أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 4














المزيد.....

قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 4


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لعل القشة التي كسرت ظهر البعير في ملف الاحداث العراقية كانت لما حاول السيد المالكي تصفية خصومه السياسيين (حسب مايراه الكثير) عبر وسائل متعددة اهمها العبث في ملفات الماضي وابراز جرائم الغريم السياسي (دون الحليف) في حرب طائفية سابقة تورّط فيها الجميع، ومن كل الطوائف والقوميات. فبعد حادثة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، الرجل المتهم في الارهاب حسب اعترافات افراد حمايته اثناء عملية التحقيق التي جرت معهم على اثر قيامهم بتفجير سيارة مفخخة امام مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء في عام 2011، تمّت سلسلة اجراءات مريبة بحق قيادات القائمة العراقية ومنهم السيد رافع العيساوي من خلال توجيه الاتهام له بالضلوع في عمليات ارهابية اعترف بها اعضاء حماية الهاشمي انفسهم، تلك العمليات التي جرت في عام 2007 اي في اوج الحرب الطائفية التي كما قلنا تورّطت بها اغلب القوى السياسية آنذاك. شخصياً لا ابرّئ العيساوي ولا غيره لكني اعترض فقط على الآلية التي يتم من خلالها توجيه التهم، اذ انني ومعي الكثير ايضاً نرى انها كانت حرب طائفية وعلينا طي تلك الصفحة المأساوية وفتح صفحة جديدة نترفع بها على الجراح ونتسامى على الاحقاد

نحن بحاجة الى اتفاق اخلاقي قبل ان يكون سياسي على نسيان الماضي ومآسيه كما فعل اللبنانيون في اتفاق الطائف من اجل ادارة البلد بالطريقة الصحيحة. العراق ليس نشازاً عن دول كثيرة حصلت فيها حروب طائفية لكنهم في النهاية وقفوا مع العقل واستطاعوا بنجاح ان يتجاوزوا الاحقاد ويتفقوا على فتح صفحة جديدة يسودها السلم الاهلي وثقافة التسامح، وبالفعل كان اشبه بهذا الامر قد حصل في العراق ابّان عامي 2010 و 2011 تقريباً، نتيجة جهود لجان المصالحة الوطنية وشخصيات معتدلة واداء جيد من الحكومة نفسها في هذا الملف، فالوضع كان افضل بشهادة الكثير من الوضع الحالي الذي انفجر من وجهة نظري بسبب خطأ تقديري فادح ارتكبته الحكومة، اعتقد بسبب استشارة غبية من احد "مستشاري" الغفلة والجهل كالعادة، حينما جرى اتهام "الآخر" بقضايا ارهاب تعود الى اعوام الفتنة والحرب الطائفية دون ان يُتّهم او يُحاكم على الرصيف الآخر اي شخص او جهة من الجهات الداعمة للحكومة على جرائم لها في نفس تلك الفترة؟

برأيي اما ان نغلق هذا الملف تماماً والى الابد، او اذا ارادت الحكومة احقاق الحق بالفعل، فيجب ان تفتح كل الملفات ويُحاكم جميع المتورطين سواء كانوا من هذه الطائفة او تلك ... هذا هو الاجراء الصحيح رغم اني اميل بقوة الى اغلاق هذه الصفحة لعلمي بأن الجميع او اغلبهم حتى لا اكون ظالماً في حكمي، قد تورّط في ذلك العنف الطائفي آنذاك
ولمَن سيسأل ان هذه دماء وارواح وضحايا لا يمكن السكوت عنها ويجب على الحكومة تقديم الجناة الى العدالة، اقول ان الحكومة قد سكتت بالفعل اكثر من اربعة اعوام حسبما قاله السيد نوري المالكي سابقاً في احدى مؤتمراته الصحفية لما اعلن ان ملف الهاشمي كان موجوداً منذ عام 2007 لكننا ارتينا عدم فتحه في تلك الفترة لضرورة "وطنية" ملحة. فما قد قامت به الحكومة سابقاً تستطيع ان تقوم به اليوم ايضاً ولنفس تلك الضرورة الوطنية الملحة، طبعاً هذا لا يخص قضية الهاشمي لاني شخصياً اعتقد ان الهاشمي رجل متورط في الارهاب حتى اثناء اداء وظيفته كنائب للرئيس، ومستمر في هذا لانه ببساطة شديدة اشرف وموّل عملية ارهابية في عام 2011، وهي تفجير السيارة داخل الخضراء، بل امانةً حتى جمهوره وقواعده وقيادات قائمته لم تكن لهم ردة فعل عنيفة على اتهامه في تلك الفترة مثلما اليوم نشهد ردتهم على قضية العيساوي، والسبب بسيط جداً وهو ان الهاشمي لم يعتزل الارهاب حتى بعد انتهاء فترة العنف الطائفي والادلة كانت قوية وواضحة في قضيته، بينما العيساوي حوكم او اُتهم على قضايا متعلقة بالارهاب في فترة سابقة ضمن ما اسمّيه بفترة "الجنون العام" الذي اصابنا جميعاً

الطريف ان هذا الاجراء لم يتوقف عند العيساوي بل اخذ يتسع شيئاً فشيئاً ليشمل كل من عارض بصوتٍ عال اجراءات الحكومة من القائمة العراقية، فقيادات المظاهرات الحاصلة حالياً في المنطقة الغربية وزعماء منصة ساحة العز والكرامة يواجهون اليوم لوائح اتهام عديدة، بعضها ارهاب واخرى ترويج للعنف وغيرها الكثير، بل الاطرف من هذا ان مَن هو اليوم في المظاهرات قائداً كان في السابق داعماً قوياً للسيد المالكي، كأحمد ابو ريشة وعلي حاتم السليمان وغيرهم آخرين، وهذه لعمري مفارقة مضحكة تكشف لنا مدى تخبط السيد المالكي في اداءه السياسي الى درجة يفقد فيها حلفاء اقوياء وسط المجتمع "السني" الرافض ابداً لحكومة اغلبية "شيعية" في بغداد، فاتهام هؤلاء بالارهاب والانتماء للقاعدة نكتة لانهم هم مَن حاربوا تنظيم القاعدة المجرم وهم مَن طردوه من انبارهم وموصلهم وصلاح الدينهم وديالتهم كما نعرف، هم مَن قوّوا شوكة المالكي السياسية، هم مَن انجحوا حكومته في السابق، من خلال كل ذلك الدعم الهائل الذي حصل عليه منهم في منطقة تُعد بحكم المنطق منطقة مغلقة على الغريم "السني" السياسي

يُتبع .....



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 3
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 2
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 1
- الفيسبوك هو الحل
- فلسفة الربيع
- الزعيم -قطر-
- اولاد البغايا
- قرآنوفوبيا
- اسلام نحو الهاوية
- كردستان في خطر
- قوة الفيليين لا تكون عبر البرلمان فقط
- بعد المصري والبغدادي، عنف من نوع جديد يجري التحضير له
- خيارات السلطة والمعارضة في الحكومة القادمة
- الآن وقد عصيت يامالكي
- ها هو قطار البعث الامريكي يعود مرةً ثانية
- الى المتباكين على الوحدة الوطنية والتعايش السلمي في العراق . ...
- هل هناك فعلاً شعبية كبيرة لحزب البعث؟
- لقد خذلتنا جميعاً ياطالباني
- فلنتعلم من السودان جميعنا
- عبد المهدي يلوّح بانتهاك الدستور بعد الانتخابات القادمة


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 4