أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جوتيار تمر - رسالة البابا الى الحكام














المزيد.....

رسالة البابا الى الحكام


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 17:21
المحور: المجتمع المدني
    



في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ ما يقارب 600 سنة تقريبا، استقال البابا بنديكت السادس عشر، من منصبه البابوي، ولااريد الخوض في مسببات الاستقالة كمضمون حدثي ديني، او كل ما يتعلق بجواز الاستقالة او عدم جوازها كتشريع مسيحي كاثوليكي، لأن حسب ما تذكر المصادر التاريخية بان هذه الاستقالة الخامسة التي تحدث خلال الالف عام الاخيرة من تاريخ الكنيسة، وبلاشك ان لكل استقالة معطياتها واسبابها التي تجعلها بنظر المؤمنين بها مقبولة او مرفوضة وهذا شأن ديني انا بعيد عنه فيما اريد ان اتحدث عنه.
ما يجعلني اثير موضوع الاستقالة هي عدة امور لعل ابرزها هو اني اردت ان اجاري النسق الحدثي العالمي بالاخص فيما يتعلق بالسطلة والسيادة واضع ممرات لااعتبرها معايير للمتمسكين بالكرسي.
في البدء ان القرار لم يأتي اعتباطياً انما جاء خلال جلسة استثنائية للكرادلة على هامش اجتماع للمجلس البابوي، مرجعًا ذلك إلى أن صحته وسنه لم يعودا ملائمين لقيادة الكنيسة.
و ثانياً ماقاله البابا: "بعد أن فحصت ضميري أمام الله تيقنت بأن قوتي وتقدمي في السن أصبحا غير ملائمين لممارسة منصب الوزارة البطرسية، كما أن عالم اليوم يخضع لتغيرات سريعة، وتحركه مسائل لها أهمية كبيرة لحياة الإيمان، لهذا أُعلن تنازلي عن منصب أسقف روما..."."
اذا ما يهمنا في امر الاستقالة باكلمها هنا هو النقطتين التي اخذتهما من كل ما قيل ويقال وسيظل يقال عن تلك الاستقالة حيث وجدنا بان الامر وظف وسُيس حسب الانتماءات الدينية والعرقية والى غير ذلك.
الامر الاول هو مسألة الرأي والتشاور قبل اتخاذ القرار وهذا الامر هو دليل واضح على الفكر السامي والتقدم الديمقراطي داخل مؤسسة دينية فعالة، والسؤال اين هو الفكر السامي والديمقراطية هذه داخل مؤسسات دولنا، واين هو هذا الفكر في عقول حكامنا، فاذا قمنا بمقارنة بسيطة بين السلطة التي يمتلكها البابا واي حاكم او رئيس سيبدو الامر مجحفاً بحق البابوية نفسها لان لامقارنة فاذا كان الرئيس الحاكم يملك مصادر وممتلكات وسيادة دولة محددة فان سيادة واملاك البابوية تصل الى اضعاف اضعاف ما يمتلكه اي رئيس، اذا لماذا البابا يستطيع ان يقدم استقالته والحاكم يتمسك بكرسيه بل يقتل ابناء شعبه من اطفال ونساء وشيوخ وشباب ورجال للبقاء على كرسيه،، حتى يصل به الامر ان يدمر بلده باكلمه ولايتنازل عن كرسيه.
واذا ما قيل بان الامر يفرق فتلك مؤسسة دينية وهذه مؤسسة سلطوية اي الفرق بين السلطة الزمنية الروحية والسلطة الدنيوية، التشريعية والتنفيذية، سنضطر الى القول لماذا عندما تحدث مجرزة او حرب او حصار على دولة من دولنا سنقول بانها حرب صليبية مؤامرة من الفاتيكان والى غير ذلك من هذه المصطلحات، ولكن في مسألة المقارنة نقول بان الامر لايتشابه فالبابا مؤسسة دينية والرئيس الحاكم مؤسسة سلطوية سيادية...؟
هناك امر اخر اردت ان استشهد به في هذه المسألة وهي مقولة البابا وتوضيحه لاسباب استقالته حسبما هو يقول وليس حسبما الاراء والاتجاهات الفكرية والدينية حللت وقررت بدلاً عنه، فالله ، والسن، والصحة، والتغيرات، هي كانت الدوافع الظاهرة التي اعلنها البابا كسبب لاستقالته، لذا دعنا لانتمادى في الاسباب الاخرى اعرف بان هناك من سيقول بانها كلها مترابطة، نعلم ذلك لكنها ايضاً ليست وجهة نظر صاحب الشأن وهو البابا نفسه انما هي تبعيات وتحليلات شخصية يراها البعض صائباً ويراها اخرون خاطئة، انما ما يقوله البابا كمصدر تشريعي كاثوليكي عن نفسه هو في نظر المؤمنين به صائب لأنها المرجعية الدينية والفكرية لديهم، ولهذا مرجعية كهذه يمكنها ان تتنازل عن كرسي يكون تحت تصرفه املاك لاتقدر ولاتحصى باعتبار ان الفاتيكان أساسا تعيش من ثروات الكنيسة (ممتلكات، استثمارات متنوعة) ومن تبرعات الكاثوليك عبر العالم، و تمتلك الدولة تنظيما بريديا، محطة إذاعة، ودار نشر ويقع الفاتيكان في منطقة اليورو كما يستقبل الفاتيكان آلافا من الكاثوليك ويتربع على ثروة ضخمة من المباني التاريخية (كنيسة سانت بيير، معبد سيكستين) ومجموعات فنية (مكتبات، متاحف الفاتيكان)، فضلا ً عن ان بامكانه الان اعلان حرب عالمية ثالثة او بامكانه الان فعل ما قد لايستطيع اية دولة اخرى ان تفعله امر ليس بسطحي وهين، انه امر جذري منغرس في عقليتهم وفكرهم وعقيدتهم، اي انها تفوق قدرة الحكام والرؤساء الذين يدفنون الابرياء من اجل التمسك بكراسيهم الاف المرات، فحكامنا يولدون على الكراسي ويدفنون عليها وفيها وكأنهم منها اتوا واليها يرجعون وليسوا من التراب والى التراب، ولست ابالغ اذا ما قلت بأن اغلب الذين قتلوا ويقتلون ابناء شعوبهم يشملهم مسألة الضمير، والسن، والصحة، والتغيرات، لأن الاشرعة والدساتير لاتعطي لاحد ولاية العمر كله في العصر الحديث.
ولهذا نقول ان ما نشاهده في الاونة بل على مر العصور واستثني قلة قليلة من الحكام من هذا التعميم من التمسك بالكرسي على حساب كل مبدأ وكل مقولة وكل فكر وكل عقيدة بل على حساب الانسانية نفسها امر مهين، مهين جدا للوجود الانساني ولايمكن بأي من الاحوال ان يتجاوز التاريخ عن هولاء، فان تتمسك بالكرسي وتقتل ابناء شعبك، تدمر بلدك، تشرد اهلك، امر لايمكن ان يغفل عنه الانسانية الحقة، وليست الانسانية المغلفة بعناوين المقالات والافكار التي تقال ولايعمل بها اطلاقاً.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في نص - وقفة - للشاعر هلكورد قهار / جوتيار تمر
- الفعل بالضرورة / مسرحية
- قراءة في نص- لاجدوى- للشاعر شعبان سليمان/ جوتيار تمر
- عندما يصنع الموت حياة / قصة
- قراءة في نص (الوحوش داخلي نائمة) للشاعرة سوزانة خليل/ جوتيار ...
- الحقيقة (مسرحية)
- انثى القلق
- قراءة في لاوعي قصيدة- منذ آدم- للشاعر التونسية ضحى بوترعة / ...
- لا ...يا كاظم ....!
- انتاج التخلف
- اليها / جوتيار تمر
- مؤامرة،، أم فوضى،، أو انعدام وعي
- جوع الانسان
- تسكع في دائرة الروح / مهداة الى النقية هيام مصطفى قبلان
- التطور التدويني لظهور تسمية كردستان في المصادر التاريخية
- المالكي بين الشرعية الانتخابية الوطنية والتبعية الخارجية
- مواقف تخاذلية تجاه القصف الايراني للمناطق الكردية
- قصتان قصيرتان
- قصص قصيرة جداً
- قراءة بعنوان (استقراء مكاني- انتمائي- لزمنية حالمة) في نصوص ...


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جوتيار تمر - رسالة البابا الى الحكام