أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد شباري - كوريدا














المزيد.....

كوريدا


رشيد شباري

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 01:43
المحور: الادب والفن
    



للقلب عين واحدة، تطل على الأدغال وتتفرج على صراع الوحوش.. تصفق صمامتاه للغالب وتحتقر المغلوب، تتسع الحلبة لتتجاوز كل المسافات المفترضة، الجمهور عين ترقب النعش المنهار، تسايره إلى مرقده الأبدي والوحوش تتعبد تزلفا لخالقها وتقاتل مخلوقاته، تفتك ببعضها في نشوة المنتصر في الحرب.. وأنا.. أبو محايدا ما دمت أفتقد للسلاح والقوة المؤهلة للمنازلة..
اكتفيت بالعين البرانية.. أتغزل وأتحرش ولي فيها مآرب أخرى..
رفع صمامتيه مزهوا بانتصاره.. كانت كأذني حمار وحشي، لعبة الغدر لن تنتهي بانتهاء الجولة. جال بعينيه في الخلاء القاني الموغل في دواخلي التي لم تسلم من ارتعاشة آدمية.. لا وجود لرائحة البشر هنا.. فراغ يمتد إلى ما لا نهاية.. فراغ يتحدى بؤبؤ عينه المطلة من شرفة الصدر أو الصدغ، لا معنى للمساحات هنا..
مفازات تنفتح على مفازات، جبهة جديدة يفترض مصارعتها.. وانا التائه أمام جبروته، كنت أرقبه وهو يضغط أزرار الدم المتوردة والمتورطة هي الأخرى في لعبة الشماتة.. ظلمة قانية تؤثث هذا الفضاء وتحيله إلى فوهة بركان يتقيأ الحمم ويرمي بها في مسارب مجبولة على أداء مهمتها التوصيلية بأمانة المؤمن المتقي شر التفريط في الأمانات...
نوتات قيثارة أندلسية يراقصها القلب المتورم باستعارة خيطانة تستلهم تاريخ شعبها وهو يصارع قوى الشر، يتمثل نفسه فيها باستحضار قتاله العنيد في معركة يعتبرها مقدسة ما دامت تدور حول حد الوجود أو العدم..
الرقصة الحزينة المنبعثة من عمق المأساة، تخفي في باطنها علة المأساة..
الصمامات تناطح الصمامات.. أشعر باهتزاز كياني استجابة للسعات التناطح المحرقة، قوة مغناطيسية تنجذب لها جوارحي المشكلة للسور الفاصل بيني وبين الحلبة، فييما تتابع مفاصلي حركتها الإنتباذية خوفا على توازنها، وحفاظا على نظام الحركة واستمراريتها تفاديا لإمكانيات الإصابة بالشلل المتوقع بقوة في مثل هذه الحالة..
أعد ذريرات دمي المتوردة كخد يافعة خجولة، واملأ بها بطن المختبر لاستكشاف الحقيقة من صلبه كقذيفة مرعدة يتفصد لها الجبين وترتعش الأمعاء بهديرها الباعث على الغثيان. يتقيأ الكمبيوتر نتيجة المعركة والقلب عينه البرانية ترقب العملية من أولها، ولا يستجيب لسطوة لفزع المستحوذ على مملكته، وحده يحكمها وأنا صاحبها، يتربع على عرشها وأنا المالك بلا رصيد..
المختبر يشارك وحوشي النهش والنطح بلا صمامات.. وإلا ما الداعي إلى حجب الحقيقة عني وأنا طالبها؟
أيقنت الآن أن المؤمرة مستوردة من الخارج ولا ذنب لجوانيتي فيها، مما يستوجب انتشالها من عشيرة المغرر بهم..
- يا هذا الذي يسكنه الحلم الردي المطرز بالكوابيس الرمادية، قم تحارب!
هي لغة.. لا شرقية ولا غربية تلك التي يخاطبني بها.. أفهمها من معناها، وذلك بتتبع حركات صماماته وتلميحاتها المستلهمة لحركات الصم والبكم.. أحس به يناجيني من وراء حجب فتاكة.. تقتلني الحسرة وأنا لا أملك قوة لاختراق الحجب وهد أندادي..
- يا أيها القلب الوهن إذن لي بنطفة حيوية من سيولك النظيفة، تمكنني من التقاط قوتي في برهة أو غمزة عين حتى، لآتيك برؤوسهم جميعها تنزف ندما على ما اقترفت وحوشي من جرائم لا أراها وهي تتملكني وتوزعني أشلاء، أشلاء..
- كيف يا قلب، يا أيها المنادي البعيد تناجيني وأنت السبب والنتيجة فيما أنا فيه؟..
أجيب ولا يجيب..
فقاقيع الدم الحمراء تغادر قنواتها، مما أفقدها السبيل المؤدي إلى مضختها أو محطتها، لست أدري، فاكتفائي بعيني البرانية سببت لي شخا يصعب له حتى أتمكن من إعادة ربط الاتصال..
خانت أمانتها، والزمن المحدد لعمر المبارزة أوشك على نهايته وما علي إلا التكوم والتكتم إلى أن يقضي أمر كان مقضيا..



#رشيد_شباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاتحة
- من الميكافيلية الى أمراء الدم .
- وجدان غيمة
- طيور الجنة


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد شباري - كوريدا