أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لكم أزلامكم ولي أزلام














المزيد.....

لكم أزلامكم ولي أزلام


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 11:05
المحور: كتابات ساخرة
    


تلقت المعارضة التقليدية السورية برموزها المعروفة واحدة من أقسى الصفعات وأشدها إهانة، طراً، بتعيين شخصية مغمورة، وغير معروفة إعلامياً أو "نضالياً"، على رأس الجهاز السوري المعارض، وكرمز جديد له، خرج، كما يبدو، من ذات سراديب ودهاليز الأجهزة، "إياها"، في الغرب التي باتت تصنـّع، وتفبرك، وتوّلف، وتصدّر لمختلف مناطق العالم المنكوبة بنعمة الديمقراطية الغربية، "القادة" و"الزعماء"، الديمقراطيين، كما تصدر كل تلك السلع الاستهلاكية من الويسكي الحلال، وحتى الهاتف النقال، ومن شدة عشق الأمريكان للديمقراطية، صاروا يمارسونها بأنفسهم، وعبر رجالهم، في كافة دول العالم، وفي فقه الديمقراطية الأمريكية، لا يسمح للشعوب "المستهدفة" بها، ممارستها، واختيار زعمائها.

ويتمنى، مثلاً، رجل مثل رياض حجاب اليوم، لو انشقت الأرض وابتلعته، بعد أن خرج صفر اليدين، وخاوي الوفاض، بادي الأنقاض، من بازار المعارضة، والصراع على الكعكة السورية، وبعد أن كان مرشحاً لمنصب الحكومة الانتقالية العتيدة، وبعد أن ضحـّى بسمعته وتاريخه الشخصي من أجل سراب مخادع ومجد زائف وفارغ اسمه السلطة، وبعد أن كان رئيس وزراء لأهم وأقوى دولة في الشرق الأوسط، فقد تحول إلى مجرد اسم مهمل، ووجه لا أحد يريده كما اشتكى ذات مرة من أن وزير خارجية الأردن لا يرد على مكالماته، ورغم أن "الشغلة" (أي شغلة رئاسة الوزراء)، كانت "مبهبطة" عليه كثيراً، وكبيرة على "بوزه"، وكان كثيرون، في سوريا، مصدومين ومشدوهين من تولي شخص بإمكانياته المتواضعة، ومواهبه "النادرة" تقريباً، هذا المنصب الهام في سوريا، وكان وصوله لهذا المنصب الهام، مع "أقران" له، واحدة من أعاجيب الدهر العظمى، ومن أكبر الكوارث الطبيعية والسياسية التي حلت في تاريخ سوريا الحديث، من زمن مملكة زنوبيا التدمرية، وحتى آخر ممالك الأتاسيات والقضمانيات السورية، فلا هو طال عنب اليمن، ولا حتى بلح الشام، فلأمريكا حساباتها الخاصة التي لا تفصح عنها إلا في المراحل المفصلية والحاسمة، وبعد أن تستهلك جميع من سار في ركبها من ثوار، وطلاب حرية، ومعارضين أمـّا فيما يتعلق بمنشقين، ومغامرين صغار آخرين "سنـوا" أسنانهم كثيراً، وشمـّروا عن سواعدهم، لكنهم خرجوا أيضاً من المولد بلا "حمـّص"، فهم على ما يبدو أقل شأناً بكثير من أن توليهم أمريكا اهتمامها، وتضع ثقتها بهم، وليست في وارد مكافأتهم، و"التعويض" عليهم بمناصب ومنحهم زعامات وصكوك الاعتماد، مهما صالوا وجالوا وعربدوا في الاستديوهات والفضائيات، و"زاودوا" في حب وغرام العم سام.

وما حدث في استانبول، قبل أيام، من عملية تنصيب لغسان هيتو، على رأس ما يقال بأنها حكومة سورية مؤقتة، وإسقاط بالمظلة، بات عرفاً، وتقليداً أمريكياً راسخاً، في تولية أزلامها، وأتباعها، وموظفها، وحملة جنسيتها، مقاليد الحكم في دول أخرى تتم "دمقرطها"، وفق الوصفات الأمريكية، إياها، التي يطلق عليها، مصطلحات فضفاضة، من مثل ثورات قرمزية، وملونة، وربيع، وانتفاضات حرية، هنا، وهناك، و تحديداً، في الدول المغضوب، عليها والضالة، ولا آمين. فبدء بحامد قرضاي أو "كرازاي"، بالأشتونية، والذي نال شرف إطلاق وتعميم ونمذجة وأنمطة المصطلح، مروراً بجلبي العراق، وتعريجاً على المنصف المرزوقي،(بنسخته وجنسيته الفرنسية هذه المرة)، وعموم أعضاء مجلس ليبيا الانتقالي، وليس انتهاء كما يبدو بمحمد مرسي، ومحمد البرادعي، وأخيراً وليس آخراً، السيد غسان هيتو، ثمة ما يجمع بين كل هذه الأنماط البشرية، ألا وهو الرضا التام الغربي والأمريكي عليها، مع توابع، أو قل توابل، أخرى كإغراء وبريق، الجنسية الغربية، وقسم الولاء المصاحب لحقوق و"شرف" نيل هذه الجنسية، والشرف الرفيع، وما يترتب عليها من حقوق، و"واجبات"، و"التزامات"، معنوية وأدبية وفوقها بالطبع "سياسية" وخدمية.

لقد قلبت أمريكا ظهر المجن لكل تلك الشخصيات التي كانت تتنطح للزعامة، وقضت جل أعمارها، وتاريخها السياسي، فيما يسمى بالمعارضة السورية، وضحــّت بهم على مذبح مصالحها الخاصة، ورجالها "الخاصين، "المخلصين" الذين تربوا في دوائرها، وترعرعوا في زواريبها، ونشأوا في دهاليزها. وأطاحت أمريكا، بذلك بطموحات، وأحلام، كل أولئك المعارضين "المتحمسين" لتبوء الواجهة السياسية السورية، بعد الاتكال على الله، وعلى أمريكا بعملية إسقاط النظام السوري، وتحبط كل أولئك الذين كانوا يعتقدون أنهم أزلام أمريكا المفضلون الـ Favoritesوالمدللون، وكانت صوت الأمريكان يلعلع، عالياً، ليتخطى "الثوار" ويصل مسامع لاعبين إقليميين، ودوليين، آخرين، تعبوا في جهدهم "الديمقراطي"، دونما طائل، ويقول لهم جميعاً، وبكل وضوح: "لكم حساباتكم ولي حساباتي، ولكم أزلامكم ولي أزلامي، ولا رادّ لقضائي الديمقراطي".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسا وبريطانيا: الحج والناس راجعة
- مازوشية ثورية
- ماذا بعد الرقة؟
- بن أوباما: على عرش القاعدة
- لص حلب أردوغان أمام العدالة الدولية
- الجبناء
- مأساة رياض حجاب
- الخليج المنوي
- الصهاينة العرب وموت البعير
- المهلكة المنوية وعيد الحب الفالانتاين
- عبقرية السيدة كلينتون
- هل تورطت إسرائيل في الغارة على سوريا؟
- اضحكوا على جبهة النصرة وبرنامج ما يطلبه الجمهور
- خبر عاجل: مجلس الأمن يدعو لوقف البرنامج المنوي السعودي
- هل تمنح سوريا مقعداً دائماً بمجلس الأمن؟
- توضيح هام حول آليات ومسؤولية النشر
- ماذا قال الأسد؟
- البقاء لله: وفاة المدعو ربيع العربي
- متى يتوقف كهنة الوهابية عن بيع صكوك الغفران؟
- سوريا: لماذا لم تقع الحرب الأهلية؟


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لكم أزلامكم ولي أزلام