أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس مبارك















المزيد.....



الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس مبارك


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كفاية والعصيان المدني وانتقام الرئيس حسني مبارك

ثلاثة أشهر ونحن نستجدي الحركة المصرية للتغيير ( كفاية ) أن تتبتى العصيان المدني في 2 مايو 2005، وقد خطونا خطوات متقدمة جدا رغم رفض أربع فضائيات استضافتي لشرح الدعوة للعصيان، وهناك عشرات الآلاف الآن من المتحمسين لبدء انهاء حكم الرئيس مبارك وأسرته مع شروق الثاني من مايو يوم يخرج المصريون في شم النسيم ليستمر العصيان المدني حتى يتم اعتقال الرئيس وحاشيته وتقديمهم لمحاكمة عادلة.
من يتابع مقالاتنا في الفترة الماضية لن يخطيء قراءة مشهد سيد القصر شمشون وهدمه المعبد عليه وعلى أعدائه.. أعني الشعب المصري، لكن ظلت الشكوك تحوم حول أي عمل وطني مصري لانقاذ شعبنا من برائن هذا الحكم المستبد.
قلنا ونؤكد بأن انفجارا هنا، وقنبلة هناك، وعملية ارهابية يدبرها الرئيس بدعم من أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية قد تفجر غضب الشعب، لكنها أيضا قد تأتي بنتائج عكسية ضد أماني شعبنا وتطلعاته للتحرر من أسرة مبارك عندما يتم تطبيق قانون الطواريء بصرامة، ويأمر الطاغية باعتقال عشرات الآلاف، وتغمض الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي والحكومات العربية أعينها بحجة أن أمن مصر من أمن المنطقة، وأن المستبد الحالي أفضل من المجهول.
الكرة الآن في ملعب القوى الوطنية وعلى رأسها حركة ( كفاية ) لتلتقط الثمرة الناضجة، وتعلن على لسان مؤسسيها وقادتها أنها تقف مع العصيان المدني في 2مايو 2005، وحينئذ ستلهث الفضائيات خلفها لاذاعة الخبر ، واستضافة القيادات والمثقفين والوطنيين.
كل البيانات جاهزة، وتعرّف عليها عشراتُ الآلاف من الطلاب والعمال والاعلاميين وغيرهم، ويمكن اعتبار ( خمسون إجابة لخمسين سؤال عن العصيان المدني ) هو البيان الرئيس بعد ادخال تعديلات تناسب الحركة المصرية من أجل التغيير.
إنني آمل أن تتخلى قيادات المعارضة الوطنية عن مشاعر الاستعلاء والفوقية والغرور التي لا تناسب اطلاقا الوضع القائم، فبعد أيام قليلة، وقبيل اعلان الدكتور أحمد فتحي سرور ترشيح مجلس الشعب لمبارك الأب أو الابن، سيتم الزج بكل قيادات ( كفاية ) في السجون والمعتقلات تحت سوط قانون الطواريء، وسيقوم الرئيس حسني مبارك باعطاء توجيهات للتزوير في أوراق العدالة واتهام أعضاء من الحركة الوطنية بأنهم وراء الارهاب في مصر لاحداث فوضى والوثوب على الحكم.
الرجل، الخائف والمرتعش والهارب في شرم الشيخ، سيفعل كما فعل نيرون وأحرق روما، وجرائم أربعة وعشرين عاما شاهد على مستقبل مظلم إن لم يقف المصريون يدا واحدة.
لقد آن الوقت الذي تتوقف فيه كل الأقلام والألسن عن المقارنة الساذجة والمتخلفة والتي ترفع فيها حزبا على حزب، وتقدم أيديولوجية على أخرى، وترى الحكم أصلح إن اصبح من نصيب جماعة معينة أو فئة أو تجمع أو جبهة.
فليتحمل المصريون مرة واحدة مسؤولية انقاذ بلدهم دون الدخول في متاهات الشكوك عمن سيحكم مصر في المستقبل، ولتصدر كل الأحزاب بيانات وحدة وطنية تؤكد انصهار الاخوان المسلمين والأقباط واليساريين والشيوعيين والمستقلين والوفديين واليمينيين وغير المنتمين في كلمة واحدة متسامحة من أجل مصر.
إن غضبي على النظام وعلى مجرمي العمل الارهابي لا يقل عن غضبي على صراعات آنية حمقاء يظن فيها كل حزب أو تجمع أو صاحب عقيدة أو مذهب أو فكر أنه أعلى وأفضل من الآخرين.
مرة أخرى نؤكد أن الكرة في ملعب ( كفاية )، وأن عهد المظاهرات قد ولى فالقبضة الحديدية لقانون الطواريء ستحجز زنزانة قذرة في سرداب تحت الأرض لكل معارض مصري شريف، ولكل عضو في ( كفاية )، والرئيس حسني مبارك الذي قيل بأنه يتفاوض عبر كبار متزلفيه ليهديء من مظاهرات الحركة المصرية من أجل التغيير فعل ذلك تمهيدا لانفجار الأزهر.
حريق القاهرة سيكون أخف وطئة وأقل خسائر من غضب الرئيس حسني عندما يشعل الوطن كله من أجل البقاء في الحكم.
وليتوقف المصريون عن فلسفة الاتهامات المتبادلة التي أمدت في عمر النظام أكثر من عقدين، ومن كان يحب مصر وأهلها وشعبها فقد آن الوقت للعمل التطوعي الجماعي.
العصيان المدني في 2 مايو 2005 سلمي وشعبي وهاديء وتمرد ضد السلطة، ورفض واحتقار لاستمرارها، وانقاذ عاجل لمصر قبل أن يقوم الرئيس بتسليم استقلال الوطن لأمريكا أو اسرائيل من أجل بقاء أسرة مبارك فوق رؤوس شعبنا.
ايها الاخوة المناضلون في كل مكان
أيها العاشقون لأرض الكنانة
أيها العمال والطلاب والاعلاميون والمثقفون
أيها القضاة والمحامون ورجال العدالة
أيها المستقلون والمعارضون والشرفاء والوطنيون
أيها المصريون في كل مكان
الرجل وأسرته وحاشيته وأعوانه ولصوص مصر ونهابو الوطن يعدون لكم جحيما سيجعلنا نبكي دما في يوم من الأيام لأننا كنا أجبن من الفئران، وأننا كنا ننظر ببلادة وسذاجة وبرود ومشاعر متجمدة لأي دعوة تُحرر أمَّ الدنيا من ذئاب تنهش في لحمها أربعة وعشرين عاما.
أيها المعارضون وأعضاء الحركة المصرية من أجل التغيير، تقدموا، واحملوا مشعل التحرير، وتبنوا العصيان المدني في 2 مايو 2005، وارتفعوا فوق مشاعر الاستعلاء، واسحبوا البساط من تحت أقدام منافقي المعارضة الذين فاوضوا النظام وباعوا وطنهم بثمن بخس.
أيها المصريون الأحرار
لقد بح الصوت، وضخ القلب أوجاع الوطن كله، وكاد مداد القلم ينفد وأنا أحاول ايصال آهات الموجوعين من أبناء بلدي والغارقين في عرقهم بحثا عن لقمة العيش ، والمعذبين في أقبية السجون وتخشيبات أقسام الشرطة، لكن حالة من الصمم أصابت شعبنا إلا قليلا منه.
ثلاثة اسابيع فقط قبل الثاني من مايو ، يوم شم النسيم عندما يأخذ قانون الطواريء عطلة لعدة ساعات، وتخرج مئات الآلاف من العائلات والأطفال والنساء لتتحول بهجة النسيم إلى نسمة حرية انتظرناها أربعة وعشرين عاما، ثم يمتنع الجميع عن الذهاب للعمل في الأيام التالية أو المدرسة أو الجامعة أو المصنع وتتوقف الحركة كلها أمام وكالات الأنباء والفضائيات والبعثات الأجنبية والعالم كله يشهد كسر المصريين قيد الاستعباد والاستغفال الذي تركوه سنوات طويلة خوفا ورعبا وفزعا من رد فعل النظام الارهابي.
أيها المصريون
من كان منكم على قناعة بأن تحرير مصر واجب وطني وقومي وأخلاقي وديني، وكان يرى أن العصيان المدني هو الكي النهائي لجرح الوطن الغائر، فليقرأ بيان ( خمسون إجابة لخمسين سؤال عن العصيان المدني )، وينسخه قدر ما يستطيع، ويتولى توزيعه الآن ( مع هذا المقال )على كل من يعرف.
يا أبناء بلدي وعشقي وحبي
ألم يأن الوقت أن تثوروا لكرامتكم ولو مرة واحدة ؟

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
Oslo Norway


خمسون إجابة لخمسين سؤال عن العصيان المدني

تحرير مصر يبدأ في 2 مايو 2005

1- ماذا يعني العصيان المدني؟
* هو أرقى صور التمرد والمقاومة والرفض والاحتجاج ويخرج بشكل تعاوني جمعي لاجبار الطرف الآخر على الانصياع لمطالب المحتجين
2- لماذا نقوم بالعصيان المدني في مصر؟
* لأن كل الطرق الأخرى للاحتجاج باءت بالفشل، فالرئيس حسني مبارك يزدري ويحتقر المصريين، ويحكمنا بقانون طواريء منذ توليه الحكم، ونكث بوعده بعد ولايته الثانية واستعد للخامسة وهو مريض ضاربا عرض الحائط برغبة الشعب في التطور والتجديد والتحديث وحرية اختيار زعيمه.
3- هل هناك أسباب أخرى للجوء لهذا الحل النهائي؟
* هناك مئات الأسباب وعلى مدى أربعة وعشرين عاما تعرضت مصرنا لأكبر عملية نهب وسرقة وفساد واستغلال وارهاب واستبداد وشللية اجرامية تحكم، فضلا عن الوصول بكرامة المواطن المصري لأحط درجات المهانة التي يمارسها الرئيس وأجهزته، ثم اصراره على اختيار الفاشلين، والاحتفاظ بأكثر الوجوه كراهية من شعبه، والوصول بمصر إلى الصفر في المجالات الادارية والاقتصادية والرياضية وحقوق الانسان، وتراجع الدور المصري.
4- ما هو دوري كمواطن مصري في العصيان المدني؟
* دورك هو اعتبار الدعوة للعصيان المدني معركة وطنية تدافع فيها عن أهلك وشعبك وبلدك ومستقبل أولادك وخيرات وطنك، فالدعوة ليست ملكا لجهة أو حزب أو جماعة أو أيديولوجية معينة أو طائفة أو مذهب أو تجمع.
5- كيف أتغلب على خوفي من قضية الأمن والاعتقال والتعذيب وانتهاك الكرامة وربما القائي في زنزانة بأحد السجون المكدس بها عشرون ألف معتقل؟
* عندما تعاد لك الثقة بأبناء شعبك وأهلك وأصدقائك وجيرانك وزملائك ومعارفك، فالديكتاتور يستمد قوته وجبروته من ترك مشاعر عدم الثقة تسري بين أبناء شعبه، فيظن كل فرد أنه الوحيد الذي سيحتج، ويعارض، ويقاوم، ويتم اعتقاله، ولكن الحقيقة أننا نجتمع كلنا، تقريبا، على نفس الرؤية للنظام الفاسد والمستبد والارهابي للرئيس حسني مبارك، ونمد له في طغيانه عندما يتهم كل منا المصريين بأنهم جبناء يتخاذلون، وسيتخلى كل منا عن أخيه وزميله وأمه وأبيه يوم الاحتجاج والمقاومة والعصيان.
6- ما هي الشعارات التي سنرفعها يوم بدء العصيان المدني؟
* لن نرفع أي شعارات دينية أو سياسية أو حزبية أو اسميه، ولن يدافع أي منا مع بدء العصيان عن حزب أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو عقيدة، ولن ندخل في حوارات وجدال ونقاش عن الأفضل والأهم والأصلح لتظل كلمتنا موحدة نذوب فيها وفي الوطن .. مصرنا الحبيبة.
7- هل المطلوب فقط اعتزال الرئيس حسني مبارك وتركه السلطة ورحيله النهائي؟
* قطعا لا، فرحيله تجميع لكل المهانات والأوجاع والعذابات والانتهاكات والسرقات والنهب الذي تعرض له شعبنا، ثم اسدال ستار النسيان عليها.
المطلوب القاء القبض على الرئيس حسني مبارك وتقديمه لمحاكمة عادلة مع أسرته وكل المصاحبين له والمساندين والمؤازرين في سنوات الظلم والبغي والارهاب التي حكمنا خلالها تعسفا وجبروتا وترهيبا.
8- هل هناك شخصية مصرية كبيرة يمكن أن تكون بديلا بعد انهاء حكم الديكتاتور؟
* في العصيان المدني لن نرفع صورة البديل، ولن نتناقش أو نتجادل عن الزعيم القادم، ونحن لا نرى في أي مسؤول مصري تولى منصبا هاما بجوار الرئيس حسني مبارك لمدة تزيد عن عامين حقا في أن يكون حلم المصريين القادم.
ليس من مصلحة نجاح العصيان المدني ترشيح شخصية مصرية والالتفاف حولها، فمصرنا تستطيع أن تدفع لرأس الحكم وكل الوزارات ومناصب المحافظين وقيادات الدولة بعباقرة في كل المجالات.
9- وماذا عن أحقية القوى الداخلية الكبرى في أن يكون لها النصيب الأكبر في الحكم؟
* إنها فكرة انشاء نفق مظلم جديد،فالوعي السياسي والانساني والاجتماعي والديني والعلمي في ظل عملية التعتيم والتجهيل والفساد والأمية والمصلحة الخاصة وتركيبة الشخصية الفهلوية لن تمكن المصريين من اختيار الأصلح لأن دغدغة المشاعر عن طريق الشعارات الدينية قد يدفع بقوى متطرفة إلى الوثوب على السلطة بحجة جماهيريتها وشعبيتها الكاسحة، وهنا تفقد أيضا القوى الدينية المعتدلة والمستنيرة توازنها وخطها المعتدل عندما تضطرها روح الجماعة للسير مع من ينتهجون خطا قريبا منها.
10- كيف سنتعامل مع مجلس الشعب؟
* على الرغم من القلة الشريفة والمخلصة تحت قبة البرلمان فإن هذا المجلس كان يمثل طوال فترة حكم العهد المباركي قمة الاستهزاء والاستخفاف برغبات شعبنا، وأكثر أعضائه جاءوا عن طريق انتخابات هيجانية وفوضوية وتزوير وفساد ورشوة، ونحن نرى أن الأغلبية العظمى من أعضاء مجلس الشعب أنصاف أميين وهم منافقون ومتزلفون ومساندون للطاغية الرئيس حسني مبارك.
على كل أعضاء مجلس الشعب الرحيل فورا، وسيتم حله ثم تقوم السلطة الجديدة بعمل آلية حديثة للترشيح والانتخاب تتحول مصر كلها إلى دائرة انتخابية واحدة ويقدم المرشح للعضوية برنامجه تلفزيونيا وإذاعيا واعلاميا والكترونيا لتنتهي إلى الأبد مأساة مداعبة المشاعر الساذجة والعائلية والقبلية في الدوائر المختلفة التي تدفع إلى الحرم الديمقراطي بخصوم الثقافة والمنطق والعقل والعلم والحرية والنزاهة.
11- ما هو الفارق بين بداية العصيان المدني في يوم شم النسيم الموافق 2 مايو ثم اليوم التالي والذي يليه؟
* شم النسيم في الثاني من مايو لا تستطيع السلطة أن تطبق قانون الطواريء الذي يمنع التجمعات، وهو اليوم الذي تخرج فيه العائلات والأطفال ويمكن أن يتحول إلى احتجاج شعبي موحد وهاديء خاصة في القاهرة والاسكندرية، وفيه يتبادل المصريون المعلومات عما يجب فعله في اليوم التالي.
12- ما هو التصور النهائي لصورة العصيان المدني؟
* خروج المصريين كلهم، على اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم وأفكارهم وطبقاتهم، متحدين ومتجمعين في حب مصر ورفض الظلم ورفع الغبن والدفاع عن حقوقهم في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم اختيارا حرا كريما وديمقراطيا.
رفض الذهاب للمدارس والجامعات والمصانع والمعاهد، واغلاق كل المحلات والأفران ومحلات البقالة وامتناع سائقي السيارات العامة والخاصة ومحطات الوقود وسيارات الأجرة في داخل المدن وخارجها.
مساندة من هيئات التدريس والأكاديميين ومدرسي المدارس والعمداء والخروج إلى الشوارع في صمت حزين جنائزي ومن الأفضل الاتشاح باللون الأسود رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا.
عدم رفع الشعارات أو الصياح أو التلويح، وتجنب السير بجانب المحلات خشية اندساس عناصر مغرضة ومخربة للتكسير والسرقة.
من الأفضل الجلوس في الشوارع الكبرى وتعطيل المواصلات بعشرات الالاف من المواطنين.
العصيان المدني صامت بقدر الامكان ويمكن الاتصال قبلها بوكالات الأنباء والصحافة العربية والأجنبية وقنوات فضائية.
نجاح العصيان المدني مرتبط ارتباطا تصاعديا مع خروج ربات البيوت وأطفالهن الصغار والكبار في رفض كامل لحياة الذل والمهانة والغلاء والأمراض والأجور المتدنية واحتجاجا على نهب البلد الذي مارسته السلطة وأعوانها في الأربعة والعشرين عاما الماضية.
العصيان المدني لا يشمل المستشفيات والعيادات الخاصة وسيارات الأطباء والمطافيء والاسعاف.
13- كيف نرد إذا بدأ الأمن ممثلا بالشرطة والضباط والجنود والمخبرين واستدعاءات في مباحث أمن الدولة أو أقسام الشرطة؟
* العنف مرفوض رفضا قاطعا، وليس أمامنا غير التسليم والموافقة بعشرات ومئات الآلاف بطاعة الأوامر دون استفزاز أو القاء حجر أو السب أو الشتائم، والتوجه مع اخواننا وأشقائنا وأبناء بلدنا من رجال الأمن إلى المعتقلات وأقسام الشرطة وستكون المفاجأة للعالم كله عندما يقف المصريون طوابير وصفوفا متراصة بمئات الآلاف أمام السجون والمعتقلات وأقسام الشرطة، نساء وأطفالا وشيوخا ومعاقين وأصحاء، وفي هذه الحالة سينضم إلينا تلقائيا رجال الأمن والمخابرات والجيش الذي لن يطيع الديكتاتور.
لا ترد على رجل الأمن إلا بالتي هي أحسن، وابتسم في وجهه، واذهب معه دون مقاومة، وحاوره بصوت حبيب خفيض عن مصر وأهلها وعنه شخصيا وكرامته ووضعه المادي وأسرته.
تأكد مع كل التجاوزات التي حدثت أن مباحث أمن الدولة جهازك أنت الوطني الذي أتى لحمايتك فلا تجعل الرئيس حسني مبارك في أيامه الأخيرة يوقع بينك وبين جهازنا الأمني، وستحدث بعض التجاوزات، لكن كل رجال أمن الدولة وضباطها وأعلى رتبها ستتعاطف مع أهلها وشعبها والنساء والأطفال ولا نظن أن أحدا في مصر قريبا من ملفات الفساد والسرقة والنهب والتزوير والاعتقال التعسفي وتهريب أموال الوطن لا يعرف أن هذا العصيان المدني هو من أجلنا جميعا، شعبا ورجال أمن وجيشا ومخابرات ...
14- في المواقع الصغيرة والمكاتب التي لا يتعدى أفرادها العشرات يمكن لصاحب العمل التهديد بالفصل والطرد في حالة الاستجابة لدعوة العصيان المدني، ماذا نفعل؟
* في حالة اجتياح العصيان المدني الدولة كلها فلن يستطيع أحد التهديد بالفصل، فالمواصلات ستتوقف، والمحلات مغلقة، وكذلك المدارس والجامعات وغيرها ويمكن للخائفين على مواقعهم ومناصبهم والذين يخشون رب العمل التحايل بايجاد أي أعذار أخرى, وفي حالة النجاح تقوم الحكومة الجديدة باعادة كل من قام رب العمل بفصلهم وطردهم.
15- هل سيشترك الأقباط في العصيان المدني؟
* حتى هذه اللحظة فإن الردود كلها سلبية لكنها لم ولن تشكك في وطنية شركاء الوطن، وعندما يتأكد أحبابنا .. أقباط مصر أننا نحمل هموما واحدة، وأن نجاح العصيان المدني ستعقبه قوانين وقرارات دستورية ملزمة بمواطنة كاملة لأقباطنا، كل الحقوق والواجبات دون أي استثناء حتى لو رشح قبطي نفسه لرئاسة الجمهورية فهو مواطن له ما للمسلم وعليه ما على أخيه المسلم.
وعلى الاخوة الأقباط الثقة بشعبنا بأن نجاح العصيان المدني وانهاء حكم أسرة مبارك لن يدفع للقصر بزعيم ديني متطرف أو تحكم مصر جماعة متشددة تطالب باللامساواة بين المسلمين والمسيحيين، أو تعتبر شركاء الوطن أهل ذمة أو تجعل بعض المناصب حقا للمسلمين فقط، إنها معركة المسلمين والأقباط تحت راية مصرية بحتة لا ترفع جهة فيها المصاحف أو الصلبان انطلاقا من فوقية واستعلاء ديني.
مشاركة الأقباط أسوة بالمسلمين دون أي مطالب دينية من الطرفين هي بداية مصالحة المواطن مع أهل بلده، والتعجيل بالخلاص من الاستبداد والارهاب والقمع المباركي.
16- لماذا جاءت الدعوة للعصيان المدني من الخارج؟
* لأننا أربعة ملايين مصري يعيشون خارج أرض الكنانة ونحن امتداد طبيعي لأهلنا وشعبنا وأصدقائنا وزملاء الطفولة والشباب، والغربة تصقل حب الوطن وتجعل المهاجر أو المقيم في الخارج يرى مصاعب ومشاكل بلده بصورة أكثر وضوحا.
ثم إن مئات الآلاف من المصريين في دول عديدة خارج دائرة الرقابة الأمنية لنظام الارهاب المباركي وبالتالي يمكن التحرك بسهولة والتحريض، وافهام الرئيس حسني مبارك وابنه أن اضطهاد المواطن في الداخل لن يسكت عنه أخوه أو زميله أو صديقه أو ابن بلده المقيم في الخارج.
إننا، مقيمين ومغتربين، جسد واحد إن ألم بعضو منه وجع تداعى الجسد كله بالسهر والحمى.
والمهاجرون والمغتربون ليسوا أقل مواطنة ووطنية من المقيمين في الداخل.
17- هل سيأمر الرئيس حسني مبارك الجيش بالنزول للشوارع واعتقال المواطنين؟
* نعم في حالة المظاهرات والتكسير والضرب والتخريب، أما العصيان المدني السلمي السلبي الذي يبدأ في الثاني من مايو 2005 فهو حجة على الديكتاتور وليس حجة له، ونحن كما ذكرنا لن نقاوم أو نكسر أو نرفع شعارات أو نسمح باندساس اللصوص والمخربين وطوابير شبيبة الحزب الوطني الذين سيأتمرون بتوجيهات جمال مبارك لاثارة القلاقل.
يمكن أن نقول بأن الشعار الوحيد الذي سيصبح صلة الوصل بين كل المشاركين في العصيان المدني هو الاتشاح باللون الأسود الجنائزي الحزين.
18- هل سنخرج جميعا إلى الشوارع الكبرى ونعطل المواصلات ونجلس أو ننام على الطرق؟
* نعم ولكن لا بد من وجود أفراد، أيضا في حالة العصيان المدني، لحراسة الممتلكات الخاصة والبيوت والمحلات وحمايتها ومنع أي مخرب من الاقتراب من الملكية الخاصة أو العامة.
19- هل من المتوقع أن يستمر العصيان المدني عدة أيام تتوقف فيها الحياة والدراسة ويتعرض أهلنا وأطفالنا ونساؤنا إلى الجوع؟
* النية منعقدة على تصاعد العصيان المدني وشل الحياة كاملة في مصر، وستتعطل المطارات والطرق الكبرى وسيارات الرحلات السياحية والفنادق وسيارات الأجرة من المطارات، ولكن ضعف وهشاشة النظام لن يتحملا حتى اليوم الثالث، فإما أن يهرب الرئيس حسني مبارك ومعه أسرته وربما بعض الكبار مثل كمال الشاذلي ويوسف والي وصفوت الشريف والبلتاجي والدكتور أحمد فتحي سرور، أو تطلب أسرة مبارك اللجوء السياسي في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية أو ألمانيا أو فرنسا، أو تقوم الجماهير أو قادة الجيش بالقبض على الرئيس مبارك وأسرته ومنع كبار اللصوص من تهريب المليارات وتجميد كل أموال الرئيس وأهله ومعارفه ورجاله.
20- ما هو الموقف من وزيري الدفاع والداخلية؟
* مهما كانت الاختلافات والرؤى فإن الموقف لن يكونا معاديا لرئيسي الجهازين الوطنيين، حتى لو كانت لدينا عشرات التحفظات فإننا نرفض الفتنة الوطنية الممثلة في التفرقة بين الشعب وبين الأمن والجيش.
لن يطيع وزيرا الداخلية والدفاع أوامر الديكتاتور باعتقال كل أفراد الشعب عندما يكون المشهد المصري المعبر والمؤثر طوفانا من البشر المتشح بالسواد الواعي بحقوقه الرافض ليوم جديد من ايام الذل والاستغفال والعبودية.
21- كيف يمكن أن تظل دعوة العصيان المدني ساخنة وملتهبة حتى الثاني من مايو؟
* عندما يعاهد كل مصري نفسه وضميره وحبه لوطنه أن يحمل المسؤولية بمفرده، ويقنع عشرين آخرين من المقربين وأهله وأسرته وجيرانه وزملائه في العمل والدراسة، ليقنع العشرون الآخرون عشرين جددا.
عندما نجعل الدعوة للعصيان المدني قضية كرامة لا عيش بدونها.
عندما يؤمن كل منا أن الرئيس خادم لدى الشعب فإن لم يؤد الأمانة فعليه أن يرحل، وكذلك العكس فإذا ظل المصريون مقتنعين بأنهم خدم لدى القصر وسيده وابنه فلا فائدة.
22- هل المصريون جبناء؟
* معاذ الله أن نكون من الظالمين، وهذا الاتهام باطل .. باطل .. باطل، وكل منا يعرف من الأهل والأصدقاء والزملاء والأحباب والأقارب مواطنين تجري شجاعة الفرسان في دمائهم، ولكن طول فترة القهر والقمع والترهيب وقوانين الطواريء واليأس جعلت الناس يفقدون الثقة مؤقتا في أقرب المقربين، واتسعت دائرة الشائعة المجحفة بأن المصريين جبناء.
إن دعوتنا تلك قائمة على ثقة لا متناهية في شجاعة أبناء النيل الخالد، وأن المصريين سيلقنون قريبا المستبد الارهابي درسا تاريخيا يتعلمه من بعده كل من سيحكم مصر.
23- لماذا وقفت الأحزاب الكبرى موقفا سلبيا من العصيان المدني؟
* الرد لدى المواطن المتحمس للخلاص من حكم أسرة مبارك، فإذا اقتنع أعضاء الأحزاب والقيادات والمثقفون والاعلاميون بأن كل يوم جديد يمر علينا تحت حكم الفساد والارهاب يضعفهم ويهمشهم أمام جبروت سيد القصر فإن تبني العصيان المدني قد يكون مشاركة جماعية من أكثر القوى المناهضة للحكم.
24- ماذا عن آلة الاعلام الجهنمية الممثلة في ماسبيرو والصحف القومية الكبرى وعدة آلاف من الصحفيين العاملين في الأهرام والجمهورية والأخبار ومايو وأكتوبر وآخر ساعة وغيرها، هل سينضم إلينا زملاؤنا في هذه المؤسسات؟
* أغلب الظن أنهم لن يشتركوا في العصيان المدني فهؤلاء قريبون من صناعة القرار السياسي، وكثيرون منهم للأسف الشديد قتلت ضمائرهم كتابات مزيفة للواقع، ومتزلفة للسلطة، ومتملقة للرئيس وابنه، وخائفة على امتيازاتها، وسيتلقون توجيهات وأوامر بتشويه صورة العصيان المدني واختلاق اتهامات وكتابة مقالات إفك آثمة عن القرار الشعبي لمناهضة ومعارضة حكم أسرة مبارك.
ولكن إذا تمكنت من اقناع أخ لك أو زميل أو صديق يعمل في مؤسسة صحفية واعلامية بالاشتراك في العمل من أجل الوطن وليس من أجل السلطة فإن فرص النجاح تزداد.
25- ماذا لو أعلن الرئيس حسني مبارك تنازله عن السلطة واجراء انتخابات عادلة يشترك فيها جمال مبارك؟
* لعبة لن تنطلي على أبناء شعبنا، ونحن لا نطلب أقل من القبض على الرئيس حسني مبارك وأسرته، وكشف أرصدتهم في البنوك والخارج، وثروة علاء مبارك، وامتيازات المشروعات الكبرى التي تم فيها نهب مليارات من الوطن.
26- هل سيطلب الرئيس حسني مبارك حماية دولية وأمريكية وإسرائيلية؟
* في حالة العصيان المدني بهذه الصورة السلمية السلبية والتي يشترك فيها معظم أبناء الشعب فلن يملك الديكتاتور فرصة أو حجة لجلب حماية له من الخارج.
ونحن بدورنا لن نرفع شعارات معادية لقوى خارجية ولن نقحم قضايا أخرى في المشكلة المصرية لأن كل القضايا الخارجية مهما كانت درجة وضوح الحق والباطل فيها يبقى الخلاف حولها، لهذا نتركها حتى تتولى حكومة وطنية امساك زمام الأمور في مصر.
27- ما هي الأولويات العشر في نظام الحكم الجديد؟
* فترة استقرار وهدوء يتولى فيها الجيش الحكم لمدة ثلاثة أشهر
* يتم منع أي شخص عمل مع الرئيس حسني مبارك لأكثر من عامين من تولي منصب وزاري أو محافظ أو مسؤول كبير.
* حل مجلس الشعب والغاء نسبة الفلاحين والعمال وتحديد موعد للترشيح على أن يكون نصف المرشحين من الأكاديميين والعلماء وعمداء الجامعات وكبار الكتاب والمثقفين، وأن يلغى نظام الدوائر الانتخابية التي تأتي للسلطة التشريعية بفاسدين ومرتشين، وأن تصبح مصر كلها دائرة انتخابية واحدة، ويتم انشاء هيئة عليا للمعلومات والثقافة تختبر المرشحين قبل اعتمادهم.
* انشاء هيئة عليا من كبار القانونيين والمثقفين والعلماء والأكاديميين لتنقيح القوانين والدستور والغاء كل ما يعوق حركة التقدم ويميز بين المواطنين ويعطل سير العدالة والمساواة.
* أن يكون هناك تقاسم للسلطة بين رئيس الجمهورية الجديد ورئيس الوزراء.
* تطهير مؤسسات الدولة السياحية والاقتصادية والاعلامية والسياسية والثقافية واستبدال غير الصالح منها، والدفع للواجهة بأكبر الكفاءات المصرية.
* تجميع لكل الشكاوى والمظالم التي نشرتها الصحافة في العشرين عاما الماضية والبت فيها من جديد، ومحاسبة اللصوص وناهبي الوطن بأثر رجعي.
* يصدر قرار ملزم لكل أجهزة الدولة الأمنية بمنع انتهاك كرامة المواطن في أي صورة من الصور.
* الافراج عن المعتقلين الذين تم القبض عليهم في قضايا الرأي والضمير والنشر والاعتقاد.
* المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات والمواطنة بين المسلمين وشركاء الوطن من الاخوة الأقباط، ويمنع القانون التمييز في أي مظهر أو جعل منصب حكرا على صاحب عقيدة معينة باستثناء المناصب الدينية.
28- ماذا لو استعدت السلطة من الآن لحجب المواقع على الانترنيت التي تنشر أخبار العصيان المدني؟
* ستكون مهمتك أنت أخي المواطن الحبيب في تسلم المسؤولية، ولو غابت أخبار العصيان المدني بعض الوقت فعليك بالدخول للمواقع والاتصال بالزملاء وتذكير الجميع واعادة الدعوة للواجهة.
29- ألم يكن من الأفضل أن يتولى حزب كبير ذو ثقل على الساحة مهمة الدعوة للعصيان المدني؟
* لو حدث هذا فربما يبدأ صراع الديكة وقطم الكعكة واعتبار النجاح تمهيدا لتولي السلطة أو المشاركة في النصيب الأكبر منها، لكننا نرى أن المساواة الكاملة هي الحل الأمثل حتى لو اشترك حزب صغير في الائتلاف المتوقع بعد النجاح.
ثم إنه قد مرت سنوات طويلة منذ أن نكث الرئيس حسني مبارك بوعده في عدم ترشيح نفسه لولاية ثالثة، وها هو يستعد لخامسة وهو مريض، ويصفعنا على أقفيتنا، ويقف أمام الشاشة الصغيرة رافضا التخلي عن السلطة بحجة أننا سننهار من بلده، لكننا في الواقع ننحدر في وجوده.
أمام كل الأحزاب الآن وصحف المعارضة ومنظمات حقوق الانسان و( كفاية ) و( الجبهة السلمية لانقاذ مصر ) وغيرها فرصة تسلم المهمة والتسامي فوق صراعاتنا وشكوكنا واتهاماتنا لنقول لا للمرة الأولى منذ أربعة وعشرين عاما.
30- ماذا يمكن أن يفعل المقيمون في الخارج من أجل نجاح العصيان المدني؟
* على كل منا اقناع أهله وأصدقائه ومعارفه، وعلينا أن نحول المعركة إلى عشرات الملايين من رسائل الموبايل، والبريد الالكتروني، والمكالمات الهاتفية.
31- ماذا لو لم يتحرك المصريون يوم الثاني من مايو، أي في مظاهرات صامته يوم شم النسيم؟
* أن يكون العصيان المدني مستمرا في اليوم التالي.
32- من هم الأكثر تأثيرا في دفع العصيان المدني ناحية النجاح؟
* نقابات المهندسين والقضاة والمحامين وهيئات التدريس والاعلاميين والفنانين.
33- هل هناك أماكن مهمة لتحاصرها الجماهير وتعجل من سقوط نظام الحكم؟
* القصر الجمهوري بعابدين وقصر العروبة وميدان التحرير ومجلس الشعب وماسبيرو
أما في الاسكندرية فيكفي التوجه إلى طريق الكورنيش من المنتزه إلى رأس التين والجلوس أو النوم بملابس سوداء في الطريق ولن تستطيع أي قوة أن تلبي أوامر السلطة بضرب مئات الآلاف من المسالمين المصطحبين معهم أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وأطفالهم.
34- ماذا لو رفض سائقو الميكروباس وسيارات الأجرة والأتوبيسات الدعم والمشاركة؟
* عليهم أن لا يجدوا ركابا أو طريقا خاليا دون استخدام العنف من المشاركين في العصيان.
35- هل صحيح أن محبة الوطن ومناهضة الديكتاتورية والدفاع عن الكرامة يمكن أن يوحد الناصريين واليساريين والشيوعيين والاخوان المسلمين والمستقلين والوفديين والأحرار ؟
* ليس لدينا أي شك في هذا ولكن سنوات طويلة من عدم الثقة وسياسة فرّق تَسُدْ التي انتهجها الرئيس حسني مبارك جعلتهم متفرقين، لكننا على يقين من أن الخطر القادم مع التجديد للرئيس المريض وتصعيد ابنه والاستيلاء على الاعلام تمهيدا لكبح جماح كل القوى المستنيرة وتشويه سمعة المعارضين أكثر تهديدا من أي أخطار أخرى وستجد المعارضة نفسها مضطرة للمشاركة مع بعضها ابعادا للخطر عنها وعن الوطن.
36- حاولت اقناع زملائي في العمل بالعصيان المدني لكنني فشلت فشلا ذريعا، فهل أتوقف؟
* حاول أن تقنع من تستطيع اقناعهم، أي إن فشلت في اقناع زملاء العمل والدراسة والمصنع والنقابة فعليك باقناع أهلك ووالديك وأقربائك وجيرانك.
37- هل لرجال الدين، المسلمين والمسيحيين، دور في العصيان المدني؟
* نعم شريطة عدم اقتصار الحديث على أتباع الدين نفسه، فإذا تحدث قسيس فعليه أن يدعم العصيان من أجل وطن واحد يساوي بين أبنائه، وإذا ألقى شيخ خطبة فينبغي أن تكون موجهة للجميع دون نظرة لشريك الوطن القبطي على أنه الآخر.
38- هل يمكن أن ينجح العصيان المدني بدون دعم من قوى الأحزاب الكبرى؟
* نعم يمكن أن ينجح لكننا نتمنى المشاركة الفعلية من الجميع، وإذا فشل العصيان المدني وشمت فينا متسلقو السلطة ومنافقو النظام وحراس الفساد فإننا جميعا نتحمل المسؤولية عن الفشل سواء اشتركنا أم أحجمنا، خفنا أم تشجعنا، تقدمنا أم تراجعنا.
39- أين سيكون التركيز في العصيان المدني؟
* في القاهرة والاسكندرية وطنطا وبورسعيد والسويس والاسماعيلية وكل مدن الجنوب. وليس لدينا أي أمل في نجاحه في شرم الشيخ المقر الأمني للرئيس أو القرى السياحية أو في داخل قرى الصعيد.
40- هل نتوقع انقلابا عسكريا أثناء العصيان المدني؟
* لا ريب في أن المشاعر الوطنية التي تتفاعل في صدور كبار رجال جيشنا البطل يمكن أن تختصر علينا الطريق، وتنهي حكم أسرة مبارك، لكن عيون رجاله على كبار رجال الأمن والمخابرات والجيش، وربما يتلقى دعما لوجستيا من المخابرات الأمريكية والاسرائيلية لحمايته وتحذيره من كبار القادة الوطنيين.
41- هناك حالة من اليأس والاحباط والرضوخ والخنوع والخوف تكتسي بها الحياة اليومية للمصريين وينتظرون عناية السماء أن تُنزّل عليهم الرحمة، وأن تتولى عنهم قيادة الانقلاب والعصيان وتغيير الحكم والافراج عن المعتقلين واعادة كرامة المواطنين، فماذا نحن فاعلون؟
* لا نملك غير الكلمة الطيبة، والحديث المقنع، وضرب الأمثلة عن الفساد، واقناع الناس بأنهم ليسوا قطيعا يرعاها الذئب،ونحاول استجلاب مشاعر مضادة للسلبية مثل الكرامة ومحبة مصر والعدالة والمساواة والأمل في المستقبل وسيطرتنا على خيرات الوطن.
42- من المسؤول الأول عن العصيان المدني؟
* أنت، أخي المواطن، وهذه الدعوة للتمرد والرفض والمطالبة بالقبض على الرئيس حسني مبارك ومحاكمته هو وأسرته ورجاله قراءة صادقة وطنية وشفافة لما تخفيه صدور المصريين كلهم مع استثناءات قليلة لها مصالحها الخاصة أو يحركها رعب داخلي أو تعرف أنها أجرمت في حق الشعب طوال فترة حكم الديكتاتور
43- هل وضع الرئيس حسني مبارك مع رجاله وأمنه وآلاف من مساعديه وحماته وحراسه ومخابراته خطة مضادة لقتل الفكرة واغتيال الدعوة وافشال الاعتصام المدني؟
* لا نستبعد هذا ولكن الشعب العظيم الذي يظن الرئيس أنه مجموعة من الرقيق الجبناء البلهاء الذين يقبلون فتات خبز الكبار ثم ينامون على عرقهم ودموعهم وأحزانهم وكرامتهم الممتهنة سيستجيب إن شاء الله هذه المرة، وسنكتشف جميعا عندما نشاهد الرئيس حسني مبارك خلف قفص الاتهام يبكي متوسلا قضاة العدل والقانون الرحمة والرأفة ويصب جم غضبه واتهاماته على رجال الأمن والمثقفين ورؤساء تحرير الصحف الكبرى والمنافقين الذين نفخوا فيه روح العظمة والسطوة والسيطرة ولذة السادية في تعذيب شعبه، أنه كان زعيما لنظام من ورق يتهاوى كله عندما يسقط جزء صغير منه.
44- هل ستظهر فضائح وجرائم وعمليات نهب لخيرات مصر وفساد خفي ومساومات مخجلة ومواقف ضد استقلال الوطن عندما تتم محاكمة الرئيس وابنه وأسرته ورجاله؟
* نعم، وسنعرف جميعا أننا كنا محقين في العصيان المدني، وسنتأسف كثيرا على ترددنا سنوات طويلة للاطاحة بالديكتاتور . لم يتحمل الشعب الأرجنتيني ثلاثين يوما في ظل قانون الطواري، وخرج الشعب الفنزويلي يطالب باستمرار حكم الرجل الذي أخلص لهم، وخرج الأوكرانيون يملئون الشوارع لعدة أيام، ليلا ونهارا، حتى انتصرت ارادتهم، فهل المصريون أقل حماسا لكرامتهم من غيرهم؟
45- لماذا يصمت أمام دعوة العصيان المدني كبار المناضلين أمثال الدكتور عيد الحليم قنديل والدكتور محمد عباس والأستاذ مجدي أحمد حسين والأستاذ ضياء الدين داود والأستاذ حمدي قنديل والأستاذ خالد محيي الدين وغيرهم المئات من صناع القرار الاعلامي والثقافي والفكري في مصرنا الحبيبة؟
* ربما لم يتأكدوا بعد من جديتها واحتمالات نجاحها، لكن اشتراكهم أو عدم اشتراكهم لا يقلل قيد شعرة من تاريخهم النضالي العظيم ضد ديكتاتورية واستبداد الرئيس حسني مبارك؟
46- ماذا يمكن لجمال مبارك أن يفعل لمنع العصيان المدني؟
* سيقوم عن طريق وزير الاعلام الجديد بعملية اعادة تهيئة الشعب لحكم الرجل المريض، ثم تصعيد نفسه للامساك بكل خيوط اللعبة السياسية، والتحالف مع الدكتور أحمد فتحي سرور للاستعداد لتنصيبه مرشحا وحيدا. وكذلك تهييج المشاعر العفوية الساذجة والحمقاء والمتخلفة والمخدَرة والمغيّبة لدى عشرات الآلاف من شبيبة الحزب الوطني الذين سيطوفون بشوارع المدن الكبرى مطالبين باستمرارا المباركية من الأب إلى الابن.
47- هل لدينا أمل في تحالف بين جنرالات الجيش وأمن الدولة والمخابرات لوقف التدهور، والوقوف مع الشعب، وعزل مبارك وأسرته ورجاله والتحفظ على أموال الشعب التي في حوزتهم؟
* هذا يتوقف على مدى التعاون بين الأجهزة الثلاثة، وينبغي أن لا نقلل من شأن المعلومات التي تمد بها واشنطون وتل أبيب الرئيس حسني مبارك لحمايته وحماية مصالح البلدين في مصر ومع جيرانها.
48- هل هذا البيان نهائي، أم سيتم تغيير التاريخ وبعض الأولويات؟
* البيان قابل دائما للزيادة والتصحيح والتقويم والاضافة والحذف، ولكن الثابت فيه شيئان: الأول، تاريخ العصيان المدني الذي يبدأ يوم الاثنين 2 مايو في شم النسيم ليتم تصعيده في اليوم التالي ويستمر عدة أيام . والثاني، القبض على الرئيس حسني مبارك وأسرته ورجاله ورئيس مجلس الشعب وكذلك كمال الشاذلي وصفوت الشريف وممدوح البتلتاجي.
49- وماذا عن وزير الداخلية ووزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات ورئيس جهاز مباحث أمن الدولة؟
* لسنا في حالة عداء معهم، ولن نقبل المساس بهم، وسنطلب منهم الانحياز إلى الشعب، ونحن على يقين من أنهم يملكون ملفات مخزية وسوداء للرئيس وأسرته وحيتان المال والفساد والرشوة، ولن يقبلوا تصعيد جمال مبارك وتوليه السلطة ليدمر في عدة ولايات ما بدأه والده.
50- هل سنحتفل قريبا بإذن الله بتحرير مصر من أسوأ وأعفن وأفسد الأنظمة التي حكمتنا في العصر الحديث؟
* هذا يتوقف على روح المقاومة والتفاؤل والإيمان والاخلاص والنبل والشجاعة.
إن تحرير مصر لا يحتاج لأكثر من إرادة التحرير، أما الذين يريدون منا الصمت حتى نصنع قاعدة شعبية واعية فهم كمن يطلب من الغريق أن ينتظر حتى يتعلم السباحة بدلا من انقاذه.
لأول مرة منذ سنوات طويلة نكاد نسمع مصرنا وحبنا ووطننا التي سنسلمها لأولادنا وأحفادنا تصرخ متوجعة من اغتصاب وانتهاك ونهب وهبر وسرقة واحتيال وتعذيب ومؤامرات عليها واحتقار لها ولشعبها وازدراء لعبقرية أبنائها وقدرتهم على تولي أمرها.
هل يجلس الآن الرئيس حسني مبارك يرتعش، وتصطك أسنانه من الخوف، ويخفي أوراق وملفات جرائمه، ويستعد لتسليم نفسه مرغما، أم تراه يستلقي على غضروفه من الضحك علينا، ويستمع من مستشاريه لتعليقات تدخل البهجة في نفسه، ويقرأ تقارير أمنية عن استعداد سجون ومعتقلات الوطن لابتلاع نصف أبناء شعبه في غضون ساعات لو حاولوا الثأثر لكرامتهم؟
وموعدنا، بإذن لله، الثاني من مايو 2005 .



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تر ...
- أيها المصريون ماذا تنتظرون .. لقد هرب الرئيس ؟
- البحث عن زعيم لمصر
- العصيان المدني بين حمدين صباحي وعبد الحليم قنديل
- نداء هام إلى مؤتمر ( كفاية ) المنعقد 14 مارس 2005
- الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!
- سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر
- خمسون إجابة لخمسين سؤالا عن العصيان المدني في مصر
- حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك .. حديث عن العصيان المدني ...
- قائد الفاتح يسقط في المصيدة
- المسكوت عنه بين السعودية والكويت
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟
- وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
- حوار بين الشيطان وضيوف الرحمن ... موسم الحج ورمي الجمرات
- رسالة مفتوحة إلى البابا شنودة الثالث .. لقد أخطأت أيها الرجل
- نعلن هزيمتنا أمام الرئيس حسني مبارك وابنه


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس مبارك