أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لؤي قاسم عباس - بغداد عاصمة الثقافة














المزيد.....

بغداد عاصمة الثقافة


لؤي قاسم عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


بغداد عاصمة الثقافة ... لؤي قاسم عباس
أسبشر المثقفون بأختيار بغداد عاصمة للثقافة ، وأستقلبتُ الخبر وكأن لا شئ جديد في الأمر ، فبغداد لم تتخلى عن كونها عاصمة للثقافة منذ ان تأسست بغداد عام 145هـ – ولا زالت وستبقى – عاصمة للثقافة في العالم أجمع ففيها وُلِدَ الفكر ُ الوسطي المعتدل واليها يُنتسب . فكلمة بغدادي تعني عندي – سلوك حضاري وثقافي معتدل يخلو من التطرف ويقبل بالرأي الاخر – فالبغدادي هو الشخص الحضاري ذو الفكر المعتدل حتى وان لم ينتسب الى بغداد من حيث السكنى او التولد وعلى العكس تماما لمن ولد في بغداد او سكن فيها ولم تؤثر فيه ثقافة الاعتدال او انجرف وراء التطرف فلا يصح ان يطلق عليه كنية - بغدادي – فمجرد الانتماء الى بغداد يعني الانتماء الى االفكر الثقافي الصحيح والسلوك الحضاري الراقي والاعتدال وعدم التزمت وقبول الراي الاخر ..
ففي كل عام يتم اختيار مدينة ما لتكون عاصمة للثقافة العربية او الاسلامية والحقيقة ان العواصم التي يتم اختيارها عواصم للمثقفين من باب التنويع والتجديد او لأجل اعطاء بعداً معين لمكان ما، وسمه ثقافية لهذه المدينة او تلك ... اما الثقافة نفسها فلن تختار غير بغداد عاصمة لها وهل الثقافة تحلو الا في بغداد فهي مهد الثقافة ومنبعها وفي بغداد ظهرت اصولها العتيدة واسسها المتينة .
مدرسة بغداد الثقافية ليست براءة اختراع فهي مدرسة لها اسس وقواعد وسلوك و ثمة اخلاقيات واحساس مرهف وذوق سليم وشعور راقي اضافة الى قلب طيب لا يعرف الحقد ولا الظغينة .
مدرسة بغداد الثقافية لم تعترف بالمعرفة المجردة مالم ينسجم معها سلوك يعكس تلك المعرفة
فالثقافة عند البغداديين هي ( معرفة وسلوك )
لقد اوجد النحويون مدارس لهم والفلاسفة كذلك وتعدى الامر الى الفنانين حيث اوجدوا مذاهب تعبر عن انتمائهم الفني وكذلك الشعر والادب بصورة عامة . وكل هؤلاء ومن سواهم تجمعهم كلمة الثقافة لأنها اوسع واعم واشمل . والثقافة لم تكن لها مدرسة في يوم من الايام عدا ( بغداد ) المدرسة التي ينتمي اليها كل من حمل اسم مثقف . بشرط الاعتدال وقبول الرأي الاخر . بغداد قلب الثقافة النابض بالحياة الذي يتجدد حيوية ونشاط في كل زمان وهي الشريان الذي يروي الثقافة للعالم اجمع وهو مصدر النور والنبراس الذي استضاء به المثقفون فكانت شعاعاً دافئاً يتدفق وهجاً ولماعاناً لمن اراد ان يستنير بها .
حين تجوب بلاد العالم وترى شخصاً ما يحمل ورداً او غصن زيتون او حتى لو ابتسم َ في وجهك اوسامحك عن خطأ ما فاعلم انه – بغدادي - من حيث الانتساب الثقافي ، حتى وان كان يحمل اي جنسيية اخرى .
مدرسة بغداد الثقافية ليست حكراً لاهل بغداد او العراقيين دون سواهم بل هي تشمل كل من يسلك سلوك راقي و يحمل حساً رقراقاً وقلباً حنون وقيماً نبيلة ومبادئ سامية . فالبغدادي لا يعرف انتماء جاره العرقي والمذهبي فهم ينتقون من كل الاديان اسمى ما فيها وتلفض الزبد منها حيث يذهب جفاء . مع انهم يحتفظون باصول اديانهم ومذاهبهم . فالثقافة البغدادية هي مشاركة الجميع في كل المناسبات .
ثمة سرٌ في بغداد ففيها الافكار تتلاقح وتتناسل بسرعة اكبر فتولد بنات أفكار حلوه كنسيم دجلة ومن عسرت عليه الفكرة في رأسه او حجبت عن الرؤيا فما عليه الا ان يشم عبق بغداد الزكي وستتزدحم الأفكار في رأسه . كيف لا وفيها من ائمة المذاهب الاسلامية ، ففيها الجوادين وابي حنيفة النعمان وأبو يوسف القاضي وعبد القادر الكيلاني وفيها الرموز الثقافية العتيدة ، الف ليلة وليلة ، وابي نؤاس ، والمتنبي ، والشريف الرضي ومنير بشير وجواد سليم .... الخ . وكل واحد من هؤلاء هو اشعاع في مجاله لمن اراد ان يستلهم ففيها التنوع والشمول .
قد يحاول مجموعة متطرفه من هنا او هناك تشويه صورة بغداد الحقيقية الناصعة البياض من خلال تفجير هنا او هناك حتى يظن الاخرين ان اهل بغداد هم الذين يقومون بهذه الاعمال المشينة . وهنا لا بد ان اشير الى انه لا يوجد بغدادي واحد يحمل فكراً متطرفاً واتحدى العالم اجمع لو يأتيني بشخص منتمي الى بغداد ( كرخ ورصافة ) ذو فكر متطرف في اي شئ , ولو رجعت الى اصوله لوجدتها ليست بغدادية عريقة . فلقد عهدت اهل بغداد مسالمون طيبون متسامحون لا يحملون طغينة او حقد على احد بل هم الذين علموا الناس كيف تكون الطيبة والكرم والتسامح والمحبة والالفة . ولابد ان ياتي اليوم الذي يحمل فيه المتطرفون جعبهم ويغادروا بغداد ولن يبقى فيها الا من يحمل ورود الصباح واغصان الزيتون والابتسامة تعلو محيّاه .



#لؤي_قاسم_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لؤي قاسم عباس - بغداد عاصمة الثقافة