أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - صدام وضباطه : مَن خان مَن ؟















المزيد.....

صدام وضباطه : مَن خان مَن ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى العاشرة لغزو واحتلال العراق، وإسقاط نظام البعث الصدامي كنتاج ثانوي لهذا الغزو، وقيام حكم المحاصصة الطائفية، يشعر المرء بالحاجة إلى استذكار بعض عناوين هذا الغزو في جوانبه العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. هذه وقفة استعراضية وتحليلية أولى في الجانب العسكري وتحديدا لبعض ما قيل بصدد حالات الخيانة التي اتهم بها عدد من الضباط الكبار في جيش النظام السابق، تتبعها وقفات أخرى:
مع استقالة الرئيس العراقي العسكري أحمد حسن البكر، في 16 تموز 1979، و وصول المتفرغ الحزبي المدني الذي لا علاقة له بالجيش صدام حسين إلى السلطة، حدث ما يشبه الانقلاب الجذري في الجيش تواكب مع تداعيات حرب الخليج الأولى ضد إيران، فخرجت منه أغلب قياداته وكوادره المرموقة وذات الخبرة العريضة و رُقيّت عناصر حزبية أخرى بعضها لم يكن يحوز أية خبرة أو ثقافة عسكرية و ربما كانوا برتب متواضعة كضابط صف أو جندي سائق كحسين كامل، صهر الرئيس وزوج ابنته الكبرى، والذي تحول إلى ضابط كبير برتبة فريق.
قبل غزو العراق سنة 2003، كان الجيش العراقي التقليدي متواضع القوة والتركيب والسلاح، أنهكته حربا الخليج الأولى والثانية والحصار المديد الذي أعقبهما، وإلى جانبه كان ثمة جيش آخر مستقل عنه هو "الحرس الجمهوري" بتشكيلاته الضاربة والمسلحة والمدربة جيدا. وكانت قيادات العمليات والحلقة الضيقة صانعة القرارات في الجيشين تتألف من أشخاص معدودين هم الرئيس نفسه، وابنه قصي قائد قوات الحرس الجمهوري، يعاونه زوج ابنته جمال مصطفى وشقيقه كمال، وابن عم الرئيس الذي أثار دوره في الحرب جدلا واسعا واتهامات كثيرة اللواء ماهر سفيان التكريتي وأشخاص قليلين آخرين لا أهمية لهم و يتم استبدالهم أو الاستغناء عنهم باستمرار. كان الولاء في القيادات العسكرية والحزبية والحكومية يقوم على أساس الولاء لشخص الزعيم أولا، والخيانة كانت تعني عدم الولاء له أو مجرد التشكيك به.
وقد قيل الكثير، بعد حرب احتلال وتدمير العراق سنة 2003، عن عمليات خيانة وغدر قام بها بعض القادة العسكريين العراقيين لقيادتهم العامة ولنظام الحكم. غير أنّ هذا الكثير لم يكن متجانسا أو متشابها فقد تعددت واختلفت وجهات النظر حوله وتناقضت تفسيراته والأدلة المسوقة عليه.
أحد القادة العسكريين العراقيين والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، صرح لوكالة " قدس برس" بأنّ ( الخيانة التي كانت موجودة في الجيش العراقي، ليست بالطريقة التقليدية التي يعرفها البعض، كان هناك عدد من الضباط المنتفعين والنفعيين يحيطون بالرئيس السابق، كانوا يحجبون عنه بعض الحقائق، من أجل أنْ يحصلوا على تكريمه المادي..) . البعض الآخر أكد بعد نهاية الحرب وقوع ( بعض الخيانات ولكن ليس في القوات المسلحة فحسب وإنما على مستوى القيادات السياسية والحزبية و تم اكتشافها في وقت متأخر ).
ضابط كبير في سلاح الدفاع الجوي قدم شهادة اتهم فيها قيادة سلاحه بالخيانة لأنها لم تطلق صاروخا واحدا على طائرات العدو. موسعا اتهامه إلى قائد الدفاع الجوي المهندس جمال مصطفى ابن عم صدام حسين وزوج ابنته الصغرى والذي كان على علاقة سرية بالغزاة كما يقول هذا الضابط.
وكانت قد شاعت أنباء خلال الحرب عن خلافات حادة بين صدام و وزير دفاعه سلطان هاشم وفي هذا الصدد صرح المقدم عصام عبد الرحمن وهو من سلاح الدروع التابع للحرس الجمهوري وفق ما نقلت جريدة الرياض السعودية ( ان صدام أعدم وزير دفاعه يوم التاسع من نيسان وقد يكون لتصريحه أي وزير الدفاع الذي قال فيه ان الأمريكان سيكونون على حدود بغداد بين أربعة إلى عشرة أيام ويذكر أن هذا التصريح أفرغ نصف سكان بغداد الأمر الذي ازعج صدام حسين أيما ازعاج!) وقد اتضح فيما بعد أن الخبر كان عاريا عن الصحة، فالوزير المذكور سلّم نفسه للقوات الغازية بعد هزيمة النظام ثم حوكم مع صدام وآخرين بتهمة المشاركة في عمليات الإبادة الجماعية ضد الأكراد "الأنفال" وحكم عليه بالإعدام وما يزال ينتظر تنفيذ الحكم حتى اليوم.
أما القائد العسكري الذي كثر الكلام عن خيانته أكثر من غيره، أي اللواء سفيان ماهر التكريتي فقد ذكرت مصادر صحفية فرنسية في حينه، كما يورد الإعلامي أحمد منصور في كتابة " قصة سقوط بغداد"، ( أنه عقد "اتفاقاً" مع الأمريكيين، قبل عام من ذلك، يقضى بعدم اشتراك مائة ألف عسكري من الحرس الجمهوري في القتال، وأنه اقتيد مع عائلته سرّاً في الثامن من نيسان "إبريل" على متن طائرة "سي 130" إلى قاعدة عسكرية أمريكية، وبالتالي فإنّ نبأ موته ليس صحيحاً) مشيراً إلى أنّ ماهر سفيان أمر قواته بعدم الدفاع عن بغداد. وسيتضح لاحقا أن هذه الأنباء ليست دقيقة تماما. كما قيل كلام مشابه عن قائد آخر هو سيف الدين الراوي، وفي التفاصيل تخبرنا صحيفة الوسط البحرينية أنّ هذا الضابط كان قد أعطى أوامر بانسحاب القوات التي كانت تحت إمرته بعد الخسائر الكبيرة التي حلّت بها نتيجة استخدام العدو للأسلحة المحرمة، وحين سأله قصي عمن خوله إعطاء تلك الأوامر قال له الراوي : بأمري أنا، فما كان من قصي إلا أن أطلق عليه النار من مسدسه الشخصي وأرداه قتيلا على الفور.
بأخذ الظروف المأساوية المحيطة بأجواء المعارك آنذاك، يمكن لنا أن نتفهم وجهة النظر التي تبرأ هذا الضابط وأمثاله ممن أعطوا قواتهم الأوامر بالانسحاب من المعارك وإعادة تنظيم صفوفها تفاديا للخسائر الفادحة في الأرواح.
ويبدو أنّ سيرورة الانهيار والانسحابات قد استمرت وتصاعدت فقد أوردت مصادر أخرى أنّ اللواء سفيان التكريتي اتفق مع الفريق رعد الحمداني بعد خروجهما من أحد اجتماعات القيادة ( على ضرورة تجنيب المقاتلين مزيدا من الموت والتفاوض مع الأميركيين على دخول بغداد من دون قتال. وفعلا أعطى اللواء ماهر أوامره لقواته التي كانت متمركزة بين بغداد وتكريت بالانسحاب وعدم القتال).
وقد أكدت هذا المعنى صحف عربية منها "القدس العربي" اللندنية إذ نقلت عن تقارير أمريكية قولها إنّ المخابرات المركزية تمكنت من تأسيس اتصال آمن بالفريق ماهر الذي طُلِبَ منه تجنب نسف الجسور وسحب قواته من مواقعها على ضفاف دجلة وحول مواقع حكومية في بغداد. وأن التكريتي طلب في المقابل تعهداً أمريكياً بضمان أمنه الشخصي وأمن نحو 20 شخصا آخرين من ضباطه وعائلاتهم، وبتعهد بعدم تعقبهم قانونياً إذا انتهت الحرب.
التكريتي من جانبه نفى كل الاتهامات الموجه له بالخيانة، كما سعت صحيفة بعثية على النت هي "البصرة نت" لتأكيد براءته وقالت بأنه كان ( زاهداً في التحدث إلى الصحافة وحريصاً على أنْ يترك القصة برمتها للتاريخ، فالوقت لم يحن للكلام بعد، على حد تعبيره) وتنقل الصحيفة عن ضابط آخر هو مصطفى كامل من بغداد تصريحا لصحيفة النهار اللبنانية أكد فيه أن التكريتي ظل يقاتل ضد الغزاة حتى آخر يوم من المعركة، وأنه اضطر بعد توقف العمليات الحربية الى الاختباء وعاد إلى الظهور بعد أن هدأت الأوضاع، ولكنه اعتقلت من قوات الاحتلال وفي يوم 19 تموز 2004 بتهمة دعم المقاومة العراقية المسلحة.
مدير الاستخبارات العسكرية العراقية السابق وفيق السامرائي، والذي التحق بفريق الحكام الجدد بعد الغزو وأصبح مستشارا لجلال الطالباني لعدة سنوات، أكد أنه لا يرجح أبداً حدوث اختراقات في صفوف قيادات الحرس الجمهوري، مؤكداً أنّ سقوط بغداد (لم يكن بسبب صفقة بين التكريتي والأمريكيين، بل بسبب ضعف التخطيط الاستراتيجي بالإضافة إلى ضعف القيادات العسكرية وتدخل المدنيين في الشؤون العسكرية علاوة على التفوق التقني لصالح الولايات المتحدة).
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد القبنجي: مفكر مستنير أم هرطوقي صغير!
- أربعة مسلحين احتلوا وزارة، كم مسلحا لاحتلال بغداد!
- ويسألونك عن التمويل!
- حول مؤتمر القوى المدنية اللاطائفية الأخير في بغداد
- تجربة لاهوت التحرير بنكهة الربيع العربي!
- عناصر خطة شاملة دفاعاً عن وجود دجلة والفرات
- معنى الدكتاتورية والفاشية بين العلم والسجلات الحزبية!
- كتاب جديد لعلاء اللامي : -القيامة العراقية الآن .. كي لا تكو ...
- العراق: التيار الصدري بين مآلَين!
- -شيعة- جيمس جيفري المدجّنون!
- التحالف «الشيعي الكردي» ليس كذبة بل سبب البلاء!
- على مَن يضحك السفيرالأميركي بيكروف ؟
- إطلاق سراح أوجلان..إطلاق سراح أمتين!
- السدود والبحيرات كمسبب للزلازل في تركيا وشمال العراق/ج2 من 2 ...
- قضية الهاشمي: شهادة ليست للقضاء العراقي!
- احتمالات انهيار السدود التركية بسبب الزلازل
- توظيف العامل -الديني- في قضايا المياه
- كافكا الآخر.. رصد الاغتراب الروحي /ج2
- كافكا الآخر : رصد الاغتراب الروحي
- التيّاران اليساريّ والقوميّ بين الفشل وقصور الأداء


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - صدام وضباطه : مَن خان مَن ؟