أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أين المغرب من روح خطاب تاسع مارس ؟














المزيد.....

أين المغرب من روح خطاب تاسع مارس ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 00:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مرت سنتان على الخطاب الملكي لتاسع مارس الذي جاء متفاعلا مع الحراك السياسي الذي شهدته المنطقة العربية في إطار ما سمي حينها "بالربيع العربي". خطاب يعود الفضل في أوانه ومضمونه إلى طرفين أساسين : شباب حركة عشرين فبراير والملك . ذلك أن حركة الشارع المغربي وتفاعلها مع الحراك السياسي والاجتماعي في تونس ومصر ، خلقا ديناميكية سياسية في صفوف الشباب الذي ظل محط اتهام بالعزوف عن السياسة والانشغال بقضايا هامشية بفعل عملية الإقصاء الممنهجة التي مارستها الأحزاب على هذه الفئة الطموحة إلى التغيير وتشبيب التنظيمات الحزبية التي شاخت قياداتها وباتت متحكمة في دواليب الهيئات وطريقة اشتغالها . وبفعل هذه الديناميكية الشبابية تحررت الألسن وتكسر جدار الخوف وعلا سقف المطالب السياسية والدستورية فكسر كثيرا من الطابوهات التي كانت تحجز عملية التطور السياسي والإصلاح الدستوري . وأولى تلك الطابوهات ما تعلق بتقديس شخص الملك وسلطاته المطلقة ودسترة الأمازيغية .أما الفاعل الأساسي الثاني الذي هو الملك فيعود إليه فضل التجاوب مع مطالب الشباب في قضايا جوهرية تخص تعديل الدستور وصلاحيات رئيس الحكومة وتقليص صلاحيات الملكو وربط المسئولية بالمحاسبة . كانت لهذا التفاعل بين الملك والشباب أثره الإيجابي في رسم معالم طريق مغاير سلكها المغرب من غير متاعب ولا خسائر ، لكن يظهر أن سوء تدبير المرحلة سيجعل المغرب يقطع هذا المسلك دون مكاسب . كان التوفيق حليف المغرب في تجاوز حراك الشباب وتلطيف صدماته ، لكن أسباب الحراك لازالت قائمة وإن ظل سقف مطالبها ثابتا . ويحسب للشباب المغربي أنه مدرك لخصوصيات الواقع المغربي السياسي والاجتماعي والتاريخي ؛ لهذا ظل شديد الحرص على تفادي ركوب المغامرة على النحو الذي سارت عليه تجارب التغيير في المحيط الإقليمي . نضج الشباب المغربي وحسن تبصره جنبا الوطن كارثة التغيير الأعمى الذي لم يستشرف ما بعد إسقاط الأنظمة وما يتطلبه من حنكة ورص الصفوف . فشبابنا هذا يستحق الثناء على حسن إدارته للحراك ضدا على الأجندات التي ظل يتربص أصحابها بكل فرصة تسمح لهم بالانحراف وتحويل الحراك إلى نواة ثورة جار فة تأتي على الأخضر واليابس. إذ ليس كل ثورة ارتقاء نحو الأفضل . غير أن المكاسب الدستورية لهذا الحراك لم تصاحبها المكاسب السياسية ولا الاجتماعية . ذلك أن القوة السياسية التي تقود التجربة الحكومية التي انبثقت عن الحراك السياسي الشبابي لم تتحرر بعد من إرث الماضي وضغوطه ، خصوصا وان ثقل الماضي يؤثر مباشرة على الأداء الحكومي فيما يتعلق بالتنزيل الديقمراطي للدستور بما يستجيب لتطلعات الشباب وعموم القوى السياسية والاجتماعية الحية والتواقة إلى التغيير في إطار الاستمرارية . فتغيير الدستور لم يكن هدفا في حد ذاته ولا مطية لتكريس ما كان الحراك من أجل رفعه وإلغائه . فالشباب لم يخض حركته الاحتجاجية من أجل "العفو عما سلف" من تبذير وسرقات وفساد إداري ومالي ؛ ولم يكن أبدا من أجل صلاحيات صورية لرئيس الحكومة الذي ،بحكم ثقل ماضيه الحركي، لم يتخلص من وعيه الشقي ، فيشقى من أجل كسب ثقة الملك ويغفل عن مسئوليته الدستورية تجاه الشعب الذي يتطلع إلى تجربة نوعية تقطع مع الفساد والاستبداد . وليس لرئيس الحكومة ،باعتباره المسئول عن حزبيا ودستوريا عن برنامج الحكومة وأدائها ، من عذر لتبرير عجزه عن الوفاء بالوعود الانتخابية التي قطعها على نفسه وحزبه بكون جهات عليا تعرقل عمله أو تفسد خططه. وللتاريخ أنقل شهادة الصديق والمناضل الأستاذ أحمد حرزني التي نفى لي وثلة من الأصداء أي تدخل من الملك أو من محيطه ، على امتداد مشاركته ضمن لجنة صياغة تقرير الخمسينية أو اللجنة الملكية الاستشارية لمراجعة الدستور . بل أكد أن التدخل الذي حصل من طرف الراحل مزيان بلفقيه إنما كان بهدف قول الحقيقة كما هي وتضمينها تقرير الخمسينية . من هنا لا نملك إلا أن نتعامل مع رئيس الحكومة بصفته الجهة الوحيدة التي تتحمل مسئولية عودة القمع كأسلوب وحيد للتعامل مع الحركات الاحتجاجية ، والتغاضي عن ملفات الفساد ونهب المال العام بعد أن كانت محاربته شعارا مركزيا لحزبه . وكذلك هو الحال فيما يتعلق بمبدأ المناصفة الذي لم يُفعّله وظل بعيدا عن نص الدستور وروحه من لحظة تعيين الحكومة إلى ٱخر إجراء تعلق بتعيين 16 امرأة من ضمن 140 شخصية في الوظائف السامية . ولا يستقيم الاعتقاد بوجود ضغوط من جهات عليا أو نقص في الكفاءات النسائية . صحيح أن عملية الإصلاح قد تكون مكلفة سياسيا لكنها منقذة للوطن إما من السكتة القلبية أو الانفجار الاجتماعي . وليس لأن الإرث ثقيل يمكن للحكومة رهن مستقبل المغرب بالديون والمغامرة باستقراره عبر سلسلة من الإجراءات (إلغاء صندوق المقاصة ، إعادة النظر في احتساب معدل التقاعد ، تقليص مناصب الشغل، فرض رسوم التسجيل على الطلبة في الكليات ، فرض الضريبة على يتجاوز عمرها 25 سنة الخ) . إذا كانت التجربة المغربية قد أثبتت فرادتها في التعاطي مع الحراك السياسي ، فإنها كشفت عن محدودية الأداء السياسي للإسلاميين في تدبير الشأن العام لقلة الخبرة والدراية وسوء تقدير المسئولية . ذلك أن عموم الإسلاميين يعتقدون أن مشاكل المغرب الاقتصادية والاجتماعية مرتبطة فقط بسوء توزيع الخيرات وليس إنتاجها .إذن بعد سنتين من خطاب 9 مارس ارتفعت نسبة الدين الخارجي وتفاقم عجز الميزانية العامة وارتفعت معدلات البطالة والاجرام والفساد المالي والارتشاء .بل فقدت الدولة هيبتها حتى في الشارع العام الذي احتله الباعة المتجولون .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقطت الأنظمة فسقطت الأقنعة .
- الذكرى الثانية لحركة 20 فبراير : نجاح أم إخفاق ؟
- الزحف الأصولي وخطر تكميم الأفواه .
- شاكر بلعيد يفدي تونس بروحه.
- المغرب ومالي
- معركة عزل الأئمة وضرورة مساندة وزير الأوقاف.
- برلمانيون بدون ضمير أخلاقي ولا حس وطني أو إنساني.
- مواطنو الدرجة الممتازة
- شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .
- أزهار الربيع التونسي تصبح أحجارا.
- مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .
- 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .
- ألا في الفتنة سقطوا !!
- افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.
- يوم صار قياس التدين لدى المواطنين مهمة وزارية !!
- وفاء لروح الفقيد السي أحمد الهاشمي .
- المتطرفون لا يمثلوننا ، بل يكرسون الإسلاموفوبيا .
- اختلال الموازين في التعامل مع غياب البرلمانيين وغياب المدرسي ...
- الرسائل الواضحة والمشفرة لخطاب العرش .
- حزب العدالة والتنمية يقرر الإجهاز على مجانية التعليم


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أين المغرب من روح خطاب تاسع مارس ؟