أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - متعصب وملحد متطرفان














المزيد.....

متعصب وملحد متطرفان


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


ماذا بعد أن تُكّفرنى أيها المتعصب
أو أن تُحقِّر من ايمانى أيها الملحد؟
حقا كلاكما عدوانى ومتطرف ومُدّعى الإنسانية

إن من يعيش نقيا يستطع أن يلمس النقاء فى كل صوره
ويستكشف كل مظاهر حضوره برغم الشر الذى يحيطه
ويتقبل الأخر برغم اختلافه معه فى عقيدة ورأى
فإن كنت لا تحوى بقلبك وفكرك هذا السلام مع الاختلاف
فلا تتظاهر بالتحضر ولا تتشدق بإنسانيات لا تتعايش بها
ولا تعهر بالكلمات فهى حتما ستفضح شذوذ مبادئك
وإياك أن تتقن ذبح الكلمات فحتما نزيفها سيخنقك

وإلى اراجوزات الشر المخادعين من كل دين
هل تعرفون أن الإنسانية سبقت الأديان يا مغفلين؟
و إلى الممثلين على الإنسانية من الملحدين
ألا تدركون أنكم تهينون مشاعر غيركم من البنى ادمين؟

أيها المتدينون المفلسون إنسانيا وروحيا
عظاتكم تكأبنى
أيها الملحدون المدعون مساواة الإنسانية
زيفكم يغيظنى

ويا أيها الفرقة الثالثة المائعة فى هاوية التستر
أرى منكم الكثيرون فى بلدى يبتغون الإلحاد
إنما يكابرون الوضوح مرددين فى نفوسهم الضعيفة
"ضِل إله ولا حرق نقمة"
حقا لا يعنينى إيمانكم أو عصيانكم
فملاحقة روحانياتكم شئ لا يستهوينى
إنما أخشى على وطنى من أمثالكم

أيها المخادعين نفوسكم وناسكم
أيها المؤمن المخضرم المتعجرف على كل غير مؤمن
إن لم تملك إجابات حقيقية مقنعة مفيدة
للمتذمرين والمتلوعين فى الآلام اليومية
فلتصلى لأجل إرشادكما
ولتخرس حتى أن تعلم

وأنت أيها الملحد السبّاب المتعجرف على كل مؤمن
إن لم تملك قدرة على استيعاب احتمال المؤمن
لآلامه اليومية لتقويّه بما يؤمن به
فلتسعى لأجل تطوير إنسانيتك
ولتخرس حتى أن تتعلم

أيها المهووسون بالمعارك من الفريقين
لا يعنينى إيمانكم وإلحادكم
فأنا لا اصدق سوى ما اختبره
لا يهمنى ما تفتعلونه وما تتلونون به
فأنا لا أتفاعل سوى مع ما أتذوقه
لا يشغلنى ما تشعرون به وما تنفرون منه
فأنا لا استجب سوى بما ينغز قلبى وفكرى

إنما تمثليتكم تلك البريئة أمامهم الوقحة فى داخلكم
تجعلنى أشاهد مسرحية أقوالكم وتصريحات أفعالكم
فها أنا أرى متعصب وملحد كلاهما يشتهر على حساب الله
الأول بزيف تبجيله والثانى بتعمد إهانته!

ويشهد التاريخ على مؤمنين والملحدين قَتلوا باسم الله
فى سبيل الخلاف حول المعتقد
من اجل الاعتراف بوجوده وهويته
ولأجل نكران وجوده وحقيقته
لذا أرجو من الإنسان أيا كان تفكيره وإحساسه وقناعاته
أن يكون مسالم وبعيد عن العنف
فهذا هو المعتقد الفطرى للإنسانية السوية
لقد تجمدت المشاعر فى ظلمة الإهمال
وتعرينا من إنسانيتنا تدريجيا أمام الطبيعة والحيوان
فأصبحنا نستبيح دم الإنسان
تدريجيا
تدريجيا

وضاع فى مجتمعنا التسامح بين التعصب الدينى والتشدد فى الإلحاد
وعانى بسبب ذلك المسالمين والمتطرفين
وتألم الوطن وتشتت المواطنون
وصرخ التاريخ لنجدته من هذا العبث الدخيل على أرضه
وشاركته الإنسانية فى هذا التظلم ومازالا يبحثان عن علاج

إذن ما هو الفرق بين مؤمن متطرف يضطهد من مع إيمانه مختلفين أو الملحدين
وبين ملحد متطرف يسخر من الإيمان ومن المؤمنين ويسبّ الله والأديان
ويُحقِّر من كُتُبِها ويضطهد المؤمنين؟
فإن كان بالفعل لا يوجد فرق بينهما، سؤالى الآن
يا أيها البقية المائعة فى بحور البشرية
لما تصنعون من هؤلاء من الفريقين أبطال مجتمع وتتبعونهم؟
إنهم اضعف حتى من أن يكونوا أنفسهم
كيف تتخذونهم قدوة لكم؟!!!

وأخيرا أيها الإنسان
من الطبيعى أن أتقبل اختلافك مع القواعد الإيمانية
لكن من المستحيل أن أتقبل اختلافك مع القواعد الإنسانية!



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهداء إلى أمهات لا يذكرهن احد
- فيلم -ساعة ونص- قراءة للواقع الانسانى المصرى ومحاضرة نفسية ل ...
- مع توفر لقب عاهرة أين العاهرون؟
- إله الأشرار بدعة
- صلاح الدالى يقدم توعية سياسية مبسطة بفن الاستاندأب الكوميدى
- بيان من مجلس إدارة الإتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحر ...
- لست أنا العورة .. انتم العورة
- بئس ثائر يحتقر المقهور وشعب هو هولوكوست وطنه لندرة الرحمة وو ...
- أصبحنا لا نقدس الحياة ولا نحترم الموت
- متى تصبح إنسانية المواطن المصرى قضية رأى عام؟
- تحدثوا عن الأحياء موتا ولو قليلا
- مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب
- لأننى مسيحية
- البحث عن الحقيقة إيمان
- سقوط وقيام هكذا أنا الإنسان
- لجنة الرصد والمواجهة تتصدى للتعديات على الآثار
- مجتمع يزرع الدود
- طوبى لمن كفر بإلهٍ زائف
- راسبوتين يتحدى الثورة
- مؤمن وملحد كلاهما حزين


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - متعصب وملحد متطرفان