أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خضر كنعان - ملاحظات اولية على حكومة بدران الجديدة في الاردن















المزيد.....

ملاحظات اولية على حكومة بدران الجديدة في الاردن


خضر كنعان

الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من الصعب تحديد ما ستقدم عليه الحكومة" الجديدة" في الاردن، بيد انه من الممكن تلمس بعض التوجهات العامة، في البداية لابد من ملاحظة ان اثنين من اهم عناصر الحكومة السابقة واعني رئيس الوزراء السابق الفايز، والرجل "متعدد المواهب" مروان المعشر قد انتقلا إلى "الديوان الملكي" وهي مؤسسة متضخمة مسؤولة من قبل الملك ولاتخضع لأي رقابة اخرى، تعنى باهم القرارات في الاردن وتحدد التوجهات العامة فيه، من هنا فهذه الحكومة على ما يبدو قد جاءت بوظائف محددة. ولكون تبدَل الحكومات في الاردن قد عاد إلى معدله التاريخي (حكومة في العام) فلا يجدي التكهن بديمومتها

إن في تجربة رئيس الوزراء الجديد (بدران) ما لايدعو للتفاؤل. فقد كان رئيس جامعة اليرموك عام 1986، عندما خلق ازمة مع الطلبة، ابتدأت بفرض رسوم اضافية على طلبة كلية الهندسة في اليرموك على فترة التدريب الهندسي الصيفي - لم تفرض حينها في الجامعة الاردنية وكلاهما جامعتان حكوميتان - وعندما اعترض الطلبة على القرار رد بدران بفصل النشطاء منهم من الجامعة بين فصل جزئي وآخر نهائي، احتج الطلبة على فصل زملائهم، واستمر احتجاجهم إلى ان دخلت قوى الامن الحرم الجامعي وقمعت احتجاجهم بالقوة، مخلفة ثلاث شهداء: مها ومروة وابراهيم والعديد من الجرحى. وتم في النهاية التراجع عن قرار الرسوم الاضافية!! الغريب ان بدران عاد ليشغل منصباً عاليا في اليونسكو بعد ذلك بثلاث اعوام، ثم بعدها لإدارة بعض الجامعات الخاصة خارج الاردن، ثم وزيرا عدة مرات واخير رئيسا لجامعة فيلادلفيا الخاصة في عمان.

إن قراءة كتاب عدنان بدران(على مفترق طرق: التعليم في الشرق الاوسط - 1989) الذي اودعه فهمه للسياسة التعليمية. هذه الفهم الذي نال جزاء ملحوظا من خطاب حكومته الاخير للملك، والذي لايشي بدوره بأي فهم ديمقراطي للتعليم. فهناك سؤالان مركزيان في الكتاب؛ الاول يطيح بمجانية التعليم أي العماد الاقتصادي لديمقراطية التعليم وتوفره للجميع كحق وليس منُة او"مكرمة" إذ يقول : "كم من التعليم صار مطلوباً في ظل التوسع السريع وتحديث المجتمعات في الشرق الاوسط وهل يجب ان نعوَل على الدولة في ذلك وما هو دور القطاع الخاص باشكاله في تغطية الاخفاقات؟" هذا يغطي الجانب الاقتصادي في "ليبراليته" المزعومة أي الانتقال من القطاع العام للخاص كحل للمشاكل ودرء للاخفاقات!! اما الجانب الاجتماعي السياسي في "ليبراليته" فيغطيه التساؤل المركزي الثاني: "لماذا مع ازياد التعليم العالي في الشرق الاوسط يجنح ابناء المنطقة نحوالتذمر وعدم الاستقرار؟" ويستخدم لبنان وسوريا واسرائيل كأمثله على ذلك!! هذه هي النيوليبرالية في ابشع حللها فهي من جهة نيوليبرالية اقتصاديا لاتكتفي ببيع المقدرات الوطنية وتفكيك القطاع العام. ليبرالية قمعية سياسيا إذ يجب التأكد من ان الثقافة والتعليم بمراحلة لايقودان ألى بناء العقل النقدي، إلى الرفض، أوالرغبة في التغيير! بل يجب على التعليم في نظر بدران ان يقدم جيلا مطواعا مسالما هادئ الطبع.. عاقلا و"واعد" للمستقبل، مستقبله ومستقبل البرجوازية المحلية الحاكمة وربيبتها الشركات الدولية. خادما امينا للسياسة النيوليبرالية الجديدة وتبعاتها الكارثية على المنطقة والعالم...هذه السياسة اذن بمثابة خدمات ما بعد البيع للشركات العالمية. وقد يكون هذا ما يفسر بقاء وزير شؤون التنيمية السياسية في موقعه (منذر الشرع) صاحب مشروع قانون الاحزاب الجديد المطروح للنقاش حالياً، هذا القانون الذي يمنع بموجبه طلبة لجامعات من دخول الاحزاب، او الاحزاب من التنظيم داخل الجامعات!! تماما كما تعامل القوات المسلحة في الاردن، كذلك مشروع قانون النقابات المهنية التي قدمته الحكومة السابقة للبرلمان.. إن هذا يضع تساؤولات خطيرة عما ينتظر التعليم العام بشتى مراحله والحريات في الاردن في المرحلة القادمة

اما على مستوى السياسة الخارجية، فإن الحكومة تاتي على نحو ما لامتصاص الاحراج والبرود الظاهرفي العلاقات مع الحكم السعودي عقب مؤتمر قمة الجزائر. وقد اعلنت الحكومة انها ستتبع ما ينتهجه الملك في السياسة الخارجية، فليس من المتوقع ان تكون الحكومة خلاقة على صعيد الملف العراقي. من المعروف ايضا عداء هذه العائلة لسوريا(عدنان بدران الاخ الاصغر لمضر بدران رئيس الوزراء الاسبق ومهندس العلاقة مع نظام صدام في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات وتميزت فترة حكمه بارتفاع التوتر مع سوريا مقابل علاقات جيدة مع الاخوان المسلمين) لذلك فإن هذا الامر ينذر بتوجه غير محايد مع الحكم في سوريا، وللتقليل من هذه الاشارة لجأ الملك إلى تعيين سمير الرفاعي مستشاراً له (إبن زيد الرفاعي رئيس الوزراء الاسبق والذي كان يحافظ في العادة على علاقات حسنة مع النظام السوري) وخصُه برسالة تكليف وامتداح خاصة وهو الشئ غير المعهود لمثل هذا المنصب


الملاحظ ان الحديث عن" الاردن اولاً" وغيره من التهويمات التسويقية هذه قد ذهب ادراج الرياح، ولم يعد إلى ذكره، فقد ادى مهامة في تحييد الشارع الاردني إلى حدِ ما تجاه العدوان الاميريكي على العراق وتبرير تعاون الحكم الاردني مع هذا العدوان. المرحلة الآن تستدعي خطابا آخر مع ارتفاع سعر النفط واشتداد الرغبة في الانتفاع من هذه السيولة لذ فان مثل هذا الشعار يعزف نغمة من الجحود تجاه دول الخليج المانحة باتت تتقزز منها هذا من جهة، ومن جهة اخرى فيجب تهيئة الشعب الاردني ليهب لنجدة "اخوانه" واعني الانظمة الحاكمة في السعودية والبحرين وغيرها من دول الخليج إذا ما اعتراها تهديدا من شعوبها المقهورة
من الملاحظ ايضا ان دعوة الاخوان المسليمن لحكومة منتخبة جرى الالتفاف عليها من خلال الاشارة في التكليف إلى ان الحكومة الجديدة تأتي " كجزء من مسيرة الاعمار المتواصلة" كذلك فأن تعيين بدران واستخدام عبارة "حكومة الاصلاح" الاثيرة لقلب الاخوان المسلمين قد يساهم في تطييب خواطرهم في المرحلة القادمة وكفي الله المؤمنين شرٌ القتال!! ... بأنتظار ان نرى ردود فعل هؤلاء الاخيرين على الحكومة الجديدة.


اما تيار " الاردنة" والذي يجد تعبيره الامثل في اشخاص من مثل ناهض حتر وآخرين، فلن يجد في هذه الحكومة ما يردٌ الضمأ ، فهي ستتابع ذات السياسة الاقتصادية النيوليبرالية إذا لم يكن على نحو اوسع واكثر فجاجة، تلك السياسة التي قوضت استقرار الفئات الرئيسية التي تغذي هذه التيار اوالتي يدعي منظرو هذا الاخير الدفاع عنها من موظفي الدولة والمؤسسات العامة او كما يحب ان يسميهم اصحاب هذا التيار ب"ابناء الريف" الذين تآكلت اجورهم اوخسروا وظائفهم بفعل السياسة الاقتصادية النيوليبرالية (التخاصية واعادة الهيكلة ورفع الدعم الحكومي عن المواد الاساسية، وتوالي ارتفاع اسعار المحروقات) منذ آواخر الثمانينات



#خضر_كنعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتقال الاستاذ فهد الريماوي و اطلاق سراحه!
- تعليق على تعاطي الحكم الاردني مع العملية الارهابية الفاشلة ف ...
- الحكم في الاردن: بعض الملاحظات على السلوك السياسي!


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خضر كنعان - ملاحظات اولية على حكومة بدران الجديدة في الاردن