أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - الجزء السادس والاخير















المزيد.....

قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - الجزء السادس والاخير


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطورة في هذه الازمة هو محاولة خلق ذائقة شيعية عامة مفادها ربط المالكي بالتشيّع، فالترويج المنظّم من قيادات ائتلاف المالكي وآخرين من قواعدهم، سواء بعلم او غير علم، يروّجون لامر بات مقزّزاً بالفعل وهو ان المالكي اذا سقط فسيأتي البعث للحكم مجدداً، وانه هو حامي حمى التشيّع، وما الآخرون الّا بعثيين او ارهابيين او انتهازيين يريدون اسقاط المالكي بأي وسيلة، حتى يتسنّى لهم القفز على منصب الرئاسة ومصادرة ما حقّقه المالكي حتى هذه اللحظة

مفاهيم مثل "المالكي هو افضل من غيره"، "رجل المرحلة"، "اشرف واحد حتى الآن"، "ماكو احسن من عنده"، لهي بداية في تأسيس دكتاتورية من حيث لا نشعر، وكأننا جرّبنا غيره كي نحسن المقارنة! عجبي على هذه البنى الجديدة التي تحكم اختياراتنا دون الرجوع الى معول النقد من الجديد لنرى هل بالفعل هو افضل من غيره، ولا يوجد من يستحق ان يشغل كرسي الرئاسة بدلاً عنه؟ وهل هناك بعث متربص يستطيع ان يسحق ما تمّ انجازه بعد عشرة سنوات من سقوطه! ياله من حزب اذن! هذا الحزب الساقط في عقر قواعده وحواضنه لايمكن ان يشكّل تهديداً لعملية سياسية اقتنع بها ثلثا الشعب العراقي على الاقل، والتخويف منه وبه ماهو الّا خطاب حشدي يتقنه الدعاة جيداً للهيمنة على الجمع وتوجيههم حيث دفة حزب المالكي وتياره السياسي، كمنقذ واحد اوحد لحتمية سقوط التشيّع في حال سقوط المالكي، ربط ممتاز وذكي وادى دوراً فاعلاً في تأنيب الضمير الشيعي خلال كل تلك السنين، واعترف ان مجرد الحديث او محاولة تفكيك هذا الخطاب سيجعلني في خانة "البعث" او "الارهاب" طالما لدي جينات تقبل بهما في نظر الآخر، انا كردي فيلي وعروقي جبلية لم يستشرني الله في اختياره لها، وسأُتهم ربما بتبعية "مسعودية" او "طالبانية" يصعب التنصّل منها حتى لو شتمتهم خمس مرات في كل يوم بعدد صلوات الله المفروضة

ارشيفي من المقالات لايظهر عداءاً سابقاً او عقدة من رجل اسمه المالكي، بالعكس كنت من اشد المدافعين عنه في وقت كان الدفاع عنه بمثابة "طائفية" في نظر الكثير، لكني الآن ارى بضرورة تفكيك خطاب ديماغوجي يسري في الجسد الشيعي كالنار في الهشيم ليؤسس الى ثقافة القيادة "المثالية" وهي من اسوأ نظريات السياسة حتى الآن، اذ لا وجود للمثالية في عالم السياسة، ولا في اي ميدان معرفي آخر، المثالية التي يروّج لها الكثير تتأتى من عدم اكتمال النضج والوعي السياسي، فالجميع يخاف من التغيير لمجرد ان التغيير مجهول، فيحاول تبرير هذا الامر بمثالية كاذبة لا تمتلك حقوق الطبع طالما لم تُمَحّص بامتحان او قيادة منافسة، وهذا ما عانيناه سابقاً ايام حكم المجرم صدام، حيث ان الكثير منهم يتمنّى سقوطه لكنه كان يخاف المستقبل المجهول فيأخذ باللاوعي احتمالية الاسوأ دوماً، بكل تشاؤمية واستخفاف بطاقة الزخم الايجابي التي كان يحظى بها العراق برمّته ضد صدام حسين آنئذ، حتى راح بعضهم ينسج من وحي خياله ان صدام افضل لنا من "مجرمين" قادمين، ولا ادري لماذا كنا نتوقّع مجرمين ولم نتوقع صالحين مثلاً؟ أهي طبيعة "الاجرام" الفطرية التي نشأنا عليها ام ان ايماننا ليس فيه حسن الظن بالله، واغلبنا مسلمون

نفس الشيء يكرّره علينا اصحاب السيد المالكي اليوم، حتى بات من الصعب مناقشة احدهم في آلية الفشل الحكومي في ملفي الامن والسياسة التي ما زالت الحكومة تراها مناسبة ويراها آخرون كثر انها بالية وقديمة ولم تعد مجدية للمرحلة الراهنة، ومنها مثلاً خسارة السيد المالكي لدعم الصحوات، والتي كانت يوماً ما احدى اقوى جبهات المالكي الداخلية ضد المنافسين الآخرين، وقبلها خسارة الاكراد ومن ثم قيادات العراقية التي انشقت عن اجماعها وشاركته حكومته، واخيراً تحوّل التيار الصدري الى جبهة المعارضة من جديد واختراق عمار الحكيم حاجز الصمت لما انتقد بصوت صارخ سياسات الحكومة الامنية قبل ايام حيث فيها يسقط العشرات يومياً دونما حماية او امن حقيقي ناجح يحفظ الدم العراقي، أوليس هؤلاء شيعة؟؟ ام ان التشيّع بات هو الآخر مفهوماً دعوتياً جديداً غير الذي عرفه ابناء المذهب وتربّوا على ادبياته؟

كيف لا وقد شاهدت في اليومين الاخيرين ما يثير العجب من آراء وتعليقات ومواضيع ينشرها بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فيه يتجاوز "شيعة" المالكي على المراجع الدينية العليا واذكر منها على سبيل المثال، احدهم يقول هذه المرة لن يوقفنا "العجوز النائم" في معركة تحرير الانبار من الارهابيين ويقصد به السيد السيستاني، ليكتب آخر في مكان آخر "هل لدينا مراجع، سأبصق بوجههم ووجه كبيرهم ان منعنا من قتل المارقين سافكي دم الشيعة"، شخص آخر قرأت له يقول "اخوان لا تتعجبوا سيذهب عمار الحكيم ويرقص في براني السيستاني ليقنعه باصدار فتوى تحرّم التعرض لانفسنا السنة بعد كل هذه المجازر بحقنا" - وهو بالفعل اصدر هكذا فتوى بحق الدم السني وانا اكتب هذه السطور الآن - يقولها طبعاً بطريقة تهكمية، لست في معرض الدفاع عن المرجعية ولا يهمني مَن يبصق بوجهها، اذ قد بُصِق بوجه الله من قبل ولم ينتقم مع قدرته على الردع فلِمَ افعل انا بالنيابة عنه؟ لكني اقول انها سابقة جديدة في السلوك الشيعي ان يُقدّم السياسي الشيعي على المرجع الشيعي وان يُسَب المرجع وهو اعلى سلطة دينية في هرم المذهب من اجل الحفاظ ادعاءاً على بقاء ذلك المذهب؟ جميل جداً، فبعض التعصّب الشيعي اليوم ليس تعصباً دينياً للطائفة بمقدار انه تعصّب قبلي انتمائي لا يُفرّق بين الانتماء للعشيرة والانتماء للمذهب، كلاهما دم ونسب ليس الّا

ياسادتي الاعزاء، العراق على مفترق طرق والنظر بعين واحدة للامور غير مجدية، بل تعتبر جريمة في التحليل السياسي، اذ حين نرى طائفية الآخر ولا نستطيع ان نرى طائفيتنا لهي مشكلة بحق وتحتاج الى وقفة منا، لما نرى القشة في عين "الآخر" ولا نرى "الجذع" في اعيننا، هي بحد ذاتها قدح بالحياد بكل معنى الكلمة

هناك دفع جمعي وثقافة حشدية يُساق البسطاء لها ربّما دون شعور، تحمل في طيّاتها جرأة وعدم تردد في طرح العنف علناً كوسيلة للحل، جرأة بات يلمّح بها حتى المثقف والفنان والاكاديمي جنباً الى جنب الانسان البسيط، وهذه هي الخطورة بعينها، اذ ان هستريا التشيّع والتسنّن اصبحت واضحة حتى في كتابات بعض المثقفين، مهما حاول بعضهم تجميلها بحرفية كاتب متمكن واظهارها بمظهر النص التحليلي المحايد، الّا ان القارئ الجيد يستطيع ان يكشف فوبيا الطائفة وكمية الالغام المذهبية في اللامفكّر فيه لذلك الخطاب

وكمثال للوقوف على ما ذكرت اعلاه في مهارة الصياغة اللغوية، لاحظت مؤخراً في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، عدداً من المثقفين يدعون في كتاباتهم الى تقسيم العراق، لكن بطريقة ماهرة غير صريحة وبصياغة واسلوب، ظاهرها الرفض وجوهرها القبول والترحيب، لا اتحسّس من هكذا دعوات كما يتحسّس العاطفيون، فأنا نفسي كتبت عدداً من المقالات الواقعية قبل خمس سنوات تقريباً، تدعو الى تقسيم العراق كبديلاً لمشروع الدم الى ثلاث دول، سنية وشيعية وكردية، وأمتلئ حينها بريدي الالكتروني بكم من الرسائل الغاضبة، اعتبرني اصحابها وليس كلهم طبعاً، عميلاً صهيونياً يريد تقسيم بلده، الى غير ذلك من ترّهات الاقوال، لكني ذكرت هذا المثال للتعريف فقط بطريقة الكتابة عند بعضهم والانتباه لآليات الصياغة الماهرة التي تدعو احياناً الى خلاف ما تُظهر

الحمدلله، لستُ الوحيد الذي اعمل "لاسرائيل" اليوم، بل هناك كم كبير جداً من الكتاب والمثقفين، سنةً وشيعةً وكرداً يروّجون لمشروع التقسيم كحل لمشكلة مستعصية، شخّصتها انا قبلهم، وشخّصها قبلنا جميعاً السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله، وعلى اية حال، العراقيون هم وحدهم من يجب ان يقرّروا اذا ما ارادوا الوحدة او فك الارتباط كآخر العلاجات، في حال لم يستطيعوا التغلب على طائفيتهم ويتعايشوا سلمياً مع بعضهم بعض، وانا ارى ان لابديل عن ثقافة التسامح وقبول الآخر في اطار الدولة المدنية الواحدة، لكن ... وما نيل المطالب بالتمنّي



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 5
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 4
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 3
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 2
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 1
- الفيسبوك هو الحل
- فلسفة الربيع
- الزعيم -قطر-
- اولاد البغايا
- قرآنوفوبيا
- اسلام نحو الهاوية
- كردستان في خطر
- قوة الفيليين لا تكون عبر البرلمان فقط
- بعد المصري والبغدادي، عنف من نوع جديد يجري التحضير له
- خيارات السلطة والمعارضة في الحكومة القادمة
- الآن وقد عصيت يامالكي
- ها هو قطار البعث الامريكي يعود مرةً ثانية
- الى المتباكين على الوحدة الوطنية والتعايش السلمي في العراق . ...
- هل هناك فعلاً شعبية كبيرة لحزب البعث؟
- لقد خذلتنا جميعاً ياطالباني


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - الجزء السادس والاخير