللاعدل .. لأن مطالب الغوغاء الشعبية تجتمع كلها في غاية واحدة وهي:
... ما السبيل إلى الوصول... دون مؤهلات؟
... ما السبيل إلى الوصول... دون وازع أو مقومات؟
... أحب أن أشير أن عملية استقراء الوضع العربي بين أقطاره من خلال هذه الفوضى التي تسمى ثورات لا مبرر له ولا يحكمه أي منطق لا صوري ولا وضعي لأن ظواهر هذه الفوضى لا تتشابه...بحيث أنها إذا اتفقت في المبدأ سوف تختلف في الغاية والعكس بالعكس...هذا إذا سلمنا بموضوعية ما يقال بضرورة التغيير...؟؟
... فما هو الشبه الذي يراه الإنسان بين الانقلاب الليبي والانقلاب المصري...؟
... الشعب المصري كما يعرف الجميع كان ولا يزال يعاني أزمات الفقر والبطالة والكثافة الديمغرافية التي تضيق عليه الخناق في جميع المجالات والقطاعات... فمن حقه أن يثور لتحسين أوضاعه.... ولكن الذي جرى لا صلة له بتحقيق هذه المطالب...
فنحن نعرف أن الثورة لم تتوقف عند هذا الحد وبالخصوص بعد الاستجابة غير المتوقعة من طرف الرئيس للتنازل عن الحكم...؟
... لكن سوف يفقد الشعب المصري أغلى شيء ميز الدولة المصرية وهو العدالة..!
... ما دخل ثورة شعبية حتى تتجرأ على مؤسسات عمومية لا علاقة لها لا بالاقتصاد ولا السياسة ولا أي شيء مثل ...الأرشيف الوطني والمتاحف....
... ما الذي كان يريده الشعب الليبي الذي يعيش أفراده الغنى الفاحش ... ما هو الشيء الذي وجده الشعب الليبي عند الشعوب الأخرى وحرمهم منه القذافي.... لا شيء غير الفقر والقمع... !
... كان الليبيون كلهم يحكمون داخل بلدهم وكأن كل واحد منهم رئيس مستقل بحكمه... فما كانت مطالبهم...؟ !....لا شيء، إلا التنكيل وسفك الدماء والهرج والمرج....
... ويبدو أن الثورة في سوريا لم تجد لها من غرض إلا تصفية الأئمة والعلماء.. وبيع أبنائها وبناتها في سوق النخاسة... وأحسن وضع سوف تؤول إليها سوريا إن رحل نظام البعث هو الوضع العراقي الذي تحولت من خلاله العراق إلى مذبح للبشر تارة..وتارة أخرى ملهى للخمر والدعارة...
... إذا القصد ليس كما يقول الغيورون وليس القصد كما يقول المغرضون.. فكلا الفريقين على خطأ.. لأن الجميع يأخذ في فهمه ما تمليه عليه أجهزة الإعلام.. لأنها هذه الأجهزة هي عبارة عن مؤسسات تعمل من خلال تمويل وعائدات أصحابها، فإن لم تكن تعمل لصالح النظام هي بالضرورة ضد النظام.. وإن كان النظام عميلا للغرب، فإن المعارضة عميلة بالضرورة لهذا الغرب... إنما أحلى الأمرّين مرّ...
... طبعا أنا أتكلم عن هذه المعادلة وأدرك تماما استحالة فهمها.... في حين أقول أن فهمها بسيط وبسيط...فقط يشترط في فهمها أن يكون الإنسان المتدبر لها عربي يعيش في واقع عربي .. يدرك تماما أن لا أحد أفضل منه في فهم واقعه الذي يعيشه هو، لأن ذلك الإعلامي يعيش واقع المؤسسة التي يسترزق منها لا أكثر... وأن ذلك الإعلامي ليس أفضل منه ليملي عليك ما يريد...
... أعود إلى تساؤلاتي لأقول أن الإجابة عنها ليست نتاج استلزامات منطقية أو استدلالات عقلية أو استقراءات... فقط هناك واقع يراه الجميع...
... ما زلت أؤكد على أن الهدف من هذه الثورات في حال سلمنا بمرجعيتها الشعبوية أنها تطمح إلى شيوع الفوضى من أجل الوصول... الوصول إلى المراكز واعتلاء السلطة ونهب الأموال وتفادي كل القوانين التي تقف الدولة حائلا دون تجاوزها.....
... فهذه ثورة كل من هب ... فلم نرى فيها لا وازع ولا دين ولا نظام ولا وعي أو فكر...... ومن قال غير هذا ... يخبرنا ما حققت وما أنتجت... أما إذا قال أن الوقت غير كافي لجني الثمار ... أقول له وما زرعتم لأجل ذلك ...؟
... إذا.. فنحن في كل ثورة نفقد دولة... ولا تتوهموا أننا نغير أنظمة...ما دام أن الأسوأ هو من يجلس مكان السيئ...
... نسمع جميعا عن تلك الإصلاحات التي تعمد إليها الدولة عند كل حراك شعبي هنا وهناك... لتجد أن ذلك الحراك قد هدأ واختفى... طبعا لا أريد أن أستنتج هنا ..لكي لا أدعي أنني محلل أو أفهم في السياسة.. لكني أريد أن أذكر أن مطالب الشعب بسيطة حتى وإن كانت حاجته إليها عظيمة ..فهي لا تتجاوز حاجاته إلى الكهرباء والماء والخبز وفي بعض الأحيان المطالبة بتأمين السكن والاستقرار... لكن بعض الأنظمة عرفت أن هذه المطالب إذا استطالت وزاد بقاؤها بشكل متصل سوف تتعفن ويسهل على الفيروسات السياسية أن تعشش داخلها...لتتحول هذه المطالب إلى مطلب كبير وعظيم وهو ... إسقاط النظام ....الذي هو في الأصل إسقاط الدولة... فسارعت بدورها إلى تجنب ذلك .. اعتمادا على هدر الأموال والسكوت عن التجاوزات وشيوع الرشوة والفساد وانتشار الجريمة.. مثل ما يحدث في الجزائر.
... هذا التداخل الذي لم يستسغه حتى كبار المثقفين ولم يتمكنوا من فهمه.. لأنهم في الأصل لم يدركوا التداخل الحاصل... إذ أصبح شرط تغيير الواقع السياسي بإسقاط النظام هو إنهاء الواقع السياسي بإسقاط الدولة في حد ذاتها.... لتبقى الشعوب هائمة لا يحكمها أي نظام غير نظام الفوضى والإثنيات المشوهة كما نرى اليوم.
... فإذا ما قام أحد يدافع عن حرمة الدولة التي هي مكسب حضاري وتاريخي والأكثر منه مكسب إنساني ..اتهم بأنه عميل للنظام ... لأن الضرورة تملي ذلك... ما دام أن تغيير النظام الفاسد إن كان كذلك مشروط بهدم معالم الدولة وأركانها ...كما حدث في ليبيا والعراق ويحدث في سوريا...
... وهذا هو الثمن الذي دفعه المفكر " الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي" في دفاعه عن حياة الإنسان التي هي في منء عن مصالح النظام .. ودفاعه عن مصلحة البلاد والعباد التي هي أسمى من مقاصد إسقاط النظام..إن صحت... لكن لا حياة لمن تنادي... لأن المشكل عند هؤلاء الذين يتمادون في إطالة عمر هذه الفوضى ليس التغيير ولا الإصلاح إنما هي الغيرة والحسد وروح الانتقام والصيد في
المياه العكرة وحب الذات ... زادها بلة الجهل وقلة الإيمان بالوجود الإنساني والفضيلة الإنسانية.
... إن قلتم أن الأنظمة السياسية أساءت..قلنا نعم.. لقد أساءت، لكنها لا زالت تحمي كيانا اسمه " الدولة"، وإن قلتم إن الثورات عربية شرعية المطالب، قلنا نعم.. مطالبها مشروعة، لكنها منذ البدء ولا زالت لعبة الآخر لإنهاء الكيان المستقل للعنصر العربي والإسلامي... .
... وإنه لمن الصعب جدا أن يستسيغ إنسان واقعا يعيشه أصبح فيه القائم بأمور الدين هو الداعي إلى هدمها، فمن كان يظن أن التيار الذي
تبنى العداء للاستعمار وكل أشكال الإمبريالية والصهيونية هو نفسه التيار الداعي لها والراعي لمصالحها... لكن كل من ترعرع في هذا الواقع يدرك مدى حجم اللعبة التي حيكت وتحاك... وأن المنطق السليم الذي ينبغي أن يطبع أفكارنا من اليوم فصاعدا، هو أن ندرك أننا مجتمع أصغر بكثير مما كنا نتصور... مجتمع صغير في مدركاته، ضعيف القوى هزيل في تصوراته وطموحاته ... جذوره وإن تغنى بعظمها المؤرخون إلا أن واقعه اليوم أشبه ما يكون بأغصان شجرة تعرت من أوراقها بعد أن جفت من تحتها الأرض وأقلعت من فوقها سحب السماء... وليس لها بد سوى أن تحرق وتصبح رمادا تذروه الرياح...
المنطق السليم يملي علينا أن نتجرد من جميع المسميات وأشكال الأفكار المستهلكة البالية، والبحث فقط عما نحتاج في حياتنا وما يبقينا كذلك متميزين بثقافتنا التي هي منبع ذاتنا.متطلعين إلى ثقافة الآخر لأجل استمراريتنا ... ولكن كما نريد نحن..لا كما يريدون لنا... فقط ليس بعد أن نهدم الصرح الذي يجمعنا وهو " الدولة".. لأننا إذا هدمناه بأيدينا، لن يبنيه غيرنا.. غيرنا الذين أعترف لهم بالفضل الكبير في بنائه يوما من الأيام...حتى وإن غشوا في دعم وتمتين أسسه...؟؟!
...........
... في يوم قبل هذا لم أكن أثق كثيرا فيما أكتب.. لكنني وجدت أن أردأ ما يمكن أن أكتب..
........................... أفضل وأسمى من ذهبات ألفاظ ساستنا ومفكرينا المستوردة... !!



#محمد_بطاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف بين إرادة تكريس التبعية والجمود الفكري... دعوة لفاعلي ...
- ... لماذا كانت ثورة الربيع العربي بدون وازع أو مشروعية فكرية ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بطاش - ... إسقاط النظام أم ..إسقاط الدولة..!