أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - كلاب سانتياغو














المزيد.....

كلاب سانتياغو


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 08:16
المحور: الادب والفن
    


كلاب سانتياغو
حسين ابو سعود
ان سانتياغو عاصمة تشيلي ، مدينة قد لا تختلف كثيراًعن المدن الاخرى ، الا كلاب المدينة ، فقد وجدت اكثر الكلاب نائمة في الشوارع في وضح النهار ، غير مهتمة بالزحام وحركة الناس واصوات الباعة ، ولعل الاحساس بالامان جعل الكلاب تغمض عيونها عن الخوف وتنام ، ولا انسى ذلك الكلب الذي كان نائما امام القصر الجمهوري عندما اجتمع الناس في الحديقة المقابلة لمشاهدة مراسم استقبال رئيس وزراء كندا الذي كان يستعرض حرس الشرف على السجاد الاحمر ولم يهتم الكلب بجلال المظاهر واهمية الحدث وعزف الجوقة الموسيقية والخيالة ورجال الامن والحراس. اقتربتُ من الكلب فقلت له انهض ايها الكلب ، انظر الى الحراس واستمع الى الموسيقى المهيبة ، فلم يحرك ساكناً حتى اذا انتهت مراسيم الاستقبال وانفض الناس انتفض الكلب ونفض عنه كسل الرقاد وقام ليذهب غير عابئ بما يحدث فقلت له صحيح انك كلب وابن كلب .
وسانتياغو مدينة كبيرة حديثة نظيفة ، وقد شاهدنا في المطار حال الوصول شرطيات ومعهن كلاب بوليسية تحوم حول المسافرين تشم امتعتهم بحثاً عن المخدرات حيث ان دول امريكا الجنوبية معروفة بالمخدرات وقد اخبرنا احدهم بأن الكثير من الشباب مبتلى بداء المخدرات وتضطرهم الحاجة الى المال لارتكاب الكثير من جرائم السلب والسرقة وان سراق تشيلي لهم شهرة واسعة ، وقد سرق احد العابرين جهاز موبايل صديقنا عندما اوصلناه بسيارتنا في طريق العودة من ميناء (فين دي لامار ). وقد وصف احدهم شعب تشيلي بأنهم لصوص وكسالى وكذابين وهو وصف ظالم مبالغ فيه لأني وجدت عند من زرناهم التقدير والاحترام والانسانية ولا ادري من اين ينبع مثل هذا التجني في وصف الشعوب ولعلها نابعة من تجارب شخصية مريرة .
سانتياغو مدينة غالية جداً ولاسيما المطاعم التي تنافس لندن في الاسعار وحتى السمك الذي يتوفر بكثرة في تشيلي التي يحدها البحر لمسافة 6000 كيلومتر الا ان سعره غالي واذكر بأن احد المهاجرين المسلمين قد دعانا الى مطعم يعطي انطباعاً بأننا في حرب حقيقية وليس في مطعم راق ، حيث الديكورات تعتمد على الجماجم وتماثيل الشياطين والسيوف والدروع ، وحتى النادل كان يرتدي ملابس القرون الوسطى ، ويضع على رأسه قلنسوة حديدية ، ولكن الطعام كان لذيذاً على اي حال ، ودعتنا عائلة لبنانية مغتربة الى مأدبة عشاء في شقة تقع على الطابق السادس عشر ، و وقفنا على الشرفة بعد العشاء فصار رب الاسرة يحدثنا عن مواضيع شتى ومنها الزلزال المدمر الذي ضرب تشيلي فأخبرنا بأن هذه البلاد تقع ضمن شريط الزلازل وان الهزات الارضية تحدث فيها على مدار العام ، ولا ادري كيف ينزل الساكنون في العمارات الشاهقة في حالة حدوث هزة ، فكيف ينزل الشيخ الكبير المقعد او امرأة مع رضيعها او الطفل الصغير ، وتمنيت حينها ان ننتهي من العشاء بسرعة لنغادر الشقة ونعود الى حيث نسكن وهو منزل من طابق واحد ، مع ان المبان عندهم مصممة بشكل يحتمل الهزات الارضية ، وفعلا عدنا فأويت الى فراشي ، وغرقت في نوم عميق ، الا ان اهتزاز الارض بشكل كبير افزعني وايقظني من سباتي ، يا الهي ما هذا ، هل حلم ام حقيقة ، الارض تهتز بمقدار ½6 درجة بمقياس رختر كما اخبرونا لاحقا وخرج صاحبي من غرفته وفتحنا التلفزيون واذا به ينشر الخبر عن الهزة الارضية وتبث صورا عن اناس يغادرون مبانيهم بملابس النوم ، ثم عرفنا بان الهزة مرت بسلام ولم تحدث خسائر في الارواح حيث كانت الحياة في اليوم التالي عادية والابتسامات كالعادة تعلو الوجوه ولكن الزلزال الذي ضرب دولة تشيلي في الستينات كان مدمراً ، وعلى اي حال فالامر بالنسبة لي عادي ولكن ماذا كان يقول رئيس وزراء كندا كان موجودا في سانتياغو تلك الليلة ؟ .
تشيلي دولة طويلة تختلف مدنها من حيث المناخ والطقس والتضاريس فهناك مدن دائمة المطر والبراكين ومدن لا ينزل فيها المطر ابداً وفيها الجمال والجبال والثمار الازهار والانهار و الشلالات والبحيرات والسماء الصافية ، وفيها مدينة تسمى ( اكيكا ) توصف بانها سقف العالم وقريبة من السماء حيث ترى النجوم تتدلى كالعناقيد الا ان مناخها حار جداً ، وفيها سواحل ساحرة تتمازج معها الجبال المكسوة بالغابات .
وقد لفت نظري اناقة السكان رجال ونساءً ، كباراً وصغاراً علماً باني لم اجد هذه الدرجة من الاناقة حتى في لندن، علماً بان تجارة الملابس المستعملة مزدهرة في تشيلي حيث تأتي البالات من امريكا وهي مرغوبة لمتانتها ونوعيتها ورخصها ، ولا يكاد احد يفرق بينها وبين الجديد لاسيما بعد ان تغسل وتكوى وتباع على عكس البالات التي في بلادنا ، فهي مكشوفة .
ومن الملفت للنظر في سانتياغو كثرة الشباب وقلة كبار السن والاطفال ، وكذلك كثرة النساء نسبة الى الرجال حيث اخبرني احدهم بأن نسبة النساء الى الرجال هو 5-1 مع اني لست مجبرا على تصديق هذا الامر لانه لو صح سيؤدي الى كارثة حقيقية .
وبقي ان اقول بان سانتياغو فيها جالية عربية كبيرة قوامها اكثر من 400 الف فلسطيني مسيحي سكنوا فيها من مدة طويلة وبرز منهم الكثير من رجال المال والسياسة فيما نزحت 20 عائلة فلسطينية مسلمة من العراق بعد السقوط بالترتيب من الامم المتحدة . وكنت اود ان اتحدث ولو باختصار عن المسلمين في تشيلي ولكني عندما وجدتهم قد نقلوا خلافاتهم الى هذه البقعة البعيدة من الدنيا قررت ان لا اكتب شيئاُ عن الاسلام في تشيلي ، فهل انا مخطئ ؟
[email protected]



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السائق الاجنبي والمراة السعودية
- أنا وعدنان الصائغ تحت سماء غريبة
- مدن بلا سكان
- متابعة تفاصيل امرأة تحبني
- جراح من ذهب خالص
- السفر وأماني رأس السنة
- آخر رسالة حب
- الحزن حرفتي
- مطر يحتمي من مطر
- صوت البحث عن ضوء الحكايات
- السنة والشيعة: صراع اختياري
- تلك كربلاء وتلك منازلها
- حكايات الفصول ، فصول الجدب
- موعد مع الموت أخلفناه (المنصور ميليا)
- تكريم جابر الكاظمي في العاصمة البريطانية
- الصراع صناعة انسانية عريقة
- ان بعض النور ظلمة
- الدونمة : مسلمون ام يهود ؟
- عيناك تسافران في روحي
- العاشرة ليلا تحت جسر واترلو (*)


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - كلاب سانتياغو