أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سومه حساين - هل هي حقاً ثورات.. أم مؤامرات لتغيير خارطة الشرق الأوسط














المزيد.....

هل هي حقاً ثورات.. أم مؤامرات لتغيير خارطة الشرق الأوسط


سومه حساين

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 20:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما بدأت الثورات، تفاجئنا جميعاً بانطلاقها.. ولم نصدق ما نرى.. فهل من الممكن أن الإنسان العربي البسيط الذي أعطى لعقله إجازة منذ زمن بعيد وشرب أفيون الشعوب ونام يحلم بالجنة ونعيمها، وفي سبيلها رضي بالحياة الدنيا وحاول أن يتعايش ويتقبّل ما يهوي فوق رأسه من ضربات الظلم والقهر والفقر والتجهيل، وهو بدوره يهوي بضرباته على رأس زوجته وأولاده ومن هم دونه، حتى بات يدور في حلقة مُفرغة لا يعرف كيف بدأت ومتى بدأت، المهم أنه ورثها عن أبائه وأجداده ويُورثها لأبنائه، فقد تعلّم الخضوع والإستسلام والسكوت على كل ما يرى من سلبيات لكي ينجو بحياته.

ولكن عندما حرق البو عزيزي نفسه مُفجراً شرارة الثورة في تونس، الكل فغر فاه أمام محطات التلفاز غير مُصدّقين ما يحدث، وغير مُصدّقين أنها انتفاضة حقيقية وثورة جياع ومظلومين، فمن الذي أوقظ ذلك المواطن العربي المطحون من غفوته الطويلة، ولأن ذلك المواطن المسكين اعتاد أن يهضم كل ما يُلقى إليه من وسائل الإعلام دون تحليل أو تمحيص، ولأنه توّاق جداً للحرية التي طالما حلم بها سراً، فقد صدّق بأن ما يحدث هو ثورة وصحوة عربية كُبرى، ستخرج العالم العربي من عصور التّخلف والظلام الى عصور الأنوار والحضارة، وستتدحرج كأحجار النرد حتى تُسقط جميع الدكتاتوريات العربية القامعة والتي جثمت على صدور شعوبها لسنوات طويلة كالأخطبوط تنهش وتأكل من لحومها دون رحمة.

ولكن هُناك البعض لم يُصدّق أن ما يحدث ثورات ولم تنطلي عليه الحيلة، لأن الثورة ضد الظُلم والإستبداد يجب أن تسبقها ثورة ثقافية تنويرية، تنّور عقول الناس وتوعيها الى ما هو حاصل من ظُلم وتخلّف فيما بينها واستعباد وقهر واحتكار ثروات...الخ، والثورة الثقافية تؤدي الى معرفة ما يدور حولنا من مؤامرات دنيئة ومكائد من دول كبيرة كالحيتان، على درجة من الوعي والحضارة والتّقدم والإمكانيات، وعلى درجة كبيرة من الخبث والدهاء والمكر، فهي تقتل القتيل وتمشي في جنازته، ومستعدة لمحالفة الشيطان وأعدائها من أجل مصالحها ومآربها القذرة، ومستعدّة لإتباع شتى الأساليب والطرق من أجل الوصول الى أهدافها، وهي وراء ما يحدث الآن، وربما خططت له منذ سنين، ولكن من يدري فقد ينقلب السحر على الساحر.

إن من يقرأ في الإسرائيليات التي دسّها الأحبار اليهود في كتب الأحاديث وفي توراتهم، سيفهم بعض ما الذي يجري الآن على الساحة العربية من قتل وتدمير وخراب، وبأيدي أهلها من المترفين المُستبدين المُتحكّمين، وهذه الأحاديث قد وضعت مُنذ زمن الفتنة الآولى لكي تُهيأ المسلمين لتقبّل ما يحدث الآن من قتل وتدمير، بدءً من تدمير العراق التي عادت مئة عام إلى الوراء، ثم سوريا التي دُمّرت ومات فيها عشرات الألوف، ولا يعرف فيها القاتل لماذا يَقتل، ولا المقتول لماذا قُتل، ومصر وغيرها من الدوّل التي أصبحت مُعظمها في حالة من الفوضى والقلاقل التي تذهب بها الى مصير مجهول، وتونس واليمن وليبيا... وكل دولة تقوم قيامتها ولا تقعد، والهدف من كل هذا هو القضاء على قوة الدول العربية، وخصوصاً العراق التي يُمثّل البعبع المرعب بالنسبة للدولة اليهودية الصهيونية.

فمنذ أكثر من ألفين سنة دُمّرت هذه الدولة اليهودية مرتين من قِبل البابليين والأشوريين، فعندما أقام اليهود دولتهم الآولى وبنوا الهيكل المزعوم على أنقاذ الدولة الفلسطينية كما أمرهم الرب كما يدّعون، جاء نبوخذ نصّر لإحتلال فلسطين ودمّر دولتهم وهدم هيكلهم وقتل رجالهم وسبى نسائهم واستعبد أطفالهم، وأعادوا البابليين الكرة عليهم مرة ثانية بسبب الظلم والفساد الذي تفشى بينهم، وهم يعترفون بذلك الفساد في توراتهم، وتدمير البابليين لدولتهم وهيكلهم مرتين أصابهم رعب شديد من قوة العراق وجبروتها، وهذا مذكور في توراتهم، وقد أدركوا أنهم لن يستطيعوا أن يُقيموا دولتهم الثالثة (إسرائيل الكبرى) ويبنوا هيكلهم إلاّ بعد القضاء على العراق وتدميره بشكل تام، وتدمير كل قوة تُهدد أمنهم أو تقف في طريقهم.

إذن من يقرأ.. ويرجع الى كتب التاريخ، يُدرك حقيقة ما يحدث الآن، وبأن ما بدى في بداية الأمر أنها ثورات مُباركة ضد الظُلم والطغيان، فهي في الحقيقة مؤامرات قذرة محبوكة تُهئ لقيام دولة إسرائيل الكبرى وبمساعدة الدول الغربية المسيحية المتصهينة، وذلك بعد تقسيم الوطن العربي وشرذمته أكثر مما هو مُقسّم ومُشرذم، وبإثارة النعرات الطائفية التي زُرعت بذورها منذ قرون، أيام الفتنة التي حدثت بين المسلمين وقسّمتهم الى فرق ومذاهب، وها هي إسرائيل اليوم تحصد ما زرعت من تفرقة وعداوات بين العرب الساذجين اللذين للأسف تنطلي عليهم الخدع والأكاذيب والضلالات بسبب جهلهم وضيق أفقهم وعصبيتهم الجاهلية، وكم نتمنى أن يجعل الله كيد أعدائنا في نحورهم، وتنقلب الدائرة عليهم.

والأخبث من إسرائيل والأشد منها دهاءً زمكراً وخطورة هو الغرب المسيحي المُتصهين والدول الكبرى التي لا يهمها سوى مصالحها واقتصادها، وحتى وإن ارتدت ثوب الصديق الناصح للعرب، وسواء مسيحيي الشرق المتصهين أو مسيحيي الغرب، فهم في الحقيقة الداعم الأكبر للدولة الصهيونية، سواء روسيا أو أمريكا أو آوروبا... الخ، جيمعها تدعم قيام دولة إسرائيل الكبرى التي ستحفظ لهم مصالحهم في الشرق الأوسط، وتمنع قيام وحدة بين الدول العربية المسلمة، وبالفعل بدأت الدول الغربية تقطف ثمار وفوائد هذه الثورات العربية، وذلك بهيمنتها على حقول النفط وعلى أموال المخلوعين في الدول الثائرة.



#سومه_حساين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي مقابلة تلفزيونية أم جلسة تحقيق
- سقوط الأقنعة والأوثان
- لم يدركون قيمة ما تقول...
- شيوخ الفتاوي..
- نزح النازحون..
- إذا عُرف الداء سَهُل الدواء..
- إذا عُرف الداء سهل الواء..
- النساء.. هُنَّ من يصنعن الحضارة..
- بناء فندق على سطح القمر
- ما السبيل الى الخلاص من هذا المأزق...
- الشماعة الفلسطينيه
- قصة قصيره- (وبقيت طفلاً)


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سومه حساين - هل هي حقاً ثورات.. أم مؤامرات لتغيير خارطة الشرق الأوسط